وفي يوم الجمعة: 2/8/1430هـ اتجهنا إلى مدينة (نوراليا) وهي من المدن الكبيرة والمشهورة في الدولة. مرورا وسط مدينة كاندي التي أخذنا جولة في سوقها وشاهدنا محلات الملابس ومحلات النحت والمشغولات الخشبية. ثم نزلنا عند أسرة سيلانية اسم عائلها (عبد الله فارس) وشربنا القهوة والشاي مع الحلاوة المشهورة عندهم والتي تصنع في المنزل من التمر والرز المطحون.
بعد ذلك عزمنا القيام برحلة إلى جبل (أمبولو وافا) ويرتفع عن سطح البحر حوالي (1300 متر) حيث يوجد فوق سطح الجبل مجمع للعبادة يشمل مسجد وأماكن الهندوس والوثنيين والبوذيين والمسيحيين وغيرهم. وتقوم الدولة ببناء تلك المعالم لتكون شاملة كل الديانات. والرحلة على الدباب (طق طق) لأن السيارات لا تصل إلى المكان لعدم تهيئة الطرق المناسبة لها. وللدخول رسم قدره (200) روبية للمواطنين (600) روبية للسياح.
هذه المنارة البيضاء يتم الصعود إليها بالسلم الحلزوني الخارجي.
هذا المسجد في المجمع. أدينا فيه صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا.
وهذا منظر الوادي وفيه الطرق الترابية والجبال الخضراء. صورة من فوق الجبل.
والمكان يعتبر موقعا للنزهة والعبادة. كما يعلو الجبل منارة بيضاء مرتفعة. ويتم مشاهدة مدينة كاندي من فوق الجبل. كما يرى نهر مهاويلي الذي يخترق المدينة. ويتم كذلك مشاهدة مدينة نوراليا على سطح جبل مجاور.
ثم اتجهنا إلى مدينة (نوراليا) (NUWARA AELIYA) للإقامة فيها لمدة يومين. ومعناه (نور عليا) حيث تروى حكاية عن الاسم: يقال أن ملكا من ملوك مصر لما وصل إلى المدينة أعجبته امرأة اسمها (عليا) فتزوجها وأطلق على المدينة (نور عليا) ونوراليا ترتفع (2291) متر عن سطح البحر. وفي الطريق شاهدنا مزارع الشاي الكثيرة من الدرجة الأولى والثانية في سفوح الجبال وفي أعلى الجبل توجد مزارع من الدرجة الأولى. ويبدو بأن الجو البارد هو الذي يميز تلك الأنواع فكلما ارتفعت المزارع في أعلى الجبل وفي الجو البارد والأمطار الغزيرة تكون من الدرجة الأولى ويتميز بالجودة، وإذا انخفضت إلى السفوح السفلى على الجبل وقلّت البرودة والأمطار فهو من الدرجة الثانية أو الثالثة.
وكلما كان لون ورق الشاي أخضرا غامقا فهو من الدرجة الأولى وكلما قل الاخضرار تقل درجة الجودة. كما أن بعض الأشجار يستخلصون منها (52) نوعا من الشاي. وعندما وصلنا إلى مصنع الشاي ونحن في الطريق إلى نوراليا وهو يملكه مجموعة من الأفراد ويقومون بتشغيله رافقنا المسئول بالمصنع وأخذنا معه جولة مع الشرح الوافي عن طريقة قطف الشاي من المزارع وطريقة تجفيفه واستخلاصه وتصنيعه وتعليبه. ثم تسوقنا في معرض بيع الشاي المنتج الأسود منه والأخضر.
ثم واصلنا السير نحو مدينة نوراليا التي بينها وبين كولمبو (180 كم) وعند الوصول أقمنا في فندق (قراند) (GRAND) وهو من الدرجة الثالثة ويتميز بالجمال والنظافة كغيره من الفنادق.
فندق قراند يرى من خلال الحديقة من الخارج
ثم في صباح يوم السبت: 3/8/1430هـ أخذنا جولة في مدينة نوراليا، وهي صغيرة جدا وتقع بين الجبال الخضراء ومنازلها بنيت على سفوح الجبال المحيطة بها. وتقع فيها بحيرة (جريجوري)
منظر بحيرة جريجوري عند مغيب الشمس وتعلوها الغيوم.
منظر آخر لبحيرة جريجوري وتشاهد المنازل على سفوح الجبال المكسوة بالخضرة.
وفي نوراليا مزارع مشهورة منها مزرعة تسمى (هولندا) وأخرى تسمى (نيوزيلندا) وكلها تربى فيها الأبقار وتنتج الحليب والجبن. مع العلم بأن سيريلانكا لا تنتج اللبن ولا يباع فيها بل تنتج الحليب بكثرة ويستهلك من قبل السكان. ثم مررنا بالطريق على مجرى ماء عنده صنم يسمى (بقوان) وهو يعبد من قبل الهندوس والبوذيين، أما الطريق فهو ضيق ومكسّر وبين الجبال العالية الخضراء. ونشاهد في الطريق سكة القطار الذي يصل بين كولمبو ونوراليا، ويقطع بينهما (242 كم) في (18) ساعة بسبب الجبال والانحدار الشديد.
ثم أخذنا جولة في داخل مزرعة نيوزيلندا. والمزرعة تملكها مؤسسة خاصة تنتج لحوم الأبقار والأنعام والطيور والحليب والجبن والخضار في بيوت محمية، وتذوقنا الجبن والحليب المنتج فيها حارا وباردا في محل يبيع الإنتاج، واشترينا من مزرعة الدواجن (3) أرانب وزن الواحد منها حوالي (1700) جرام.
منظر لمزرعة نيوزيلندا، وتشاهد البيوت المحمية التي تنتج الخضروات.
منظر آخر لمزرعة نيوزيلندا، وتشاهد بحيرة صغيرة في المزرعة.
بحيرة نيوزيلندا، وتشاهد الغابة في طرفها.
منظر آخر لحيرة نيوزيلندا، وتشاهد أسفل الجبل مكسو بالخضرة.
وبحيرة نيوزيلندا تقع مجاورة للمزرعة جلسنا بجانب البحيرة على سفح الجبل حيث الخضرة والماء والجو العليل، وتناولنا القهوة والشاي مع التمر السكري القصيمي. وعملنا الغداء كبسة الرز مع لحم الأرانب اللذيذ.
وفي يوم الأحد: 4/8/1430هـ خرجنا من نوراليا في رحلة إلى منطقة مرتفعة تسمى (جبل آدم) (بينهما 130 كم) ويروى بأن أبانا آدم نزل فوق الجبل وتوجد آثار قدمه على قمة الجبل. وهذا الجبل مرتفع جدا وفيه من الجمال في الطبيعة والخضرة والماء مما أبدعته يد الخالق سبحانه مع الأنهار والبحيرات والشلالات والأشجار العالية الخضراء.
قمة جبل آدم من بعيد.
وفي الطريق إلى جبل آدم مررنا على (غابة المطر) ومساحتها حوالي (150×50 كم) ثم مررنا بنهر صغير يجري بين الأشجار الكبيرة والجبال العالية.
صورة النهر الذي يجري بين الأشجار العالية والجبال.
بعدها مررنا بقرية (تلوا كلاّ) ويستمر بنا السير ونمر بعد هذه القرية بنهر آخر يسمى (بيريا بوندا) وهو يجري بين الجبال الخضراء والأشجار المرتفعة.
ثم مررنا في مسيرنا بجزء من بحيرة جميلة وواسعة تسمى(لا كشبانا) وتحيط بها المنازل والأشجار العالية جدا أما الجبال التي حولها فليست مرتفعة ويسهل السير فوقها في السيارة وعلى الأقدام. ومنظر البحيرة جميل جدا بين المنازل والأشجار والخضرة التي تكسو الأرض من حولها مما كونته يد الخالق سبحانه وتعالى. وحول البحيرة محل مشهور يقدم العصيرات الطازجة من الفاكهة التي تتوفر عندهم. ويروي لنا السائق (نعمان) بأن البحيرة واسعة جدا وتغطي أراضي مجموعة من المدن والقرى، وتصل مساحتها إلى (48 كم مربع).
صورة بحيرة لا كشبانا، وتشاهد مزارع الشاي.
صورة أخرى لبحيرة لا كشبانا، وتشاهد مزارع الشاي والجبال يعلوها الضباب في جو ممطر.
صورة ثالثة لبحيرة لا كشبانا، وتشاهد المنازل وسط البحيرة والجبال الخضراء.
كما مررنا بطريقنا في بحيرة أخرى لكن مساحتها صغيرة تسمى (بلاك بول) وحولها شلالات مشهورة وعالية، وهذه صورة البحيرة الجميلة.
ثم نستمر في الطريق الضيّق المتعرّج بين الجبال نزولا وارتفاعا والخضرة تكسو جانبي الطريق والأشجار العالية تعانق السحاب. ونشاهد قمة (جبل آدم) المرتفع الذي يروى بأن أبانا آدم نزل فيه، كما يذكرون بأن موقع قدم آدم اليسرى موجودة في قمة الجبل على صخرة مشهورة عندهم. ويُرى الجبل من بعيد على علو شاهق.
وفي الطريق مررنا بشلال ـ وما أكثر الشلالات في سيريلانكا ـ وهو رفيع وينزل من جبل مرتفع ثم يجري في أسفل كبري خرساني يقطع الطريق يسمى (شلال الجنّي) وتروى حوله حكايات غريبة، يقال: بأنه في الليل يظهر فيه صورة امرأة جنيّة تلبس ملابس جميلة.
صورة شلال الجنّي.
صورة أخرى لشلال الجنّي الذي ينحدر من أعلى الجبل.
ومن المعلومات عن جبل آدم: أنه يرتفع (7437) قدم فوق سطح البحر وفيه درج يرتفع إلى قمة الجبل عدد درجاته (4600) زلفة. ومنطقة جبل آدم تكثر فيها الشلالات والبحيرات والأنهار، وتلك منطقة لا يوجد فيها فنادق كبيرة للسكن، ولكن يوجد فيها موتيلات صغيرة ومتواضعة من حيث النظافة والخدمة لكنها تكون في مواقع جميلة بين الأنهار والشلالات ومساقط المياه البديعة. وأقمنا ليلة هذا اليوم الأحد في موتيل صغير يسمى (وث سالا إن) يجري أسفل الموتيل نهر صغير يسمى (كالوقنقا) ويسمع في النهار والليل خرير الماء أسفل غرف النوم بحيث يعطي صوتا جميلا يريح النفس ويرخي الأعصاب لمن ينشد الراحة. وفي الصباح تناولنا الفطور في مطعم الموتيل. وهو مطعم متواضع يقل في مستواه عن البوفيهات الصغيرة المتواضعة في النظافة والخدمة لدينا.
جزء من النهر الصغير (كالوجنجا) يجري أسفل موتيل (وث سالا إن).
وفي يوم الإثنين: 5/8/1430هـ في الساعة العاشرة صباحا ودعّنا موتيل (وث سالا إن) متجهين إلى مدينة (بنتوته) المشهورة في سيريلانكا والتي تبعد عن جبل آدم (200 كم) وتبعد عن كولمبو (75 كم) واسم المدينة مأخوذ من اسم الرحّالة المشهور (ابن بطوطة) الذي سميت باسمه بعد وصوله إليها.
وفي الطريق مررنا بغابة تسمى (غابة المطر) وهي واسعة ويخترقها طريق ضيق حوله أشجار ملتفّة ومتماسكة من الأعلى تشكل طريق مظلم، وبعد الغابة مررنا بنهر يجري أسفل كبري خرساني في منطقة جبلية جميلة تحفها الأشجار العالية والجبال الخضراء، وينزل النهر من الأعلى على شكل شلال، ثم اتصل الطريق الضيق الذي يمر بين الغابات بطريق رئيس واسع يوصل إلى بنتوتة.
منظر في غابة المطر، حيث الأشجار الملتفّة والجبال الخضراء.
النهر الصغير الذي يجري بعد غابة المطر.
وبعد أن انتهيا من غابة المطر مررنا على نهر كبير ومشهور في سيريلانكا يسمى (كالوقنقا) وهو مشهورة ومنحدر عن مستوى الجبال المحيطة به، وأخذنا رحلة في النهر على القارب وكانت ممتعة لمدة (45) دقيقة بمسافة (4500 متر) والقارب يسير يمنة ويسرة بين الصخور الكبيرة والأمواج تلطم القارب وتغطيه بالمياه وأعضاء الرحلة يتمتعون بذلك. ومع الأسف لم نستطع التصوير بسبب كمية الماء التي تلطم القارب.
ثم مررنا من جهة أخرى بجزء من هذا النهر الذي يجري أسفل جسر من الخرسانة بجوار إحدى المدن ويضفي عليها جمالا أخّاذا وجوا ممتعا بين الأشجار والأعشاب والناس ينزلون في جانبي النهر منهم من يسبح ومنهم من يقوم بغسيل الملابس والأمتعة. ويُرى قمة جبل آدم بين الجبال البعيدة جهة الغرب من النهر. ثم يستمر بنا الطريق ونمر بمدينة (أفِسّا وِيلاّ) التي تبعد عن كولمبو (45 كم) ويمر وسطها القطار العام في الدولة.
نهر كالوقنقا وسط إحدى المدن ويرى جمال النهر مع الأشجار.
نهر كالوقنقا وتشاهد قمة جبل آدم من بعيد.
ثم مررنا في طريقنا إلى ينتوتة بمدينة (بادوكا) وبعدها مررنا بمزارع الأرز المشهورة التي تنتج كميات تجارية كبيرة. وفي تلك المدينة أدينا صلاتي الظهر والعصر في مسجد بنته هيئة الإغاثة الإسلامية فرع القصيم. ووجدنا فيه طلابا صغار في السن عددهم (40) يدرسون في مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم ومعهم مدرسون من تلك البلاد يحفظون القرآن الكريم ويدرسونه للطلاب.
ثم مررنا في طريقنا بمدينة (حُرّانا) ويسكنها البوذيون والمسلمون فيها قليلون، ثم مدينة (بنداره قما) ثم مدينة (كالّوترى) التي بينها وبين بنتوته (35 كم) وينتهي فيها نهر كالوقنقا ويصب في البحر الذي تقع عليه المدينة. ثم نصل إلى مدينة (ألوقما) زهي مجاورة لمحافظة بنتوته، وبنتوته محافظة كبيرة فيها فندق (هيرتنز) ويقع على البحر وأقمنا فيه ليلتين. كان الجو فيه عليلا ومبنى الفندق قديم لكنه بتميز بالنظافة والخدمة.
وفي صباح يوم الثلاثاء: 6/8/1430هـ ونحن في فندق هيرتنز في مدينة بنتوتة قمنا برحلة بحرية ممتعة ومتميزة في نهر (مادوقنقا) الذي تقع عليه المدينة.
الشاطئ الرملي في فندق هيرتنز.
بدأت الرحلة في الساعة الحادية عشرة صباحا لمدة ساعة في القارب المائي ومررنا بمجموعة من الجزر والخلجان الجميلة وسط النهر، وتوقفنا بمنزل متواضع بين الأشجار على جانب النهر لأسرة مكونة من زوجين فقط ويقومون بزراعة القرفة ويبيعون إنتاجهم من أعواد القرفة الذي يستخدم مع الطعام وزيت القرفة الذي يستعمل للصداع وألم الأسنان ومسحوق القرفة الذي يستعمل مع الكيك والمعجنات. كما يصنعون بعض المشغولات اليدوية من السعف وأوراق الشجر.
ثم شاهدنا في البحر تمساحا كبير الحجم فوق إحدى الصخور والغربان والسنجاب.
نهر مادوقنقا ويُرى الجسر الخشبي لعبور المشاة.
نهر مادوقنقا وتُرى الأشجار الخضراء المنوعة وسط الجزر.
نهر مادوقنقا وتُرى المنازل في الجزر الجميلة.
التمساح الكبير في نهر مادوقنقا فوق إحدى الصخور.
ثم توقفنا لمدة ثلاث ساعات تقريبا في إحدى الجزر وعملنا القهوة والشاي وكبسة الرز في القدر الكاتم، وبعد الغداء عدنا إلى السكن في فندق هيرتنز والذي يتوفر فيه مسبح واسع مجاور للبحر ومطعم فسيح.
وفي يوم الأربعاء: 7/8/1430هـ توجهنا في الساعة الحادية عشرة صباحا من بنتوته إلى كولمبو حيث نبقى فيها يوما واحدا. ويوم الخميس نركب الطائرة في رحلة متجهين إلى بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية.
وفي الطريق بين المدينتين مررنا بحيرة (موراتوا) وهي واسعة جدا وعليها مجموعة من الجسور الخرسانية تعبر من فوق الماء. والجو في المدينتين حار رطب وتصل درجة الحرارة فيهما إلى (30) درجة مئوية على طول العام. وكلتاهما تقعان على المحيط الهندي.
كولمبو: سكانها (1،500،000) نسمة. منهم (500،000) نسمة مسلمون.
بنتوتة: سكانها (500،000) نسمة. منهم (300،000) نسمة مسلون.
وفي كولمبو: مقر الحكومة ومبنى الرئاسة ومبنى المجلس البلدي وفيها فندق (هيلتون.
وبعد أن أقمنا في فندق (هيلتون) في كولمبو ليلة واحدة. وفي يوم الخميس: 8/8/1430هـ توجهنا إلى مطار كولمبو الدولي للعودة إلى المملكة ووصلنا مطار الملك خالد الدولي في الرياض بسلامة الله ورعايته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق