أسوار وأبراج الرس القديمة:
في كل مدينة وبلدة يوجد سور أو عدة أسوار قام أهل البلدة بعمارتها أثناء الحروب التي مرت عليهم وكان الغرض منها تحصين البلدة من العدوان وحمايتها من المعتدين، وكانت تلك الأسوار تفتح بعد صلاة الفجر وتغلق بعد صلاة العشاء عندما يتهيأ أهل البلدة للنوم بعد العناء والتعب والكدح في أعمالهم. والرس كغيرها من البلدان حيث كثرت حولها الحروب بين أهلها وغيرهم من المعتدين عليها بقصد النهب والسلب أو بقصد العدوان، وقد بنى أهلها ثلاثة أسوار من الطين الواحد تلو الآخر سوف نتحدث عن تلك الأسوار بما يتوفر لدينا من معلومات:ـ
1ـ السور الأول: وهو الذي ورد ذكره في خبر أمير الرس هديب بن عويص بن محمد بن علي بن راشد المحفوظي الذي تولى إمارة الرس بعد والده عويص بن محمد ابن علي، وكان هديب يملك مزرعة في الجفير شرق البلدة تقع مجاورة لبيت عبدالعزيز الرشيد (أبو سعود) من الغرب ـ لا يزال منها شجرة اثل موجودة حتى الآن ـ وعندما حصلت وقعة الجُلاّس في عهده بين أهل الرس وبين قوم من قبيلة عنزة في مطلع القرن الحادي عشر الهجري ويذكر عبدالله الرشيد بأنها بين عامي 1140ـ1190هـ قام هديب ابن عويص في حدود عام 1150هـ ببناء سورا على الجفير وعلى قصره وما حوله من البيوت لحماية البلدة من المعتدين وأسماه (حوطة الجو) وأعانه أهل الرس على بناء السور وصار هذا السور هو السور الأول للرس.
2ـ السور الثاني: عندما أرسل محمد علي باشا ابنه طوسون إلى الرس على رأس جيش في عام 1230هـ إلى نجد وحصل في الرس الصلح بين الأمير عبدالله بن سعود وطوسون على وضع الحرب وخروج الأتراك من نجد قام أهل الرس في عهد عبدالله الدهلاوي ببناء السور الثاني مع المرقب في حدود عام 1232هـ ليشمل بقية البلدة وله أبواب وحدوده : من الشمال بيت الخريبيش وبيت عيال الحناكي. ومن الجنوب: بيت سالم الضويان وناصر بن عبدالله الرشيد وشمال المسجد الجامع الأول الطالعي. ومن الشرق: وسط بيت الجوبوع وبيت الطاسان وبيت الخميس. ومن الغرب: قصر الخيل وهو بيت إبراهيم الزعاقي حاليا. والسور مكون من ثلاثة جدران مبنية باللبن من الطين طول الواحدة من اللبن (30سم) وعرضها (20سم) بين كل سور والآخر مسافات سعة كل منها (20سم) مملوء بالرمل.
3ـ السور الثالث: وبناه أهل الرس بعد وصول إبراهيم باشا وهو امتداد للسور الثاني بحيث يشمله وما حوله من المنازل التي ظهرت فيما بعد. وحدّه من الجنوب: بجوار مسجد الرشيد من الجنوب بينهما حوالي مائة متر. وحده من الشمال: بجوار بيت محمد بن سليمان الخربوش وبيت ناصر الدغيثر. وحده من الغرب إلى سور مقبرة الرس الأولى الشرقي. وحده من الشرق إلى بيت أمير الرس عساف الحسين. وللسور الثالث سبعة أبواب أُلحِق بعضها فيما بعد وهي: باب النقبة وباب العقدة وباب الأمير وباب الخلاء وباب نقبة زمير وباب نقبة الناهس وباب نقبة القرّاية.
أما طريقة أهل الرس في بناء السور فإنهم يبنون سورين متجاورين من لبن الطين عرض الواحد منهما حوالي (80سم) بينهما مسافة (100سم) يملئونها بالطين، وعندما تأتي القذيفة باتجاه السور تنفذ من السور المواجه ثم تستقر في الطين ولا تنفذ في السور الداخلي، ويوجد حاليا نموذج من ذلك بجانب مقصورة باب الأمير لمن يرغب المشاهدة.
والسور الجنوبي الذي يقع بجوار حمامات المسجد الطالعي هدمه جماعة منهم سليمان بن حسن الخربوش ويقول بأنهم وجدوا سورين بينهما مسافة، وأذكر أنني شاهدت جزءا من السور الجنوبي المجاور لمنزل ناصر الرشيد والواقع شمال المسجد الجامع قبل هدمه وكان عرضه أكثر من مترين.
كما أنهم يجعلون السور الداخلي أقصر من السور الخارجي من أجل أمن (الرقيبة) وهو الرجل الذي يقوم بمراقبة العدو، بحيث أن الرقيبة الرجل الطويل يمشي على السور الداخلي دون أن يشاهده من هو خارج السور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق