الاثنين، 17 يونيو 2013

الوحيه محسن بن عذل

الوجيه .. محسن العذل
هو محسن بن عذل بن جاسر بن ناصر بن حمد بن محمد بن علي بن راشد  المحفوظي العجمي. وجده جاسر المذكور يسمى (العميل) وهو من نسل محمد بن علي الملقب (أبا الحصين) أما والدة محسن فهي: ميثاء بنت منصور بن سيف العساف البطل الذي قاد أهل الرس في حربهم ضد إبراهيم باشا علم 1232هـ وكان له دور بطولي في ذلك الصمود الذي أدى إلى الصلح بين أهل الرس والباشا وخروجه منها مهزوما بعد أن عجز عن احتلالها.
أما العجمان فهم من قبيلة يام المشهورة قدموا من نجران إلى نجد والأحساء وانتقل محمد بن علي بن راشد هذا إلى عنيزة، ثم انتقل إلى الرس في حدود عام 970هـ واشترى الرس وهي بئر يتردد عليه البادية من آل صقيه الذين سكنوه قبل ذلك وعمروه. 
 ومحسن العذل يُعدّ من أكبر الوجهاء في الرس في زمنه. كان له الزعامة بين قومه وأهله، وكان يسعى لمصالح أهل بلدته ويحنو عليهم ويقيم طعام افطار للصائمين في شهر رمضان المبارك في منزله بالرس، ويوقف مبالغ وأوزانا من التمر لمسجد البلدة وإمامه ومؤذنه. كما كان له قهوة مشهورة في الرس يرتادها الناس ويكرمهم فيها وكان الصوّام يفطرون بها، كما كان بعض أهالي الرس يوقفون بعض التمر من نخيلهم على تلك القهرة لإفطار الصوّام، مثل سليمان بن عايد البراهيم الذي وقف عشرة أوزان من نخله بالرفيعة على الصوّام في قهوة محسن العذل.
كما كان يسهّل على المزارعين ويقرضهم، وكان له توجّه في أعماله في المجالات الخيرية حيث ورد في مجموعة من وثائق الرس بأنه كان يمتلك مجموعة من المزارع وله تعاملات تجارية بالبيع والشراء بين الناس، كما كان له تعامل مع بعض القوافل التجارية ضمن منظومة العقيلات داخل الجزيرة العربية وخارجها مع الدول المجاورة. كل ذلك منحه مكانة اجتماعية لدى أهل الرس كبيرهم وصغيرهم، كما حظي بتقدير واحترام الأعيان في بلدته.
ومن هذا المنطلق اكتسب أفراد ذريته من بعده تلك الصفات والإحترام والتقدير من كل أهالي الرس وغيرهم ممن يعرفهم داخل الجزيرة العربية وخارجها مرورا بابنه صالح باشا العذل ثم حفيده محمد بن صالح العذل رحمهم الله وجميع أبنائهما.
عاصر الوجيه محسن العذل مجموعة من أهل الرس وتعامل معهم بالتجارة والصداقة منهم: أمير الرس عساف العواجي والشيخ محمد بن قرناس قاضي الرس وأخيه الشيخ صالح بن قرناس والكاتب محمد بن عبدالله القريان وعمار المفلح وسليمان بن عايد البراهيم ومحمد العبدالعزيز الرشيد وعثمان بن سليمان الفواز 
وللوجيه محسن العذل مجموعة من الأوقاف في الرس على أعمال الخير، منها وقف نصيبه من القليب المسماة أم غار ونصيبه من قليب المنشرحة وكليهما في جوّ الرس وهو الربع في كل منهما الذي اشتراه من حمولة المفيز، بشهادة محمد بن سالم الضويان وعثمان الفواز وخط الكاتب إبراهيم بن محمد الضويان عام 1310هـ.
ورد ذكر الوجيه محسن العذل في مجموعة كبيرة من وثائق الرس بعضها يتعامل مع الناس بالتجارة ومنها ما يكون شاهدا على مبايعة أو قرض أو رهن أو دين نذكر منها ما يلي:
شهد هو وعمار المفلح أن سليمان بن عبد الله الصقير باع على الشيخ محمد  بن قرناس نصيبه من قليب أبيه الكائنة بالعليا بخط الكاتب محمد بن عبد الله القريان عام 1273هـ.
كما شهد هو وناصر السحيمي ومطلق المحمد على محاسبة دين بين غانم بن قذلان البقمي وعثمان بن سليمان الفواز بخط الشيخ محمد القرناس عام 1270هـ .
كما شهد هو وجمعة بن إبراهيم الجمعة بأن علي بن عليان باع نخله وأرضهن وقليبهن ومنزلهن وما يتبعهن على مزيد بسبعين ريال فرانسه بخط الشيخ محمد القرناس عام 1310هـ.
وشهد الوجيه محسن العذل كذلك على وصية سلمى بنت عساف الناصر بثلاثين ريال من مالها في ثلاث حجج لها ولأبيها ولأمها، وشهد معه عليها حمود المحمد بخط الشيخ محمد القرناس عام 1292هـ.
كما أنه كان يكتب الوثائق حيث كتب وأثبت بخط يده بين صنت بن مساعد بن عبيدان الدعجاني وأمير الرس عساف العواجي على خلاص دية أبيه عن أهل الرس في مكتب محمد القرناس وشهادة عثملن بن صالح بن عقيل عام 1292هـ.
وفي وقت ولاية أمير الرس عساف العواجي حصل الصلح بين أهل الرس وأهل بريدة في وثيقة حضرها وشهد عليها مجموعة من وجهاء الرس ومنهم محسن العذل وبعض أعيان بريدة وقاضي القصيم في وقته الشيخ سليمان بن علي بن مقبل عام 1292هـ هذا نصها:
(الحمد لله وحده وصلى الله على من لا نبي بعده... حضر مجلس الشرع الشريف كل من عساف العواجي أمير الرس وعبدالله بن شارخ والشيخ صالح بن قرناس ومحسن العذل وسليمان بن صالح وحضر لحضورهم حسن آل مهنا أمير القصيم ومحمد الصالح وأحمد بن رواف وجماعة من أهل بريدة وخلصوا من طرف دعوى الحِمِل وما وقع فيه من أهل الرس وثبت على أهل الرس ثلاث ديات وما ثبت من بقايا المال المنهوب وما فات من جماعتهم من دم مسفوك بغير حق الجميع متحملينه أهل الرس وما بقي من دعاوي أهل بريدة من صواب متحملينه عن أهل الرس وأهل الرس المزبورين ملتزمين لأهل بريدة فيما ذكرنا من الديات والمال هذا ما خلصوا عليه على يدنا وذلك برضى غير اكراه من الجميع بحضور أبو بكر معاون الديوان مأمور أفندينا شيخ الحرم النبوي ومحافظ المدينة المنورة قال ذلك وحكم به وأثبته وأملاه الشيخ سليمان بن علي آل مقبل قاضي القصيم حالا وكتبه وشهد به عبدالمحسن بن محمد بن سيف وقع ذلك في 22ص سنة 1292 وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم).  
رحم الله محسن العذل فقد كان ذا مكانة مرموقة بين أهل الرس جميعا، وكان يحبهم ويحبونه، كما كان يحظى بمكانة عالية بينهم، فجزاه الله على ماقدم لأهله وخاصته وأهل بلدته خير الجزاء وأسكنه فسيح جناته.

                                         كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـ الرس.
                                                7/5/1427هـ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق