الأربعاء، 2 أبريل 2014

هنيئا لأبي بدر (حمد القاضي) هذا الحب الكبير.

(هنيئا لأبي بدر هذا الحب الكبير)
ملتقى الوراقين: هذا الملتقى الذي بدا متأخرا وتألق مسرعا ليحث الخطى من أجل أن يضم مجموعة من المثقفين والكتّاب الذين يهتمون بتاريخ المملكة العربية السعودية وتوثيقه، وتاريخ الرجال الأفذاذ الذين شاركوا الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه في مرحلة التأسيس والتوحيد، ويستعرض الملتقى كل الوثائق التي تخص تاريخ المملكة ورجالها الذين أخلصوا وعملوا وكافحوا من أجل العلم والثقافة، حتى قدموها للجيل الجديد نقية محكّمة.
وقد عقد ملتقى الوراقين عدة لقاءات مسائية في بعض مدن بالمملكة مثل الرياض والمدينة المنورة فكان الملتقى الأول بالرياض في شهر رمضان 1426هـ ثم توالت الملتقيات وكان آخرها الملتقى الذي عقد في المدينة المنورة يوم: 14/5/1428هـ وشارك فيه أعضاء جمعية المؤرخين السعوديين الذين كانوا يجتمعون في نفس اليوم، وكان لتلك الأمسيات صدى قويا لدى الكتّاب والمتابعين للثقافة من تلك اللقاءات ملتقى تكريم الأستاذ فايز بن موسى الحربي رئيس مركز حمد الجاسر الثقافي وملتقى تكريم الدكتور فهد بن عبد الله السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز. وعدة لقاءات ثقافية أخرى تضمنت الحديث عن الشأن الثقافي بالمملكة وهموم الساحة وقد استعرض في بعضها مجموعة من المشروعات البحثية التي يقوم بها أعضاء الملتقى.
أما الملتقى الأخير وهو الثالث للوراقين فهو الذي عقد في مدينة الرياض في اليوم الخامس من شهر رمضان 1428هـ من أجل تكريم الأستاذ حمد بن عبد الله القاضي بمناسبة انتهاء عمله في رئاسة تحرير المجلة العربية وتفرغه للكتابة عن الثقافة وأقيم الملتقى بمباركة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض سلمه الله الذي كان يتابع ملتقى الوراقين وأول من بارك لقاءاته وكذلك برعاية من الأستاذ الكريم خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة الذي كان له ـ بعد الله ـ الفضل الكبير في بداية انطلاقة صفحة (ورّاق الجزيرة) وتشجيعه لأن يكون للملتقى هوية واضحة أمام المثقفين.
وقد عُقد هذا الملتقى التكريمي الذي كنت أحد أعضائه في قاعة بانوراما في مدينة الرياض من أجل تكريم الأستاذ حمد القاضي الذي ترك رئاسة تحرير المجلة العربية وهي في أوج عزها وتطورها يقول الدكتور سعد بن عطية الغامدي:
تبكي المجلة في  عليائها  حمدا     وتشتكي  لهفة  أضحت   تعانيها
هذا الحبيب الذي جادت شمائله            بالوصل حتى ارتوت منه أمانيها
وحضر الملتقى مجموعة من الأدباء والمثقفين والمؤلفين مثل:الأستاذ عبد الله بن إدريس والأستاذ خالد المالك والدكتور عبد الرحمن الشبيلي والدكتور عايض الردادي والدكتور بدر كريّم والأستاذ سعد البواردي وغيرهم، وقد بدأ حفل التكريم في الساعة العاشرة والنصف بتقديم الأستاذ يوسف العتيق المشرف على صفحة الوراق بالجزيرة، ثم افتتح بتلاوة من آيات الذكر الحكيم، ثم كلمة الورّاقين تفضل بإلقائها الأستاذ فايز بن موسى البدراني رئيس مركز حمد الجاسر الثقافي باسم أعضاء الملتقى قدّم فيها الشكر للحاضرين على تشريفهم ثم أثنى على الأستاذ حمد القاضي وجهوده في مجال الثقافة وفي تطوير المجلة العربية، ثم عبّر عن مشاعر أعضاء ملتقى الوراقين، كما أثنى على جهود الأستاذ حمد وأسرته وثقافته وجهوده في إثراء الساحة الثقافية بالمملكة، ثم قدّم كتابا تم إعداده على عجل وهو محاولة متواضعة من أعضاء الملتقى قاموا بجمع كل ما كتب في الصحف عن الأستاذ حمد بعد مغادرته المجلة العربية بعنوان (فارس الثقافة والأخلاق حمد بن عبد الله القاضي) كما نوّه عن معرض الكتاب الذي أقيم بتلك المناسبة، وأخيرا قدّم الشكر لجريدة الجزيرة ودارة الملك عبد العزيز ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات وغيرها.
ثم ألقى الأستاذ الكريم خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة الذي له جهود تُذكر فتُشكر ومنه الدعم التام للملتقى كلمة ضافية عن الأستاذ حمد القاضي وثقافته وبداياته عندما كان في مدينته عنيزة ويرسل مقالاته الثقافية إلى الجزيرة، ثم عن صداقاته مع الناس في كل الأعمار والتوجهات والجنسيات والأصحاب التي كان يقابل الناس بها. ثم تحدث عن دوره في تحرير الجزيرة منذ أكثر من (35) عاما سواء في بداية كتابته أو في الوقت الحاضر. ثم أثنى على دوره في المجلة العربية على مدى (30) عاما من العطاء الثقافي المتجدد وهو يرأس تحريرها حتى تركها وهي في أوج عزّها وكان عاشقا لها. كما دعاه إلى جمع كل ما كتب من مقالات ثقافية في سني حياته.
وألقى الأستاذ عبد الله بن إدريس كلمة أثنى فيها على الأستاذ حمد القاضي وكتاباته وثقافته ثم أبان عن موهبة الشعر عنده والتي لا يعرفها أحد وأنه يتميز بالقوة والجزالة، ثم دعاه إلى نشره وتوثيقه. ثم ألقى الدكتور عبد الرحمن الشبيلي عن الأستاذ حمد كلمة قصيرة تضمنت العلاقة التي تربطه بالمحتفى به وهي علاقة الثقافة والإبداع والمهنة الواحدة، ثم تحدث عن الطفرة الثقافية التي سمت بها المجلة العربية بقيادة حمد القاضي. ودعا أن تستمر المجلة بعد حمد على اتجاهها ورصانتها وقوتها في الساحة الثقافية، وأخيرا شكر ملتقى الوراقين لتنظيم هذا الحفل التكريمي.
كما ألقى شاعر القارة الأستاذ محمد الجلواح وهو من كتاب المجلة العربية قصيدة نظمها مبتدءا كل بيت منها على حرف من حروف اسم الأستاذ حمد القاضي بدأ البيت الأول بحرف الحاء والبيت الأخير بحرف الياء، قال في مطلعها:
حمد في سفر أخلاق الورى          صفحة خُطّت بتِبرٍ للأبدْ
ثم تحدث الدكتور عايض الردادي في كلمة ثناء عن حمد القاضي وعن ذكرياته عندما كان يبحر في صحيفة الجزيرة ثم عرفه رفيق سفر وحرف وعن دوره في المجلة العربية على مدى ثلاثين عاما، ثم دعا بأن الساحة الثقافية بحاجة إلى رجال أصحاب رأي وأصحاب مسار ثقافي مثل حمد القاضي، ثم شكر ملتقى الوراقين على تنظيم الحفل.
كما تحدث الأستاذ سعد البواردي في كلمة خاطب فيها أساتذته وزملاءه وأبناءه بحفاوتهم بالأستاذ حمد القاضي وحفاوته بهم، وتحدث عن الأستاذ حمد ودوره في الثقافة والأدب حيث حمل أمانة الكلمة فكان أمينا عليها بطموحه، ثم عبّر عن الحب الذي يعيش من حوله حمد القاضي ودعاه إلى مواصلة العطاء والكتابة.
ثم شارك اللواء مساعد منشط اللّحياني بكلمة أثنى فيها على الأستاذ حمد القاضي بدماثة حلقه ورحابة صدره وضحكة ثغره الصادق، وشكره على جهوده الثقافية وللجزيرة على احتضانها لثقافة حمد القاضي ولملتقى الورّاق.
وفي ختام كلمات المشاركين تم تسليم الدروع للأستاذ حمد القاضي من الحضور من المؤسسات والأفراد تقديرا لجهوده في المجال الثقافي وبعضهم أهدى حمد القاضي مجموعة من مؤلفاته.
ثم جاءت بعدها كلمة المحتفى به الذي عبّر فيها عن الحب الذي عاشه بين إخوته وعلى ما قُدّم له من دروع تقديرا لجهوده، ثم عبر عما في وجدانه من مشاعر ومحبة وعواطف تجاه الوطن والشعب السعودي وكل من قام بتكريمه، ثم قال: إن النجاح الذي أحرزه الفضل فيه لله ثم لوالديه رحمهما الله حيث كان والده يتابعه مع إخوته في المدرسة من أجل أن يتفوقوا ووالدته التي كان لها دور كبير في الحنان والعطف الذي كانت تغمره به. وأخيرا تحدث عن جهود الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ الذي قاد المجلة العربية أول مسيرتها وأنه سار على نهجه، كما شكر ملتقى الورّاق وكل من قام بتكريمه.
لقد عاش الأستاذ حمد القاضي تلك الأمسية بيننا في فرح واعتزاز يغمره الحب الذي لقيه من الجميع، فأبارك له هذا الحب الكبير والتقدير الذي كان نابعا من قلوبنا وأتمنى له حياة سعيدة مليئة بالعطاء، بقي أمنية وهي أن نرى قريبا إنتاج الأستاذ حمد القاضي سواء منه المنثور أو المنظوم في كتب بين أيدينا ولا شك عندي بأنه قد فرّغ نفسه حاليا لذلك. يقول الشاعر:
شهمٌ تدثّر بالعزيمة يافعا            وسمت به  نحو العلا  أخلاقه
آباؤه صيدٌ تألق  نجمهم      وإلى دروب المجد كان سباقه
      وللجميع صادق الود والمحبة.
كتبه: عبد الله بن صالح العقيل.
                                       عضو ملتقى الورّاقين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق