الاثنين، 17 يونيو 2013

الرس تودع الموسوعة (إبراهيم الضويان)

الرس تودع الموسوعة: إبراهيم الضويان.

      يعيش الإنسان في هذه الدنيا بين أهله وأقاربه وأصدقائه معززا مكرما في سعادة وحبور لا يدري ماذا يخبئ له القدر المحتوم من سعادة وشقاء وصحة ومرض. ولكن هذا حال الدنيا فالله سبحانه وتعالى أدرى بشؤون خلقه وهو الذي يقدر لهم الحياة والممات ولكن السعيد من يموت على الإسلام مؤديا للفرائض راضيا عنه الناس والأهل.
في يوم الاثنين الموافق: 12/11/1429هـ ودعت محافظة الرس رجلا من رجالها الأوفياء هو الأستاذ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن سالم الضويان الذي قضى حياته في خدمة بلاده.. حيث ولد رحمه الله في الرس عام 1357هـ وتقلب في عدة وظائف إدارية بدأها معلما في المدرسة العسكرية في الرس وأنهاها في وظيفته التي تقاعد منها في مدينة الرياض. بدأت علاقتي به رحمه الله في شهر ذي الحجة عام 1422هـ عندما هاتفني بعد صدور كتابي الثاني (بطل معركة ميسلون.. ناصر بن علي الدغيثر) وكنت في الرس وبعد أن عرّفني بنفسه وأعرب لي عن تقديره واحترامه على جهودي في البحث في تاريخ الرس وطلب مني مقابلته في منزله في مدينة الرياض وبعدها بأيام تشرفت بمقابلته في منزله فوجدت منه الترحيب والاستقبال الحارّين وكان يعاملني معاملة الوالد لابنه.
ثم تواصل اللقاء بيننا حيث كنت أزوره في كل مرة أحضر فيها إلى الرياض وكنت آنس بحديثه الجميل عن الرس وأحداثها ورجالها وكنت أجد فيه الأب الحنون والأخ الحميم والصديق الصدوق وكان يسألني عن والديّ وأسرتي وعن أحوالهم وكان يروي لي بعض الأخبار عنهم وعن بعض القصص في حي المفرق بالرس الذي يجتمع حوله مجموعة من الأسر. كما كان رحمه الله يحدثني كثيرا عن عمله في الدولة وإخلاصه وتفانيه في أداء العمل وتنقله في عدة وظائف في الدولة. وكان يحدثني عن أخبار بلدتنا وما وقع فيها من أحداث وعن رجالها وبطولاتهم وفضلهم ووجاهتهم مثل الوجيه حمد بن منصور المالك والوجيه صالح بن مطلق الحناكي وغيرهم وعن أعمالهم التي أسدوها لبلدتهم.
كان رحمه الله يحدثني عن مرض ابنته وعن معاناتها مع المرض ويطلب مني أن أدعو لها بالشفا والعافية وهو لا يعلم بأنه يحمل ذلك الداء الذي عانى منه  فصبر واحتسب مع إيمان وإرادة قوية وعزيمة صادقة بقضاء الله وقدره. وكنت آنس في الحديث معه واستمع لمسامراته وقصصه وطرائفه العذبة، وكان يطلعني على بعض الكتب التي يملكها وكنت أستعيرها منه وأقرأها، كما كان رحمه الله يشجعني كثيرا على البحث والكتابة خاصة في تاريخ الرس. وعندما صدر كتابي الثالث (الرس عبر التاريخ) وأهديته مجموعة من النسخ ليقوم بإهدائها لمن يحب أعجب فيه وما يحتويه من أخبار عن الرس وأحوالها العسكرية والاجتماعية والعلمية.
وعندما كنت أسأله عن أصدقائه وزملائه في الدراسة والعمل كان يذكر لي بعضهم ويثني عليهم مثل: أبناء حمد بن منصور المالك جميعهم وأستاذي الدكتور صالح بن عبد الله المالك رحمه الله والأستاذ محمد بن سليمان الضلعان والدكتور إبراهيم بن محمد العواجي والأستاذ أحمد بن عبد الرحمن الخربوش وابن عمه وحبيبه محمد بن عبد الله الضويان الموجود بالرس حاليا وغيرهم ممن يحبهم ويحبونه ويلتقي بهم كثيرا بل وله صلة قوية بهم.
      بدأ الأستاذ إبراهيم الضويان رحمه الله عمله الحكومي معلما للمواد الدينية في المدرسة العسكرية بالرس فكان نعم المعلم المخلص والجاد في العمل ثم تنقّل في عدة وظائف إدارية أخرى. أما والده فهو(محمد بن إبراهيم بن محمد الضويان) الذي أمضى في مسجد الضويان بالرس مؤذنا وإماما أكثر من أربعين عاما وكان على دين قويم وأمانة وخلق جم، وجده هو(إبراهيم بن محمد بن سالم الضويان) صاحب كتاب (منار السبيل) والكاتب العلم المشهور بالرس.
 رحم الله أخانا إبراهيم بن محمد الضويان فقد كان نعم الأخ والصديق بفقده قفدت الرس وغيرها من مدن المملكة رجلا فاضلا.. بل خسرنا راوية من رواة أخبار الرس وأخبار أسرها وأهلها فقد كان رحمه الله عارفا بكل الأسر بالرس ويروي أخبارها الطريفة والممتعة وفقدنا رفيقا يسامرنا بالقصص الجميلة والمواقف النادرة التي لا يعرفها إلاّ القليل من الناس ولكن هذا قضاء الله وقدره في خلقه.. رحم الله الأخ الصديق إبراهيم بن محمد الضويان وأسكنه فسيح جناته وألهم زوجته وأبناءه وذويه الصبر والسلوان وجمعنا وإياه في مستقر رحمته مع عباده الصالحين وإنا لله وإنا إليه راجعون.

كتبه: عبد الله بن صالح العقيل ـ الرس.
aa10@maktoob.com      


        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق