الرس تودع علما من أعلامها
عبدالله بن عبدالرحمن الخربوش
يقول الله تعالى (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكّل بكم ثم إلى ربكم ترجعون) آية (11) السجدة.
ويقول الشاعر مخبرا عن الموت وتعاقبه على الناس فيخطف هذا ويغتال ذاك.. وتذهب الآمال في مهب الريح:
هو الموت ما منه ملاذ ومهرب متى حُط ذا عن نعشه ذاك يركب
نؤمل آمالا ونرجو نتاجها وإن الردى مما ننجيه أقرب
بعد فجر يوم الثلاثاء: 9/2/1433هـ اختطفت يد الردى وجها من وجهاء من وجوه الخير والمعروف والإحسان في محافظة الرس وهو الخال الغالي (عبدالله بن عبدالرحمن الخربوش) بعد ليلة نام فيها قرير العين مرتاح البال طيب النفس. كان خلالها حاضرا اجتماع أسرة الخربوش الشهرية. وتناول العشاء مع أفراد الأسرة وودعهم بالحب والمودة والبشاشة والقلب العطوف والنفس الرضية.
ولد الخال عبدالله بن عبدالرحمن الخربوش في حدود عام 1353هـ في الرس وعاش فيها مع أقرانه من أهل الرس وتعلم على مشائخ بلدته آنذاك فك الخط كتابة وقراءة.
والده هو عبدالرحمن بن إبراهيم الخربوش الذي تولى الحسبة في دختة وعفيف والرس وكان له نشاط ديني مستقيم. وكان كثير العبادة مثالا للنزاهة والجد في دين الله والإخلاص في الدعوة، وكان رجلا عاقلا متعلما صاحب عبادة وخير وإحسان ومن أهل التقى والصلاح،
وعمه هو محمد بن إبراهيم الخربوش الكاتب المعروف في الرس كان يكتب الوثائق والعقود وكان أول وكيل للأوقاف بالرس.
وأمه هي فاطمة بنت محمد بن منصور بن دخيل المالك وعمها هو وجيه الرس والقصيم حمد بن منصور المالك رحمهما الله.
عندما تم افتتاح أول مستوصف حكومي في الرس عام 1373هـ وكان مقره في منزل المواطن/ علي بن عبدالله الرّشَيْد في الجهة جنوبية من المدينة كان عبدالله بن عبدالرحمن الخربوش رحمه الله أول المعينين فيه بوظيفة (ممرض) وكان معه من زملائه محمد بن علي العنيزان ومطلق بن عبدالله الحناكي وخالد بن عبدالعزيز الرشيد وسليمان بن علي القزلان وعبدالله بن محمد الجربوع.
وعندما أنشئ مستشفى الرس بديلا عن المستوصف عام 1391هـ انظم المذكورون إلى الفريق الطبي المتواضع آنذاك. واستمر فيه حتى تقاعد عن العمل.
والخال عبدالله رحمه الله كان يعمل في مقتبل عمره بالتجارة حيث فتح هو وأخوه محمد محلا في سوق الرس لبيع المواد الغذائية بالجملة واستمر عدة سنوات حتى استلم أبناؤهما ذلك.
كان رحمه الله له علاقة وطيدة مع أهل الرس مثل: محمد بن عبدالله المالك وعبدالله بن علي الصقعبي وسليمان بن عبدالله الخليوي وشارخ السعد الشارخ وعبدالعزيز بن سليمان الغفيلي وموسى بن إبراهيم الطاسان وسليمان بن محمد الدهامي وابنه محمد وراشد بن سيف الحوشاني وسليمان بن عبدالله الغرير ومحمد بن ناصر الخليوي وعلي بن ناصر الخليوي وصالح بن مطلق الحناكي وعمه حمد بن منصور المالك وغيرهم رحم الله من مات منهم وأطال أعمار الباقين على الطاعة.
وكان رحمه الله من أهل الخير والمعروف ذو نفس طيبة وخلق كريم وتربية حسنة تقوم على الدين القويم والفطرة السليمة. وكان كثير التصدّق على الأقارب كثير الصلة لأهل بيته وما حوله من الجيران. يتعاهدهم ويزورهم عند المرض وينفق عليهم. وله عادة زيارة المرضى في المستشفى كل أسبوع يسلم عليهم ويدعو لهم. كذلك يزور مقبرة الرس ليسلم على أهلها والديه و أقاربه وأصحابه. كما كان رحمه الله يتعهد مسجد الحي بما يحتاجه من ماء وغيره. وكان يزور زوجات إخوانه في الصحة والمرض ويطمئن عليهن. وكان له صلة رحم مع أقاربه وأبناء عمه خاصة كبار السن منهم وله مكانة خاصة لديهم. وهو يعتبر عميد أسرة الخربوش.
وعندما توفي رحمه الله بكى عليه الكثيرون وحضر جنازته جمع كبير من أهل الرس وغيرهم ممن يعرفه. رحم الله الخال عبدالله بن عبدالرحمن الخربوش. اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقّه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم ظله تحت ظلك يوم لا ظل إلا ظلك. اللهم وسّع له في قبره ونوّر له فيه. اللهم ثبّته بالقول الثابت يا رب بالعالمين.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ــ الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق