( الورّاقون وتكريم الباحثين )
يقول أبو الطيّب المتنبئ:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
كثيرا ما نسمع بأن أحد الأفراد تميّز عن سواه في أي نوع من الإبداع ولكن أن تسمو به همته وتعلو به قدراته ويحظى بالمدح والثناء ممن حوله ويتميز عن أقرانه فهذا برأيي المتواضع هو ما لا يحصل عليه أي إنسان إلاّ القلة من الناس
لذا فقد أحسنت صحيفة الجزيرة صنعا ممثلة بصفحة (ورّاق الجزيرة) وبتوجيه من رئيس تحريرها الأستاذ خالد المالك الذي يبذل جهده ووقته لتطويرها والرقي بمستواها وبمبادرة من محررها الأستاذ يوسف العتيق عندما دعت كُتّاب الصفحة من الباحثين إلى لقاء عام في ليلة جميلة طاب عليلها وغمرتها نسمات لطيفة من الجو البديع وطرزتها المحبة والإلفة التي سادت بين الحضور وذلك في يوم الأربعاء الموافق 9/9/1426هـ في أحد الاستراحات في مدينة الرياض وكان الهدف من اللقاء هو التعارف والتقارب بين كتّاب الصفحة وتبادل الخبرات والثقافة وقد ضم مجموعة من الباحثين الذين كانوا يثرون الصفحة بإبداعاتهم وبحوثهم عن البلدان والأسر والأشخاص والمواقع فمنهم الشيخ الكبير ومنهم العسكري والأكاديمي والإداري وغير ذلك.
لقد كان أخي الأستاذ يوسف العتيق متألقا كعادته وقام باستقبال ضيوفه بابتسامة تغمر محياه ويرافقهم إلى مكان ضيافتهم مرحبا ومعرّفا بهم وواصفا لهم بعبارات تليق بهم، حتى اكتمل العدد في حدود مائة كاتب وباحث وبدأ اللقاء بآيات من الذكر الحكيم تلاها أحد الطلاب، ثم أخذ مضيّفنا أبو محمد بالتعريف بكل واحد منا بما يليق به فيصف هذا بالباحث البارع ويصف الآخر بالشيخ القدير وآخر بالمحاور العنيف وآخر بالكاتب المشاكس وهكذا مع بعض اللطائف من المُتَع الشيّقة حتى أتى علينا جميعا. ثم عرّج بالشكر والثناء على ولاة أمرنا على مباركتهم تلك اللقاءات التي تُعرّف بالباحثين والكتّاب وتتعرف على أحوالهم وتكشف ما لديهم من نشاط ثقافي يثري الساحة الثقافية ثم أثنى على رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك صاحب الفضل على تأييده لذلك. ثم تحدث عن أهمية مثل تلك الأمسيات والندوات التي تثري الساحة الأدبية وتعرّف على الباحثين وتجمعهم وتوثق بينهم الصلة والعلاقة. كما شرّف اللقاء بالحضور مجموعة من الباحثين مثل الدكتور عبداللطيف الحميد مدير تحرير مجلة الدرعية والأستاذ محمد بن عبدالله المزيد الباحث في تاريخ قبيلة العجمان والأستاذ محمد المشوّح صاحب الثلوثية والأستاذ فوزان الماضي من مجلة الإبل وغيرهم من المتميزين في مجالهم.
ثم أذن الأستاذ يوسف العتيق بالمداخلات الشفهية والكتابية وأخذ كل واحد من الحضور يدلي بدلوه في الحديث الممتع والشيّق فهذا يعلّق على حديث سابق وآخر يقدم مقترحا لإثراء اللقاء وثالث يؤكد على استمرار مثل هذه الأمسية ورابع يبحث في توثيق العلاقة والتعاون بين الباحثين فيما يخدم الثقافة وغيرها. وكان راعي اللقاء متألقا يوزع الأدوار ويُعلّق على المداخلات ويثني على الجميع.
وصاحَب اللقاء معرضا مصغّرا لبعض المخطوطات المهمة وبعض الأوعية المصنوعة لحفظ المخطوطات من مقتنيات الباحث الأستاذ علي المهيدب عرضها مع شرح مختصر عنها.
كما صاحَب الأمسية معرضا متواضعا للكتب التي ألفها بعض كتّاب صفحة الورّاق تم فيه بيع الكتب المعروضة على الحضور وتَبنّى المشرف على الصفحة بأن تصرف قيمة المبيعات في العمل الخيري. فجزاه الله خيرا وأجزل له المثوبة على تلك البادرة.
واستمر اللقاء حتى الساعة الثانية صباحا كان رائعا متميزا بالطروحات الممتعة والتعليقات اللطيفة وتبادل الحضور عبارات الترحيب والتعارف فيما بينهم فسادت الإلفة والمحبة، كما تعهد الجميع بالتواصل فيما بينهم ودعوا إلى تكرار مثل تلك اللقاءات التي تثري الساحة الثقافية وتنير الطريق للناشئة من القرّاء والباحثين وتكشف مكنون الوثائق التي تزخر بها مملكتنا الغالية في كل المدن والقرى، كما حمّلوا الأستاذ يوسف العتيق تحياتهم وتقديرهم لكل الداعمين لهذا اللقاء.
ونيابة عن كل الباحثين والكتّاب في صفحة ورّاق الجزيرة أتقدم بالشكر والتقدير لرئيس تحرير صحيفة الجزيرة الأستاذ خالد المالك على جهوده والشكر أيضا موصول للأستاذ يوسف بن محمد العتيق الذي كان له الفضل بعد فضل الله وتوفيقه في لقائنا في هذه الندوة الجميلة.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق