الأكلات الشعبية بالرس:
لكل مجتمع من المجتمعات أكلات منوعة تشتهر عنده، وذلك حسب الوضع الاقتصادي والاجتماعي السائد فيه، كما لا شك بأن للبيئة دورا هاما فيما يتناوله الناس من مأكولات ومشروبات، وفي السنوات الماضية كانت الحياة التي عاشها الآباء والأجداد في المملكة تتميز بضنك المعيشة وقلة ذات اليد، فكان مستوى المعيشة لديهم متواضعا، وكان بعض الناس قد لا يجدون ما يسد رمقهم لأن المعيشة آنذاك تعتمد على ما ينتج داخل البيئة من مزروعات.
أما في الوقت الحاضر بعد أن أنعم الله على المملكة وأهلها برغد العيش وتوفر الأموال التي يشترون بها الغذاء بالإضافة لما تنتجه بلادنا من مأكولات تميزها عن غيرها من الدول الفقيرة، فقد تحسنت أحوال الناس في المأكل والمشرب، وتوفرت صنوف متعددة من المواد الغذائية وهذا بفضل الله ثم بفضل ماتقدمه حكومتنا الرشيدة من إمكانات للمواطنين.
أما المأكولات المعروفة في مجتمع الرس فسوف نستعرضها باختصار:
1ـ الجريــش:
وهو من الأطعمة المشهورة قديما وحديثا، ويستعمل فيه القمح المجروش بالرحى، وعادة ما يستعمل الناس النوع الجيد من القمح مثل (القيمي والمعيّة) لعمل الجريش، وبعضهم يضيف اللبن للجريش، ثم إن الجريش يترك على النار مدة طويلة حتى يصلح ويطيب أكله، ثم يقلّب في (المعصاد) ويوضع عليه عند الأكل مخلوط يسمى(الملوط) وهو من البصل والمسمّنة والليمون الأسود.
2ـ المرقــوق:
ويعمل من الدقيق الناتج عن طحن القمح الجيّد، وتقوم ربة المنزل بطبخ اللحم مع القرع والكوسة وغيرها ثم تعمل المراهيف الكبيرة الحجم وتضعها في القدر ويطبخ مدة تكفي للنضج.
3ـ المطازيــز:
وهو مشابه لعمل المرقوق إلا أنه يكون صغير الحجم وتسمى (المثايل) على قدر راحة اليد وتعملها المرأة وتضعها في القدر واحدة تلو الأخرى.
4ـ الكبســة:
وهي الأكلة المشهورة عند السعوديين، وهي شعبية لا يكاد منزل يخلو منها في وجبة الغداء خاصة. وهي سهلة الصنع حيث يطبخ الأرز مع اللحم في قدر واحد.
5ـ العصيــدة:
وتعمل من الذرة أو دقيق البر الجيد، بحيث يضاف إليه المحزرة وبعض الخضروات المطحونة، ثم يطبخ على النار مع تحريكه باستمرار بواسطة المعصاد حتى ينضج، ويؤكل عادة في الصباح وقت الفطور، ويقل حاليا عمل العصيدة.
6ـ الهبيــش:
من حب الأرز العراقي المسمى (التمّن) ويدق بآلة تسمى (المهباش) في مكان خاص لكي يطير قشره، وقد يعمل من الذرة، ثم يطبخ في قدر حتى ينضج، وقد اندثر الهبيش الآن ولا يكاد أحد يعمله.
7ـ الدويــف:
وهو يشبه عمل العصيدة إلا أنه أرقّ منه قليلا، ويعمل الدويف من الطحين مضافا إليه الخضروات وقطع اللحم الصغيرة مع طبخه في قدر حتى يستوي.
8ـ السليــق:
ويعمل عادة من الأرز المصري (صنوايت) بحيث يطبخ كثيرا بإضافة الماء الكثير، وقد يضاف له الحليب لتزويده بالطعم المناسب.
9ـ الهريــس:
ويتم عمل الهريس بطبخ حبوب القمح بدون طحن مع إضافة اللحم الخالي من العظم، ويحتاج إلى زيادة في الطبخ مع تحريكه وهرسه حتى يستوي.
10ـ السويــق:
ويتم عمل السويق من الشعير بحمس الحب ثم يطحن بعد حمسه ويضاف له التمر والعسل والدهن ثم يؤكل بدون طبخ. وقد يضاف السكر بدل العسل.
11ـ المجمــار:
يتم عجن دقيق القمح الجيد بالماء وبعضهم يضيف الحليب وبعد أن تتحول النار إلى جمر بدون لهب يوضع العجين في الملّة على حجم كبير أو صغير حسب الحاجة، وقد يوضع فوقه بعض الجمر وبعد أن ينضج يتم إخراجه وينظف من الجمر والرماد ثم يقطّع قطعا صغيرة ويفرك مع العسل والسمن ويسمونه (الفريك) ومن الناس من يضيف البصل.
12ـ المراهيــف:
ويعمل من دقيق القمح الجيد، بطريقة فنية من قبل النساء، كما أنه قليل من النساء من تجيد عمل المراهيف، لأنه يحتاج إلى مهارة خاصة في فرد العجينه حتى يصل قطرها إلى ما يقرب من (60 سم) وتكون شفافة، ثم توضع على المقرصة حتى تنضج، كما تحتاج لملاحطتها بشكل دائم حتى لا تحرقها النار.
13ـ المراصيــع:
وهي تُعمل من دقيق القمح المعجون، على شكل دوائر صغيرة بحجم مثايل المطازيز أو أكبر قليلا، وتوضع على المقرصة أو في التنور أو الفرن، وبعد نضجها توضع في إناء ويصب عليها الحليب الساخن مع العسل والبصل.
14ـ المصابيب.
يتم عملها بعجن دقيق البر من الليل حتى الصباح لكي تتخمر مع البصل والماء بحيث يكون لينا سائلا، ثم يصب على المقرصة بحيث يتشكل على دوائر متوسطة الحجم، وبعد نضجها تدهن بالسمن البري والعسل.
15ـ التــاوة:
وهي تعمل من دقيق القمح ثم تعجن كعجينة المطازيز وقد يضاف لها الحليب أو السكر، ثم توضع في الزيت المغلي مع تحريكها داخل الزيت حتى تكبر وتتكوّر ثم يتم إخراجها بعد أن تنضج وتوضع في إناء ليتسرب منها الزيت وتؤكل.
16ـ الكليجــاء:
ويسمى (قرص عقيل) ويتم عمله بخلط دقيق القمح مع السكر والسمن والتوابل والليمون الأسود ثم تعجن وتوضع في إناء على النار حتى تنضج وتنتفخ.
17ـ الحنينــي:
وهو من الأكلات المشهورة عند أهل الرس ويهتمون به، كما يطيب أكله في الشتاء بعد الفجر خاصة في الجو الممطر. ويتم عمله من المراهيف والتمر الخالي من النوى بحيث يتم عجنهما كثيرا حتى يختلطا ويغلظا، ثم يصب عليه السمن أو الزبدة مع الليمون حتى يطيب أكله ساخنا على الجمر.
18ـ القشــد:
يعمل من التمر والدقيق والسمن، بحيث يوضع التمر في إناء ويصب عليه السمن أو الزبدة ويضاف دقيق القمح ويوضع على النار مع تحريكه وخلطه حتى يطيب أكله مع القهوة.
19ـ الشريــح:
ويسمى (القفرة) ويعمل من لحم الإبل أو الغنم، بحيث يتم تقطيعها إلى شرائح طويلة ميضاف لها الملح وتنشر على حبل لعدة أيام حتى تيبس وتنشف من الرطوبة، ثم تطبخ مع المرقوق أو المطازيز بإضافة الخضروات.
20ـ المحــزرة:
يقطع شحم الغنم قطعا كبيرة ويوضع في داخل الكرش ثم يعلّق في الشمس ويترك لمدة طويلة حتى يتخمّر وينزل منه الماء وتخرج له رائحة كريهة وهو على طراوته، ويطبخ مع المرقوق أو المطازيز.
21ـ الحميــس:
وأكثر ما يعمل في عيد الإضحى خاصة حيث يكثر اللحم عند الناس. وطريقة عمله: أن يوضع اللحم المشروك بالشحم مع البهارات في إناء على النار ثم يقلب بكثرة حتى يطبخ اللحم بشحمه ثم يؤكل.
22ـ الخلــع:
ويعمل من شحم الظأن خاصة بحيث يقطع الشحم قطعا صغيرة ويضاف إليه الملح ويوضع في قدر على نار هادئة مدة طويلة ويطبخ ثم يصفّى ويؤكل، وقد تركه الناس في الوقت الحالي لعدم قدرتهم على أكل الشحم.
23ـ البقــل:
وأكثر ما يعمله البدو في بيوت الشعر حيث يتوفر لديهم اللبن من الأغنام والظأن وقليل من الحضر يعملونه في البيوت، ويتم طبخ اللبن بعد تصفيته من الزبدة على النار حتى ينشف من الماء ويغلظ، ثم يقومون بعمله على شكل أقراص بأصابع اليد ثم ينشرونه بالشمس فوق بيت الشعر أوعلى الحصير حتى ينشف ثم يعرضونه للبيع.
24ـ الفقــع:
ويسمى ( الكمأ ) وهو نوع من الفطر يظهر وقت محدد في السنة، حيث ينبت بعد الوسم في أماكن معروفة، بعد أول مطر في الوسم بمقدار (75) يوما، ويحب أكثر الناس البحث عن الفقع في مواقعه كما يشترونه بمبالغ كبيرة، ويتفننون في طبخه سواء مع المرقوق والمطازيز بإضافة الخضروات ومنهم من يقوم بقليه بالزيت ومن يطبخه مع المرق ومنهم من يشويه على الجمر. كما يقومون بتنشيفه وطحنه ويسمى (الفقع اليابس).
25ـ الجــراد:
وهو قد يحصل في أوقات نادرة في سنوات متباعدة، بحيث عندما ينتشر في مكان ينادي المنادي بقوله ( يا جرّدوه ... الجراد في مكان كذا) ويفزع الناس ويركضون لجمع الجراد في أكياس من الخيش، ثم يطبخونه، ومنهم من يأكله رطبا ومنهم من ينشرونه حتى ييبس ثم يأكلونه وجبة مفضّلة. ولا ننسى نقوعة الجراد وهي (المرق) بعد طبخه التي يفضلها كبار السن.
26ـ العرجــون:
وهو نوع من الفطر يظهر بعد مطر الوسم ويجنى في وقت العشب، ويفضله بعض الناس مطبوخا مع المرقوق والمطازيز أو مشويا على الفحم.
27ـ اللحيسة:
وهي أكلة مصنوعة من التمر المخلوط بالسمن والبقل، تحرك على النار حتى تختلط وتتماسك ثم تؤكل، وفي الحديث الشريف إن الرسول صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها وأولم بحَيْسْ وهو تمر مخلوط بسمن وإقط.
28ـ البلول: ويسمى المرق، وهو ماء مع البهارات يبقى من طبخ اللحم بأنواعه يشرب، ويشبه نقوعة الجراد.
29ـ المريسة: وتشبه اللحيسة، وتصنع من التمر والبقل والسمن بحيث تطبخ على النار حتى تتفاعل مع بعضها.
30ـ الأعشــاب:
وخاصة الأعشاب البرية منها مثل: البسباس والحوّى والبقّير والقرّيص والحمّيض والعنصل ... وغيرها يحب الناس أكلها خاصة كبار السن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق