الأربعاء، 2 أبريل 2014

جبال القصيم.. حرف (ر) (36) (الرحا)

(149) جَبَلْ  الرُّبَيِّضْ

بضم الراء المشددة وفتح الباء بعدها ياء مكسورة مع التشديد فضاد أخيرة. هو جبل متوسط الارتفاع يقع ملاصقاً لجبل قطن المشهور من جهة الشمال الغربي، أقرب القرى العامرة له هجرة مباري تقع عنه من الشمال الغربي بينهما حوالي [6] أكيال.
يقع بين خطي عرض (51.42     02    26) وطول
(25.71   18   42) ويرتفع (1060) متراً عن مستوى سطح البحر.
يحده من الشمال: هجرتي المحلاني والشباكية، ومن الشمال الغربي: هجرة مباري. ومن الجنوب الشرقي: جبل قطن. ومن الغرب: هجرة الوسيطاء والشهباء وجديد.
يمر حول الجبل بعض الشعاب: من الشمال: شعيب مباري. ومن الشرق: شعيب مشاحيد، وشعيب العوير. ومن الغرب: وادي المحلاني، وشعيب مباري، وكلها من روافد وادي الرمة.
لم أجد لهذا الجبل ذكراً في كتب البلدان القديمة والحديثة، حتى العبودي لم يذكره ضمن بلاد القصيم0

(150) جَبَلْ رُبَيْضَانْ

بضم الراء وفتح الباء وسكون الياء ثم ضاد مفتوحة فألف ونون أخيرة ساكنة. على تصغير كلمة [ربضان] أي رابض كما يربض الحيوان، أي غير مرتفع، وهو هضبة صغيرة غير مرتفعة تقع جنوب غرب الرس، وجنوب مزارع الرسيس- وهي أقرب الهجر العامرة منه بينهما حوالي [4] أكيال. كذلك هجرة نفجة تقع عنه جهة الجنوب الغربي – بينهما حوالي [ 5] أكيال.
يقع بين خطي عرض( 51.42  42  25) وطول
(17.14  20  43) ويرتفع ( 729) متراً عن مستوى سطح البحر.
يحده من الشمال: مزارع الرسيس، وهجرة القوعي. ومن الجنوب: هجرة الوسيطاء، ومزارع عشيرة. ومن الشرق: هضيبة الرسيس، وهضيبة بادي. ومن الغرب: هجر الأسامر والصويتية، ومزارع الرفيعة.
يمر حول الهضبة: من الشمال: شعيب المنيصي. ومن الجنوب: شعيب البطاح. ومن الشرق: شعيب القوعي. ومن الغرب: شعيب البطاح، وشعيب الخشيبي.
لم أجد لهذا الجبل ذكراً في كتب البلدان القديمة والحديثة، حتى العبودي لم يذكره ضمن بلاد القصيم0

(151) جَبَلْ الرَّحَا

بفتح الراء المشددة ثم حاء مفتوحة فألف، بعضهم يكتبه بألف ممدودة وبعضهم يكتبه بألف مقصورة، وهو جبل أسود غير مرتفع واقع في الشمال الغربي لمنطقة القصيم، في الجهة الشمالية من هجرة دريميحة الواقعة شمال غرب الرس – بينهما حوالي [9] أكيال، وجنوب هجرة بقيعا الشمالية [بقيعاء أصبح] بينهما حوالي [7] أكيال، وكان يسمى قديماً باسم (رقد).
يقع بين خطي عرض (25.71    31    26) وطول
(42.85  00  43) ويرتفع (926) متراً عن مستوى سطح البحر.
يحده من الشمال: هجرة بقيعاء الشمالية، وجبل رحية. ومن الجنوب: هجرة دريميحة، وهجرة المصك. ومن الشرق: جبل الإصبعة، وجبل التيس. ومن الغرب: هجرة الحملية، وهجرة العمودة.
ويمر حوله بعض الشعاب منها: من الشمال: شعيب بقيعاء الشمالية، وشعيب مديسيس. ومن الجنوب: شعيب دريميحة، وشعيب أبو أرطى، وشعيب الدليمية. ومن الغرب: شعيب الحملية، وشعيب غنيموات الغربي.
أما طريق حاج البصرة إلى المدينة بعد أن يقطع الجواء فهو يطأ جبل الرحا –بينه وبين جبل رحية، ثم يتجه نحو الغرب إلى الفوارة.
تحدث عنه الكتاب في القديم والحديث باسم [رقد] واسم[الرحا] فالنقرأ ما قالوا.
أما الهمداني ( صفة جزيرة العرب 397) فقد روى ما قال زهير:
لمن طلل كالوحي عاف منازله





عفا الرس منه فالرسيس فعاقله

فرقد فصارات فأكناف منعج




فشرقي سلمى حوضه فأجاوله

فوادي البديّ فالطوي فثادق



فوادي القنان جزعة فأفاكله

فقد ذكر زهير [رقد] وذكر معه مجموعة من المواقع القريبة منه، وهي: الرس، والرسيس، ووادي عاقل، وجبل صارة، ومنعج [أي دخنة] وجبل سلمى، وثادق، وجبل القنان [الموشم].
وقال الفيروزبادي في رسم [الرقد] (القاموس المحيط 1/295) ...ورقد جبل تنحت منه الأرحية.
وقال ابن منظور في باب [رقد] (لسان العرب3/184) ورقد: موضع، وقيل واد في بلاد قيس، وقيل: جبل وراء إمرة في بلاد بني أسد، قال ابن مقبل:
وأظهر في علان رقد، وسيلة



علاجيل، لاضحل ولا متضحضح

ثم قال: هو جبل تنحت منه الأرحية. قال ذو الرمة يصف كركرة البعير ومنسمه:
تفض الحصى عن مجمرات وقيعة




كأرحاء رقد، زلمتها المناقر

أما البكري قال ( معجم ما استعجم 2/665) [رقد] بفتح أوله، وإسكان ثانيه، وبالدال المهملة، جبل لبني أسد وراء إمرة، ثم أورد بيت ابن مقبل السابق، ثم قال: وقال أبو حاتم: ورقد: جبل بحذاء الناجية، لبني وهب بن أعيا، قال أوس بن حجر:
حتى إذا رقد تنكب عنهما




رجعت وقد كاد الخلاج يلين

ثم قال (1/334) وقال زهير:
فهضب فرقد فالطوي فثادق




فوادي القنان هضبة فمداخله

أقول: ذكره مع ثادق [وهي قرية تقع جنوب غرب رقد ] والقنان [وهو جبل يسمى الموشم، يقع شمال شرق رقد].
وقال (3/965) وقال دريد:
أغرنا بصارات ورقد وطرفت



بنا يوم لاقى أهلها البوس عليب

أقول: ذكر رقدا مع جبل صارة وهو قريب منه.
وقال ياقوت ( معجم البلدان 3/57) رَقْد: بفتح أوله وسكون ثانيه، أظنه مرتجلا: وهو اسم جبل أو واد في بلاد قيس، وأنشد أبو منصور: كأرحاء رقد زلمتها المناقر.
وقال الأصمعي في كتاب الجزيرة: قال العامري: رقد هضبة مجلندة مطمئنة غير مرتفعة بين ساق الفروين وبين حبس القنان، وهي بأطراف العرف بينهن وبين القنان وبين أبان الأسود، وهي مشرفة على جبال لأنها فوق حزم من الأرض، وقال الجوهري: رقد جبل تنحت منه الأرحية، قال لبيد:
فأجماد ذي رقد فأكناف ثادق




فصارت توفي فوقها فالأعابلا

وقال أبو زياد: رقد من بلاد غطفان، قال الشاعر:
أحقا عباد الله أن لست سائراً






بصحراء شرج في مواكب أو فردا

وهل أرين الدهر عبلاء عاقر



ورقدا إذا ما الآل شب لنا رقدا

وقال الصمة الأكبر:
جلبنا الخيل من تثليث حتى




أصبنا أهل صارات فرقد

أما الشيخ ابن بلهيد، فقد نقل ما قاله ياقوت ثم قال: (رقد) ليس بجبل بل منهل ماء يقال له في هذا العهد (وقط) وهو قريب من ثادج، ثم أورد بيت لبيد السابق، وقال: ورقد وثادق منهلان متقاربان، بالقرب من أبان الأسود، كما قاله الأصمعي بين القنان وأبان الأسود... (ورقد) معروف إلى هذا العهد أنه (وقط).
أما الشيخ حمد الجاسر (معجم شمال المملكة 2/570) فيسمى الجبل باسم (الرحا) ويقول: يطلق على جبال منها: جبل يقع غربي بقيعا وينحدر منه شعيب يجتمع مع شعيب وقط، ثم يجتمعان مع شعيب الفوارة فيدعى الوادي مريغان، يجتمع مع وادي الجرير، أحد الروافد الشمالية لوادي الرمة.
وإذا وصلنا إلى الشخ محمد العبودي (معجم بلاد القصيم 2/1011) فنجده يقول: الرحا: بفتح الراء المشددة فحاء فألف، على لفظ الرحا التي يطحن بها القمح ونحوه، جبل أسود واقع في الشمال الغربي للقصيم، ممتد من الشمال إلى الجنوب، بين جزئيه الشمالي والجنوبي فج يسلكه حاج البصرة إلى المدينة عندما يرتحلون من عيون الجواء قاصدين الفوارة، تسمى العامة جزءه الشمالي الرحية بصيغة التصغير وتسمي الجنوبي الرحا بصيغة التكبير، يقع إلى الشرق من الفوارة، وإلى الغرب الجنوبي من الجواء أقرب القرى المعمورة إليه هجرة دريميحه، التي تقع إلى الشرق الجنوبي منه.
والرحى هذه هي التي تسمى في القديم (رقدا) لا أشك في ذلك، ويقول معللا سبب تغيير اسمه إلى الرحا: كان رقد تنحت منه الأرحية جمع رحاء كما قال الجوهري، وأنشد أبو منصور الأزهري:
كأرحا رقد زلمتها المناقر

فكان الناس يسمونه جبل الرحا لأن الرحا تؤخذ منه، حتى نسوا الاسم القديم (رقد) وحل محله الاسم الجديد الرحا لا سيما بالنسبة للمتأخرين، والأعراب إذا مروا به يأخذون منه الأرحية.
وهي في حزم مرتفع من الأرض، وهي بين العرف التي هي الشرف، وهي مرتفعات منقادة تشبه الحبس فيها صخر ورمل خشن، وأظهر هذه العرف وأقربها من الرحا هي عرفته التي ذكر أنها تسمى عرفه رقد التي تقع بين هجرة دريميحة من الجنوب وبين الدليمية من الشمال، وفيها ممر ضيق لوادي الدليمية يخرج منها شعيب الدليمية تسميه العامة (المصك) وهو ظاهر للعيان، كأن تلك العرفة بقايا جدار حصن عظيم من قلاع العصور الوسطى قد تهدم.
ثم أن الرحا واقع بالفعل بين ساق وبين أبان الأسود وبين حبس القنان الذي يسمى الآن (سمار بقيعا) وقد رد العبودي على ما ورد من قول أبي زياد: رقد من بلاد غطفان، قال: لم يكن من بلاد غطفان بل هو من بلاد بني أسد، وأن بلاد غطفان تقع إلى الغرب منه، ويفصل بينهما جبل الموشم، وقال البكري: رقد جبل لبني أسد، وراء إمرة، والصحيح أن إمرة جنوب رقد (الرحا) بينهما [45] كيلاً، ثم قال: وقال أبو حاتم: ورقد جبل بحذاء الناجية لبني وهب بن أعيا، وهذا صحيح –كما يقول العبودي- حيث أن الناجية واقعة على الطريق بين عيون الجواء والفوارة وطريق حاج البصرة إلى المدينة يمر بين الرحا والرحية.
أما الباحث الأستاذ عبدالله الشايع (تحقيق مواضع في نجد 2/307) فقد كان في رحلة ميدانية في المنطقة التي فيها جبل الرحا، وعندما كان واقفا عند أعلام طريق حاج البصرة قال: كنا نشاهد أمامنا جبلا ليس بالعالي وهو ممتد من الشمال إلى الجنوب عرفنا أنه جبل (الرحا) وطريقنا يمر بهذا الجبل.
وقد شاهد الشايع جبل الرحا متطامن وحوله أشجار طلح كثيرة ظن بأن هذا الجبل هو جبل (ذو طلوح) قديما.
وقال (2/316) عندما كان يسير محاذيا جبل ساق الفروين (العميد – كما يقول) انحرف جهة الشرق إلى جبل الرحا وسار قليلا فشاهد جبلا منفردا هو جبل (ضبع) وهو واقع بين جبل الرحا وساق الفروين.
وقال (2/322) محددا موقع الرحا: عندما قيدنا ضبعا واحكمنا قيده اتجهنا إلى (الرحا) وكان قدومنا إليها من جهة الغرب وهي عبارة عن جبل متطامن مستطيل من الشمال إلى الجنوب وبمحاذاته من الشمال قارة منفردة تراها من البعد على شاكلة الرحا ولعل التسمية الجديدة للرحا أخذت منها.
وقال (2/328) وهو يتحدث عن (رقد) فكان الناس إذا يسموه جبل الرحا لأن الرحا تؤخذ منه، ثم أصبحوا بعد ذلك يقولون (الرحا) اختصارا إلى أن نسي الاسم القديم (رقد) وحل محله الاسم الجديد (الرحا) ثم قال: لاسيما بالنسبة للمتأخرين الذين لم يظهر لهم معنى كلمة رقد.
ثم أورد الشايع (2/313) قول العامري – الذي رواه الأصبهاني في بلاد العرب – قال: رقد: هضبة محلبدة بين ساق الفروين وبين حبس القنان وهي بأطراف العرف، بينهن وبين القنان وبين أبان الأسود، وهي مشرفة على جال لأنها فوق حزم من الأرض، وكل هذه الأماكن في بلاد بني أسد.
أقول: من الأودية التي تأتي من جبل الرحا (وادي الذيبية) وهو شعيب كبير من روافد وادي الرمة، وهو يتجه من الشمال إلى الجنوب مارا من غرب قرية الدليمية، وتقع عليه قرية الحجازية وهما واقعتان شمال غرب الرس، كذلك وادي وقط الذي تنحدر مياهه من الأماكن الواقعة غرب جبل الرحا، ثم يسير جنوبا حتى يفيض في وادي ثادج المشهور ويصبان في وادي الرمة، كذلك شعيب الدليمية الذي يبدأ سيله من جبل الرحا، ثم يفيض في وادي الرمة متجها من الشمال إلى الجنوب مقابل قرية قصر ابن عقيل الواقعة على الرمة من الجنوب، وغرب الرس، ويمتد هذا الشعيب مسافة تقرب من (60) كيلا.
ومن الأشعار الواردة في الرحا: قال الشاعر:
أحقا عباد الله أن لست سائرا





بصحراء شرج في مواكب أوفردا

وهل أرين الدهر عبلاء عاقر



ورقدا إذا ما الآل شب لنا رقدا

وقال زهير:
لمن طلل كالوحي عاف منازله





عفا الرس عنها فالرسيس فعاقله

فقف فصارات فأكناف منعج




فشرقي سلمى حوضه فأجاوله

فهضب فرقد فالطوي فثادق



فوادي القنان حزنه فمداخله

أقول : وجبل صارات المذكور يقع شرق الرحا بينهما (35) كيلا.
وقال الصمة الأكبر:
جلبنا الخيل من تثليث حتى




أصبنا أهل صارات فرقد

وقال دريد بن الصمه، يذكر وقعة في صارات ورقد:
أغرنا بصارات ورقد وطرفت




بنا يوم لاقي أهلها البؤس عليب

وقال الشماخ بن ضرار، يتكلم عن ناقة:
ظلت تسوف بأعلى عينها علما



من جو رقد رأته غير منساق
 
     وقال رجل يذكر الغضا ورقد في شعر الحماسه:
فمرا على أهل الغضا إن بالغضا





رقاق لازرق العيون ولارمدا

فلله دري أي نظرة ذي هوى



نظرت وأيدي العيس قد نكبت رقدا

    وقال سرور الأطرش في شعر عامي:
عديت مرقاب طويل الحجارة





هاضن كمن ركون واديه خالي

طالعت فيه الحضر، وأدنى سماره




وخشم الرحا وهاك الهضاب الطوال

وماطر ساق وما قبلت فيه صاره



منازل لمحددين الجمال

    وقال شاعر بدوي قارنا الرحا مع العبال:
العين عين اللي على الحوز نرميه



يجوز من خشم الرحا للعبال




(1) ياقوت الحموي. معجم البلدان .- بيروت : دار صادر، 1404هـ
(2) محمد بن بلهيد . صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من الآثار.- ط2، 1392هـ.
(3) محمد العبودي. المعجم الجغرافي للبلاد السعودية. المرجع السابق.
(4) عبدالله بن خميس. معجم جبال الجزيرة.- ط1، 1410هـ.
(5) فهد الرشيد. شعراء من الرس.
(6) البكري. معجم ما استعجم .- عالم الكتب.- ط3، 1403هـ.
(7) الفيروزبادي. المرجع السابق.
(8) ابن منظور. لسان العرب.- بيروت : دار الفكر.
(9) الهمداني. صفة جزيرة العرب/ تحقيق محمد بن علي الأكوع.- الرياض: منشورات دار اليمامة،
(10) عبدالله الشايع. المرجع السابق.
(11) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم ( 5-38NG) الفوارة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق