منطقة القصيم:
القصيم:من المناطق المهمة بالمملكة العربية السعودية، وتقع في وسط خريطة المملكة ضمن هضبة نجد التي ترتفع عن مستوى سطح البحر وتشمل مناطق الرياض والقصيم وحائل، مما جعلها تحتل موقعا مرموقا من حيث التجارة والزراعة والسكان، والقصيم اسم ورد ذكره في المصارد الجغرافية القديمة، في معرض الحديث عن المواقع التي يشملها اسم القصيم، كما حدده أكثر الجغرافيون والكتاب قديما وحديثا. وسوف نستعرض ما في القصيم من معالم وخيرات تشمل ما يلي: الاسم والدلالة، أقوال المتقدمين فيه، حدوده، جغرافيته، مناخه، التجارة والحرف، جوه، نباتاته، سكانه، الزراعة فيه، لهجة سكانه،
الاسم والمعنى:
يقول ابن منظور (لسان العرب 12/486) في معنى القصيم: والقصيمة: ما سهل من الأرض وكثر شجره. والقصيمة: منبت الغضى والأرطى والسلم، وهي رملة؛ قال لبيد:
وكتيبة الأحلاف قد لاقيتهم، حتى استفاض دكادك وقصيم
وقال بشر في مفرده:
وباكره عند الشروق مكلّب أزل، كسرحان القصيمة، أغبر
قال: وقال أنيف بن جبلة:
ولقد شهدت الخيل يحمل شِكّتي عَتِد، كسرحان القصيمة، مُنْهِب
الليث: القصيمة من الرمل وما أنبت الغضى وهي القصائم، أبو عبيدة: القصائم من الرمال وما أنبت الغِضاء، قال أبو منصور: وقول الليث في القصيمة ما ينبت الغضى هو الصواب. والقصيم: موضع معروف يشقّه طريق بطن فَلْج؛ وأنشد ابن السكيت:
يا رِيّها اليوم على مُبَينَ على مُبين جَرِدِ القصيم
قال: والقصيم: نَبْت. وقال:
أفرغ لِشَوْل وعِشار كُوم بَاتَتْ تُعَشي الليل بالقصيم
وقال الفيروزبادي (القاموس المحيط 4/166) عن القصيم: ... والقصيمة رملة تنبت الغضى أو جماعة الغضى المتقارب، والجمع قَصيم، وجمع الجمع: قُضُم وقَصَائم، وموضع بين اليمامة والبصرة، ويشقّه طريق ببطن فلج والقصيم.
ويقال إن اسم القصيم مشتق من القيصوم وهو شجر معروف ومنتشر قديما في تلك الناحية.
الأقوال في القصيم:
يقول الهمداني (صفة جزيرة العرب ص 289) وهو يتحدث عن المواقع: (..القصيم وهو بلد واسع كثير النخل والرمل والنخل في حواء الرمل وهو كثير الماء كثير الحصون) ثم قال (ص 311) متحدثا عن أوطان القبائل (ومن أوطان اليمامة القصيم لعبس).
وقال عند البكري (معجم ما استعجم ص1078) (القَصِيم: بفتح أوله، على لفظ تصغير قَصْر بعدها ياء، وزن فَعِيل: قال بشر:
من اللائي غُذِينَ بغير بُؤْس منازلها القَصِيمَة فالأُوَارُ
وأورد البكري (2/628) في رسم رامة شعرا لأوس بن حجر قال:
ولو شهد الفوارس من نمير برامة أو بنعف لِوَى القصيم
كما قال أبو دُواد:
وترى بالجواء منها حلولا وبذات القصيم منها رُسُوم
وقول الأخطل:
حتى إذا قُلتُ ورّكْنَ القصيمَ وقد شَارفْن أو قُلنَ هذا الخندقُ الحَفَرُ
وقال ياقوت الحموي (معجم البلدان 4/367) القصيم: بالفتح ثم الكسر، وهو من الرمال ما أنبت الغضى، وهي القصائم، والواحدة قصيمة، قال أبو منصور: القصيم موضع معروف يشقه طريق بطن فلج، وأنشد ابن السكيت:
يا ريّها اليوم على مُبين على مُبين جَرَدِ القصيم
ويوم القصيم: من أيام العرب قال زيد الخيل الطائي:
ونحن الجالبون سباء عبس إلى الجبلين من أهل القصيم
فكان رواحها للحيّ كعب، وكان غدوّها لبني تميم
ثم قال: وقال أبو عبيد السكوني: القصيم بلد قريب من النباج يَسْرَة في أقوازة وأجارعه فه أودية وفيه شجر الفاكهة من التين والخوخ والعنب والرمان، وهو بلد وبئٌ، وفيه يقول الشاعر:
إن القصيم بلدُ مَحَمّة أنكدُ، أفنى أُمةً فأُمّهْ
وقال الأصمعي بعد ذكره الرمة واد: وأسافل الرمة تنتهي إلى القصيم وهو رمل لبني عبس.
ثم قال: قَصِيمَةٌ: بالفتح ثم الكسر، وهي الرملة التي تنبت الغضا ، والجمع قصيم، وحكى فيه القُصَيمَة بلفظ التصغير، ويضاف فيقال قصيمة الطُّرّاد، قال الأسود بن يعفر:
بالجو فالأمراج حول مُرامر فبضارج فقُصيمة الطُّرّاد
وقال بشر بن أبي خازم:
وفي الأظعان آنسة لعوب تَيمّمَ أهلُها بلدا فساروا
من اللائي غُذِينَ بغير بُؤس منازلها القصيمة فالأُوارُ
قال الحفصي: القصيمة رمل وغضا باليمامة، والله الموفق والمعين.
حدود القصيم:
منطقة القصيم من المناطق الواسعة في المملكة وتقع بين المناطق الأخرى، ويحدها من الشمال: منطقة حائل، ويمتد وادي الترمس وبلدة كحلة. ومن الشمال الشرقي: منطقة الوشم ويفصل بينهما نفود السر. ومن الشرق منطقة الرياض. ومن الغرب: منطقة المدينة المنورة تحديدا بلدة النقرة التي تعتبر الفاصل بين حدود نجد والحجاز. ومن الجنوب حتى نهاية حدود بلدة ضرية الواقعة جنوب الرس. ومن الجنوب الشرقي تمتد الحدود حتى نهاية المذنب والعمار. ومن الشرق تنتهي الحدود عند أم طليحة. على هذا تكون منطقة القصيم تمتد بين خطي عرض (41 45) شرقا، وخطي طول (24 28) شمالا.
جغرافية القصيم:
ترتفع منطقة القصيم عن مستوى سطح البحر حوالي (2500) قدم. وهي على العموم منطقة منبسطة يميز سطحها مجموعة من الجبال خاصة في الجهة الجنوبية الغربية في القرى والمراكز التابعة للرس. كما يميزها جريان وادي الرمة الذي يمر من الجهة الغربية الشمالية حتى الجهة الشرقية الشمالية. وفي الجهة الغربية من القصيم توجد حافة الدرع العربي التي تخلو من المياه والتي تتصل بمنطقة المدينة المنورة. كذلك تكوين ساق ، وبعض الحبال الرملية في الشرق والشمال والجنوب مثل: نفود السر ونفود المظهور ونفود الدهناء ونفود عريق الدسم ونفود الميسرية وغيرها. كذلك سهل الفويلق الذي يقع في الجهة الشمالية الشرقية.
كذلك مجموعة من الأودية الكبيرة المشهورة مثل: وادي الجرير ووادي الترمس ووادي هرمول ووادي الشعبة وغيرها.
مناخ القصيم:
مناخ القصيم في الغالب يكون دافئا عندما يكون اتجاهه من جهة الجنوب، وباردا عندما يكون قادما من جهة الشمال والغرب. وهو على العموم من الأجواء الصحراوية التي تكون حارة في الصيف باردة في الشتاء.
سكان ومساحة القصيم:
يوجد من سكان القصيم من قبيلة تميم، وأكثرهم من عدة قبائل مثل: عنزة وحرب ومطير وعتيبة وسبيع والعجمان وغيرها. ويقدر عدد سكان منطقة القصيم قديما حوالي (47000) نسمة بما فيهم الحاضرة والبادية. أما في الوقت الحاضر فلا يقل مجموع السكان بحدود (700000) نسمة.
أما مساحة منطقة القصيم فتقدر بحوالي (5000) ميل مربع. أي تتراوح بين (50ـ60) ألف كيلو متر مربع، وهو ما يعادل (2,5%) من مساحة المملكة.
التجارة والحرف في القصيم:
يشتهر أهل القصيم عموما بالتجارة، بل إنهم يوظفون أموالهم بالأعمال التجارية، كما أن أكثر أهل التجارة في نجد عموما والحجاز والمنطقة الشرقية من أهل القصيم وسدير. وتتنوع تجارة أهل القصيم في الإبل والأبقار والأغنام والتمور والقمح وغيرها من الحبوب، كذلك المواد الغذائية والملابس والكماليات الأخرى.
الزراعة في القصيم:
اشتهرت منطقة القصيم قبل غيرها بالزراعة التي انتشرت في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية خاصة وذلك بفضل الله ثم بوجود الماء الذي هيأ لأهل القصيم الإهتمام بالزراعة خاصة الحبوب التي انتشرت زراعتها والفواكه والأعلاف، كما اهتم أخيرا الأهالي بزراعة النخيل التي تتميز بمحصولها الوافر من التمور ويتم تسويقه لجميع المناطق بالمملكة ودول الخليج العربي، بل إن تمور القصيم اشتهرت في الأعوام الماضية وتوسع تسويقها وصناعتها بجميع الطرق.
ومن أنواع التمور في القصيم ما يلي:ـ السكرية الصفراء والسكرية الحمراء والشقراء والمكتومية ونبتة ابن راشد والمنيعية والكويرية والحلوة وأم حمام والروثانة والبرحية والونّانة والقطّارة وأم الخشب وأم كبار والمسكانية والرشودية ونبتة علي وغيرها. كتبه: عبدالله بن صالح العقيل.
الآثار في منطقة القصيم
1ـ بريده:ـ مواقع أثرية في الصباخ، والعابسية.
2ـ عنيزه:ـ بئر أم القبور، قصر البسام، جبل الصنقر: وفيه رسوم صخرية قديمة.
3ـ الرس:ـ برج الشنانة ، خندق حرب الرس زمن إبراهيم باشا الذي يشهد على بطولة أهل الرس أمام الباشا وجنده عام 1232هـ، بقايا درب زبيدة عند جبل طخفة وعند رامة الجنوبية، وعند جبل إمرة: وفيها غار بداخله رسوم صخرية على أشكال هندسية، وبئر ريق البنات بالرس، وبوابة سور الرس القديم وتسمى (باب الأمير)، ومقبرة شهداء حرب الرس عام 1232هـ ، والجريف: وهو المكان الذي يؤخذ منه ملح البارود، وبرج الشنانة: الذي يشهد الوقعة بين الملك عبدالعزيز وابن رشيد، وبقايا منازل الشنانة، وبقايا منازل الرويضة، وبقايا منازل بهجه، وبقايا منازل البطاح، ومقر المدرسة العسكرية التي افتتحت عام 1374هـ، ومدق الحبحر.
4ـ الشقة:ـ برج ضاري.
4ـ الخرما الشمالية:ـ كتابات ثمودية .
5ـ قصيباء:ـ العنتريات، والعيون قديمة مشهورة.
6ـ الأسياح:ـ قصر مارد المشهور فيها وفيه نقوش ورسوم لبعض الحيوانات، سد الحكار، وآثار طريق الحاج البصري، وعيون الأسياح القديمة.
7ـ النقرة:ـ فيها آثار برك درب زبيدة، وآثار مناطق التعدين القديمة، ورسوم صخرية في جبل أفيعية على شكل حيوانات.
8ـ منطقة كبد:ـ نقوش ورسوم على الأحجار من عهد ثمود.
9ـ ضرية:ـ فيها نص من القرآن الكريم كتب بالخط الكوفي الخالي من النقط نقش على صخر من الجرانيت، ونقوش أخرى على شكل حيوانات.
10ـ عيون الجواء:ـ السوق القديم بعد ترميمه، العيون القديمة وتسمى عيون (عبس).
الفوارة:ـ فيها عيون قديمة وتسمى (عيون ابن بليهد).
11ـ الشماسية:ـ برج مراقبة يسمى (الصنفر).
12ـ الهلالية:ـ برج البلدة الأثري بعد ترميمه ويعود بناؤه قبل 250 سنة.
13ـ رامة:ـ يوجد آبار درب زبيدة القديم، وآبار منقورة في الصخور. وفيها مجموعة من النقوش القديمة فيها كتابة ثمودية.
14ـ عين ابن فهيد:ـ وفيها حصاة غيلان: وهي مجموعة من الصخور النارية المنقوشة.
15ـ النبهانية:ـ وفيها نقوش ورسوم ثمودية في جبل الكويفر الشرقي، كذلك موقع الصقرة: وفيه عدة نقوش ثمودية ورسوم الصخرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق