الأحد، 16 يونيو 2013

أهل القوعي يتلقون إعانة الملك

(أهل القوعي يتلقون إغاثة الملك عبد العزيز)
يقول الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه في خطاب له " إن على الشعب واجبات، وعلى ولاة الأمور واجبات.. إن خدمة الشعب واجبة علينا، لهذا فنحن نخدمه بعيوننا وقلوبنا، ونرى أن من لا يخدم الشعب ويخلص له فهو ناقص.. وخدمة شعبنا واجبة علينا بصفة خاصة.. ألزمنا ولاة الأمور النظر في شؤون الرعية وجعلناها أمانة في أعناقهم فعليهم أن يقوموا بالواجب والنصح للشعب ويجتهدوا في تخليص ما عليهم من حقوق وما لهم من واجبات ".
كان رحمه الله يسعى لضمان الحياة السعيدة لكل أفراد الشعب السعودي، وكان يسهر على راحتهم ويبذل الغالي والثمين من أجل تيسير سبل العيش السعيد لهم. فكان يوجد النصح لهم في كل المناسبات ويحثهم على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، كما كان يقوم على رعاية مصالحهم وقضاء حقوقهم ونصرتهم في حال النكبات والأزمات التي تمر عليهم، كما كان يرسل لهم وسائل الإغاثة عندما يتعرضون لشئ من النكبات والكوارث مثل آثار السيول والجدب والقحط وغيرها.
وسوف أتحدث في هذه المقالة عن نصرة الملك عبد العزيز رحمه الله لأهل القوعي والمطيّة والشنانة وما حولها مما يلي الرس367هـ وهي ما يسمى (سنة الغرقة) أو غرقة أهل القوعي.
وقد قرأت بعضا من الوثائق التي تشير إلى مكرمة الملك عبد العزيز ويسمونها (إعانة جلالة الملك) أيده الله، وسألت أهل الخبرة في الرس من كبار السن عن تلك الحادثة التي أضرت بالناس وهدمت منازلهم التي كانت من الطين وأهلكت مواشيهم ففي عام 1367هـ هطلت أمطار على الرس وما حولها من القرى الصغيرة مثلك القوعي والشنانة والمطيّة والبلاّعية وكلها متقاربة في جهة الجنوب الغربي من الرس.
وسوف أقرأ بعضا من الوثائق التي تحدثت عن ذلك: الوثيقة الأولى عن استلام إعانة القوعي ونصّها ( بسم الله الرحمن الرحيم.. حضر عندي ارشيد العساف العواجي حال كونه وكيلا عن السبيعيّة وأقر بأنه قبض من الشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان قسط قصر السبيعيّة في القوعي من إعانة جلالة الملك أيده الله للمضطرين من أهل الرس مائة وثلاث وستين ريال عربي شهد بذلك صالح المطلق الحناكي وشهد به كاتبه محمد البراهيم الخربوش وصلى الله على محمد وآله وصحبه حرر 18 رجب 1367)
والوثيقة الثانية عن استلام إعانة وقف ونصّها (بسم الله الرحمن الرحيم.. حضرت عندي رقية بنت خليفة المحمد الملقب الوري حال كونها ولية على بيت جدتها رقية الخليفة الذي هو وقف وأقرت بأنها قبضت من الشيخ صالح البراهيم الطاسان استحقاق بيت جدتها من إعانة جلالة الملك أيده الله واحد وستين ريال والوفاء والتمام شهد على ذلك سليمان الصالح بن فواز وشهد كاتبه محمد البراهيم الخربوش وصلى الله على محمد حرر 7 شعبان 1367)
أما الوثيقة الثالثة فهي عن استلام إعانة بيت ونصّها (بسم الله الرحمن الرحيم.. حضر عندي مشل بن عبد الله الحميدان الملقب التميسيح حال كونه وكيلا على بيت أمه مريم وبنتها نورة بنت عبد الله السعد عيشان المعروف في البلطانية وأقر بأنه قبض من الشيخ صالح البراهيم الطاسان مائة واثنين وعشرين ريالا عربيا وهي قسط البيت المذكور من إعانة جلالة الملك أيده الله للمتظررين بالسيل شهد على ذلك عبد الله المحمد حلوان وعبد الله الصالح الظاهري وشهد كاتبه محمد البراهيم الخربوش وصلى الله على محمد حرر القعدة 1367 والبيت المذكور هو المكتوب عند الهيئة باسم أبيه عبد الله التميسيح).
وقد سألت أحد الشهود في أحدى الوثائق وهو الشيخ الوجيه صالح بن مطلق الحناكي، فأفادني بأنه في السنة المذكورة وهي عام 1367هـ وتسمى سنة الغرقة (غرقة القوعي) حيث داهمت السيول قرى القوعي والمطيّة والشنانة والبلاعية، وقد دخلت السيول قرية القوعي من جهة الجنوب حتى انتهت إلى الجهة الشمالية واستمرت حتى نهاية بلدة المطيّه، وكانت غزيرة فهدمت كل بيوت البلدة ولم يبق سوى بيت واحد لأحد المواطنين، ثم استمرت تلك السيول إلى البلدتين الأخريين وهدم أكثر البيوت فيهما. فأرسلت الحكومة رجلا من أهل برية يسمى (ابن سيف) وقام مع اللجنة المشكّلة بمعاينة المنازل المتضررة وقاموا بتقدير التعويض في البلدات الثلاث وهو يتراوح بين (150ـ350) ريال ثم عاد إلى بريدة، وبعد ثلاثة أيام وصل مبلغ التعويض من الحكومة وتم تسليمه لمحمد بن خالد الرشيد وهو أحد وجهاء الرس وقام هو بتسليم كل مستحق نصيبه منه.
أما السيل الذي حصل في سنة 1376هـ فيسمى (سنة الديم) حيث استمرت السيول أربعين يوما ولم تنقطع ولم تُشاهد الشمس فيها فتهدمت المنازل الطينية وخرج منها الناس خوفا على أنفسهم وذريتاهم أن تنهدم عليهم. وشملت تلك السيول بلدات الرس والشنانة المطيّه والرسيس والبطاح والحوطة وأحياء بهجة والرويضة.
فأمرت الحكومة السعودية بتشكيل لجنة من كل من: صالح بن مطلق الحناكي وسليمان بن صالح الضويان ومحمد بن إبراهيم الخربوش لتقدير الأضرار التي لحقت بالبيوت. وبعد رفع التقدير أرسل الملك سعود رحمه الله الإعانة باسم جماعة أهالي الرس وسلّمت للأمير حسين العساف وقاضي الرس آنذاك الشيخ محمد بن صالح بن خزيّم وكانت تتكون من مبالغ مالية وخيام وعيش، وقامت اللجنة بتوزيعها على كل المنازل حيث استلم كل متضرر حقه منها بالتساوي بداية من الأمير والقاضي وعامة الناس وتتكون من (قطمة عيش كندة وخيمة وعشرين ريال) كما شملت أكثر من خمسة وسبعين بيتا.
تعريف بالمواقع المذكورة:
الشِّنَانَة: بكسر الشين وفتح النون الأولى والثانية، وهي قرية تقع جنوب غرب محافظة الرس، تنسب إليها معركة الشنانة جنوب وادي الرمة بين الملك عبد العزيز وابن رشيد عام 1322هـ. وكانت تشتهر بزراعة شجر الرمان.  
المُطَيّه: بضم الميم وفتح الطاء فياء مشددة، وهي قرية صغيرة تجاور الشنانة من الجهة الجنوبية الشرقية. وتقع في أعلى شعيب الشنانة.
الرُّسَيْسْ: بضم الراء وفتح السين واسكان الياء على تصغير الرس، وهي قرية كذلك صغيرة تقع في الجنوب الغربي من المطيّة مجاورة لها، وهي من المواقع التي ذكرت قديما بجانب اسم الرس.
القَوْعِي: بفتح القاف واسكان الواو وكسر العين، وتقع في الجنوب الغربي من الرس، على شعيب باسمها، ذكرها الرحالة المستر لويمر، وكانت تشتهر بزراعة القمح.
البَلاّعِية: بفتح الباء وتشديد اللام وكسر العين، وهي مزرعة تنسب إلى أسرة (البلاّع) مجاورة للشنانة.
الحَوْطَة: بفتح الحاء والطاء بينهما واو ساكنة، أصلها مجموعة من المنازل مجاورة للرس من جهة الجنوب، ثم صارت حاليا حيا من أحيائها.
بْهَجَة: باسكان الباء وفتح الهاء والجيم، وهو حي من أحياء الرس يقع في الجهة الجنوبية الغربية.
الرُّوَيْضة: بضم الراء المشدّدة فواو مفتوحة فياء ساكنة ثم ضاد مفتوحة، مزارع قديمة تابعة للرس، تقع في الجهة الشمالية.
البِطَاحْ: بكسر الباء وفتح الطاء بعدها ألف فحاء ساكنة، وهي بلدة قديمة تقع في الحهة الجنوبية الغربية من الرس مجاورة للرسيس من الجنوب. حارب فيها خالد بن الوليد مالك بن نويرة أيام حرب الردّة.
كتبه: عبد الله بن صالح العقيل ـ الرس.
                                   aa10@maktoob.com













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق