الأربعاء، 19 يونيو 2013

هنيئا للورّاقين بلقائهم في المدينة المنورة.

(هنيئا للورّاقين بلقائـهم)
      اللقاءات الثقافية والأدبية هي منبر من منابر العلم يتناظر فيها المثقفون ويطرحون ما لديهم من هموم وآراء تهم المجتمع، كذلك هي فرصة لتلاقح أفكارهم وزيادة حصيلتهم الثقافية ومن خلالها يتم تكريم المتميزين منهم ويبرز نشاط الباحثين والمتحدثين في هموم الثقافة والأدب. ولكل فئة من فئات المجتمع هموم يطرحها الجميع في لقاءاتهم ومناظراتهم. والورّاقون من تلك الفئة من المثقفين الذين مُنحوا الفرصة في اللقاء فيما بينهم فكانوا يطرحون أفكارهم وثقافتهم ويناقشون بحوثهم وما لديهم من وثائق ومخطوطات تتعلق بتاريخ المملكة وقادتها ورجالها.
ولقاء الوراق كان أصله لقاءا وديّا لكُتّاب صفحة ورّاق الجزيرة التي يشرف عليها الأستاذ يوسف العتيق ويحررها مجموعة من الكتاب والباحثين في تاريخ المملكة وجغرافيتها وشخصياتها، ويتم اللقاء بدعم كبير من أستاذ الجيل خالد بن حمد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة. وتم عقد هذا اللقاء في مجموعة من المدن في مملكتنا الحبيبة أذكر منها: زيارة الأستاذ يوسف العتيق لمحافظة الرس يوم: 28/1/1426هـ واطلع على بعض معالمها وزار أحد المتاحف الأثرية فيها. ثم عُقد الملتقى في الرياض في مساء يوم: 9/9/1426هـ وحضره أكثر من مائة باحث وكاتب، وكان لقاءا أخويا مثمرا أقيم خلاله معرضا مصغرا للكتاب. وفي يوم: 17/1/1427هـ عقد الملتقى أيضا في الرياض في إحدى الاستراحات وكان الهدف منه تكريم الأستاذ فايز بن موسى الحربي بمناسبة اختياره مديرا لمركز حمد الجاسر الثقافي حضره جمعٌ من رجال الفكر والإعلام ألقى خلاله الأستاذ يوسف العتيق كلمة ضافية عن الثقافة والمثقفين ثم كلمة للمحتفى به ثم توالت الكلمات التي يعبر فيها أصحابها عن تقديرهم للملتقى ولضيوفه وفي ختام اللقاء تم توزيع الدروع التذكارية على الأستاذ فايز تكريما له. 
وفي يوم: 8/2/1427هـ قمنا بزيارة لمحافظة المذنب اطلعنا على كثير من معالمها الأثرية والحضارية ومنها مكتبة محمد بن صالح المقبل رحمه الله (والتي سوف يكون لي وقفة شاملة عنها) ثم أخذنا جولة موسّعة في المحافظة بمرافقة مجموعة من الأعيان والباحثين وقد غمرونا بضيافتهم وكرمهم، وفي يوم: 5/5/1427هـ كان اللقاء في منزل الدكتور عبد العزيز بن سعود الغزّي في الرياض وكان لقاءا ثقافيا وحضاريا تخلله مجموعة من القصائد والنقاشات الثقافية. وكان للكتاب لقاءات أخرى في روضة سدير وفي وادي الدواسر وفي أشيقر وغيرها.
ثم طُوّر هذا اللقاء الثقافي ليأخذ الطابع الرسمي ففي يوم: 22/1/1428هـ كان الموعد مع اللقاء الذي يعتبر هو الأول بعد اللقاءات التجريبية السابقة وكان الهدف من تنظيمه هو تكريم معالي الدكتور الأديب والباحث فهد بن عبد الله السماري أمين عام دارة الملك عبد العزيز بمناسبة تعيينه على المرتبة الممتازة، ثم أخذ هذا الملتقى بُعْدا أكبر حيث كان للحاضرين شرف التكريم من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض أعلن في حينها الدكتور فهد السماري عن توجيه سموه بالدعم المادي والمعنوي لهذا الملتقى وأن يستمر ليكون دوريا باسم (ملتقى الورّاق) بدعم من دارة الملك عبد العزيز وعلى نفقة الدولة، كما أفاد بموافقة سموه على تأسيس (جمعية النسّابين) لتكون قاعدة لتوثيق تاريخ الأنساب في المملكة.  
في يوم الخميس الموافق: 14/5/1428هـ سعدنا كثيرا ضمن منظومة كتّاب صفحة ورّاق الجزيرة وباهتمام ومتابعة من أستاذنا خالد المالك بحضور اللقاء الثاني لأعضاء (ملتقى الورّاق) في رحاب المدينة المنورة شرّفها الله وعلى ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم. وكان لقاءا وديّا جمع ثُلّة من كتّاب الصفحة يتقدمهم أستاذ الجميع فايز بن موسى البدراني الحربي ومحرر الصفحة المتميّز دائما الأستاذ يوسف بن محمد العتيق ومجموعة أخرى من الكتّاب أذكر منهم كل من: نايف بن غبن الوسمي وأيمن بن سعد النفجان وعبد الله بن سعد العضيدان ومساعد بن فهد السعدوني ونايف الفقير وتركي بن محمد أبو حمراء ومحمد الشلاحي مؤسس منتديات مطير وكاتب هذه الأسطر .. وغيرهم.
وكان اللقاء الذي عُقد في قاعة الدار للمعارض والمؤتمرات في المدينة المنورة لقاءا متميزا بالعروض البحثية في التاريخ والجغرافيا والأنساب وغيرها، كما تشرفنا بحضور أعضاء الجمعية التاريخية السعودية ضيوفا على ملتقى الورّاق في ذلك المساء الجميل في رحاب طيبة الطيبة حيث كانوا يعقدون اجتماعهم العاشر وفي مقدمتهم كل من: الدكتور عبد الله الزيدان رئيس الجمعية التاريخية السعودية والدكتور ناصر الجهيمي والدكتور يوسف حواله والدكتور محمد بن سعد الشويعر والدكتور فهد بن  عبد العزيز الدامغ والدكتور عبد اللطيف بن محمد الحميد والدكتور عويضه بن متيريك الجهني والدكتور سهيل صابان والدكتور عمر العمري وغيرهم من الباحثين.
بدأ الورّاقون لقاءهم في الساعة الحادية عشرة وعشر دقائق مساءا بآيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة مرتجلة من الأستاذ يوسف العتيق تحدث فيها عن هموم الثقافة وبدأها بتوضيح الموضوعات التي يهتم بها الباحثون في صفحة الورّاق وما يجده من حرج في الرد على الاتصالات التي ترد من القرّاء لما يُكتب في الصفحة خاصة فيما يتعلق بالأنساب. وما يجده من حرج أيضا في إجازة بعض المواد التي تتحدث عن بعض المواقع خاصة عندما يكتبها كاتب متخصص ومؤهل تأهيلا أكاديميا. كما أوضح بأن صفحة الورّاق لها الفضل في تبني موضوعات نشرها بعض الكتّاب وصدرت في كتب مطبوعة بعد اكتمالها.
ثم ألقى الأستاذ الباحث فايز الحربي كلمة ضافية رحّب فيها بالحضور من الجمعية التاريخية السعودية والباحثين من ملتقى الورّاقين، ثم قدّم الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز على دعمه المستمر للباحثين ولمعالي الدكتور فهد السماري أمين عام الدارة، ثم قدّم الشكر للأستاذ يوسف بن محمد العتيق الذي يقف وراء هذا الجمع الكبير من الباحثين ثم للقائمين المنظمين لهذا الحفل.
ثم توالت العروض عن البحوث التي يقوم بإعدادها بعض الباحثين من ملتقى الورّاق منها ما يلي: ألقى الأستاذ صيفي بن عيسى الشلالي عرضا مرئيا عن مشروع بحثي يقوم به عن منطقة المدينة المنورة بعنوان (خيبر خير القرى العربية) واشتمل على مجموعة من الفصول البحثية العلمية. ثم ألقى الأستاذ عبد الله بن عطية الله آل نامي عرضا مرئيا آخر عن بحث بعنوان (النخلة في الموروث الشعبي في بدر وقرى وادي الصفراء) شمل العرض معلومات قيّمة عن النخلة أسمائها وأنواعها وفوائدها وفضلها وغير ذلك. كما ألقى الأستاذ نايف بن غبن الوسمي عرضا عن (مهد الذهب ـ قُراءهُ التاريخية وآثاره) تحدث فيه عن معدن بني سليم ثم عن قصر صُفَينة ثم عن القلاع والآبار والقصور المشهورة في مهد الذهب مثل بئر قزارة وقلعة السوق وقلعة خناس وقصر حاذة وبركة البريكة والكراع وغيرها.
كذلك ألقى الأستاذ عمر آل زيد قصيدة شعرية جميلة باللغة العربية بعنوان(يا وطني أنا منك يا أبي) وأخيرا تفضّل الدكتور عبد الله الزيدان رئيس الجمعية التاريخية السعودية كلمة نيابة عن أعضاء الجمعية قدّم فيها الشكر لأعضاء ملتقى الورّاق على دعوتهم لحضور الملتقى، كما دعا أعضاء ملتقى الورّاق للتعاون مع الجمعية التاريخية من أجل إثراء البحوث العلمية ثم قدّم الشكر للجميع. ثم تناول الجميع وجبة العشاء بضيافة ملتقى الورّاق وعلى شرف المدعوين والحاضرين.
أشكر كل من كان له الفضل بعد الله في تفعيل مثل تلك اللقاءات المثمرة بإذن الله وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز على دعمه الدائم، ثم للأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الذي فتح الباب على مصراعيه أما الباحثين من أعضاء الملتقى ليكتبوا ويعرضوا ما لديهم من بحوث موضوعية كان لها الفضل في إثراء الساحة الثقافية والأدبية في المملكة، كما أُثنّي الشكر لمعالي الدكتور فهد السماري على تفاعله ودعمه وللأستاذ يوسف بن محمد العتيق على حماسه وتفانيه في عرض ثنايا الصفحة لكل الباحثين. ثم لكل من ساهم في الحضور والعرض. مع تمنياتي للجميع بالعون والتوفيق.

                        كتبه: عبد الله بن صالح العقيل ـ الرس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق