الآثار في الرس:ـ
أما الآثار في الرس فهي كثيرة جدا ولكن ومع الأسف تم إزالة أكثرها ومن أهمها برج الرس والسور الذي كان يحمي البلدة من العدوان.
حسو المروى: ويسمى (ريق البنات) لعذوبة الماء المتوفر فيه، وقد حفره الشيخ صالح القرناس عام 1339هـ ويقع جنوب البلدة بجانب شعيب الحوطة، ويشتهر بعذوبة الماء فيه ويرتاده كل الناس ليأخذوا منه الماء لمنازلهم ولا يزال الحسو موجودا وتتولى إدارة المياه بالرس جلب الماء منه وتوزيعه على المنازل.
مَقْصُورَة بَاب الأَمِير: وهي الوحيدة من بقايا سور الرس القديم التي لا تزال موجودة لم تصل إليها أيدي الفساد، وتقع شرق البلدة بين منازل العساف،
مَقْبَرَة الشُّهَدَاء: وهي مقبرة تقع في الجهة الجنوبية من البلدة غرب المدرسة الثانوية للبنات، بجوار شارع الملك فيصل من الجنوب، ودفن فيها سبعين رجلا وهم شهداء الحرب بين أهل الرس وإبراهيم باشا عام 1232هـ ، وهي على إحداثية (904 51 25)(468 30 143) وقامت البلدية بوضع سور حولها.
الْجِرَيْــفْ: وهو تصغير (جُرْف) وهو ربوة مرتفعة من الأرض تقع على إحداثية (836 51 25)(849 30 043) في الجهة الجنوبية من البلدة، كان أهل الرس يستخرجون منه ملح البارود أثناء حربهم مع إبراهيم باشا، وهذا الموقع يحكي شجاعة أهل الرس عندما تصدوا لجيش إبراهيم باشا الذي عجز عن احتلال البلدة واعترف بهزيمته أمامهم، فاضطر لعقد الصلح مع أهلها. ذكر شعراء الرس الجريف في الأشعار الحماسية للحرب. يقول إبراهيم بن دخيل الخربوش شاعر الحرب بالرس مفتخرا بشجاعة قومه وذاكرا الجريف:
والله ما جينا من الرس عانينا إلا ندور الحرب ياللي تدورونه
من يوم سرنا والمنايا تبارينا واللي ورد حوض المنايا تعرفونه
معنا سلاح ننقله في يمانينا ملح الجريف محيّل له يزلونه
وقال يصف قصره:
بنيت لي قصر حصين معتلي به كل ما يذكر وحيش ينزلي
ثم قال:
الأنس حامينه عنهم لا يجونه والذيب دون الجن ببابه يهذلي
حطيت به ملح الجريف ولا بتي حماقة إلى جاء الملاقا تجهلي
وقال الشاعر سليمان الفتّال:
من زبنّا رقى روس الرجوم ما تجيه البيارق والخيام
نجني الملح من روس الحزوم معتبينه لحزّات الزحام
وقال الشاعرة رقية الصالحي من الرس:
جاء مهنا يقود الحرب بخزامه باغي الرس والفزعات يتلونه
يوم ثار الدخن والموت بسهامه ثار ملح الجريف وشاف بعيونه
بُرْجْ الشَّنَانَة: وهو الصرح الأثري الذي بقي شامخا بكل عزة وأَنَفه رغم تعاقب السنون عليه ورغم ما يلقاه من أيدي العابثين، فقد بقي رمزا من رموز البطولة والفداء يحكي قصة البطولة التي أبداها أهل الرس وقوة بأسهم في التصدي للعدوان وكان شاهدا على شجاعتهم وتضحيتهم بنفوسهم الغالية في الدفاع عن بلدتهم يحدوهم الأمل في العيش الرغيد والحياة الهانئة، فناصروا صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز رحمه الله وانتصروا لدينهم وهزموا المعتدي عبدالعزيز بن رشيد الذي حارب قيام دولة الحق والإيمان والعدل.
هذا البرج الشاهق الذي بناه رجل من البكيرية يدعى (فريح) بمساعدة رجال من أسرة الخليفة التي تسكن بلدة الشنانة عام 1211هـ ليكون متراسا لهم وقت الحرب، وفي البرج سلالم توصل إلى أعلاه، وقد تعرض البرج لقصف مدفعي أثناء الحرب التي وقعت حوله، كما إن عوامل التعرية وبعض الأيدي الطائشة لها دور ثان في تخريبه فتهدم أكثره وبقي منه الآن حوالي (20) مترا، وقد قامت إدارة الآثار بوزارة المعارف عام 1399هـ بترميم البرج، ثم قاموا بترميمه مرة أخرى في الأعوام الأخيرة. كما يقع البرج على إحداثية (032 50 25) (396 26 043).
قال عنه عبدالله الرشيد (الرس ص125) { ويذكر أن الذي قام بنفقة البناء فهد السليمان بن خليفة وتولى بناءه مجموعة من الأهالي منهم محمد بن سالم بن ضويان) ومضى على البرج أكثر من قرنين من الزمان وهو يتحدى عوامل التعرية واعتداء البشر عليه، ويوجد في البرج كتابة تدل على بداية تشييده.
المَدْرَسَة العَسْكَريّة بالرس: من خلال المواقف المشهورة والشجاعة لأهل الرس وحبهم للحرب وبطولتهم في الدفاع عن بلدتهم فقد قامت الحكومة الرشيدة آنذاك بافتتاح المدرسة العسكرية بالرس لتحقيق رغبة أهل الرس في انخراط أبنائهم في الحياة العسكرية لغرض إحياء البطولات التي يتميز بها آباؤهم، ويشاركوا في الدفاع عن بلادهم. وهذا ما حصل إذ نجد أن أكثر أبناء الرس يعملون في المجالات العسكرية. وبقي حاليا من مبنى المدرسة العسكرية أطلال من الطين على إحداثية (808 49 25)(164 30 043).
تأسست المدرسة العسكرية بالرس في شهر شوال عام 1374وتفضّل صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز وزير الدفاع والطيران آنذاك بافتتاح المدرسة في شهر ربيع الأول من عام 1375هـ. كما شرّف الحفل الذي أعده أهل الرس بهذه المناسبة وحضره أمير مقاطعة القصيم وأمراء المدن والقرى والهجر، كما تفضّل بتوزيع الجوائز على المتفوقين من منسوبي المدرسة.
آثَار الشّنَانَة: وهي بلدة صغيرة تقع في الجهة الغربية من الرس أغار عليها عبدالعزيز بن رشيد عند الحرب بينه وبين الملك عبدالعزيز، وآثارها هي بقايا تلك البلدة التي دمرها جيش عبدالعزيز بن رشيد حيث قام جنده بقطع نخيلها وهدم جزء من البرج، ويشاهد حاليا من تلك الآثار بقايا سور الشنانة وبقية من مقصورة السور كذلك بعض المنازل التي كان يسكنها أهل الشنانة وبقية من المساجد وبعض الآبار المتهدمة والتي كان الأهالي يجلبون منها الماء لمزارعهم ومنازلهم.
الرِّجْبِــة: وهي مرتفع صخري يقع في الجهة الشمالية من البلدة، على إحداثية (229 52 25)(949 29 043) وهي الآن بين مبنى الأحوال المدنية ومبنى المحافظة ومبنى المحكمة ولا يزال بقية من تلك الصخرة ظاهرا للعيان. وكان أهل الرس يذهبون بأغنامهم إلى الرجبة للرعي، أذكر فيما أذكره وفي حدود عام 1382هـ أن العم محمد بن إبراهيم الخربوش يتبع أغنامه متجهة إلى الرجبة للرعي ويصحبنا معه. ويروى في ذلك مثلا مشهورا عند أهل الرس وهو (أكبر من الرجبة) علامة على سعة مساحتها في نظر الناس آنذاك.
حَصَاةْ بْعَيْرَانْ: وهو صخرة صغيرة يجاورها صخرتان أخريان أصغر منها، وتقع تلك الحصاة على إحداثية (157 52 25)(890 30 143) جنوب الرس ولا تزال ظاهرة في الوقت الحاضر، وفي الأيام الماضية تم تخطيط المنطقة الواقعة حول الحصاة وبيعها باسم (مخطط الحزم) وقد وقفتُ عليها حيث تقع وسط قطعة أرض اشتراها أحد المواطنين.
مَدَقّ الْحِبْحِرْ: وهو موقع في مدخل حوطة الرس من الجهة الشمالية عبارة عن صفاة منبسطة وهو (الحجر الصلب الضخم) كان المواطن محمد الكدري يدق عليها الفلفل، وكان يشتريه من عنيزة ويقوم بنشره حتى ييبس ثم يدقّه على تلك الصفاة ثم يبيعه، وكان ذلك في حدود عام 1357هـ، ويمر بجانب الصفاة مجرى ماء (ساقي) يأتي من بئر قريبة منها تسمى (المضحكة) يروي منه نساء الحوطة.
شعيب الحَرْمَل: وهو شعيب يمتلئ بأشجار الحرمل يجري شرق البلدة، على حد سوق الحطب الموجود حاليا من الشرق، وهو يسيل عند نزول الأمطار متجها نحو الشمال إلى وادي الرمة.
وادي الرمة: وهو الوادي المشهور الذي يعتبر من أطول الأودية بالمملكة، ويبدأ جريانه شعيب الخرقة بجوار الجبل الأبيض وجبل القدر وجبل حلاة الشحم على إحداثية (243 40 25)(215 56 039)في الجهة الشرقية من حرة خيبر على شكل أودية وشعاب صغيرة، وعندما يصل إلى بلدة الروض، ويستمر يسير سيرا متعرجا نحو الشرق مارا بالرس حتى ينتهي عند جال الزغيبية الواقعة شرق عنيزة وقرية البندرية الواقعة شرق بريدة.
أبو رتّاج: وهو منطقة واسعة تقع جنوب الرس وتعتبر مكانا لرعي أغنام أهل الرس، كما أن الناس كانوا يجلبون (يحشُّون) العشب من تلك المنطقة عندما ينزل عليها المطر الوسمي وينبت الكلأ فيها.
المضــابيع: كذلك تقع تلك المنطقة جنوب الرس وهي مكانا لرعي أغنام أهل الرس، كما يجلبون منها العشب بعد نزول الأمطار.
عُبَيْل المـاء: وهو مرتفع من المرو الأبيض لا يزال موجودا يقع شرق الرس على إحداثية (595 49 25)(387 36 043) مجاورا لمجرى وادي النساء (وادي عاقل) من الغرب.
عُبَيْل المـرو: وهو مرتفع آخر من المرو الأبيض لا يزال موجودا يقع جنوب الرس، وأخيرا تم إنشاء برج خاص بمحطة تلفزيون الرس فوق هذا المرتفع.
الخَنْــدَقْ: ولا تزال آثاره موجودة حتى الآن في الجهة الجنوبية من المدينة وهو يحكي قصة الملحمة البطولية لأهل الرس عندما أغار عليهم إبراهيم باشا وجنوده، حيث قام الباشا وجنوده بحفر الخندق بقصد هدم السور المنيع، وعندما اكتشف أهل الرس ذلك في أحد المنازل القريبة من السور أمر الشيخ قرناس قائد الحرب الأهالي بأن يحضروا قطا ويربطوا في ذيله فتيلا فتم إشعال الفتيل وهرب القط باتجاه الخندق فاشتعلت النار في الذخيرة التي عبأها جنود الباشا واحترق كل من بالخندق من الجنود.
آثار الرّوَيْضَة: وهي منازل طينية وأطلال بئر ماء قديمة تقع في الجهة الشمالية من البلدة تحكي قصة إحراق نخيل البلدة وهدم منازلها.
آثار بْهَجَاتْ: كذلك هي بقية من آثار ومزارع وأبار كان يملكها حمد وصالح العوضن وكانت قديما عامرة بالنخيل وثمارها.
الحَجْنَـاوِي: وهو مزارع تابعة للرس تقع شرق البلدة على بعد (8) أكيال وتعتبر المنطقة الفاصلة بين الرس والبدائع، وهي في وادي العاقلي وكان يزرع فيها القمح والنخيل والبرسيم.
المَــدَقّ: وهو عبارة عن صفاة بيضاء بارزة قليلا عن السطح يدق أهل الرس عليها العيش والجريش، ويوجد في الرس مدقّين أحدهما شرق البلدة بجوار حصاة بعيران والآخر غرب البلدة عند حزم الحناكا.
رَوْضَة العِنَيّب: وهي روضة جميلة جدا تقع شرق البلدة بينها وبين الحجناوي يتخذ منها أهل الرس متنزها لهم في الشتاء وقت نزول الأمطار وظهور الربيع.
عَذْلِــة: وهي منزل الوجيه صالح بن عذل بناها لتكون منزلا له ولضيوفه، وتقع بين الرس والحجناوي، وباقية آثار المنازل حاليا.
المفرشة: وهي مكان مرتفع عن الأرض يأخذ منه أهل الرس (الفروش) وهي حجارة صلبة حمراء اللون يشكلونها على أشكال مربعة أو دائرية وتستعمل لعدة أغراض.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق