الاثنين، 17 يونيو 2013

الرس تنعي علما من أعلامها (عبدالرحمن بن صالح الرشيد)

(الرّس تَنعى علماً من أَعلاَمها)

يقول الشاعر ابن الوردي:
       كُتب الموت على الخلق فكم         فَلّ من جَيشٍ وأَفْنَى من دُوَل
الموت حق وكل إنسان سوف ينهي إليه حسب ما قدر الله له أن يعيش في هذه الدنيا الفانية، وكما يقول أحد الحكماء (الموت باب الآخرة) ولكن ليت شعري ماذا بعد الموت من سعادة أو شقاء، والرجال بعد الموت على صنفين أحدهما من يُذكره الناس بخير والآخر من يتوقف ذكره حال مواراة جثمانه التراب. ألم يقل سيدنا محمد صلى الله وسلم عليه" أنتم شهداء الله على خلقه " أو كما قال..عندما أثنوا على جنازة واقلّوا من الثناء على الأخرى وهم جالسون.
ومدينة الرس تلك التي أنجبت مجموعة من الرجال الأفذاذ منهم من اشتهر بالعلم والقضاء ومنهم من ذُكره بالشجاعة والبطولة كما اشتهر بعضهم بالوجاهة والمعروف والإحسان، وفي مساء يوم الأربعاء المكمّل لشهر شعبان وهي ليلة الأول من رمضان المبارك 1428هـ ودّعت محافظة الرس علما من أعلامها يعرفه الناس في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي الهدى والصلاح هو الشيخ عبد الرحمن بن صالح الرشيد الذي كان أول رئيس لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عندما صدر الأمر عام 1378هـ بإنشائها في مدينة الرس وما فتئ منذ ذلك التاريخ وهو يعمل على إصلاح أحوال الناس والإحسان إليهم، حتى كان يتعرّض لبعض المضايقات من بعض الشباب الذين كان يوجّههم فكان يصبر ويحتسب ويرجو الأجر والعفو من الله سبحانه. ويحلو لي وأنا أتحدث عنه رحمه الله أن أورد نبذة عن سيرته وأعماله التطوّعية في مجال الخير والمعروف فأقول:
هو عبد الرحمن بن صالح بن محمد بن عبد العزيز بن رشيد بن عبد الله بن رشيد ابن زامل بن علي بن محمد بن حدجان من آل محفوظ من قبيلة العجمان .
ولد في الرس عام 1348هـ. ونشأ بها في بيت دين وهدى وصلاح وكان والده يعمل في التجارة في الرس وحرص على تربيته وتعليمه في الكتاتيب.
درس عند ابن عمه الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد، وعلى الشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان، وعلى الشيخ محمد بن ناصر بن خالد الرشيد، ثم على الشيخ عبدالله ابن عبدالرحمن العقيل في مدرسة الكتاتيب الواقعة في (المفرق) وسط الرس شرق المسجد الجامع وكان من زملائه في المدرسة كل من: صالح بن سليمان الضلعان وعلي ابن سليمان الضلعان ومنصور بن عبدالله الضلعان ومحمد بن عبدالله الضلعان ومحمد ابن علي العنيزان وصالح بن علي العنيزان وعبدالله بن حسن الخربوش وغيرهم.
لم يتول الشيخ عبدالرحمن القضاء في حياته ولكنه كان يعمل بالتجارة بين الرس والحجاز فترة من الزمن، وبعدما تركها واستقر في الرس وصار من رجال الحسبة المعروفين حيث كان منذ عام 1375هـ يعمل متطوعا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الرس، وفي عام 1378هـ تم تعيينه بقرار من فضيلة الشيخ عمر بن حسن رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرس براتب من الحكومة، وتم تعيين موظفين من رجال الحسبة معه في الإدارة. واستمر فيها حتى أحيل للتقاعد عام 1415هـ.
والشيخ عبد الرحمن يكتب بيده وخطه جميل وكتب بعض الوثائق كما أنه له ذكر في وثائق الرس منها:
شهد على أجار البيت الوقف على سراج المسجد والواقع على يمين الخارج من المجلس القديم مع السوق القبلي في الرس والمستأجر محمد بن إبراهيم الصايغ ابن حمود بخط الكاتب محمد بن إبراهيم الخربوش عام 1377هـ.
وكتب وثيقة إيضاح نسب المفيز بعدما انقرضت حمولة الذيابه من آل مفيز ووقع التنازع بين آل مفيز كل يدّعي أنه العاصب بعد وفاة علي بن ناصر الذيب، وكتبها بقصد بيان نسبهم في الخامس من جمادى الآخرة 1382هـ.
كما شهد هو ووالده صالح بن محمد الرشيد على وصية موضي بنت سالم المسيطير بإملاء الشيخ عمر بن خليفة وخط منصور بن صالح الضلعان في: 23شوال عام1366هـ.  
بقي الشيخ عبد الرحمن بعد التقاعد يعيش ملازما لمنزله بين أبنائه وأصحابه في الرس، إلى أن توفي مساء اليوم الثلاثين من شعبان 1428هـ غفر الله له ولوالديه ولوالدينا وأسكنه فسيح جناته وأكرمه في عباده الصالحين مع الأنبياء والمرسلين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق