القبائل الموجودة في القصيم وعلاقتها مع الدولة السعودية:
المعروف أن مدن وقرى القصيم كانت تحكمها مجموعة من القبائل مثل أمراء بني خالد وعنزة والظفير وآل مغيرة وشمر ومطير وكانت تتوزع في أنحاء القصيم حيث أن بعض تلك القبائل كانوا يسيطرون على الأمارة وبعضهم كانوا يقطنون النواحي القريبة من المدن والقرى بقصد رعي الماشية والإبل في مواسم الكلأ ، كما كانت تلك القبائل متناحرة فيما بينها ويحصل بينها حروب كثيرة مثال ذلك: مناخ أوثال بين عنزة والظفير، وحصار الظفير للدريبي في بريدة، وحصار بني خالد لبريدة، كذلك حصار ابن عريعر ومن معه من القبائل لبريدة ورئيسها حجيلان بن حمد. ومناخ الرس بين عنزة والظفير، ووقعة كير وهو جبل قرب الرس بين عنزة ومطير. وغيرها من الغارات من قبيلة على أخرى، وأعتقد بأن سبب تلك الغارات هو التناحر على مواطن الكلأ والعشب إذ كل قبيلة تريد السيطرة على مناطق معينة لترعى فيها ماشيتها ولا تريد من أحد أن يتدخل في شأنها.
كما أن تلك القبائل في بداية الأمر لم تكن موالية للدولة السعودية في أدوارها المختلفة إما لبعدها عن مقر الأمارة في العارض أو لأنها لا تريد أن تفرض الدولة سيطرتها عليها أو لشئ آخر وهو رغبة كل قبيلة في السيطرة على أكبر قدر من المدن والقرى في القصيم من أجل تقوية جانبها أمام القبائل الأخرى وفرض سيطرتها على من حولها. كذلك قد تكون سيطرة أمارة حائل على قبائل القصيم حينئذ قوية مع ما تقدمة أمارة حائل من إعانات ودعم مادي ومعنوي لتلك القبائل. واستمر الحال على ذلك وكان للدولة السعودية سيطرة في بعض السنوات على بعض النواحي في القصيم ولكنها لم تكن ترغب الدخول مع تلك القبائل في مناوشات أو حروب طاحنة خاصة في بداية تأسيس الدولة التي تحتاج من يساعدها على أعدائها. والقبائل طبيعتها تنظمّ مع من غلب وكان الأقوى في الحروب، كذلك فإن رغبة القبائل في الحصول على الدعم المادي والمعنوي ممن حولهم من الإمارات جعل تلك القبائل تنطوي تحت لواء الأقوى سواء الدولة السعودية أو أمارة جبل شمّر. هذا بإعتقادي هو الذي جعل القبائل في القصيم لم يتحدد موقفها بتأييد الدولة السعودية في بداية قيامها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق