الأربعاء، 19 يونيو 2013

وادي الرشــــــــــــــــــا.

  (وادي الرِّشَـــا)

      ينطق بتشديد الراء المكسورة بعدها شين مفتوحة ثم ألف. وهو واد كبير من أودية المملكة المشهورة يجري في مسافة تقرب من (100) كيلو متر. ويسمى قديما عند الجغرافيين (وادي التسرير) لأنه كما يقول ياقوت (ينتهي إلى مكان يقال له التسرير من بلاد عكل) ويسمى عند المتأخرين (وادي الرِّشَا) تشبيها له بالرشا وهو الحبل الطويل الذي يُمتَح  به الدلو أو الغَرب المملوء بالماء من الحسو، كذلك يمر الوادي بهجرة (الرشاوية) عند أول مجراه فقد يكون منسوبا إليها.
      قال عنه ياقوت الحموي (معجم البلدان 2/31) في لفظ (التسرير) "بالفتح ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وراء؛ قال أبو زياد الكلابي: التسرير ذو بحار وأسفله حيث انتهت سيوله سمّي السِّرّ؛ قال: وقال أعرابي طاح في بعض القرى لمرض أصابه فسأله من يأتيه أي شيء تشتهي؟ فقال:
      إذا يقولون: ما يشفيك؟ قلت لهم:    دخان رمث من التسرير يشفيني
      مما  يضم  إلى  عُمْران  حاطبُه     من الجُنينة ، جزلا غير موزون
      قال ياقوت: الرمث: وقود وحطب حار ودخانه ينفع من الزكام، وقال أبو زياد في موضع آخر: ذو بحار واد يصب أعلاه في بلاد بني كلاب ثم يسلك نحو مهب الصبا ويسلك بين الشريف شريف بني نمير وبين جبلة في بلاد بني تميم حتى ينتهي إلى مكان يقال له التسرير من بلاد عُكْل. وقال: وفيه ماء يقال له الغِرْيَفَة وجبل يقال له الغِرْيَف".
      كما ذكره عبد الله بن خميس (المجاز بين اليمامة والحجاز) بل تحدث عنه كثيرا وبتوسع وشمول فقال(ص 71) قال الهجري" ومن النير تخرج سيول التسرير وسيول نضاد وذي غثث في وادي يقال له ذو بحار حتى يأخذ بين الضلعين ضلع بني شيصبان فإذا خرج من الضلعين كان أسمه التسرير".
      وقال ابن خميس أيضا (ص 73) بأن اسم التسرير يتسع الآن فيشمل كل الشعاب والأراضي الواقعة حوله من جبل النير حتى يفرغ غي الخرماء وخريمان.
      وقال (ص 106) "وادي الرشا: يأتي من ناحية الجنوب بميل إلى الغرب وينصب شمالا بميل إلى الشرق وهو أكبر الروافد التي تفرغ في حوض التسرير ومن أجل هذا غلب اسمه عند المتأخرين على هذه المنطقة".
كما يقول (ص 74) ووادي التسرير مشهور بالحمض وهو من المراعي النافعة التي تألفها الماشية وتصلح بها. كما أنه وقود طيّب الرائحة تمدحه العرب وتحن إليه.
وقال: بأن وادي (دلعة) وهو واد ينحدر من شرقي ثهلان مشملا ليصب في وادي التسرير. كما ذكر جبل (جبلة) التي تقع على شاطئ التسرير باعتبار ما كان ووادي الرشا باعتبار الآن أي شاطئه الشمالي.
 ثم أورد ابن خميس شعرا لرجل من عتيبة يقول في معركة انتثر فيها قومه:
واد الرشاء ما هوب ورث من قديم   إلا لمن ساق الجمل  ثم  احتماه
خلّوه من بعد السقا بني مضيم       راحت شرايدهم بصبحا والحصاه
ويقول هذال الشيباني فيه:
واد الرشا بنت عليها عيره          ما تلبس  إلا  القز  والسبهان
على قرارة نجد مني جبيرة           من زيد بن شفلوت والصعران
أقول: يجري وادي الرشا في الجهة الغربية من منطقة الرياض الإدارية المجاورة لجنوب منطقة القصيم. حيث يبدأ سيله من جبل النير الواقع على الطريق المتجه إلى الطائف ويراه الماشي من البجادية إلى عفيف بعد أن يجتاز البجادية بحوالي (30) كيلا على يساره أي جنوب الطريق المعبد. ثم يستمر مارا من جنوب غرب هجرة الرشاوية حول إحداثية (000    37    24)(342    57    43) ثم يتجه نحو الجهة الشمالية الشرقية مارا بجوار الرشاوية من الشرق ثم (هضيبة الرشاوية) الصغيرة، ثم يستمر في مسيره أسفل جبل (جبلة) الكبير من الجهة الشرقية ثم يمر من هجرة (هميجة القعبة) بعدها يعبر الجسر المسلّح من أسفل الطريق المعبّد الذي يصل بين قرية (نفي) ومحافظة (الدوادمي) إحداثية(342   02   24)(428   24   44) ويمر بهجرة عرجا، وأثناء جريانه في تلك المنطقة تارة يتسع وتارة أخرى يضيق.
ثم يستمر الوادي في جريانه بنفس الاتجاه السابق تاركا (آبار ذرقان) و جبال (الأخيضرات) عنه جهة الغرب وجبل (الحميمات) وجبل (عُبيد القلّة)وسبخة (محامة عصيم) عنه جهة الشرق ثم يتصل به شعيب (خريط) عند إحداثية    (857    03     25) (428    03    44) بعده بقليل يتصل به شعيب (الحميمات) ثم يستمر في جريانه مارا عند جبل (الوشاعل) وجبل (النويبات) وهي عنه جهة الغرب.
ثم يستمر وادي الرشا في مسيره مارا هجرة (المغزل) وهجرة (الديرية) عنه جهة الشرق. ثم يستمر مارا قليب (وبدة) ويستمر بعدها مفترقا فرقتين بينهما جزرة ترابية ويتصل به بعدها (شعيب الهييشة) عند إحداثية (428    10    25) (000    06    44) حتى يصل إلى هجرة (الخالدية) بعدها بقليل يتصل به شعيب (اوضاخ) الواسع عند إحداثية(514   23   25)(000   06   44) الذي يأتي من عبلة أوضاخ.
ثم يستمر وادي الرشا جهة الشمال الشرقي مارا عند (مزارع خريمان) جهة الشرق و(مزارع الملقاء) جهة الغرب، بعدها يصل إلى مزارع (سمار الخرماء) يلتقي به عندها شعيب (الملقاء) وشعيب (أم طليحة) مجتمعين، بعدها قليلا ينتهي الوادي في (قاع الخرماء) عند إحداثية (342   32   25)(428   03   44).
والشاعر خليفة الزناتي ذكر وادي الرشا في قصيدة منها:
وادي الرشا ينخى وينعي بالأصوات       يهل  دمع  مثل  وبل  المخايل
دقاق العلابي ما يجون  المشيشات        ودخنة لابن هذال صدق صمايل
وابن السفر ما ينذكر حول أبانات          والشمري بجبال سلمى وحايل
قاعد بوسط القرى سوّى الهوالات         من نزلة الأجناب سوّى الهوايل
وان ما حميتوا داركم سوقوا الشاة         يسوقها اللي خاف من كل عايل 

كتبه: عبد الله بن صالح العقيل ـ الرس.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق