الخميس، 3 أبريل 2014

جبال القصيم ..حرف (ش) (50) (شوفان)

(215) جَبَلْ شَوْفَانْ

ينطق اسم الجبل بفتح الشين بعدها واو ساكنة ثم فاء مفتوحة بعدها الف ونون، من شاف الشيء: أي جلاه. واشْتَافَ إذا تطاول ونظر. وتَشَوف الشيء وأشَاف: ارتفع.
وقد سمى الأعراب الجبل بذلك لأنه مرتفع، كأنه يشوف أي ينظر لما حوله. وهو أسود اللون متوسط الحجم مستطيل يمتد من جهة الجنوب الغربي إلى جهة الشمال الشرقي بمسافة تقدر بحوالي [11] كيلاً. وفي وسطه هضبة مرتفعة جداً، تشوف على ما حولها من الجبال والرمال. وهو متصل من طرفه الشمالي الشرقي بثلاثة جبال هي:جبل المقوقي وجبل الشغيفاء وجبل ضمينة. وهو يقع على حد نفود عريق الدسم من جهة الشرق.
أقرب الهجر العامرة من الجبل: هجرة صعينين التي تقع أسفل الجبل في الجهة الشمالية الغربية منه بينه وبين النفود، كذلك هجرة صغيرة محدثة تسمى بدره تقع عنه جهة الغرب. كذلك هجرة العاقر التي تقع عنه جهة الجنوب –بينهما حوالي [3] أكيال، وهجرة بدائع ريمان جهة الجنوب –بينهما حوالي [8] أكيال.
يقع الجبل بين خطي عرض ( 8.57    08   25 ) وطول
وطول (00  37   42) ويرتفع عن مستوى سطح البحر (1346) متراً.وهو ارتفاع الهضبة التي تقع في وسطه.
يحد الجبل من الشمال: جبل المقوقي، وهجرة الركنة. ومن الجنوب: هجرة العاقر، وبدائع ريمان. ومن الشرق: جبال الشغيفاء، وجبال ضمينة، وآبار السوقية. ومن الغرب: نفود عريق الدسم، وآبار مُطَيْلق.
أما الشعاب والأودية التي تمر حول الجبل، من الشمال: شعيب أم أرطى الذي يمر بينه وبين جبل المقوقي ، وشعيب مليح. ومن الجنوب: شعيب صعينين، وشعيب نجخ، وشعيب ريمان. ومن الشرق: شعيب نجخ، وشعيب أبو سلم، وشعيب مازونة. ومن الغرب: شعيب بدره، وشعيب صعينين. اللذين يجريان بين الجبل وبين نفود العريق.
هذا الجبل ذكره العبودي في معجم بلاد القصيم. وقال البكري سماه [الشِّيْقان] بالقاف، وياقوت ذكره باسم [شِيفان]بالفاء. وسوف نقرأ ما قال كل منهما قبل أن نورد ما قال العبودي.
قال البكري: ( معجم ما استعجم 3/818) في رسم [الشِّيْقَان] بكسر أوله، وبالقاف، كأنه تثنية شِيق: جبلان في ديار بني أسد، قاله الطوسي.
أقول: تسمية البكري للجبل بالقاف لعله تحريف عند النسخ، وتكون صحة الاسم بالفاء [شِيفان] ويكون قريب من اسمه الحالي. وقوله [جبلان في ديار بني أسد] قد يُقصد بالجبلان: شوفان والمقوقي لتجاورهما وقربهما من بعض وكلاهما مرتفع يشرف على ما حوله، وهما يقعان في المنطقة الجنوبية من ديار بني أسد.
ثم قال البكري: وقال ابن الأعرابي: هما واديان . قال بشر بن أبي خازم:
دعوا منبت الشِّقين إنهما لنا



إذا مُضَرُ الحمراء شبَت حروبها

ورواية الأصمعي: [دعوا منبت السِّيفَين] يعني سيفي البحر.
أقول: قوله [هما واديان] لعله يقصد بعض الأودية التي تجري حول الجبلين مما يروي الأرض. كما يوجد في الجهة الشمالية الشرقية من جبل شوفان بئر قديمةكانت تروي منها.
أما ياقوت الحموي ( معجم البلدان 3/385) فقال في رسم [شِيفان] بالكسر ثم السكون والفاء وآخره نون، وأصله من تشوّفْتُ الشيء إذا تطاولت لتنظر إليه، وشيفان كأنه جمع شائف مثل حائط وحيطان وغائط وغيطان: وهما واديان أو جبلان، قال بشر بن أبي خازم:
دعوا منبت الشِّيفَين، إنهما لنا


إذا مُضرُ الحمراء شُبّت حروبُها

وقال مطير بن الأشيم الأسدي:
كأنما راضخ الأقران حلأَّهُ



عن ماء شِيفَين رامٍ بعد إمكان

ثم قال: ضبطه ابن العطار الشَّيقَين، بفتح الشين والقاف، وقيل: هو ماء لبني أسد.
أقول: قد يكون تسمية ياقوت [شِيفان] هو الصحيح والقريب من اسم الجبل حالياً وهي أصح من رواية القاف. وقد ذكر ياقوت بأنهما واديان أو جبلان، وعادة الجبال يجري حولها مجموعة من الأودية التي يتكون منها بعض الآبار المشهورة وتكون مورداً للبادية. أما قوله إنه من ديار بني أسد فلعل بيتي بشر ومطير وهما من بني أسد يؤكد أن الجبلان في ديارهما.
ثم أورد ياقوت في رسم [الشِّيقان] بيت بشر السابق برواية [دعوا منبت الشيقين]، وقال: وهذا يدل على أنهما من بلاد بني أسد، وقال نصر: الشيقان جبلان أو ماء في ديار بني أسد.
أقول: ولعل المقصود من كل ما تقدم بالجبلان: هما جبلي شوفان والمقوقي.
أما العبودي (معجم بلاد القصيم 3/1293) فقد قال عن شَوْفَان: بفتح الشين وإسكان الواو ثم فاء فألف ثم نون أخيرة: جبل أسود مرتفع يقع إلى الجنوب من أبان الأحمر [الأبيض قديماً] على بعد حوالي [25] كيلاً.
أقول: بان ضبط العبودي لاسم الجبل صحيح. ولكنه  يقع في الجهة الجنوبية الغربية من جبل أبان الأحمر، وقد ذكرنا سابقاً مقدار ارتفاعه.
ثم قال: وهو قريب من جبل آخر يقال له المقوقي.. وليس بينهما إلا واد صغير.
أوضحنا سابقاً قرب جبل شوفان من جبل المقوقي، والوادي الصغير الذي ذكر العبودي هو: شعيب أم أرطى.
وأورد العبودي ما قال ياقوت عن الجبل، وبيتي بشر ومُطير، ثم ما قال البكري، وقال: ولا أشك في أن الصحيح ما ذكره ياقوت. وفي تعليقه على قول ياقوت [وقيل هو ماء لبني أسد] قال العبودي: لعل الماء كان في الوادي الذي بين الجبلين.
أقول: يوجد في الطرف الشرقي لشعيب أم أرطى الذي يجري بين الجبلين بئر لا تزال قائمة يروي منها الناس، وهي في طرف جبل شوفان الشمالي الشرقي. ولا شك بأنها تكونت من سيل الشعيب0
ثم ورى العبودي بيتين من الشعر الشعبي لشاعر من عنزة سكان تلك المنطقة قبل أن تحل فيها قبيلة حرب هما:
عدّيت (شوفان) الطويل



مع شدِّتي والقوائم سالمات

ذبحت أربعة من سنة عَقيل



حدب القرون مُحَجَّلات


(216) جَبَلْ الشُّيُوخْ

منسوب إلى الشُّيْوخ بضم الشين المشددة بعدها ياء مضمومة فواو ثم خاء أخيرة جمع شيْخْ وهو من استبانت به السن وظهر عليه الشيب. وهو ضُلَيْع صغير يقع جنوب جبل شوفان السابق ذكره، مجاوراً لهجرة نجخ الشمالي من الغرب –بينهما حوالي [5] أكيال ، في الجهة الجنوبية من القصيم جنوب غرب الرس في حمى ضرية. وشمال جبل شعبا المشهور. في منطقة تكثر فيها الهضاب الصغيرة والآبار.
يقع الجبل بين خطي عرض ( 00      00     25 ) وطول
(34.28   37   42) ويبلغ ارتفاعه عن مستوى سطح البحر (1020) متراً.
يحد الجبل من الشمال: نفود عريق الدسم، وهجرة بدرة، وجبل شوفان. ومن الجنوب: هجرة نجخ الجنوبي، وجبل شعبا. ومن الشرق: هجرة نجخ الشمالي. ومن الغرب: جبل حسلات، ونفود العريق.
أما الشعاب التي تمر حول الوادي فهي، من الشمال: شعيب صعينين، وشعيب بدرة. ومن الشرق: شعيب المطيوي، وشعيب نجخ.
لم أجد لهذا الجبل ذكرا في كتب البلدان القديمة والحديثة. حتى العبودي لم يذكره في معجم بلاد القصيم. ويوجد في الخارطة التي أعدتها المساحة الجوية0



0 المراجع:
(1) ابن منظور. المرجع السابق.
(2) ياقوت الحموي. المرجع السابق.
(3) البكري . المرجع السابق.
(4) محمد عبودي. المرجع السابق.
(5) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم (9-38NG) الرس.

0 خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم (9-38NG) الرس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق