(الخليفة يشترون الشنانة من آل غيلان)
نسمع أثناء قراءة التاريخ عن شراء المواقع من قبل بعض الأفراد أو أن بعض الأسر تقوم بشراء أحد المواقع المشهورة بقصد الإقامة فيه والاجتماع مع بقية أفراد الأسرة. مثال على ذلك: شراء محمد بن علي المحفوظي العجمي نصيب آل صقيه من الرس عام 970هـ تقريبا واستقراره مع أبنائه. وشراء راشد الدريبي بريدة وهي بئر لآل هذّال من عنزة عام 985 تقريبا، كذلك غيرهما من البلدان.
أما الشنانة فهي قرية تقع في الغرب من الرس بينهما حوالي (6) أكيال على الضفة الجنوبية لوادي الرمة، وسميت بذلك نسبة إلى شجر الشّنان الذي ينبت في منطقتها. وتشتهر بمرقبها العالي الذي كان شاهدا أيام حرب الشنانة بين الملك عبدالعزيز وعبد العزيز بن رشيد عام 1323هـ عندما نزلها ابن رشيد وقطع نخيلها ودمّر منازلها. وقد تحدث عنها العبودي في (معجم بلاد القصيم ) ولم يطل الحديث.
والشنانة كانت في حدود عام 1180هـ بئرا لآل غيلان من شمّر ترده الأعراب وعندما قدم خليفة بن منيع البرادي من المشارفة من الوهبة وهو جد الخليفة من عنيزة وسكن الرس اشترى الشنانة من آل غيلان في حدود عام 1200هـ وانتقل إليها هو وأولاده منيع وعبد الله وفهد وسليمان وغرسوها وعمروها، جاء ذلك في وثيقة كتبها الشيخ صالح بن عيسى كاتب أشيقر هذا نصها ( ذكر لي فهد سليمان آل خليفة راعي الشنانة أن جده خليفة بن منيع من البرادى من المشارفة من الوهبة أهل أشيقر وكان هو وأبوه في عنيزة وتوفي أبوه منيع في عنيزة ثم انتقل خليفة بن منيع من عنيزة وسكن الرس وتزوج امرأة من الحصنان أهل الرس من آل محفوظ من العجمان وجاء له أربعة أولاد وهم منيع وعبد الله وفهد وسليمان ومات منيع بن خليفة بن منيع مقتولا في حرب الدرعية قتله عسكر إبراهيم باشا وكان منيع قد سار مع عبد الله بن سعود حينما انكف من القصيم في طلب دراهم تسلفها عبد الله بن سعود من خليفة بن منيع وهي ثلاثة آلاف ريال. وخليفة بن منيع المذكور هو الذي اشترى الشنانة من آل غيلان من شمر وغرسها وعمرها وانتقل هو وأولاده إليها من الرس وسكنوها وهو جد آل خليفة أهل الشنانة. والظاهر أن مشتراه لها سنة ألف ومائتين تقريبا فأرسله أبوه خليفة لقبضها منه وتعمير آل غيلان لها قبل بيعها على خليفة المذكور بنحو عشرين سنة تقريبا)
أقول: إن عمارة خليفة للشنانة كان بعد سنة 1200هـ أي بعد شرائها، ويُروى بأن الذي بنى منازلها وبرجها هو البناء فريح التميمي من أهل البكيرية ولا شك بأن بناؤه كان بعد شراء خليفة لها، أي بعد التاريخ المذكور وهذا قد يؤكد الجدل الذي يدور حول تاريخ عمارة برج الشنانة. مع العلم بأن فريح بنى بعده مرقب الرس في عام 1232هـ أي بعد حرب إبراهيم باشا كما يروي ذلك الكاتب الشيخ محمد بن إبراهيم الخربوش في وثيقة بخطه.
وخليفة بن منيع المذكور له شهادة هو ومحمد بن عزام في وثيقة مفادها بأن شعيب أبو مروة أول ما يفيض بين قصر درويش وقليب ابن رسيس ثم يفيض بعد ذلك على المسيلمية ومنها على قليب مليحة. والوثيقة كتبها عبد العزيز بن رشيد ونقلها من خطه الشيخ صالح القرناس عام 1293هـ.
أما حفيده فهد بن سليمان الخليفه المذكور في أول الوثيقة فله من الأولاد شاهر وسليمان قد باع عليهما قليبه المسماة برزان في الشنانة بثمن ستين ريال فرانسة بشهادة الشيخ صالح القرناس ومحمد بن عبد العزيز الرشيد وناصر بن صالح بن عقيل بخط الكاتب رميح بن سليمان سنة 1307هـ.
وأما أمه فهي صيته بنت ثواب فقد باع هو وأمه وأخته على محمد بن عبد العزيز الرشيد نصيبهم من البئر المسماة الخميسية بالروضة بأسفل روضة الطرشان وباعوا حصتهم من آبار السويحل بشهادة محمد بن إبراهيم الحريقي ورشيد الثنيان بخط الشيخ صالح القرناس سنة 1290هـ.
وله شهادة هو ومحمد ابن سالم الضويان وصالح بن محمد الخليفة على بيع عمر ابن محمد العلي بن سليم الملقب بلطان نصيب أبيه من البير المسماة الفوزانية في باطن الرس وحسو المرشد الكائنة بجو الرس على الشيخ صالح القرناس.
كما شهد هو وعبد العزيز الرشيد على وثيقة بيع عايد العلي البراهيم نخل خلف المقحم المعروف بالرويضة وقليب البديع الفوقية على الشيخ صالح القرناس بخط الكاتب محمد بن عبد الله القريان سنة 1285هـ.
أما بلدة الشنانة الجديدة حاليا فهي تسمى (مركز الشنانة) قريبة من الرس ويربطهما طريق معبد ومنازلها القديمة بعدما خربت لا تزال آثارها وآبارها باقية وتقع شمال القرية القائمة بينها وبين الرس، أما برجها العالي فيُرى من مكان بعيد وقد قامت وزارة المعارف مشكورة بترميمه وصيانته وهو مهيأ حاليا للزوّار.
كتبه: عبد الله بن صالح العقيل ـ الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق