الفنون الشعبية بالرس:
الفن هو السبيل الذي يعبر به كل منا عما يجيش في خاطره من أفكار وهواجس، منها ما يتم عن طريق الرسم ومنها عن طريق الغناء أو الشعر أو غيره، والفنون الشعبية التي تنتشر في نجد تتركز أكثر في العرضة النجدية والسامري والهجيني.
وأهل الرس مرت عليهم حروب دارت رحاها بينهم وبين غيرهم فكان منهم شعراء يبثون الحماس في نفوس المقاتلين ويستنهضون هممهم ويدعونهم إلى الدفاع عن بلدتهم، مثل الشاعر إبراهيم بن دخيل الخربوش والشاعر سليمان الفتّال وغيرهم .
ولا يزال حب الفن الشعبي يسري في نفوس أهل الرس كبيرهم وصغيرهم، إلا أنني أرى أن ذلك بدأ يقل وأخشى أن يندثر هذا التراث الشعبي الجميل مع تطور الحياة الاجتماعية ووجود من يحاربه لأسباب واهية. ولكن ما إن تأتي مناسبة إلا ويسارع الشباب خاصة لممارسة هوايتهم المحببة بعيدا عن أعين الحسّاد.
وسوف نستعرض بعض القصائد التي كان أهل الرس يرددونها في فنونهم الشعبية.
العرضة النجدية: وهي الرقصة التي يلعبها الناس في الحرب لتبث فيهم الحماس وتعطيهم القوة للإقدام على محاربة العدو. وفي السلم ليعبرون فيها عما في نفوسهم من فخر واعتزاز وتعداد ما أحرزوه من انتصارات، وفي الوقت الحاضر يلعبون العرضة النجدية في مناسبات أخرى كالأعياد وزيارة أحد المسئولين والاحتفالات والأفراح. وتشتهر نجد عموما بالعرضة النجدية التي تنسب إليها، وممن اشتهر بدق طبول العرضة أهل الدرعية وأهل الرياض. وطريقة أداء العرضة: أن يلبس اللاعبون ثيابا خاصة مزركشة ويقفون في صفين متقابلين يحملون الطّبول وبينهما رجال يحملون السيوف والأعلام يرقصون على إيقاع خاص وينتقلون بين الصفين يمنة ويسرة، كما ينضم لهم الشاعر أو الرجل الملقّن وهو الذي يحفظ القصيدة يشاهد الصفوف كل صف على حدة، ويقوم الجميع بترديد كل بيت من القصيدة مرتين حتى تنتهي.
ومن القصائد التي يشدو بها أهل الرس ما قاله شاعر الحرب إبراهيم بن دخيل الخربوش:
سلام يا ربع يصفون الجريف العتيق هو ملحهم بالكون عابينه نهار الزحام
حنا نهار الكون عادتنا نفوج الطريق لو هو مضيق ننتحي لمه سواة النظام
والله يا منه تمنى حربنا ما يليق واللي زبنا ننتحي دونه وعينه تنام
واللي قعد عن ربعته لا تجعلونه رفيق خله مع الخفرات خدام لسمر اللثام
الله من خل على لاما خليله شفيق خلي طريح للضرىغاش عليه العسام
وعندما دارت الحرب في الرس رفع الشاعر إبراهيم الخربوش الراية أمام أهل الرس الذين تهيئوا لمحاربة عدوهم ورفع صوته بقوله:
يا طير يا للي بالجذيبة تراعينا يتنى العشا لين المناعير يرمونه
يا طير قل للذيب وان جاع يتلينا يتلي عيال بالملاقا يعشونه
يتلى عيال بالملاقات ضارينا عطشان مصبوب الخماسي يروونه
والله ما جينا من الرس عانينا إلا ندور الحرب اللي تدورونه
من يوم سرنا والمنايا تبارينا واللي ورد حوض المنايا تعرفونه
معنا سلاح ننقله في يمانينا ملح الجرف محيل له يزلونه
إلى برز جمع المعادي وهدينا كم مبلج خلف المتاريس يا طونه
يا ما حلا قولة أهل الحزم ردينا خوف الملام وخوف علم يقولونه
ربعي أهل العادات بالعسر واللينا واللي تمنا حربنا تسهر عيونه
لعيون من يلبس ثويب السباهينا كنه هديب الشام يمشي على هونه
كذلك قال الشاعر سليمان بن شايع الفتال عرضة نجدية:
يا الله اليوم يا جالي الهموم يا بالافراج يا منشي الغمام
ارحم اللي قزا ما فيه نوم وحارب الزاد مع حلو الطعام
يا أهل الحزم ديرتكم تلوم تشكي الضيم منكم والملام
تبكي اللي يجلون الهموم راحت أذكارهم شرق وشام
قال سلطان كثرن العلوم كيف أبا اصبر يالربع الحشام
قالوا اثبت ترى حقك لزوم نثني الملح دونك والجهام
من زبنا رقى روس الرجوم ما تجيه البيارق والخيام
نجني الملح من روس الحزوم معتبينه لحزات الرحام
عند فيحان في روس الحزوم مثل حس الرعد تشغى العظام
يوم شمس الضحى عليه غيوم ما تجهت وهي زاده عسام
بشر الطير وان دلا يحوم والعشا حاوفينه له شمام
في يدينا فرنجي وروم ذخر الأجداد ذا له كم عام
كان ما نحتمي من كل قوم حرم ماها علينا والطعام
طالب الحق نعطيه اللزوم ومن بغى العق حنا له كعام
وكان لشاعرات الرس دور مهم في الحرب وكانت الشاعرة منهن تدفع الرجال بشعرها الحماسي نحو ساحة المعركة، قالت الشاعرى موضي السعد الدهلاوي التي كانت لها مشاركة في الحرب التي دارت رحاها بين أهل الرس وإبراهيم باشا بهذه القصيدة الحماسية تقول:
هيه يا راكب حمراء ظهيره تزعج الكور نابية السنام
سر وملفاك أهل العوجا مسيره ديرة الشيخ بلغه السلام
يا أهل الحزم يا نعم الذخيرة ان لفاكم من الباشة سلام
الفرنجي إلى قمنا نكيله نلفظه مثل سيقان النعام
عند سوره تخلى كالمطيرة إلى استلذ الردى حلو المنام
ما نقلنا السيوف اللي شطيرة كود للكون في وقت الزحام
ولا يقتصر دور العرضة النجدية عند أهل الرس في حربهم مع إبراهيم باشا فقط بل إن للشباب في الوقت الحاضر دور مهم في المشاركة في العرضة عندما يقوم أحد المسئولين بزيارة محافظة الرس أو مناسبات الأعياد، فهذا الشاعر الشاب إبراهيم بن محمد العطني من الرس في عرضة نجدية بمناسبة زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في 16/5/1419 جادت قريحته بقصيدة علت أصوات شباب الرس بها يقول فيها:
يا مرحبا ترحيبة بالشيخ ولد الإمام سلطان أبو خالد عقيد الحرب رجالها
يا مرحبا بك عد ما هلت ثعول الغمام واعداد ما سالت حزوم الرس وسهالها
يا مير لك بقلوبنا حب وقدر ومقام صبيان حزم تعجبك يا شيخ بفعالها
يوم إن أبو تركي شهر يم المعالي وحام ثبت حدود المملكة والعز لعيالها
خلا لنا في راية التوحيد فخر وسلام راية هل العوجا تلوذ الخلق بظلالها
والفهد أبو فيصل صليب الرأي وقت الزحام له ماقف تشهد به الأيام وأجيالها
وعضده ولي العهد للضد المعادي إكعام لا كبرت القالات أبو متعب تحدا لها
كما قال الشاعر قصيدة أخرى شدا بها شباب الرس في حفل إدارة التعليم بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس المملكة بحضور صاحب السمو الملكي أمير منطقة القصيم ومعالي وزير المعارف يوم 29/11/1419هـ قال فيها:
يا مرحبا بضيوفنا إعداد وبل الغمام وإعداد حزم سايل بالرس وشعابها
من يوم أبو محمد نصانا مع وزير همام ألف هلا وترحيبة بالضيف يعلا بها
تعليمنا مرفوع برجال وربع حشام ما ينتعوض جهدهم للعلم وكتابها
يا مملكتنا اسعدي بالنور بعد الظلام حكم السعود أفعالهم كل تذرا بها
ذكرى سنين شيده بالعز حر قطام عبدالعزيز اللي بناها وجود اطنابها
خمسين مع خمسين عام بالوفا والتمام والشعب ينعم وسط خيرات فتح بابها
حنا لنا راية فخر توحيد عز وسلام راية هل العوجا حموها حكّموا ما بها
يا مملكتنا وافيه بالعز شرق وشام من يوم أبو تركي دخلها خلص أنشابها
يا طامع بالدار يا ويلك نهار الزحام يعبا لها ملح الجريف ونستر ثيابها
منا التحية للفهد واخوانه في كل عام امعطره بالورد والريحان لشنابها
السامري والحوطي: وهو نوع من الفن الشعبي في زمن السلم ويقام في ليالي السمر يلعبه الشباب خاصة، بحيث يُهَيّض كل منهم عما في خاطره من شجون، كما يعبرون فيه عن مكنون نفوسهم في مجالس خاصة، ويتم التغنّي بالشعر الشعبي في جلسات السامري. وطريقته: أن يجلس الجميع في صفّين متقابلين على ركبهم وفي يد كل منهم طار يضربه بإيقاع خاص ويتغنون بالقصيدة مرددين كل بيت منها مرتين، ويقوم كل منهم بالتمايل بحركات بديعة ومنظمة بالرأس واليدين من كل الجهات.
والحوطي يشبه السامري إلا أن البيت المغنّى يكون طويلا ذا نغمة ممتدة وبطيئة. كما يوجد فن رابع وهو (المْرَادّ) ويكون بين شاعرين واقفين ومتقابلين يخاطب كل منهما الآخر ارتجالا ببيت من الشعر بالتناوب، وكثيرا ما يحصل خلافات من جراء هذا التخاطب.
وتكثر القصائد المشهورة من السامري والحوطي عند أهل الرس أغلبها من الشعر الغزلي القديم، وسوف نقتطف لكم مجموعة من القصائد التي يشدو بها أهل الرس منها بعضها لشعراء الرس وبعضها لغيرهم:
مثل قول الشاعر مبارك البدري من الرس قصيدة:
كريم يا برق سرى عقب الامحال عساه يزي دار داعج عيونه
يزي غريس طلعهن يعجب البال فيه القميري ساجعات لحونه
حيث إن مرب صويحبي طيب الفال ينقض على سيل المفاجر قرونه
ينقض دليق كن وصفه إلى مال عذق هفت بين الرطايب غصونه
قلت ارفع المغطّى عسى يسمح البال أريد أشوفك قال ما لك مهونه
لا والله إلا قشع الزين واشتال واقفى وحال أسمر اللال دونه
وغديت مثل اللي بحبس الدرك حال أو اليتيم اللي هله يضربونه
وقول الشاعر صالح العطني من الرس:
بنت يا للي بالمودة ذبحتيني حطك الله للعشاشيق قتاله
يوم بان بي الخلل ما رحمتيني والضعيّف قلبك الخنز ما أوى له
قالت اشترني بغال التثاميني والفتى يسوق ما هان من ماله
قلت أنا ما أجد ثلاث الدواوين والضعيف اليوم ما حالك بحاله
آه واويلاه من يا جد ألفين يلحق القلب المشقى هوى باله
وقول الشاعر المبدع عبدالله بن منصور المجيدل من الرس:
قلبي يحب المترفات الرعابيب وعيني على فرقا الحبايب شقيه
جسمي عليل وكل ما جيب أبا أطيب يطري علي اللي هروجه عذيه
أنا شباب وبادي رأسي الشيب كله سبايب سيد روحي عليه
ياليت أهل غض النهد لي معازيب وأصير حوله بالضحى والعشيه
والله لولا قولة الناس يا عيب وأذل من هرج المخاليق فيه
وأخاف من والي الملا عالم الغيب إنه يخيبني أمام البريه
لاسطى عليهم مثل ما يسطي الذيب على الغنم بالليلة الخرمسية
وإني لأحاول جذبته بالمجاذيب وادلي عليه اسواة دلو الركيه
وإني لأشده مثل شد الكلاليب إلى استشدت بالمحوص القويه
وأبرد لهيب القلب غصب أو بعد طيب وأخلّي العين الشقيه هنيه
وقول منصور المفقاعي:
البارحة برق سرى واجنبت به هلت مخاييله على مسجد العيد
وجدي على هاك المنازل غدت به أقفا مع الأشواق معلوم ويزيد
أشفق على شوفه وقلبي صفق له متذكر حلو الوفا والمواعيد
يا من نوى قلبي ويا من نوت به والنهود مزبرات مفاريد
يسقيك يا روض من واد وطت به أعيش بالذكرى ولو قالوا بعيد
وإن جابها الله والقدم سيرت به لا قول يا حظ الهنا حظي سعيد
حتى عيوني من الغلا رحبت به مير البلا بعده وأنا البعد ما أريد
وقول سليمان بن علي من الداخلة، وقيل ماجد بن حمود الرشيد من حائل:
يا الله ألا يا والي الأمر يا مسندي وأنت اللطيف
إنك تعاوني على الصبر وزريع قلبي لا يهيف
ونيت زنة زلزلت مصر وقصور مكة والشريف
عيّت ذلولي تقطع الجسر وصويحبي يم القطيف
سواني يسنن على الجسر سوّاقهن عقله خفيف
متى نشد ركايبنا العصر عن هالمكان اللي كسيف
لي صاحب خواتمه عشر يرجس كما مهرة شريف
أبو جديل ينشره نشر ثوبه على متنه خفيف
ومن شعر السامري قول الشاعر محمد بن عبدالله القاضي:
والله والله وبحق الذي نزّل صحايف الكتب والفرقان للتالي
إن لك بقلبي محل ما ينحل لو حل بالأرض رجاف وزلزال
حملتني يا لغضي حملين من جندل لو شلت واحد فلا التالي بمنشال
يا مجهجل العنق يا راعي الردوف الجِلّ يا دقيق الوسط يا زين التعزال
بخدّ وقَدّ إلى ما انه تمايل هلّ روايح المسك هو العنبر الغالي
كل يقلب عشيره على فرش الزل وأنا أتقلب لين إنه يذّن التالي
كذلك قصيدة قالتها شاعرة عوفيّه يقومون بلعبها على أنغام جميلة وهي:
عديت بالمستقلي من نايفات العداما
وأخيل برق يسلي لا حال دونه عساما
يا رجم جعلك مولي يا ويل سهل الكلاما
يا أخوي واعبرة لي منها عيوني سقاما
أبكي ولا أحد فطن لي راعي الهوى ما يلاما
جعل العجايز تولّي والعود ولد الحراما
قد كدّروا مشرب لي يا ويلهم من الاثاما
جيت المطوع يصلي وأمكنت معه الإقاما
سمعت أنا صوت خلّي سلمت قبل الإماما
يا ضامر الوسط ياللي ما ذاق زاد ولا ما
مشيه مع السوق يسلي يشبه فريخ الحماما
يا ليت شمّر هل لي دخيلهم ما يضاما
رصاصهم مستصلّي يكسر صليب العظاما
وقال سليمان بن شريم سامرية جميلة:
حيا الله اللي يغيب ويسرع الردّه اللي يجيني إلا منّه تباطاني
قلبي يودّه وحالي كنّه القِدّة ودّي بشوفه ودونه حوم عقبان
يا صاحبي جارك الله ويش هالصّدة مهوب حق تولعني وتنساني
إن كان عندك حكي بي خامل السدّة فأنت المصدّق وأنا حقي وما جاني
اهرج على ما تورّى والبخت بدّه لا تستحي يا بعد حيي وحياني
ترى حلاة الهوى لا طالت المدّة ما هوب يوم صديق ويوم قوماني
وإن كان ما أنت بمصافيني على الشدّة وقت الرخى واجد ربعي وخلاني
وهذه قصيدة نسبت للشاعر فهد بن أحمد:
عيني اللي من الفرقى تهل وتعبر ناموا الناس وأنت ياعيوني سهيره
قمت أهوجس بليلي يا هلي واتفكر من تولع بحب البيض يكثر ونينه
شفت برق ينوض وقلت ذا الرسم بكر وأثر هذا حبيبي يوم يوضي جبينه
خمسة أيام يا المجمول عيت تقزر ما بْكن الدهر مرت علينا سنينه
عقب ولف المودة تقل خلي تنكر ازهمه بالجواب وكن هرجي رطينه
صاحبي وإن طلبته حبة ما تعذر وإن طلبته وعيى فحوبتي بْتحينه
هيه يا بو نهيد في الحشا ما تكسر مثل وصف الزبيدي ما لهجها جنينه
خطر السطح من ممشى عشيري يتهصر يا الله إنك تعينه من ردوف تهينه
كن ريق الحبيب فيه عسل وسكر أو حليب من المسح البكار السمينه
يوم قفا وليفي قلت أنا الله أكبر بنفارق عشير ديننا مثل دينه
قصر القلب من طرد المزايين قصر كود يلقى عشيره أو عساه أوقمينه
كما يشدون بقول الشاعر نهار المورقي:
يقول المورقي بالحيد غنّا وأجاوب ها لقميري في لحونه
ألا يا ونتي ونة معنا غريب الدار جزّنه شطونه
ألا يا بارق بالشرق عنا وأخيله لين لاحت لي مزونه
ألا يا عود ريحان تثنى على الحيطان ميّال غصونه
متى يا وين نرحل يم أهلنا أهل ثلاب باكر يا ردونه
وألا يا ليتني يوم أتمنى يجيني ما اتمنى بالمهونه
ألا يابو عكاريش اعْمِلْنا على حد الردايف يجدلونه
عليه القلب يرزم ويتمنى ولا من عزوة له يرحمونه
حذور الشين لا يقرب ضعنا ولا على القليب توردونه
وقول ابن لعبون في إحدى قصائده:
يا ذا الحمام اللي سجع بلحون وش بك على عيني تبكيها
ذكرتني عصر مضى وفنون قبلك دروب الغي ناسيها
أهلي يلوموني ولا يدرون والنار تحرق رجل واطيها
لا تطري الفرقا على المحزون ما أحب أنا الفرقى وطاريها
أربع بناجر في يد المزيون توه ضحي العيد شاريها
عمره ثمان مع عشر مضمون مشي الحمام الراعبي فيها
يا من يباصرني أنا مفتون روحي ترى فيها الذي فيها
يامن يعاوني على الغليون والدلة الصفراء مراكيها
ستة بناجر واربعة يزهون وإن أقبلت فالنور غاشيها
وقول الشاعر إبراهيم بن منصور الكنعاني من عنيزة:
يا حمام على الغابة ينوح ساجع بالطرب لا واهنيه
قلت حيّه ولا كنه بيوحي مر عجل ولا سلم عليه
واعسى السيل دايم ما يروح ما يفارق جفار الصالحيه
حيث ينصاه خطوات الطموح على بيضاء هنوف عسوجيه
تنقض الراس لا جت تاتروح وتنكسه ليّة من فوق ليّه
يا شريفه متى ودك نروح يم ديرة هلك يا العسوجيه
قالت أصبر يطيبن الجروح شهر وعشر ودنّوا لي مطيّه
كن في ضامري قدر يفوح أو غروب تُوَامَى في ركيّه
روح روحي بغت روحي تروح يوم قيل الغضي فيه جدريه
جيت أبشرب ولا مسك يفوح غاسل فيه وضاح الثنيّة
والحجب نابي فوق السطوح والجدايل على متنه طويه
قلت قوّه ولا كنه بيوحي صد وأقفى ولا رد التحية
قال قبلك غدا ناس ذبوح وين عبدالرحيم وين حيّه
الهجينــي: وهو خلجات وخواطر تحوم في نفسية الشاعر يعبر عنها بصوت عال ملحّن وهو متكئ على ظهره واضعا يديه خلف رأسه أو وهو راكب على جمله أو قد يكون يسير خلف غنمه، وقد تكون تلك الخلجات والخواطر طرأت عليه وهو يتذكر حبيبته أو يتفكر في حاله، وغالبا ما تكون الأبيات التي يرددها ليست طويلة بل لا تتعدى أربعة أو خمسة أبيات فقط، ومن أمثلة الهجيني ما يلي:
ما قاله الشاعر الأمير سعود بن عبدالعزيز الكبير:
واهني الترف منسوع الجديلة لا ضواه الليل دون مغرزات
وردنه هيت وأخطاه الدليله والموارد غير هيت مقضبات
روحن مثل القطا صوب الثميلة ضمّر تضفي عليهن العباة
قاعد في البيت يبكي عزتي له يوم شاف ركاب خله مقفيات
آه من قلب على جال المليلة لا تذكرت العصور الماضيات
وقول الشاعر عبدالعزيز العسكر:
يا ابن جبر طالت المدّه وجدي على شوف خلاّني
عسى الحيا ما يجي جدّه لو ربعت كل الأوطان
والشيخ ما يطري الشده روّح يجي زود غزوان
لو إن كل على ودّه ودّي على بنت ظبيان
كذلك قول الشاعر الآخر:
يا بنت يا أم العيون السود خوفي من الله وحبيني
يا بنت ما في الهوى منقود وأهلك ما همب دارين
وان ما حصل حبة بركود لا أموت وانت تشوفيني
أو قول الشاعر:
يا زين ما ترحم المبلي اللي بحبك بلاه الله
أدعيتني سايح خبلي فضحتني عند خلق الله
كانك شفي على قتلي قم اذبحن واستعن بالله
يا راعي المبسم القبلي ذبحتني قبل ذبح الله
كذلك قول الشاعر :
يا زين فرّع وقض الرأس خل الأزارير دلاعه
ودي بشوفك يزول البأس واملا النظر منك لو ساعة
شربت حبك بغير قياس وصارت لك النفس خضّاعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق