الأربعاء، 2 أبريل 2014

جبال القصيم .. حرف (ذ ــ ر) (34)

(143) جَبَلْ ذُرَيْرَة

بضم الذال وفتح الراء بعدها ياء ساكنة فراء ثانية مفتوحة فتاء مربوطة أخيرة. وهو جبل مرتفع يقع جنوب غرب الماوية وجبل ماوان ، بينهما حوالي [23] كيلاً، وشرق هجرة الهميج بينهما حوالي [13] كيلاً.
يقع بين خطي عرض (34.28     09    25) وطول
(51.42  18  41) ويرتفع (1154) متراً فوق مستوى سطح البحر.
يحده من الشمال: ضليع مران، وجبل القرن. ومن الجنوب: جبل الأغر، وهضاب الغيمار. ومن الشرق: هجرة صبحا، وهضيبة حموان. ومن الغرب: هجرة الهميج، وجبل وإرادات. ومن الجنوب الشرقي: هجرة الماوية، وجبل ماوان.
يجري حول الجبل بعض الشعاب والأودية منها: من الشمال: شعيب سويحق، وشعيب القرن. ومن الجنوب: وادي ساحوق، وشعيب أبو مراغ، وشعيب الديّر.
أما طريق حاج الكوفة إلى الحجاز [درب زبيدة] فيمر من الجهة الجنوبية الشرقية من الجبل بينه وبين هجرة الماويه وجبل ماوان.
والجبل ذكره العبودي ضمن منطقة القصيم فقال بعدما ضبطه: جبل أحمر ممتد من الشرق إلى الغرب يقع في عالية القصيم إلى الجنوب الشرقي من جبل ريك [أريك قديماً] وإلى القبلة من النقرة، بينهما حوالي [47] كيلاً. وأقرب الموارد المشهورة منه في القديم والحديث هو [ماوية] التي كانت تسمى قديماً [ماوان] وهي تقع إلى الشرق منه في أسفل جبل ماوان.
ثم قال: والظاهر إن اسمها القديم كان [ذروة] وأنها هي التي ذكرها الشماخ في شعره حين قال:
أتعرف رسما دارسا قد تغيرا



بذروة أقوى بعد ليلى وأقفرا

أقول: ولكن العبودي لم يجزم بأنه كان يسمى قديماً [ذروة] بل يظن ذلك، ولكنه يؤيد قوله بأن الشماخ ذكره في بيت آخر مقروناً بغيره قال:
عفت ذروة من أهلها فحفيرها





فخرج المروراة الدواني فدورها

على أن للميلاء أطلال دمنة



بأسقف تسديها الصبا وتنيرها

قال: فقرن ذكر ذروة بذكر المروراة التي لا تزال باقية على اسمها القديم، وتقع إلى جهة مغرب الشمس من ذريرة غير بعيدة وردت في شعر عامي منه، وقرن هذا الشاعر العامي ذكرها بذكر الهميج الموجود في تلك المنطقة:
أرقبت رأس النايفة من مروراة



بين الهميج وبين ضلع أبرقية

ثم قال العبودي: كما قرن الشماخ بذكرها دورها أي [الدور] وهي جبال لا تزال تسمى [الدير].
أقول: جبل المروراة يقع جهة الغرب من ذريرة، بينهما حوالي [35] كيلاً، ويقع جبل الدير بينهما، كذلك أوضحنا سابقاً موقع الهميج من ذريرة، وجبل الدير يقع كذلك جهة الغرب من ذريرة بينهما حوالي [27] كيلاً.
قال العبودي: أما الموضع الذي بعدها وهو أسقف، فقد قال البكري (1/149): إنه بلد قبل رحرحان، معروف أنه يقع إلى جهة مغرب الشمس من ذريرة هذه، وإن كان بعيداً بعض البعد وهو في الجهة الجنوبية الشرقية من قرية الحناكية، ويؤيد قول البكري قول الشماخ نفسه:
ويممها من بطن ذروة رمة




ومن دونها من رحرحان مفاوز

فذكر قرب ذروة من رحرحان، أما بطن ذروة فهو الوادي الذي يكون فيها.
والشيخ ابن جنيدل ( معجم عالية نجد2/552) فقد ذكر جبل ذريرة، وحدده فقال: هضيبة حمراء منطرحة من الأرض مستطيلة، تقع شرقاً من جبل أروم ومن ماء صخيبرة في بلاد مطير بن عبدالله. وقال: تابعة لإمارة المدينة المنورة.
أقول: الصحيح بانها تقع في الجهة الشرقية الجنوبية من صخيبرة وجبل أروم، بينهما مسافة طويلة، حوالي [82] كيلاً. أما جبل أروم الذي ذكر فيقع غرب صخيبرة قريباً منها.
أما الشيخ عبدالله بن خميس ( معجم جبال الجزيرة2/435) فقد ذكر ذريرة ناقلاً ما قال العبودي0

(144) جَبَلْ رَاكِسْ

ينطق بفتح الراء بعدها ألف ثم كاف مكسورة فسين ساكنة، وهو جبل مشهور عنده برقة، يقع في الجهة الشرقية من هجرة بلغة بينهما حوالي [14] كيلاً. في الجهة الجنوبية الغربية من القصيم، وفي الجهة الجنوبية من الماوية وجبل ماوان بينهما حوالي [20] كيلاً.
يقع بين خطي عرض (00   00    25) وطول
( 34.28  42  41) ويرتفع (1020) متراً فوق مستوى سطح البحر.
يحده من الشمال: هجرة الماوية، وجبل ماوان. ومن الجنوب: ضليعات ضرابين، وهضيبة الجناحية. ومن الشرق: هجرة الرحيمية، وجبال العجام، وآبار عبلاء. ومن الغرب: هجرة بلغة، وجبل عاج، وجبل كعيب، وهجرة النفاري.
يمر حول الجبل بعض الأودية منها: من الشمال: وادي مبعوج، ووادي ساحوق، وشعيب الماردة، وشعيب أبو نبطة. ومن الجنوب: شعيب هدبان. ومن الشرق: وادي مبعوج. ومن الغرب: وادي رغوة، وشعيب رغوة، وشعيب أبو هشيم.
الجبل يسمى [راكس] وهو اسمه المشهور، ويسمى [أبرق راكس] على اسم البرقة التي حوله.
ورد اسمه في كتب البلدان القديمة والحديثة، نستطلع ما قال الكتاب عنه.
يقول أبو إسحق الحربي (كتاب المناسك 598) يكتنف فلجة المواضع والجبال التي ذكرها عبيد، قال:
أقفر من أهله ملحوب




فالقطيبات فالذنوب

فراكس فثعاليات




فذات فرقين فالقليب

فعردة فقفا حبر




ليس بها من أهلها عريب

أقول: قوله [ذات فرقين] جبل فرقين يقع غرب جبل راكس، بينهما جبل عاج، وهجرة بلغة.
أما الهمداني (صفة جزيرة العرب 321) فقد ذكر بيت أبي المنذر الأيادي، الذي ذكر فيه راكس والجريب، قال:
تحن إلى أرض المغمس ناقتي



ومن دونها ظهر الجريب وراكس

ثم أورد قول زهير، يذكر ثمانية مواضع:
شج السقاة على ناجودها شبما




من ماء لينة لاطرقا ولارنقا

مازلت أرمقهم حتى إذا هبطت




أيدي الركاب بهم من راكس فلقا

دانية لشروري أوقفا أدم




يسعى الحداة إلى آثارهم حزقا

أما البكري (معجم ما استعجم 2/627) قال [راكس] بكسر ثانيه وبالسين المهملة: موضع في ديار بني سعد بن ثعلبة من بني أسد، قال الذبياني:
أتاني ودوني راكس فالضواجع

ثم أورد أبيات عبيد السابقة وقال: كلها في ديار بني سعد من أسد المذكورين.
وياقوت الحموي (معجم البلدان 3/16) قال: راكس: واد، وقال العباس بن مرداس السلمي:
لأسماء رسم أصبح اليوم دارسا




وأوحش إلا رحرحان وراكسا

وقال: قال داود بن عوف أخو بني عامر بن ربيعة:
وإنا نممنا الأعلم بن خويلد




وحلم عقال إذ فقدنا أبا حرب

إذا ما حللتم بالوحيد وراكس




فذلك نصر طائش عن بني وهب

أقول: رحرحان: جبل يقع شمال غرب راكس ولكنه بعيد عنه.
وقال ابن منظور (لسان العرب 6/101) قال: وراكس في شعر النابغة:
وعيد أبي قابوس في غير كنهه




أتاني ودوني راكس فالضواجع

قال: اسم واد. والضواجع: جمع ضاجعة، وهو منحنى الوادي ومنعطفه.
أما ابن بلهيد (صحيح الأخبار 1/3) قال عند بحثه عن جبل راكس: فقد أشكل عليّ اسم راكس وهل هو باق بهذا الاسم أم دارس، لأنه مقرون في بعض الأشعار برحرحان، ورحرحان معروف بهذا الاسم إلى عصرنا هذا، فطلبت من بعض الأعراب أن يبحث عن ذلك وحددت له الأرض التي تحريت وجوده فيها، فركب راحلته وبعد شهر من ذلك وصل إلي فأخبرني أنه وجد جبلاً أسوداً قرب وادي الرمة. وحوله كثيب من الرمل يقال له الآن [أبرق راكس] والأبرق هو كثيب الرمل ، وراكس هو الجبل.
ثم إن ابن بلهيد عرف الجبل (1/124) ووضحه فقال: وراكس: باق بهذا الاسم إلى هذا اليوم، يقع في شرقي بلغة جبل ممتد أسود ليس بالرفيع به أبرق، على جنبه رمل وأحجار وقد أضيف إليه هذا الأبرق فقيل [أبرق راكس] وهو يبعد عن بلغة أقل من مسافة يوم، ويقع عن الماوية مما يلي مطلع الشمس أكثر من مسافة يوم، وقد قيلت فيه أشعار كثيرة، ثم أورد بيت العباس السابق، وبيت داود بن عوف، وقال: ورحرحان الذي ذكره عباس بن مرداس يقع غرباً عن راكس مسيرة يوم. وقال: بأنه في ديار بني عبدالله بن غطفان.
ثم قال (2/39) عن وصف أعرابي: وجدت راكسا وهو واقع شرقي ماءة بلغة الماء المعروف بين النقرة واللعباء، قال في وصفه: إنه سناف أسود وعنده أبرق يسمى [أبرق راكس] فتغلب هذا الأبرق على هذا الاسم فلا يعرف اليوم إلا بلفظ [أبرق راكس] وهو قريب الجبل الشاهق الرفيع وهو صغير المنظر يقال له [عاج] وراكس وعاج متجاوران، أحدهما قريب من الآخر.
أقول: قوله [شرقي ماءة بلغة] هذا صحيح، وقد ذكرنا سابقاً المسافة بينهما، والنقرة تقع شمال راكس بينهما حوالي [65] كيلاً. واللعباء التي ذكر هي عبلة تقع عن راكس جهة الغرب بعيدة عنه، وجبل عاج قريب من راكس جهة الغرب منه، بينهما حوالي [6] أكيال.
ثم أعاد التعريف به (2/79) فقال: راكس: سناف متصل به أبرق في أسفل وادي بلغة قريب الجبل المشهور الذي يقال له عاج، وهو في بلاد غطفان.
وقال (2 /81) وملحوب وراكس وذات فرقين: لا يبعد بعضها عن بعض. أقول: قد أوضحنا سابقاً موقع فرقين من راكس.
وقال ( 2/81) وملحوب وراكس وذات فرقين: لا يبعد بعضها عن بعض. أقول: قد أوضحنا سابقاً موقع فرقين من راكس.
ثم قال (3/202) وهو يتحدث عن عاج: وهو قريب جبل راكس وهما في عالية نجد الشمالية يحملان اسميهما إلى هذا العهد.
والشيخ ابن خميس ( المجاز ص 160) فقد ذكر راكسا عند حديثه عن الجريب في بيت لعمرو بن شاس الكندي قال:
فقلت لهم: إن الجريب وراكسا




به إبلي ترعى المُرار رتاع

أما الشيخ محمد العبودي ( معجم بلاد القصيم1/266) فقد ذكر الجبل باسم [أبرق راكس] فقال: وهذا جبل متطامن منقاد يركبه الرمل، وطرفاه على شكل المرتفع الصخري المنقاد من الشمال إلى الجنوب وحجارة هذا الأبرق حمراء اللون، تضرب إلى لون السواد أي دهماء.
قال: يقع في أقصى الحدود الإدارية الغربية لمنطقة القصيم، حيث تشترك مع الحدود الإدارية لمنطقة المدينة المنورة، يقع إلى الشرق من بلغة، على بعد حوالي [16] كيلاً.
ثم روى الأبيات السابقة: بيتي عبيد بن الأبرص، وبيت العباس، وبيتي داود بن عوف، وبيت النابغة، وبيتي زهير، ثم قال: فقرن ذكره بذكر شرورى الذي يسمى الآن [هضب الشرار] ويقع إلى الغرب منه ومن معدن بني سليم الذي يسمى المهد.
وقال: وورد ذكر راكس في شعر للشماخ بن ضرار قال:
لمن طلل عاف ورسم منازل





عفت بعد عهد العاهدين رياضها

عفت غير آثار الأراجيل تعتري



تقعقع في الآباط منها وفاضها

منازل للميلاء أقفر بعدنا



معالمها من راكس فمراضها

وأضيف إلى راكس بطن ورد في قول الشاعر:
بدور براق الخيل أو بطن راكس




سقاها بجود بعد عقر غيومها

وقال: وبطن راكس هذا هو واد يسمى الآن مبعوج يمتد من بلغة حتى يصل إلى أبرق راكس، يمر به من جهة الشمال ثم يمضي حتى يصب سيله في وادي ساحوق.
أقول: أوضحنا سابقاً وادي مبعوج واتجاهه من جبل راكس.
ثم أورد بيت الكندي السابق ذكره، وقال: إن الجريب لا يبعد مجراه كثيراً عن راكس.
أما الباحث الأستاذ عبدالله الشايع (تحقيق مواضع في نجد3/177) فقد أورد أبيات عبيد وقال: راكس، وثعاليات، وفرقين، والقليب، فهذه واقعة إلى جهة الشمال الغربي من فلجة ولكنها تبعد عنها.
والشيخ ابن خميس ( معجم جبال الجزيرة 3/11) ذكر الجبل ضمن كتابه ناقلاً من ابن بلهيد في صحيح0



0 0 المراجع:
(1) محمد العبودي. المعجم الجغرافي للبلاد السعودية – بلاد القصيم.- الرياض: منشورات دار اليمامة، 1400هـ.
(2) البكري. المرجع السابق.
(3) سعيد الجنيدل. معجم عالية نجد.- منشورات دار اليمامة ، 1399.
(4) عبدالله بن خميس. المرجع السابق.
(5) خرائط المملكة(1-250000) لوحة رقم (12-37 NG ) النقرة.

(1) ياقوت الحموي. معجم البلدان .- بيروت : دار صادر، 1404هـ
(2) محمد بن بلهيد . صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار.- ط2، 1392هـ.
(3) عبدالله بن خميس. المجاز بين اليمامة والحجاز .- الرياض: منشورات دار اليمامة، 1390هـ.
(4) محمد العبودي. المعجم الجغرافي للبلاد السعودية- بلاد القصيم.- الرياض: منشورات دار اليمامة، 1400هـ.
(5) عبدالله بن خميس. معجم جبال الجزيرة.- ط1، 1410هـ.
(6) الحربي. كتاب المناسك وأماكن طرق الحج، ط2.-الرياض: منشورات دار اليمامة، 1400هـ
(7) ابن منظور. لسان العرب.- بيروت : دار الفكر.
(8) البكري. معجم ما استعجم .- عالم الكتب.- ط3، 1403هـ.
(7) الهمداني. صفة جزيرة العرب/ تحقيق محمد بن علي الأكوع.- الرياض: منشورات دار اليمامة، 1397هـ.
(9) عبدالله الشايع. المرجع السابق.
(10) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم ( 12-37NG) النقرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق