الأربعاء، 2 أبريل 2014

جبال القصيم ..حرف (ش) (47)

(192) جبل الشَّاهد

 ينطق بفتح الشين المشددة ثم ألف فهاء مكسورة فدال ساكنة، بلفظ التذكير من الشهادة، يقع في المنطقة الواقعة جنوب غرب الرس، وهو جبل صغير متوسط الإرتفاع، رأسه طويل، يقع بين مجموعة من الهضاب الصغيرة المجاورة لجبل كير المشهور، وسمي الشاهد لإرتفاعه بين تلك الهضاب كأنه يشاهد ما حوله من الجبال. أقرب الهجر الواقعة حول الجبل من الشمال: هجرة نفجة بينهما حوالي (10) أكيال، ومن الشمال الغربي: هجرة الحماده بينهما حوالي (7) أكيال، ومن الغرب: هجرة الخشيبي بينهما حوالي (12) كيلاً.
يقع الجبل بين خطي عرض (52،71    36    25 ) وطول
( 51،42  27  43) ويرتفع عن مستوى سطح البحر (866) متراً.
يحد الجبل من الشمال: هجرة الوسيطاء، وهجرة نفجة، وضليع المتفكرات. ومن الجنوب: هضيبة أم سنون، وجبل خزاز. ومن الشرق: مزارع عشيرة، وسهب الظاهرية. ومن الغرب: هجرة الخشيبي، ومزارع صيادة.
أما الأودية والشعاب التي تمر حول الجبل: من الشمال: شعيب البطاح، ومن الشرق: شعيب الإرطاوي، وشعيب أبو عشر، ومن الغرب: شعيب البطاح، وشعيب الصفاة، وشعيب الخشيبي.
لم أجد لهذا الجبل ذكراً في كتب البلدان القديمة و الحديثة، حتى العبودي لم يذكره ضمن جبال القصيم، ولعل صغر حجمه وقربه من جبل كير أعتبر من هضابه وقلل من شهرته، مع أنه معروف ومشهور عند أهل الرس وما حول تلك الجهة. ويسمى هو وما حوله من الهضاب مثل: جبل أم سنون، وجبل المدمومة، وجبل أورينبة، وجبل أم ذريرة، وجبل الأخيرشات، كلها تسمى (هضاب كير)0

(193) جبل شَطْبْ

ينطق بفتح الشين بعدها طاء ساكنة ثم باء ساكنة أيضاً، ذكره العبودي بأنه يقع في المنطقة الواقعة بين جبل أبان الأسمر (الأسود قديما) وبين ضفة وادي الرمة الشمالية. وذكر بأنه يسمى الآن (نجابة) وهو غير جبل شطب الأسود المشهور الواقع في شمالي جبل ثهلان وشمالي بلدة الشعراء في بلاد بني نمير قديماً، ولكني طفت المنطقة الواقعة حول جبل أبان فلم أجد من يذكر جبلاً بأي من الإسمين المذكورين. حتى الخارطة التي عملتها إدارة المساحة العسكرية لم تذكر الجبل في تلك الموقع.
ذكره الهمداني في (صفة جزيرة العرب ص 390) عند حديثه عن أسماء المنازل والمناهل والأودية والقرى الحجازية في بيتين لإمريء القيس قال:
عفا شطب من أهله فغرور





فموبولة أن الديار تدور

فجزع محياة كأن لم تقم به



سلامة حولاً كاملاً وقذور

أقول: الشاعر يقصد شطب الذي نتحدث عنه، والدليل أنه ذكر معه مواضيع فريبة منه وهي ( غرور) وهو جبل صغير ملاصق لجبل أبان الأسمر من الجنوب وعلى ضفة وادي الرمة الشمالية، وذكر أيضا ( محياة) وهي جبل يسمى (محيوة) يقع مقابل لجبل غرور من الغرب على ضفة وادي الرمة الجنوبية وعلى طرف نفود الميسرية ، ويوجد بين الجبلين جبل منفرد أقل ارتفاعاً منهما يسمى (جبل المطايات) ثم إن ذكره لجبل شطب مع جبل غرور ومحياة فقد يدل على وجود جبل يسمى شطب في تلك الناحية سمي على اسم شطب الواقع عند ثهلان.
كذلك ذكر موضعا يسمى(موبولة) ولاعلم لي بها.
أما ياقوت الحموي (معجم البلدان 3/343) فقال: عن الجبل: شطب: بالتحريك، يجوز أن يكون أصله من شطب إذا مال ثم استعمل اسما: وهو جبل في ديار بني أسد، فيه روضة ذكرت في الرياض في قول بشر بن أبي خازم:
سائل نميرا غداة النعف من شطب


إذ فضت الخيل من ثهلان إذ رهفوا

أقول: في قول ياقوت السابق واستشهاده في البيت خلط واضح، فقد ذكر بأن شطباً في ديار بني أسد، ثم ذكر شاهدا على ذلك قول بشر، والصحيح بأن بيت بشر يعني شطب الواقع في ديار بني نمير شمال بلدة الشعراء، والدليل بأنه ذكر جبل شطب مع ذكر نمير وثهلان. وهو الذي وقعت فيه الوقعة المشهورة، وهو لا يعنينا هنا. كما ان جميع ما نقل ياقوت عن شطب فيه خطا واضحاً، حيث قال [وباليمن جبل اسمه شطب وفيه قلعة سميت به ولا أدري أهو هذا أم غيره] الصحيح أن شطباً الواقع في اليمن غير شطب الواقع في ديار بني أسد وهو الذي نتحدث عنه، ثم أين اليمن من نجد ولو كان ياقوت يدري لما خلط بينهما. وقال [قال نصر: شطب جبل في ديار نمير وهو جانب ثهلان الشمالي بين أبانين في ديار أسد بنجد] وهذا خطأ آخر من ياقوت نقله عن نصر الإسكندري، فأين ديار نمير بجانب ثهلان من ديار أسد في أبانين، وكان على ياقوت إذا كان يعلم الخطأ أن يصححه، وياقوت ينقل عن غيره بعض الأخطاء.
ثم قال ياقوت: وشطب أيضاً واد يمان وقرن أسود من شط الرمة.
أقول: هذا هو شطب الذي نتحدث عنه ويقع على شط وادي الرمة الشمالي.
وقال ياقوت أيضاً: شَطْبٌ: بفتح أوله ويروى بالضم وسكون ثانيه ثم باء موحده، قال كثير:
إذا أصبحت بالجلس في أهل قرية



وأصبح أهلي بين شطب وبَدْبَدْ

قال: قال الأصمعي: بطرف أبان الشمالي ماء يقال له بدبد، وبين أبانين جبل يقال له شطب فيما بين بني أسد وخزيمة. وعرّف ياقوت في (1/357) بَدْبَدْ فقال: ماء في طرف أبان الأبيض الشمالي.
أقول: ولكني سألت عن بدبد قرب أبان الشمالي فلم أجد من يعرفها، ولعل هذا هو اسمها قديماً وقد تغير في الوقت الحاضر فلا تكاد تعرف به.
أما ابن بلهيد (صحيح الأخبار1/72) فقد بدأ الحديث عن شطب بذكر بيتي امرئ القيس السابقين وقال: قد غلط كثير من الشرَاح في ذكر شطب إذ زعموا بأنه جبل في بلاد بني أسد، وأنا أقول: لا نعلم أن في بلاد بني أسد جبلاً يقال له شطب، غير أن الذي عناه امرؤ القيس جبل منقطع من ثهلان كأنه منه بلونه وشعابه وطوله، وبينه وبين ثهلان قطعة من الصحراء يمشي فيها السائر على أقدامه أقل من الساعة، ومازال يعرف بهذا الاسم إلى يومنا هذا، وهو يعد من جبال بني نمير، كما أن ثهلان يعد من جبالهم، وقد قلبوا ثاء ثهلان ذالا، فقالوا: ذهلان، ثم قال: وكان منشا خطأ الشراح أنهم رأوا عبيد بن الأبرص يذكر شطبا وهو أسدي فظنوا أن هذا الجبل واقع في بلاد بني أسد. وعلل ابن بلهيد بعدم وجود جبل في بلاد بني أسد بين جبل أبان الأسود ووادي الرمة لا يعني صحة ما زعم، فقد يكون عبيد بن الأبرص وهو يتحدث عن ديار قومه ذكر الجبال التي تقع فيها ومنها شطب وغرور ومحيوة.
وابن جنيدل (معجم العالية2/752) فقد تحدث عن شطب الواقع عند ثهلان. وبعد أن أورد ما قال ياقوت وأبيات الشعر التي ذكرت الجبل، قال: جاء فيما ذكره ياقوت هو في ديار بني أسد، والذي في ديار بني أسد غير هذا الذي نتحدث عنه –أي الواقع عند ثهلان- وقال:  والواقع أن قول بشر ينطبق على شطب الواقع في شق ثهلان ولا ينطبق على الذي يقع في بلاد بني أسد وإن كان الشاعر أسدياً.
أقول: لكن ابن جنيدل ذكر بأن شطبا الواقع بين أبانين قد بحثه العبودي، ولم يقل بعدم وجود جبل يسمى شطب في هذا الموقع، مع إن ابن جنيدل يبحث في مواقع عالية نجد فقط، وهذا فيه رد على ابن بلهيد الذي ينفي بشدة عدم وجود جبل يسمى شطب بين أبانين.
والشيخ عبدالله بن خميس ( المجاز ص 96) وهو يتحدث عن شطب الواقع قرب ثهلان قال: مع أن هناك [شطبا] ثانياً قال الأستاذ حمد الجاسر في حاشية له في كتاب [بلاد العرب ] معلقاً على قول عمارة بن عقيل:
يضيء ذُرى طمية أو شطيب



وفلج من طمية غير داني



قال –أي الجاسر-: أما شطيب فأراه أراد شطبا وهو اسم يطلق على جبلين أحدهما بقرب أبان على شط وادي الرمة، وهو الذي عناه لقربه من طمية.
أقول: والشيخ الجاسر يثبت بأن قرب أبانين جبل يسمى شطبا. كما أن الشاعر ذكر [ طمية] وهي تقع عن المكان الذي حدد فيه جبل شطب جهة الغرب مع ميل قليل نحو الشمال لكنها بعيدة عنه. وذكر [ فَلْجَ] وهو واد يقع شرق الدهناء ويعرف باسم [ الباطن] تقع عليه مدينة حفر الباطن.
ويقول العبودي: (بلاد القصيم 3/1226) جبل أحمر واقع بين جبلي أبان أقربهما إليه أبان الأسمر فيما بينه وبين وادي الرمة. وقال: وسمعت بعض العامة يقول: إن سبب تسميته شطبا أن فيه بالفعل شطبا أي: شرخا ظاهراً إلا أن تلك التسمية له شطب أخذت تتلاشي وأصبح اسمه يتغير الآن إلى اسم [ نَجّابَةْ] وهو قديم التسمية إلا أن العبارات التي ذكرته جاءت غير مستقيمة. وأورد بعد ذلك بعض النصوص عن لغدة وما نقله ياقوت عن الأصمعي وسقناه سابقاً وعلقنا عليه. ثم أورد قول عبيد بن الأبرص:
يا من لبرق أبيت الليل أرقبه





من عارض كبياض الصبح لمَّاح

كأن ريقه لما علا شَطِبَا



أقراب أبلق ينفي الخيل رمّاح

وعلق العبودي عليه قائلاً: على أننا لا نستطيع الجزم بأن شطبا هذا الذي ذكره عبيد هو شطب الذي نترجم له لأن هناك شطبا آخر بجانب جبل ثهلان يجوز أن يكون عبيد أراده إلا أن كون عبيد هذا أسديا، وأبان الأسود الذي بقربه جبل شطب كان لبني أسد هو ما جعلنا نورد هذين البيتين هنا.
ثم أتى العبودي ببيتي امرئ القيس السابقين الذي ذكر فيهما شطبا وغرور ومحياة، وبيت عمارة بن عقيل السابق الذي ذكر معه طمية وتعليق حمد الجاسر عليه.
وقال العبودي (6/2396) في رسم [نجّابة] جبل أحمر واقع بين أبانين يقع بين أبان الأسود ووادي الرمة في غرب القصيم. وقال الشاعر عوض المجيدير العمري من العمور من حرب في الأمير فيحان الذويبي من أمراء حرب:
شيخ نزل يم نجّابة




في موقع غرب أبانات

ياالله لا تردي أسبابه




يا عالم بالخفيات

ثم قال: واسمه القديم شطب.
أما عبدالله بن خميس ( معجم جبال الجزيرة3/225) ذكر جبل شطب من خلال المراجع التي استعرضناها سابقاً0
(194) جَبَلْ الشِّعْبْ

ينطق بكسر الشين المشددة بعدها عين فباء ساكنتين، وهو جبل من الجبال المشهورة في حمى ضرية، ويقع مجاوراً لجبل طخفة من جهة الغرب بينهما جبل يسمى جبل الثلاث، وهو مجموعة من الهضاب الكبيرة المجتمعة، ويقول العبودي بأنه كان يسمى قديماً [الرِّجَامْ] وهذا صحيح كما أرى إذ ينطبق عليه جميع أحاديث المتقدمين والأشعار الواردة، أما معنى [الرِّجَام] فهو الحجارة، وقيل الحجارة المجتمعة، وهي أقل من الرضام.
يقع الجبل بين خطي عرض ( 51.42    50    24 ) وطول
 (00 09  43) ويبلغ أقصى ارتفاع عن مستوى سطح البحر (1283) متراً.
أقرب القرى والهجر العامرة القريبة من الجبل: من الشمال: هجرة هرمولة – بينهما حوالي [7] أكيال. وهجرة السليسية- بينهما حوالي [4] أكيال. وتقع على حافة الجبل الغربية هجرة الدارة. ومن الشرق: هجرة العوشزية- بينهما حوالي [6] أكيال. ومن الجنوب الغربي هجرة فيضة سلام –بينهما حوالي [5] أكيال.
يحد الجبل من الشمال: هجرة هرمولة، وهجرة السليسية، وهجرة ليم. ومن الجنوب: نفيد الشعب، وهجرة هومول، وبئر الطريفة. ومن الشرق: هجرة العوشزية، وهجرة مشرفة، وجبل طخفة. ومن الغرب: قرية ضرية.
ويجري حول الجبل بعض الأودية والشعاب منها: من الشمال: شعيب هرمول، وشعيب البطحي، وشعيب ليم. ومن الجنوب: شهيب هرمول. ومن الشرق: شعيب البطحي. ومن الغرب: شعيب أبو هضيد الغربي، وشعيب ناصفة القنينة.
ويمر طريق حاج البصرة إلى مكة من الرجام جهة الشمال الغربي بينه وبين ضرية.
هذا الجبل ورد له ذكر في كتب البلدان القديمة والحديثة باسم الرجام منها: نبدأ بالبكري ( معجم ما استعجم 3/639) قال في رسم [الرِّجَام] بكسر أوله والميم في آخره، جبل مذكور ومحدد في رسم ضرية، قال جرير:
أحب الدور من هضبات غول




ولا أنسى ضرية والرجام

أقول: ذكر الشاعر [غول] وهو جبل يقع في الحمى مجاورا للرجام من جهة الجنوب الشرقي بينهما حوالي [ 13] كيلا. وضرية تقع عن الرجام جهة الغرب بينهما حوالي [22] كيلاً.
ثم قال: وقال أوس بن حجر:
زعمتم أن غولا والرجام: لكم




ومنعجا فاقصدوا والأمر مشترك

قال الأصمعي: قول: ماء للضباب. والرجام: جبل. ومنعج: موضع يلي غولا.
أقول: ذكر مع الرجام [منعجا] ويسمى في الحاضر [دخنة] وتقع عن الرجام جهة الشمال الغربي بعيدة عنه.
ثم أورد بيت أوس بن غلفاء:
جلبنا الخيل من جنبي أُرِيك




إلى أجأ إلى ضلع الرجام

وقال: وفي شعر لبيد الرجام: موضع ببلاد بني عامر، قال:
عفت الديار محلها فمقامها




بمنى تأبد غولها فرجامها

أقول: ذكر الشاعر [غولا]، وقد عرّفناه، وذكر [منى] وهو جبل يسمى [منية] يقع عن الرجام جهة الشرق بينهما حوالي [22] كيلاً، وتقع هجرة القرارة بين الجبلين.
والبكري (3/877) عند حديثه عن ضرية وجبالها: عندما ذكر بيت لبيد السابق قال: واما الرجام فإنه جبل آخر مستطيل من الأرض بناحية طخفة، ليس بينه وبينها إلا طريق يدعى العَرْج، وهو طريق أهل أضاخ إلى ضرية وبين الرجام وضرية ثلاثة عشر ميلاً أو نحوها، وفي أصل الرجام ماء عذب لبني جعفر وهو الذي يقول فيه الشاعر:
إذا شربت ماء الرجام وبَرّكت




بهَوبْجَةِ الريان قرّت عيونها

ثم قال: وهوبجة الريان: أجارع سهلة تنبت الرمث. والريان: واد أعلى سيله يأتي من ناحية سويقة وحليت، ثم يمضي حتى يقطع طريق الحاج، وينحدر حتى يفرغ في الداث. وبشرقي الرجام ماء يقال له إنْسان وهو لكعب بن سعد العنوي وأهل بيته، وهو بين الرملة والجبل، والرملة تدعى رملة إنسان، وهي التي عنى كعب بن سعد بقوله في مرثية أخيه:
وخَبرتماني أن الموت بالقرى




فكيف وهَاتَا رملة وكثيب

أقول معلقاً على قول البكري: قوله [جبل آخر مستطيل من الأرض] هذا صحيح فإن جبل الشعب يستطيل من الجنوب إلى الشمال. وقوله [ بناحية طخفة ليس بينه وبينها إلا طريق يدعى العَرْج وهو طريق أهل أضاخ إلى ضرية] يوجد بين طخفة والشعب طريق ضيق متجها من أضاخ إلى ضرية. ويجري فيه شعيب البطحي، وأضاخ يسمى اليوم [أوضاخ] وفيه هجرة تقع عن دخنة جهة الشرق الجنوبي، وفيه عبلة وصفاة مشهورتين. وقوله [وبين الرجام وضرية ثلاثة عشر ميلاً أو نحوها] بين ضرية والشعب حوالي [22]كيلاً.
وقوله [ وفي أصل الرجام ماء عذب لبني جعفر] لم يذكر البكري اسم الماء، ولكن يوجد قرب جبل الشعب من جهة الشرق آبار تسمى [آبار أبو رُكب] لعلها هي المقصودة إذا كانت قديمة. وقوله [وبهوبجة الريان أجارع سهلة تنبت الرمث] الريان واد مشهور يبدأ من جبل سويقة الواقع جنوب جبل الشعب ثم يستمر شمالاً بين القرارة وجبل منية ثم بين جبلي طخفة وسواج ويصب في وادي الداث الذي يفرغ في الرمة. وقوله [وبشرقي الرجام ماء يقال له إنسان] لعله يقصد ما ذكرنا سابقاً عن آبار أبو ركب، وهو ما يراه العبودي. وقوله [ وهو بين الرملة والجبل، والرملة تدعى رملة إنسان] الرملة التي يعني تسمى (نُفَيِّدْ الشِّعْب) وهي تقع جنوب الجبل مباشرة.
وقال البكري (3/1009) في رسم [غول] وغول الرجام: مضاف إلى الرجام بحمى ضرية، قال البعيث:
 وكيف طلابي العامرية بعدما




أتى دونها غول الرجام فالْعَسُ

قال: والرجام هضاب معروفة قريب من طخفة.
أقول: أضاف جبل غول إلى جبل الرجام، وغول عرّفناه سابقاً.
ثم قال البكري في رسم [لَجَأ] موضع بين أَرِيك والرجام، قال أوس بن غلفاء:
جلبنا الخيل من جنبي أريك




إلى لَجَأ إلى ضلع الرجام

أقول: ذكر [أريك] مع الرجام، ويسمى الآن [بئر وُرَيك] وهو بئر يقع ملاصقاً لجبل سواج من جهة الجنوب، بينه وبين جبل جضالا وجبل لعيبيبة. أما [لجأ] فلعله يقصد جبل [ اللجاة] الذي يقع ملاصقاً لهجرة مسكة من الجنوب. وهو مجاور لجبل الرجام من الغرب، بينهما حوالي [12] كيلاً.
أما ياقوت الحموي (معجم البلدان 3/27) فقال في رسم [رِجَام] بكسر أوله وتخفيف ثانيه، وهي في لغتهم حجارة ضخام دون الرضام، والرجام جبل طويل أحمر يكون له رِدَاه في أعراضه، نزل به جيش أبي بكر رضي الله عنه، يريدون عُمان أيام الردة، ويوم الرجام من أيامهم، وقال الضبابي أنشدني الأصمعي فقال:
وغول والرجام وكان قلبي




يحب الراكزين إلى الرجام

وقال آخر:
كأن فوق المتن من سنامها

عنقاء من طخفة أورجامها

مشرفة النّيق على أعلامها

أقول: الشاعر يقصد في بيته الرجام الذي نتحدث عنه والدليل بأنه ذكره مع غول. وياقوت يذكر يوماً للعرب في الرجام. ثم قال: وقال العامري: الرجام هضبات حمر في بلادنا نسميها الرجام وليست بجبل واحد، وأنشد:
وطخفة ذَلّت والرجام تواضعت




ودُعْسِقْن حتى ما لهن جَنان

قال: دُعْسِقْن أي وُطئن أي غزتهن الخيل فدُعْسِقْت تلك المواضع أي حتى لم يبق لهن شيء. قال الأصمعي: وقال آخر: الرجام جبال بقارعة الحمى حمى ضرية، ثم أورد قول لبيد السابق.
أما ابن بلهيد (صحيح الأخبار (1/170) فبدأ حديثه عن الرجام بالبيت الأول من معلقة لبيد بن ربيعة العامري، قال:
عفت الديار محلها فمقامها




بمنى تأبد غولها فرجامها

أقول: ذكر لبيد ثلاثة مواضع في الحمى متقاربة، وهي: غول ومنية والرجام تحدثنا عنها سابقاً.
وقال ابن بلهيد عن الرجام (1/172) وأما الرجام فهي واقعة بين غول ومنى وطخفة وهي هضبات صغار على رؤسها حجارة متصل بعضها ببعض، وفيها أبارق وهي بين السواد والحمرة، ولا تزال باقية بما يقرب من هذا الاسم إلى هذا العهد.
ويقول ابن بلهيد: وفي هذا الموضع –أي الجبل- نزل جيش لأبي بكر أيام الردة قاصداً عمان، وشربوا من ماء غول. وبه يوم من أيام العرب في الجاهلية، وبه يوم بين حرب وعتيبة في القرن الرابع عشر قريب النصف منه، وفيه انهزم العتبان، وقال شاعر من بني عامر:
وطخفة ذلت والرجام تواضعت




وأدعقن حتى مالهن جنان

وأورد قول الضبابي والرجز السابقين، وقول السمهري:
وأنبئت ليلى بالغريين سلمت



عليّ ودوني طخفة ورجامها

أقول: أضاف الشاعر الرجام إلى طخفة لقربه منها.
ثم ذكر ابن بلهيد قول لبيد من ثلاثة أبيات:
تخير ما بين الرجام وواسط




إلى سدرة الرّسَّين ترعى السوائلا

أقول: ذكر الشاعر [واسط] لعله يقصد وسط، وهو جبل يقع غرب الرجام على بعد حوالي [32] كيلاً، تقع ضرية بينهما. أما [الرّسّين] فهما الرس والرسيس.
وأورد بيتاً لجحدر اللص قال:
تربّعنَ غَولا فالرجام فمَنْعِجا



فعُرفته فالميث ميث نضاد

أقول: الشاعر جمع عدة مواضع وهي: جبل غول، وجبل الرجام، ومنعج [دخنة] ونضاد، وهو جبل يقع في عالية نجد في وسط جبل النير وهو أطول موضع فيه.
والشيخ حمد الجاسر ( معجم شمال المملكة 2/567) ذكر الرجام هذا: بعد أن ذكر الرجام الواقع غرب جبل أجا في منطقة حائل قال: ولم ار لاسم الرجام هذا-أي الواقع غرب أجا- ذكرا في كتب المتقدمين، وإنما ذكروا الرجام الذي في حمى ضرية.
وابن جنيدل (معجم عالية نجد 2/759) ذكر الشعب فقال: الشّعب [شعب القد] بكسر الشين المعجمة وسكون العين المهملة بعدها باء موحدة، ويسميه البعض القِدّ: جبل أحمر يحف به من ناحيته الجنوبية رملة تسمى نفيّد –تصغير نفود- الشّعب، يفري بطنه شعب يفيض شمالا غربياً، يدفع سيله في وادي هرمول، ولا يؤتى إليه إلا من طريق فيضته، وفي هذا الشعب آبار ماؤها عذب ويقع شرق بلدة ضرية، وجنوب هضبة طخفة قريب منها. ثم قال: ويبدو لي أنه هو المعروف قديماً باسم الرجام لأن وصف الرجام وتحديده ينطبق عليه.
أقول: أجاد ابن جنيدل في الوصف والتعريف، حيث أن جبل الشعب [الرجام] يوجد من ناحيته الجنوبية رُميلة تسمى باسمه، ويسيل وسطه شعيب يسمى [شعيب البطحي] يجري متجهاً شمالاً غربياً حتى يفيض في شعيب هرمول. كما أن حول الجبل آبار مشهورة مثل [آبار أبو ركب] وجبل الرجام يقع شرق ضرية وجنوب طخفة.
أما الشيخ محمد العبودي (معجم بلاد القصيم3/ 1229) فقال عن جبل الشعب: جبل أحمر يقع قريباً من جبل طخفة في غربي القصيم الجنوبي شرقاً من ضرية وجنوباً من طخفة. وقال: وهو الذي كان يسمى قديماً [الرجام] وأورد العبودي دليلاً على التسمية بأن المتقدمين نصوا على أن بين الرجام وطخفة طريق ضيق لأهل أضاخ، يسمى [العرج].
قال: بأن العامة تسمى الجبل [شعب القد] وبعضهم يسميه [شعب العِظْيَان] ويسمى قديماً [شعب الشموسين] ثم سمي [شعب العسيبات] وذكر بأن عنده نفيد يسمى [نفيد الشعب] كان يسمى قديماً [رملية إنسان] وحوله ماء كان يسمى [ماء إنسان] ويسمى الآن [ أبو ركب].
ثم ذكر سبباً لتسميته الشعب قال: فربما كان من باب غلبة اسم بعض الشيء على كله وأنه كان فيه شعب مشهور بهذا الاسم عند أهل تلك الناحية من الأعراب، وذكر بيتين أنشدهما لغدة الصبهاني عن سبب التسمية:
أتبعتهم نقلة إنسانها غِرق





كالفص في رقرقان الدمع مغمور

حتى تواروا [بشعب] والجمال بهم



عن هضب غول وعن جنبي منى زورا

ثم أورد العبودي أقوال بعض المتقدمين مما ذكرناه سابقاً، ورد على قول العامري السابق: فقال: تلك الهضاب غير الرجام هذا الذي أصبح يسمى الشعب. أقول: قصد العبودي أن العامري يتحدث عن جبل آخر في ديار قومه وهي ليست في منطقة الرجام الذي نتحدث عنه والواقع جنوب طخفة.
ثم أورد بيت الضبابي:
وغول والرجام وكان قلبي




يحب الراكزين إلى الرجام

وقال : وقال آخر: الرجام: جبال بفارعة الحمى، حمى ضرية. وقال لبيد:
فكأن معروف الديار يقادم




فبُراق غَوْل فالرجام وشوم

يقول العبودي: قادم يسمى الآن [عصام] موجود في تلك المنطقة.
أقول: جبل عصام: يجاور هجرة باسمه، ويقع جنوب شرق الرجام، مجاورا لقرية الجمش من الشمال، وقرية القرين من الشمال الغربي الواقعتين على طريق الرس البجادية.
وروى العبودي ما قال القتال الكلابي:
سقى الله ما بين الرجام وغمرة





وبئر ذريّات بهن جنين

بماء الثريا كلما ناء كوكب



أهلّ يسحّ الماء فيه وجُون

ورد العبودي على رأي ابن بلهيد في تسمية الجبل، وهو أنه كان يسمى الرجام ثم أصبح يسمى [اللجام] في والوقت الحاضر، قال: إن الرجام واقعة بين غول ومنى وطخفة على رؤوسها حجارة متصلة، وفيها أبارق بين السواد والحمرة، وقلبت راء الرجام لاما وكانت تسمى الرجام لأن فيها رجوم مبنية في رؤوس الهضاب. وسأل شيخاً عن سبب تغير التسمية فقال: بأن رجلا منهم في هذا العهد قال: من سمى هذه الهضاب الرجام فقد أخطأ، لو أنه سماها اللجام فقد سدت الطريق النافذ بين غول وطخفة كما يسد اللجام في الفرس، فغلب هذا الاسم وبقي إلى هذا العهد. والعبودي يستغرب هذا التعليل ويؤكد عدم معرفته لتلك التسمية.
أما الباحث عاتق البلادي ( على ربى نجد ص177) فقال عن الرجام: أضلع شهب صغار تقع تحت غول من الشمال، وتشرف على قرية القرارة من الغرب إلى الجنوب، وتعرف اليوم باسم الفريش، وتقرن الرجام مع غول، ثم أورد بعض الأبيات التي ذكرناها سابقاً.
أقول: قوله [أضلع شهب صغار] الصحيح بان جبل الرجام ممتد من الشمال إلى الجنوب بطول ما يقل عن [9] أكيال، من مجموعة أضلع مرتفعة. وقوله [ تحت غول من الشمال] والرجام يقع شمال غرب جبل غول وليس شمالية. كما أنه يشرف على هجرة القرارة من الجهة الغربية. وقوله [وتعرف اليوم باسم الفريش] هذا غير صحيح الفريش جبل آخر، يقع عن الرجام جهة الجنوب الشرقي بينهما حوالي [14] كيلاً. وهو أقرب إلى غول من الرجام.
وقال: ينسب إلى طخفة وإلى غول لأنها قريب من كل منهما وأصغر منهما، وليس هو طويل ولا رداه له.
أقول: جبل الرجام أصغر من طخفة، ولكنه أكبر بكثير من جبل غول. وجبل غول أرفع منه.
والشيخ عبدالله بن خميس (معجم جبال الجزيرة 3/24) فقد ذكر الرجام في كتابه ناقلاً ما قال الشيخ حمد الجاسر وابن بلهيد والبكري0




0 المراجع:
(1) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم (9-38NG) الرس.
0 0 المراجع:
(1) الهمداني. المرجع السابق.
(2) البكري. المرجع السابق.
(3) ياقوت الحموي. المرجع السابق.
(4) محمد بن بلهيد. المرجع السابق.
(5) عبدالله بن خميس. المجاز بين اليمامة والحجاز . المرجع السابق.
(6) سعد بن جنيدل. معجم عالية نجد.- منشورات دار اليمامة،1398هـ.
(7) عبدالله بن خميس. معجم جبال الجزيرة. المرجع السابق.
(8) محمد العبودي.معجم جبال القصيم. المرجع السابق.
(9) خرائط المملكة( 1: 250000) لوحة رقم (9-38 NG) الرس.


0 المراجع:
(1) البكري. المرجع السابق.
(2)  ياقوت الحموي. المرجع السابق.
(3) محمد بن بلهيد. المرجع السابق.
(4) سعد بن جنيدل. المرجع السابق.
(5) عبدالله بن خميس. المرجع السابق.
(6) محمد العبودي. المرجع السابق.
(7) عاتق البلادي. المرجع السابق.
(8) حمد الجاسر. معجم شمال المملكة.- منشورات دار اليمامة.
(9) خرائط المملكة (1: 250000) لوحة رقم ( 13- 38NG) ضرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق