الثلاثاء، 18 يونيو 2013

عزاء وصبرا أبا عقيل.

عزاء وصبرا أبا عقيل..
حفظت الأمانة في الدنيا.. ولك الأجر في الآخرة.
يقول تعالى(ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) إن الله تعالى كتب لنفسه البقاء وكتب على خلقه الفناء.. فالموت حق وكل سوف يموت لكن البعض منا يتقدم والآخر يتأخر حتى يأتيه اليقين. وعلى الإنسان أن يعبد ربه حتى يأتيه اليقين المحتوم:
كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
                            يوما على آلة حدباء محمول
كلمات عزاء من القلب للقلب لأخي الكريم عبدالله بن عقيل العقيل الذي فقد زوجته (أم عقيل) أم أبنائه يوم السبت: 5/7/1433هـ التي عاش معها وعاشت معه زمنا يسوده الحب والرحمة والألفة.. لقد عانت رحمها الله عدة سنوات من حالة كانت تعيشها فصبرت واحتسبت مع زوجها الذي كان يرعاها ويرأف بها ويلبي حاجاتها مراعاة لظروفها.
 هاتفته قبل رحيلها عن الدنيا بليلة واحدة وعبّر لي عن حالتها وأنها في خطر.. وقد أثنى عليها بأنها حافظة للقرآن ودأبت على تحفيظه للبنات في الحلقات. كما أنها تحظى بالتقدير والاحترام بين زميلاتها فقد كانت رحمها الله تعطف على الجميع وترحم صغيرهم وتوقّر كبيرهم.. وتبذل الأموال لإسعادهم. كما كانت مع زوجها طيبة المعشر عطوفة لطيفة.
لقد رحلت من الدنيا الفانية رحيل الأتقياء وودّعتها توديع الراحلين بدون عودة إلى دار السعادة والهناء بجوار رب غفور رحيم. فقد غرست في زوجها وأبنائها ومعارفها المحبة والوفاء وصرفت حياتها في طاعة الله ورضوانه.
أخي أبا عقيل: مصابك جلل وفقدك عظيم وغالي وليس لك إلا الصبر والاحتساب. إن الحياة لا تدوم لأحد ولو دامت لخُلّدَ فيها محمد صلى الله عليه وسلم. ولكن هذا حال الدنيا إلى الفناء والمآل.. وبإذن الله إلى الجنة ودار الخلود. نشاطرك العزاء ويعصرنا الألم.. وعندما رأيتك واقفا في المقبرة بعد دفنها تتلقى العزاء من كل من حضر لدفنها من أقاربك وأقاربها وأصدقائك ومحبيك وأنت تحمد الله على قضائه وتشكر الجميع على مواساتك وتبتسم لهم بجوار أبنائك وإخوانك لتخفف من مصابك وألمك. وقلبك قوي وثابت ولسانك يلهج لها بالدعاء بأن يغفر لها ويرحمها.
أخي أبا عقيل: أعرف أنك جاهدت في الدنيا لتكون زوجتك رحمها الله أسعد الزوجات وخير الخيّرات وأطيب الطيّبات فكان لك ولها ذلك ولله الحمد.. عرفتك من أطيب الأزواج وخير الشركاء في العشرة والصداقة الزوجية مصداقا لقول نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام (خيركم خيركم لأهله.. وأنا خيركم لأهلي) لقد حفظت الأمانة وأديت ما لديك في الدنيا مع شريكة حياتك رحمها الله فابشر بالأجر الجزيل من رب العالمين. كما أنك تحظى بالتقدير والاحترام من كل من يعرفك ومعروف بالنفقة والعطاء لكل من يحتاج ذلك.
وأقول كما يقول رب البريّة (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضّية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) اللهم تغمّد أم عقيل بالرحمة والمغفرة.. اللهم تجاوز عن سيئاتها وزد في حسناتها وأحسن لقاءها وأدخلها جنات النعيم.. اللهم نوّر لها في قبرها ووسع لها فيه.. اللهم اجعله روضة من رياض الجنة. اللهم ظلها في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك.. اللهم نقها ممن الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم اغسلها من الخطايا بالماء والثلج والبرد.. اللهم ارزق زوجها وأولادها ووالدتها وإخوانها وأخواتها الصبر والسلوان.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. 
                     كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق