الأربعاء، 19 يونيو 2013

من ثقافتنا السياحية (من سبق لبق)

من ثقافتنا السياحية (من سبق.. لبق)

كثيرون الذين كتبوا عن الشأن السياحي في بلادنا بين مؤيد في كتاباته وبين منتقد. وكل منهم يطلب من البلديات والمحافظات إصلاح المواقع لمرتاديها من السيّاح المواطنين والمقيمين وتهيئة الخدمات اللازمة، كما تختلف المدن والمحافظات في جهودها بين متحمس ومقصّر في تقديم الخدمات في المواقع السياحية لمن يرتادها.   
وأنا هنا لن أتحدث عن مقومات السياحة في بلادنا.. هل هي مهيأة.. وهل هي متكاملة أم لا.. وما هي معوقاتها وعن دور المدن والمحافظات في تفعيلها..؟ ولعل هذا يكون في مقال قادم إن شاء الله. بل سوف يكون حديثي عن ثقافة المواطن السعودي في الاستفادة من الخدمات السياحية وطريقة استخدامها.
في صيف هذا العام عزمت وعائلتي على قضاء إجازتنا في ربوع منطقة الباحة التي أحب زيارتها والتمتع بجوها العليل وأهلها الكرماء بأخلاقهم وتعاملهم. وفي ذات يوم السبت:18/8/1431هـ كنت وعائلتي في زيارة لأحد المنتزهات في محافظة بلجرشي في منطقة الباحة حيث حضرنا في وقت مبكر وفي موقع يحتوي على أربع مظلات عُملت لنزول العائلات وبجوارها مجموعة من ألعاب الأطفال ونزلنا في واحدة منها.. وبعد أن أمضينا فيها وقتا ممتعا في سرور وحبور ونحن نحتسي القهوة والشاي ونقوم بصنع الكبسة والأطفال يلعبون ويمرحون في الألعاب. سمعت أصواتا مختلطة لمجموعة من الرجال يزمجرون ويتوعدون بأصوات عالية، وعندما استوضحت الأمر منهم أخذوا يسبون ويتهجمون علينا.. وقالوا أنهم وضعوا قطعا من الفرش في المظلات الثلاث المتجاورة منذ الليلة الماضية بقصد حجزها لهم. ولكني فاجأتهم بالسؤال عن أحقيتهم في حجزها ومنع غيرهم من الجلوس فيها. فأجابني أحدهم بأنهم حجزوها من أجل ضيوف لهم. وعندما أخبرتهم بأن تلك المظلات من المواقع المشاعة للجميع وهيأتها البلدية للمصطافين ولا يحق لأحد أن يحجزها عن الغير بقصد الاستيلاء عليها.. خاصة وأنتم من أهل المنطقة ويجب عليكم تهيئتها للمصطافين. فوجئت حينها بصوت آخر يخاطبني بقوله (يا أخي.. من سبق لبق) أي أن من سبق إلى الشيء فهو أحق به. ثم اتهمني بأنني أنا الذي أخذت الفرش من الموقع وجلست فيه. ولكني لم أترك له الفرصة بأن يتهمني بذلك.
ثم أخذت وقتا من أجل أن أقنعه بأن هذا الأسلوب تعسفي وغير حضاري في الاستيلاء على تلك الخدمات التي هيأتها بلدية المحافظة لمن يقدم من خارجها لأجل التمتع بجوها العليل وخدماتها المتوفرة. وأن عليه وأمثاله من أهالي المحافظة الترحيب بالضيوف وتمكينهم من الجلوس في الأماكن المخصصة لهم. ولكنه أصرّ على أن تصرفه هذا صحيحا وأنني أنا الذي سرقت الفرش من المكان.
أقول: ما هذه الثقافة المنحطّة والتصرفات الساقطة لمثل هؤلاء المواطنين الذين يواجهون السيّاح بهذا الأسلوب بحيث يستولون على أماكن النزهة ويتهجمون على سواهم بهذا الأسلوب الغريب.. وهل هي أسلوب مناسب للتعامل؟ إلى متى نستمر في أسلوبنا هذا في التعامل مع الآخرين وهضم حقوقهم واستفزازهم بالأسلوب النشاز.. متى نتعلم الأسلوب الراقي في مواجهة غيرنا؟.
هذا ما يواجه السائح السعودي في بلادنا سوء في التعامل ونقص في الخدمات والإمكانات السياحية التي تستطيع البلديات توفيرها. مع صادق الود والمحبة.
                                                  
    كتبه:
                                    عبد الله بن صالح العقيل ـ الرس. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق