الثلاثاء، 1 أبريل 2014

جبال القصيم .. حرف (ب) (15)

(66) جَبَلْ أَيْمَنْ مِشْحَادْ

جبل منفرد يقع ملاصقاً لجبل قطن المشهور غرب القصيم من جهة الشمال، بينهما حوالي [4] أكيال. وينطق بكسر الميم وفتح الحاء ثم ألف بعدها دال أخيرة. مضافاً لكلمة أيمن ضد اليسار، ولعله يوجد مشحاد آخر جهة اليسار.
يقع الجبل بين خطي عرض ( 51.42   05   26 ) وطول (17.14   21  42 ) ويرتفع (959) متراً عن مستوى سطح البحر.
يحد الجبل من الشمال: ضلعان مشحاد الوعر. ومن الجنوب: جبل قطن. ومن الشرق: قرية الفوارة، وهجرة الجرير. ومن الغرب: هجرة مباري.
يجري حول الجبل بعض الشعاب: من الشرق: شعيب ضليع رشيد، وشعيب مشاحيد. ومن الغرب: شعيب مباري. ومن الجنوب: شعيب أبو فريعة. أقرب القرى من الجبل: هجرة شقران الطوال من الجنوب.
وضليع رشيد من الجنوب الشرقي. والمحلاني والشباكية من الشمال الغربي. والوسيطاء والشهباء وجديد من الغرب.
ذكر العبودي (معجم بلاد القصيم 6/2267) تلك الجبال في رسم [المشاحيد] ولعله يقصد تلك الجبال وغيرها ممن حولها مما يشابهها في الاسم0

(67) هُضَيْبَةْ باديْ

على تصغير هضبة، ونسبة إلى بادي –بفتح الباء وكسر الدال بعدها ياء ساكنة. وهو اسم رجل كان يسكن حولها، كما يروي العامة ذلك. وهي منفردة تقع جنوب مدينة الرس على حوالي [25] كيلاً. في منطقة تكثر فيها الهضاب.
تقع بين خطي عرض ( 51.42   41   25 ) وطول
( 34.28   29   43 ) وترتفع (779) متراً عن مستوى سطح البحر.
يحدها من الشمال: هضيبة الرسيس. ومن الجنوب: ضليع المتفكرات. ومن الشرق: جبل القشيعين [الأنعمين سابقاً] ومن الغرب: قرية نفجة، وهضيبة ربيضان.
يجري حول الهضبة من الشرق والجنوب: شعيب الأرطاوي، وشعيب أبو عشر. المشهورين جنوب الرس- ويصبان في وادي النساء الذي يفيض بالرمة.
لم أجد لهذا الجبل ذكراً في كتب البلدان، حتى العبودي لم يذكره في منطقة القصيم0
(68) هُضَيْبَةْ بَجْدَا

بفتح الباء وسكون الجيم بعدها دال مفتوحة ثم ألف أخيرة، هضيبة صغيرة غير مرتفعة تقع ملاصقة لقرية هرمول الواقعة جنوب جبل طخفة المشهور من الشمال، بينهما حوالي كيلين فقط وقرية فيضة سلام، في المنطقة الواقعة جنوب غرب الرس.
تقع الهضبة بين خطي عرض ( 25.71   46   24 ) وطول ( 17.14   10   43 ) وترتفع حوالي (1045) متراً فوق مستوى سطح البحر.
ويحد الهضبة من الشمال: قرية العوشزية، ونفيد الشعب، وجبل طخفة. ومن الجنوب: قرية هرمول. ومن الشرق: مزارع الروضة، وجبل المحرق. ومن الغرب: هجرة فيضة سلام، وهجرة سلام.
ويمر حول الهضبة من الجنوب: شعيب هرمول. ومن الغرب: شعيب أبو هضيد الشرقي.أما طريق الحاج المتجه إلى مكة والذي يطأ جبل طخفة فيمر حول الهضبة من جهة الغرب بينهما حوالي [23] كيلاً.
لم أجد لهذا الجبل ذكراً في كتب البلدان، حتى العبودي لم يذكره في منطقة القصيم0

(69)  جَبَلْ بِدَنْ

ينطق بكسر الباء فدال مفتوحة ثم نون ساكنة وهو جبل منفرد يقع عند التقاء وادي الجريب بوادي الرمة من الجنوب. بينه وبين قرية الخطيم الواقعة عنه جهة الشمال الشرقي حوالي [3] أكيال فقط.
يقع بين خطي عرض ( 34.28    36   25 ) وطول
( 25.71   30   42 ) ويرتفع عن مستوى البحر (1032) متراً.
يحد الجبل من الشمال: جبل بدين – سوف يأتي ذكره لاحقاً– وهجرة الميليح، وهجرة الأفيهد.
ومن الجنوب: هجرة الوطاة، وهجرة اللغفية، وجبال الشهبان. ومن الشرق: قرية الخطيم، وجبل السميراء. ومن الغرب: جبل طمية، وهجرة رفايع مطربة، وجبل الحبلى. وتقع عقلة الصقور عن الجبل جهة الشمال.
يقع جبل بدن على ضفة وادي الرمة من الجنوب، وعلي ضفة وادي الجريب. أكبر روافد الرمة – عند التقائه بالرمة من الشرق. ويصب وادي بدين بوادي الجريب جنوب الجبل.
قال عنه ياقوت (معجم البلدان 1/359) بُدن: بالضم: موضع في اشعار بني فزازة، عن نصر.
وذكر العبودي ( معجم بلاد القصيم 2/448) قال: على لفظ بدن الإنسان في لغتهم العامية، جبل في عالية القصيم يقع إلى الجنوب من عقلة الصقور، إلى الشمال من مجرى وادي الجرير [الجريب قديماً] قرب التقائه بوادي الرمة.
أقول: ذكر بأنه إلى الشمال من مجرى وادي الجرير قرب التقائه بوادي الرمة، والصحيح أنه في الجهة الجنوبية من مجرى وادي الجرير عند مصبه في الرمة.
ثم نقل قول ياقوت، وقال: ونص كلام نصر –من كتاب الأمكنة- وأما بضم الباء وسكون الدال وآخره نون: موضع ذكر في أشعار فزارة، ومن المعلوم بأن بدن قريب من جبل طمية يقع في جهة الشرق منها.
أقول: قوله: ومن المعلوم بأن بدن قريب من جبل طمية، صحيح بأن جبل بدن يقع شرق جبل طمية، بينهما حوالي [50] كيلاً.
ثم قال العبودي: وفي رسم الحاجر، قول عمر رضي الله عنه: إن بين الحاجر والنقرة لرأيا يقصد بذلك رأي عيينة بن حصن الفزاري، وبدن في تلك المنطقة.
أما ابن خميس ( معجم جبال الجزيرة 1/478) فقد ذكر ما قاله العبودي سابقاً، وما قاله سعد بن جنيدل في (معجم العالية) ومنه قوله: بِدَن: جبل أسود وبقربه جبل آخر يسمى بدين، تصغير بدن، يقعان شرق جبال الحبلى، شرقاً من طمية، في بلاد فزارة.
أما الباحث الأستاذ عبدالله بن محمد الشايع في كتاب (تحقيق مواضع في نجد2/270) عندما كان في رحلة ميدانية في منطقة وادي الرمة، قال: سرنا على ضفة وادي الرمة وعند منعطف مجراه كان لي هناك وقفة تأمل. في هذا المكان يلتقي وادي الجريب –الجرير قديماً- قادماً من الجنوب بوادي الرمة، وقريباً من ملتقاهما يقع جبل [بدن] يتركه وادي الجريب شرقاً منه.
وقال في موضع آخر (2/412) ... فاتجهنا إلى هناك محاذين لوادي الرمة من الغرب مروراً بقرية [الأفيهد] والخطيم واقع جنوباً شرقياً من جبل [بدن ] وعند الوصول إلى جبل بدن كانت فرصة للتحقق من مدفع وادي الجريب في وادي الرمة، حيث قيل في بعض المراجع أن جبل بدن يقع على ضفاف الجريب من الجهة الشمالية ولكن اتضح أنه واقع على جانبه الجنوبي فانتبه لذلك.
أقول: قوله [قيل في بعض المراجع ... ] القائل هو العبودي – وقد نقلناه بعاليه – والصحيح هو ما قاله الشايع، وقد أوضحنا ذلك سابقاً.
كما أوضحنا مقدار المسافة بين قرية الخطيم وجبل بدن أما قرية الأفيهد فتقع في المنتصف بين جبل بدن وعقلة الصقور0

(70)  جَبَلْ بُدَيْنْ

على تصغير بَدَنْ، بضم الباء وفتح الدال ثم ياء ونون ساكنتين، جبل صغير يقع مجاوراً لجبل بدن من الشمال، يفصل بينهما مصب وادي الجريب بالرمة. بينه وبين قرية الميليح الواقعة عنه جهة الشمال الغربي حوالي [4] أكيال.
يقع بين خطي عرض ( 17.14   36   25 ) وطول
( 8.57  26  42 ) ويرتفع (948) متراً عن مستوى سطح البحر.
يحد الجبل من الشمال: وادي الرمة، وبئر بدينة، وخيمة قطن. ومن الجنوب: جبال الشهبان، وهجرة اللغفية، وهجرة الوطاة. ومن الشرق: هجرة الخطيم، ونفود الخطيم. ومن الغرب: هجرة الميليح، وضليع عياش، وجبل الحبلى، وجبل طمية.
يمر حول الجبل من الشمال وادي الرمة. ومن الجنوب: وادي بدين – الذي يفيض في الجريب. ومن الشرق: وادي الجريب. ومن الغرب: وادي دوبح.
ذكره العبودي (معجم بلاد القصيم 2/449) فقال: تصغير [بدن] السابق قبله، جبل صغير إلى الشمال من بدن، وإلى الشرق من جبل طمية. يراه السالك لطريق المدينة المنورة من القصيم قبل أن يصل عقلة الصقور مشرقاً: يراه على بعد حوالي [25] كيلاً.
وذكره ابن خميس (معجم جبال الجزيرة 1/480) ناقلاً ما قاله عن العبودي0



(71)  جَبَلْ البَكْرَةْ

بفتح الباء وسكون الكاف ثم راء مفتوحة فتاء مربوطة أخيرة، جبل منفرد يقع جنوب جبل قطن المشهور شمال غرب الرس، وهو عبارة عن هضبة منبطحة تشبه الناقة البارك، لذا أسموها البكرة، على اسم من أسماء الناقة. تقع بأسفلها قرية تسمى باسمها.
تقع بين خطي عرض (00  57   25) وطول
(25.71  18  42) وترتفع (1014) متراً عن مستوى سطح البحر.
يحدها من الشمال: قرية البكرة، وجبل قطن. ومن الجنوب: عبلة قطن –التي تسمى خيمة قطن. ومن الشرق: هضبة أم حصاة. ومن الغرب: عقلة الصقور.
ويجري منها شعيب يسمى شعيب البكرة ويصب في وادي الرمة شرق عقلة الصقور.
هذا الجبل لم يذكر في كتب البلدان. أما العبودي (معجم بلاد القصيم 2/2075) فقد ذكره عند حديثه عن جبل قطن: فقال مورداً القصة الخرافية التي تفيد عن زواج طمية بجبل عكاش:... إن طمية هجرت عكاشا ونادت قطنا فاستجاب لندائها وتناول [ الرحيل] وهو جبل صغير بقربه ووضعه على البكرة وهي إحدى هضابه، أي: هضاب قطن، سميت بهذا الاسم بعد هذه الحادثة0

(72)  جَبَلْ البَكْرِيْ

هي مجموعة هضبات صغيرة مجتمعة، تنطق بفتح الباء وسكون الكاف بعدها راء مكسورة فياء أخيرة، منسوبة إلى كلمة بكر. تقع بين هجرتي حديجة من الشمال وحليوة من الجنوب، الواقعتين جنوب شرق ضرية، وتقع جبال كبشات عنها جهة الشمال الغربي.
تقع الهضبة بين خطي عرض ( 34.28    35   24 ) وطول ( 00   11   43 ) وترتفع (1252) متراً عن مستوى سطح البحر.
ويحد الهضبة من الشمال: هجرة حليوة –بينهما حوالي [6] أكيال، وهجرة طفيلة، وهضاب المكيلي. ومن الجنوب: هجرة حديجة –بينهما حوالي [6] أكيال، وهجرة كبشان. ومن الشرق: جبال كبشات. ومن الغرب: هجرة روضة عسعس، وجبال الأكيثال.
تحدث عنها أصحاب المعاجم وكتب البلدان، فقال الفيروزبادي (القاموس المحيط 1/377)... والبكرات جبال شمخ عند ماء لبنى ذؤيب يقال له البكرة وقارات سود برحرحان أو بطريق مكة، والبكرتان هضبتان لبني جعفر وفيهما ماء يقال له البكرة أيضاً. 
وقال البكري (معجم ما استعجم 1/269) البكرة: ماء مذكور في رسم ضرية.
ثم قال (3/860) متحدثاً عن حمى ضرية:... إلا أن عثمان رحمه الله اشترى ماء من مياه بني ضبينة، كان أدنى مياه غني إلى ضرية، يقال لها البكرة، بينها وبين ضرية حوالي عشرة أميال، فذكروا أنها دخلت في حمى ضرية أيام عثمان، ثم لم تزل الولاة بعد ذلك تزيد فيه... وكان ناس من الضباب قدموا المدينة فاستسقوا البكرة من ولد عثمان فأسقوهم إياها، ثم قال: والبكرة عن يسار ضرية للمصعد إلى مكة، ثم روى بيت امرئ القيس:
غشيت ديار الحي بالبكرات



فعارمة فبرقة العيرات

فغول فحليت فنفء فمنعج



إلى عاقل فالجب فالأمرات

ثم قال البكري (3/863)... واحتفر إبراهيم بن هشام الذي زاد في الحمى حفيرتين بالحمى، إحداهما بالهضب الذي بينه وبين ضرية ستة أميال، وسماها النامية، وهي بين البكرة التي اشتراها عثمان وبين ضرية.
أما ياقوت الحموي (معجم البلدان 1/475) فقال البكرة: بسكون الكاف: ماءة لبني ذويبة من الضباب، وعندها جبال شمخ سود يقال لها البكرات، وقال الأصمعي في قول امرئ القيس:
عرفت ديار الحي بالبكرات



فعارمة فبرقة العيرات

أرانيها أعرابي فقال: هل لك في البكرات التي ذكرها امرؤ القيس؟ فإذا قارات سود شاخصة، قال الأصمعي: بين عاقل وبين هذه الأرضين، أيام وفراسخ لم يعرفها ابن الكلبي.
وابن بلهيد ( صحيح الأخبار 3/245) بعدما نقل كلام البكري عن الجبل قال معلقاً على قوله [يقال لها البكرة] أما البكرة فأنا أقول إنها موجودة إلى هذا العهد يقال لها [البكري] هضبات كأنها مطلية بذهب، وبين الهضبات بئر قد انطمست وفيها رس لا يخلو من الماء.
ثم علق على قول البكري [البكرة عن يسار ضرية للمصعد إلى مكة على طريق اليمامة].
قال ابن بلهيد: هذا صحيح إذا كان القصيم ونواحيه ملحقاً باليمامة فهي كما ذكر البكري.
ثم قال (1/52) عند حديثه عن برقة العيرات: أما البكرات فهي البكرات المشهورة في حدود الحمى في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تقع من ضرية على مسافة يوم مما يلي مطلع الشمس، وهي هضبات حمر فيها بياض، ويقال لها اليوم [البكري] يعرفها بهذا الاسم اليوم جميع أهل نجد.
وبعد أن أورد ابن بلهيد أبيات امرئ القيس والمذكورة سابقاً، قال: وجميع المواضع التي ذكرها امرؤ القيس في أبياته المتقدمة، وهي: البكرات ونفي وحليت ومنعج وعاقل والأمرات، كلها باقية بهذه الأسماء إلى يومنا هذا، أقصاها مما يلي القصيم عاقل الذي يقال له اليوم [العاقلي] وأعلاها مما يلي جنوب الحمى [البكرات] التي يقال لها اليوم [البكري] التي هي هضاب حمر يغشاها بياض، وهي واقعة في هضاب سود عنها جنوبي كبشات وغيرها.
أما الشيخ محمد العبودي (معجم بلاد القصيم 2/616) فقد تحدث عن الجبل وقال: بفتح الباء فكاف ساكنة فراء مكسورة فياء، على صيغة النسب إلى بكر أو بكرة، هضاب حمر وماء إلى الغرب منهن، وإلى الشمال منها رس أي وشل لا ينقطع ماؤه، تقع في منطقة ضرية في غرب القصيم الجنوبي على بعد [22] كيلاً من بلدة ضرية إلى جهة الجنوب الشرقي منها، وكانت الماء قديماً تسمى البكرة، وكانت الهضاب تسمى البكرات، جمع بكرة. ثم ذكر ما قال الهجري – وذكره البكري سابقاً- وعلق عليه بقوله: هذا الوصف يصدق على البكري هذا فهو عن يسار ضرية للمصعد – أي المتجه مع طريق حاج البصرة إلى مكة وهو –أي البكري- على طريق أهل اليمامة إلى ضرية.
ثم ذكر العبودي ما قاله محمد بن سعد في الطبقات في حديثه عن سرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء، ونلخصه فيما يلي نقلاً عن كتاب (الطبقات الكبرى 2/78) قال: ثم سرية محمد بن مسلمة إلى القرطاء، خرج لعشر ليال خلون من المحرم على رأس تسعة وخمسين شهراً من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعثه في ثلاثين راكباً إلى القرطاء، وهم بطن من بني بكر من كلاب، وكانوا ينزلون البكرات بناحية ضرية، وبين ضرية والمدينة سبع ليال، وأمره أن يشن عليهم الغارة، فسار الليل وكمن النهار وأغار عليهم وقتل نفراً منهم وهرب سائرهم واستاق نعما وشاء ولم يعرض للطعن، وانحدر إلى المدينة، فخمس رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما جاء به وفض على أصحابه ما بقي فعدلوا الجزور بعشر من الغنم، وكانت النعم مائة وخمسين بعيراً والغنم ثلاثة آلاف شاة، وغاب تسعة عشر ليلة وقدم لليلة بقيت من محرم. أ. هـ.
ثم علق العبودي على قول البكري السابق على ما عمله
إبراهيم بن هشام، وذكر ما قاله الهجري عن البكرة، وهو: والبكرات: جبل أحمر، وعنده [البكرة] بئر عذبة.
وعلق كذلك على قول ياقوت السابق، فقال: الظاهر إن البكرات تلك التي أراها الأعرابي الأصمعي ليست بالبكرات هذه التي هي في حمى ضرية، وإنما هي بكرات أخرى والدليل ما ذكره البكري بقوله: البكرات: قارات سود برحرحان، وذكر بيت امرئ القيس: قال العبودي: يكون هناك على هذا التخريج موضعان يسمى كل واحد منهما البكرات: والبكرات التي في رحرحان هي التي يصح فيها قول الأصمعي: إن بين عاقل وبينها أياماً وليال، لأن رحرحان لايزال يحتفظ باسمه حتى الآن، ويقع إلى الجنوب الشرقي من قرية الحناكية يتبع أمارة المدينة المنورة.
ثم قال: أما البكرات التي في حمى ضرية فهي قريبة من عاقل، وليس بينه وبينهما من منازل حاج البصرة إلا طخفة وإمرة.
أما الشيخ ابن خميس ( معجم جبال الجزيرة 1/528) فقد ذكر البكرة، ونقل ما قاله العبودي وياقوت عن ذلك، وذكر قول ابن جنيدل عنها فقال: هضبات حمر شمخ، وفيها ماء عذب، تقع غربا شماليا من كبشات، وجنوباً من بلدة ضرية، وكانت قديماً تسمى البكرات وقد حددت في كتب المعاجم تحديداً واضحاً، وكان عندها ماء للضباب يسمى البكرة. قال الأصفهاني: ومن مياههم – يعني الضباب- البكرة: وهي ماءة لها جبال شمخ سود، يقال لها البكرات. وقال الهجري: كان أدنى مياه غني إلى ضرية يقال لها البكرة بينها وبين ضرية نحو عشرة أميال. فذكروا أنها دخلت في حمى ضرية أيام عثمان.
ثم نقل قول الهمداني: البكرات هضاب فيهن بئر تسمى البكرة عن يسار ذلك أمواه الضباب. قلت –هذا من قول ابن جنيدل، حسب ما نقله ابن خميس –قولهم في وصف هضاب البكرات: شمخ سود، تحريف، فالواقع أنها شمخ حمر، وإياها يعني امرؤ القيس – في البيتين السابقين – وهذه المواضع التي ذكرها مع البكرات متقاربة بعضها داخل حمى ضرية وبعضها بقربه.
ثم قال – يعني ابن جندل – والبكري في هذا العهد واقع في بلاد الروقة من عتيبة التابعة لإمارة الدوادمي. يبعد عن مدينة الدوادمي غرباً شماليا مائة وثلاثين كيلا تقريباً.
أما الباحث الأستاذ عبدالله الشايع ( تحقيق مواضع هامة في نجد 1/126) فقد حدد موضع البكرات في رحلته الميدانية عند اتجاهه في الطريق للتعرف على جبل ثهمد، فقال: ثم ضرية إلى مطلع الشمس فكبشان هضب والبكرات هضبات فيهن بئر تسمى البكري.
أقول: فيه دلالة – وهو الواقع – بأن البكري يقع مطلع الشمس من ضرية مجاوراً لجبل كبشات من جهة الغرب.
ثم قال (1/137) موضحاً ذلك أكثر من السابق وهو متجهاً نحو ثهمد أيضاً: ... ومن يتتبع النص الواضح الذي ساقه لنا الهمداني فلن يظل الطريق إلى [ثهمد] فما على المتتبع سوى الانطلاق من بلدة ضرية صوب مطلع الشمس مع الطريق ويسلك الطريق الترابي المار بين كبشات جاعلا قرية حديجة عن يمينه والبكرات خلفه متجها جهة الشرق.
أقول: المتتبع لهذا الوصف على الخارطة أو على الطبيعة يعيش وصفه هذا بوضوح تام كل جبل في موضعه الذي ذكر فيه.
ثم قال أيضاً (1/209) موضحاً موقع البكرات ومفندا قول مؤلف معجم العالية عن اتجاه طريق اليمامة ومؤيدا كذلك قول الهجري عن البكرات، يقول: قال – أي الهجري – [والبكرة عن يسار ضرية للمصعد إلى مكة عن طريق اليمامة] والبكرة التي أشار إليها الهجري حددها السمهودي في كتاب [وفاء الوفاء] وهو يتكلم عن حمى ضرية بقوله [البكرة عند هضاب يقال لها البكرات على نحو عشرة أميال من ضرية] ولهذا فلست مع مؤلف معجم [عالية نجد] من أن طريق اليمامة يعبر وسط الوضح بين الهضاب التي ذكرها... وإنما الوضوح إذا طبقنا النص حسب منطوقه الصحيح، فطريق اليمامة يتجه من ضرية شرقاً ليمر بالبكرة، وهضاب البكرات ليعبر بين جبال كبشات، ومن ثم يرد معدن الأحسن.
هذا ما أوضحه الباحث الشايع عن موقع الجبل من خلال رحلة ميدانية لتلك الناحية0



0 خرائط المملكة ( 1: 250000) لوحة رقم (5-38NG) الفوارة.

0 خرائط المملكة ( 1: 250000) لوحة رقم (5-38NG) الفوارة.
0 خرائط المملكة ( 1: 250000) لوحة رقم (5-38NG) الفوارة.
0المراجع:
(1) محمد العبودي. المعجم الجغرافي للبلاد السعودية-بلاد القصيم.- منشورات دار اليمامة، 1400هـ.
(2) عبدالله بن محمد الشايع. تحقيق مواضع هامة في نجد، ج1، 2، 3،1413هـ.
(3). عبدالله بن محمد الشايع. نظرات في معاجم البلدان- تحقيق مواضع في نجد.-ط1، 1415هـ
(4) خرائط المملكة (1:   250000) لوحة رقم (9-38 NG) الرس.
0المراجع:
(1) محمد العبودي. المعجم الجغرافي للبلاد السعودية-بلاد القصيم.- منشورات دار اليمامة، 1400هـ.
(2) عبدالله بن خميس . معجم جبال الجزيرة .-ط1، 1410هـ
(3) خرائط المملكة (1:   250000) لوحة رقم (9-38 NG) الرس.

0المراجع:
(1) محمد العبودي. معجم بلاد القصيم.-ط1 .- الرياض: منشورات دار اليمامة، 1399هـ.
(2) خرائط المملكة (1:   250000) لوحة رقم (9-38 NG) الرس.

0المراجع:
(1) محمد بن بلهيد. صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار.- ط2، 1392هـ
(2) ياقوت الحموي. معجم البلدان.- بيروت : دار صادر، 1404هـ
(3) عبدالله بن خميس. معجم جبال الجزيرة.-ط1.
(4) محمد العبودي. المعجم الجغرافي للبلاد السعودية-بلاد القصيم.المرجع السابق.
(5) الفيروزبادي. القاموس المحيط. مؤسسة الحلبي.
(6) البكري. معجم ما استعجم.- ط3 .- عالم الكتب، 1403هـ.
(7) ابن سعد . الطبقات الكبرى.- بيروت: دار بيروت للطباعة والنشر، 1400هـ.
(8) عبدالله بن محمد الشايع. تحقيق مواضع هامة في نجد، ج1، 2، 3،1413هـ.
(9)خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم (13-38NG) ضرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق