كتاب المزروع عن الرس
وأول مُعَلّم في المدرسة السعودية
أطلعت على الكتاب الذي ألّفَه الأخ الكريم صالح بن محمد المزروع بعنوان (الرس.. أحداث خالدة وصور شاهدة) في (760) صفحة فوجدته كتابا متميزا متكاملا بذل فيه المؤلف جهدا كبيرا في تنوّع الموضوعات وتعدد الصور حيث يحتوي على مجموعة كبيرة جدا من الصور القديمة والحديثة عن الرس منذ أن كان بئرا تروي منه البادية إلى أن صار تجمعا سكانيا له اعتباره السكاني حتى غدا محافظة من المحافظات المتميزة في المنطقة. لذا أشكر المؤلف على ما بذله من جهد، ولعلي أتمكن في مقال آخر من الكتابة عن الكتاب بشيء من التفصيل.
ومن خلال مطالعتي في الكتاب في صفحة (437) كتب الكاتب تحت عنوان (أول مدير للمدرسة السعودية بالرس) وهو حديث لأول مدير للمدرسة وهو الأستاذ الفاضل عبد الله بن عبد الرحمن العرفج، ومن خلال حديثه وردت عبارة هذا نصّها ( وبناء على حاضر المدرسة ومستقبلها فإنها بحاجة عاجلة إلى زيادة ثلاثة مدرسين وأخبرتهم ـ أي مديرية المعارف ـ أن الجماعة هنا يرغبون في تعيين الشيخ الفاضل محمد بن إبراهيم الخربوش إمام وخطيب أحد المساجد بالرس وقد جاءت الموافقة على تعيينه وباشر أياما لكنه أبدى اعتذاره بعدم استطاعته التقيد بالدوام ونظام المدرسة لظروفه الصحية، وبعد ذلك بمدة وجيزة وصل إلى المدرسة الأستاذان عبد الله ناصر الرشيد وعبد الله إبراهيم الطاسان مكلفان من مديرية المعارف مباشرة واستمرا يعملان باهتمام وإخلاص وأحسب أن الطاسان وصل أولا). وأؤكد بأن الأخ مؤلف الكتاب سيجد من المعارضة والنقد على تلك المعلومة الشيء الكثير بسبب قوله بأن أول مدرس في المدرسة من أهل الرس هو عبد الله بن إبراهيم الطاسان.
وأقول: ومن خلال مطالعاتي في الوثائق والمخاطبات التي كانت تدور بين أهل الرس وغيرهم في مثل تلك الموضوعات الجميلة والتي تستحق الاهتمام والحديث عنها وإيضاحا للحقائق حيث أسمع أحيانا بعض الخوض في موضوع : من هو أول معلم في المدرسة السعودية بالرس؟؟ وكل يعطي معلومة حسب التوقعات، ولكني أود أن أتحدث عن هذا الموضوع بشيء من التفصيل لعلي أبيّن بعض حقائق كانت غائبة عن الجميع فأقول مستعينا بالله:
1ـ الشيخ محمد بن إبراهيم الخربوش رحمه الله، ولد بالرس عام 1309هـ ويقول في وثيقة كتبها بخطه وهي موجودة لديّ (وفتتحت المدرسة السعودية شوال سنة 1363 وقمت أدرّس فيها سبعة أشهر وخرجت منها) والأستاذ عبد الله العرفج أبان في حديثه بأن الموافقة جاءت بتعيينه وباشر أياما ثم اعتذر لظروفه المرضية.
2ـ الأستاذ عبد الله بن إبراهيم الطاسان رحمه الله،ولد بالرس عام 1332هـ وقد صدرت الموافقة السامية على تعيينه مدرسا من الدرجة الأولى بمدرسة الرس السعودية بخطاب مدير المعارف العام رقم 11301 وتاريخ 29/10/1363هـ في وثيقة موجودة لديّ. كذلك كان يقول في كل مخاطباته إلى مديرية المعارف ما يلي (إني أقدم موظف في المدرسة السعودية على الإطلاق) ويقول في وثيقة أخرى (.. إنني تعينت مدرسا من الدرجة الأولى بمدرسة الرس ولم يكن أحد من الموظفين أقدم مني وظيفة) والأستاذ عبد الله العرفج يقول في حديثه (وأحسب أن الطاسان وصل أولا) أي قبل وصول الأستاذ عبد الله بن ناصر الرشيد.
4ـ الأستاذ عبد الله بن ناصر الرشيد رحمه الله، ولد بالرس عام 1339هـ ويقول في مقابلة أجرتها معه جريدة الجزيرة ما نصّه (عام 1363هـ صدر تعييني مدرسا في الرس في ذلك العام.. حيث تم افتتاح أول مدرسة ابتدائية في محافظة الرس وكنت من المؤسسين في تلك اللحظة بالمدرسة السعودية حيث كان هناك مدير المدرسة في أول مشوار التعليم هو الأستاذ عبد الله عبد الرحمن العرفج من أهالي عنيزة والأستاذ عثمان قاري من أهالي المدينة المنورة وعبد الله الطاسان).
أقول: يتضح من قراءة تلك الوثائق بأن الترتيب في التعيين بالمدرسة أولا محمد بن إبراهيم الخربوش وثانيا عبد الله بن إبراهيم الطاسان وثالثا عبد الله بن ناصر الرشيد. بناء على ما جاء في هذا المقال سابقا: أن مدير المدرسة أطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية يدل حديثه السابق بأن محمد الخربوش تعين أولا ثم اعتذر وجاء الآخران بعده وعبد الله الطاسان وصل إلى المدرسة قبل عبد الله الرشيد، كما أن عبد الله الرشيد ذكر في حديثه بأنه عندما وصل إلى المدرسة كان فيها عبد الله العرفج وعثمان قاضي وعبد الله الطاسان وهذا يدل على أن الطاسان تعين قبله بالمدرسة.
وعلى كل حال فإن كل الثلاثة رجال فضلاء ولهم سمعة حسنة ويثني عليهم كل من سمع عنهم ممن يعرفهم وقاموا جميعا بخدمة المدرسة عندما كانت بحاجة لمن يقوم بالتدريس فيها وخدمة مدينتهم بالعلم والعمل الفاضل والسمعة الحسنة، ولكني أحببت في هذه المقالة أن أوضح الحقيقة حسب ما لديّ من وثائق ومعلومات متوفرة بين يديّ، مع العلم بأنني عندما سئلت من قبل إدارة التعليم بالرس عن أول معلم بالرس من أجل تكريمه في حفلٍ قبل أربعة أعوام على شرف أمير منطقة القصيم تحدثت عنه بمثل ما كتبت هنا ولكن تم تكريم الأستاذ عبد الله بن ناصر الرشيد. وأرجو ممن لديه معلومات إضافية من أهل الرس أو غيرهم خاصة طلاب الدفعة الأولى في المدرسة أن يفيدنا بها، كما أرجو من الأستاذ الفاضل عبد الله بن عبد الرحمن العرفج أن يقول رأيه في ذلك.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
كتبه: عبد الله بن صالح العقيل ـ الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق