العلماء وطلبة العلم بالرس:
العلماء هم ورثة الأنبياء كما قال ذلك نبينا محمد e وهم الذين يدلّون الناس على الخير وينهونهم عن الشر ويقيمون العدل ويأمرون بتنفيذ الأحكام، وفي كل بلد يوجد علماء منهم من تولى القضاء في بلده أو في غيره ومنهم من لم يتول القضاء ولكن كان يقوم بدور مهم في بلده سواء بالكتابة والتوثيق أو الحسبة أو الإمامة أو غيرها، وسوف نقدم ترجمة لمجموعة من قضاة الرس وطلبة العلم فيها وهم: ـ
1ـ إبراهيم بن محمد بن سالم بن ضويان: من آل زهير من بني صخر.
ولد عام 1275هـ في الرس. ونشأ نشأة حسنة مع أقرانه في مدينة الرس ، وقرأ القرآن الكريم وهو صغير ثم حفظه عن ظهر قلب ، وشرع في طلب العلم بهمة عالية ونشاط ومثابرة داخل الرس وخارجها، من خلال اطلاعه على أمهات الكتب من مؤلفات العلماء المتقدمين ثم من خلال رحلاته في طلب العلم .
مشائخه الذين قرا عليهم وتعلم منهم: الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن مانع، والشيخ محمد بن عبدالله بن سليم، والشيخ صالح بن قرناس بن عبدالرحمن بن قرناس، والشيخ محمد بن عمر بن سليم، وعلى مشائخ عنيزة مثل:علي بن محمد الراشد وصالح القاضي، وعلي بن سالم الجليدان، وغيرهم من كبار العلماء في عصره.
رحل الشيخ ابن ضويان في طلب العلم إلى عنيزة ، ولازم علماءها زمنا ثم صار يرتادها إلى آخر حياته ، ورحل إلى بريدة فقرأ على علمائها ، وكان يتردد عليها لينهل من العلم ، وقيل بأنه انتقل إلى عدة بلدان أخرى لطلب العلم، ثم إنه ألف مجموعة من الكتب والرسائل التي لا تزال تقرأ بين أيدي الناس .
أما الأعمال فلم يعمل الشيخ ابن ضويان بشيء من الأعمال الحكومية ، بل كان زاهدا متقللا من الدنيا ، وكانت الكتابة مهنته يتعيش منها ، ثم إن معظم كتب الوعظ والفقه تجدها بقلمه الحسن الواضح، جلس للطلبة في الرس فالتف إلى حلقته عدد كبير. وكان الشيخ ابن ضويان خط المصحف بيده اثنتي عشرة مرة ، وحدث بعض من عاصروه : أنه الثاني من الخطاطين في القصيم الذين أفنوا أعمارهم بالكتابة هو وابن عايض ، وهما يتعيشان منها وينتفعون بها .
ومن تلاميذ الشيخ ابن ضويان مجموعة من التلاميذ في الرس منهم: الشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد، والشيخ محمد بن عبد العزيز بن رشيد، ومنصور ابن صالح بن منصور الضلعان، والشيخ صالح الجارد، ثم ابناه عبد الله ومحمد اللذان لازماه فترة حياته ، واستفادا منه في التدريس بالكتاتيب.
توفي رحمه الله ليلة عيد الفطر عام 1353هـ ، فجأة بسكتة قلبية ، فصلى عليه الناس بعد صلاة العيد ، وخرج مع جنازته خلق كثير من أهل القصيم من العلماء والمعارف ، وحزن الجميع لفقده لماله من مكانة مرموقة بينهم ولما كان يتمتع به من أخلاق سامية، وفَقَد الناس بوفاته عالما جليلا وأبا رحيما لأحبابه ومعارفه رحمه الله تعالى رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته .
2ـ الشيخ حمد بن إبراهيم الزعاقي.
ولد في الرس عام 1333هـ كان كفيف البصر منذ الصغر فعوّضه الله عن البصر بالبصيرة.
كان بالرس معاصرا للشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد والشيخ مقبل بن حمود الدميخي والشيخ منصور بن صالح الضلعان والشيخ ناصر بن محمد الحناكي والشيخ سالم بن ناصر الحناكي والشيخ صالح بن عبدالله الجارد.
درس في كتاتيب الرس على الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد، ومن زملائه عنده: الشيخ عبدالعزيز بن ناصر الرشيد والشيخ صالح بن غصون والشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان والشيخ سليمان بن صالح بن خزيم والشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن رشيد والشيخ منصور بن صالح الضلعان والشيخ سليمان بن محمد الدهامي والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن العقيل وغيرهم.
درس القرآن الكريم بالرس على الشيخ إبراهيم الضويان وحفظه. ثم انتقل إلى عنيزة وتلقى العلم على الشيخ عبدالرحمن بن سعدي لمدة سنتين، ثم انتقل إلى الرياض وطلب العلم على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم في مسجد دخنه. وعلى الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم، ومن زملائه عندهم كل من المشايخ: عبدالعزيز بن ناصر الرشيد وصالح بن علي الغصون وصالح بن عبدالله الحواس وصالح بن إبراهيم الطاسان وعبدالله بن إبراهيم الغفيلي ومحمد بن صالح الغفيلي ومقبل بن حمود الدميخي ومنصور بن صالح الضلعان وناصر بن محمد الحناكي.
تم تعيين الشيخ حمد قاضيا في الطائف عام 1373هـ لمدة سنة ثم انتقل إلى قضاء رابغ وبقي فيها حوالي سنتين ونصف ثم انتقل إلى قضاء الخاصرة لمدة ثلاث سنوات وبعدها نقل إلى سامطة مدة قصيرة ولم يرغب في قضائها فتم نقله في عام 1380هـ إلى الرس ليعمل مرشدا دينيا يتبع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وكان الشيخ حمد بجانب قيامه بأعمال الإرشاد يفتي من جاء يسأله عن شيء من أمور الدين كما كان يتولى عقود الأنكحة، ثم إنه في آخر حياته افتتح حلقة للدرس بعد المغرب من كل يوم يدرس عنده طلاب العلم في الكتب الستة واستمر حوالي ست سنوات، وكان يعظ الناس بعد صلاة العشاء في مساجد الرس.
توفي رحمه الله يوم 18/4/1397هـ في الرس وصلى عليه خلق كثير.
3ـ الشيخ حمد بن مطلق الغفيلي: ابن ابراهيم بن راشد بن سالم بن علي بن سليمان بن شارخ بن محمد الغفيلي . من أبا الحصين المحفوظي العجمي.
ولد عام 1328هـ في الرس. ونشأ فيها نشأة دينية حسنة بين علماء بلدته.
قرأ القرآن في كتاتيب بلدته وأكمله في سنتين وبعد فترة حفظه عن ظهر قلب وكان حسن الصوت ويصلي في أحد المساجد في رمضان فيمتلئ بالرجال والنساء. كما قرأ على الشيخ عبدالله بن سليمان بن بليهد والشيخ سالم بن ناصر الحناكي والشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد.
ثم رحل الشيخ إلى بلدان القصيم وتنقل فيها ودرس على مجموعة من المشائخ منهم: الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن سعدي.
أما أعمال الشيخ فقد تعين قاضيا في السويرقية من عام 1346هـ حتى عام 1352هـ . ثم نقل إلى قضاء صبياء من عام 1373هـ حتى 1376هـ.ثم نقل إلى قضاء طريف من عام 1376هـ حتى عام 1378هـ. بعدها عين في قضاء الفوارة بالقصيم ما يقارب عاما واحدا. ثم نقل قاضيا في العظيم بمنطقة حائل من عام 1388هـ حتى أحيل للتقاعد في عام 1396هـ.
ألف الشيخ مجموعة من الكتب منها: تنزيه جناب الشريعة عن تمويه مذاهب الشيعة، وتعليق على آداب المشي إلى الصلاة للشيخ محمد بن عبدالوهاب، والمنسك الجليل في صفة أداء المناسك الواردة عن الخليل.
وأخيرا توفي ـ رحمه الله ـ يوم السبت الثالث من شهر ذي القعدة عام 1397هـ .
4ـ الشيخ رميح بن سليمان الرميح: ابن حمد بن سليمان بن رميح من آل مفيز فخذ من آل محفوظ من العجمان.
ولد في الرس عام 1257هـ ونشأ فيها وأخذ علومه الأولى على علماء بلدته الرس.
انتقل إلى بريدة وأخذ العلم عن الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم وعن الشيخ محمد بن عمر بن سليم. ثم انتقل إلى المذنب وقرأ على عالمها الشيخ عبدالله بن محمد بن دخيل، ثم سافر إلى الرياض وواصل الدراسة فيها فقرأ على الشيخ عبدالرحمن بن حسن وعلى ابنه الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن.
أما الأعمال التي عمل بها: عينه الإمام عبدالله بن فيصل عام 1283هـ إماما وواعظا في جامع البكيرية واستمر فيه حتى نهاية القرن. ثم انتقل إلى بلدة الشنانة الواقعة قرب الرس وسكن فيها حتى عام 1341هـ ثم عاد إلى البكيرية وأقام فيها حتى توفي.
وللشيخ تلاميذ درسوا بين يديه منهم: الشيخ إبراهيم بن راشد الحديثي والشيخ محمد بن ناصر الوهيبي والشيخ عبدالله بن ناصر الوهيبي والشيخ ناصر ابن حمد المقبل والشيخ منصور بن رشيد بن جمعه وعبدالله بن راشد الحديثي وعثمان بن حمد الصغير وغيرهم.
توفي في البكيرية عام 1344هـ رحمه الله رحمة واسعة بعد أن أمضى حياته في طلب العلم وتعليمه للتلاميذ وقد تأثر بفقده جميع من يعرفه.
5ـ الشيخ سالم بن ناصر الحناكي: ابن مطلق بن محمد الحناكي، من بطن ثور من قبيلة سبيع، كانت أسرته في عنيزة ثم انتقلوا إلى الرس واستوطنوه.
ولد الشيخ في الرس عام 1291هـ ونشا فيها يتعلم مبادئ القراءة والكتابة ثم انتسب فيها إلى طلب العلم.
طلب العلم على بعض المشائخ منهم: قاضي الرس الشيخ صالح بن قرناس حيث قرأ عليه المختصرات بالتوحيد من مؤلفات آل الشيخ، وفي الفقه كتاب زاد المستقنع والرحيبة، وفي الفرائض الرحبية، وفي النحو الأجرومية والملحة.
كما درس في بريدة على الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم وعلى ابنه الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم وعلى الشيخ عمر بن محمد بن سليم.
ورحل إلى الرياض لطلب العلم فيما بين عامي 1311ـ1325هـ ودرس على علماء الرياض منهم الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، ودرس الحديث على الشيخ اسحق بن عبدالرحمن، والفقه والتوحيد على الشيخ عبدالله بن عبداللطيف. كما درس فيها على الشيخ سعد بن عتيق والشيخ محمد بن محمود ودرس على الشيخ حمد بن فارس النحو والفرائض.
قام الشيخ ببعض الأعمال منها: إمام ومدرس وواعظ ومفتي ومرشد في جامع الرس من عام 1325 حتى عام 1340هـ ، وفي عام 1340هـ عينه الملك عبد العزيز قاضيا لمنطقة الرس وقراها وباديتها حتى بلدة الحناكية التابعة للمدينة المنورة، وفي عام 1347هـ انتدبه الملك عبدالعزيز إلى دخنة عند قبيلة حرب لإزالة الشبهات التي دفعت بعض القبائل إلى الخروج عن طاعة ولي الأمر فنجح الشيخ في مهمته وبقي فيها قاضيا حتى عام 1358هـ. وفي عام 1359تعين قاضيا في حريملاء لمنطقة المحمل حتى عام 1362هـ. ثم تعين في عام 1362حتى عام 1365هـ قاضيا لمدينة الخرج أحيل بعدها للتقاعد.
للشيخ مجموعة من التلاميذ درسوا بين يديه وكان يجلس لهم في المساجد أكثرهم من بلدته الرس منهم: الشيخ محمد بن مطلق الغفيلي والشيخ سليمان بن حمد الرميح والشيخ محمد بن مطلق الحناكي والشيخ ناصر بن محمد الحناكي والشيخ سليمان بن عبدالعزيز الغفيلي.
وأخيرا تفرغ الشيخ للعبادة وجلس للمواطنين يفتيهم ويستشيرونه في أمور الدين حتى أصابه مرض توفي منه في اليوم التاسع من شوال عام 1379هـ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
6ـ الشيخ سليمان بن حمد الرميح: بن رميح بن سليمان بن حمد ابن سليمان الرميح.
من آل مفيز من آل محفوظ فخذ من العجمان.
ولد في الرس عام 1280هـ ونشا في بيت علم ودين، حيث كان جده رميح ابن سليمان عالما جليلا من علماء الرس.
قرأ القرآن في الرس على جده الشيخ رميح وأتقنه ثم شرع يطلب العلم على كل من: الشيخ صالح بن قرناس والشيخ عبدالله بن سليمان بن بليهد والشيخ إبراهيم بن محمد الضويان .
ثم رحل في طلب العلم إلى بريدة ودرس على الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم وابنيه عبدالله وعمر. كما كان من تلاميذ الشيخ عمر بن محمد بن سليم وفي عنيزة قرأ على الشيخ صالح بن عثمان القاضي.
من أعماله: عينه الملك عبدالعزيز عام 1346هـ قاضيا ومرشدا في بلدة رابغ فجلس فيها للقضاء والتدريس فأحبه أهل رابغ وكان يصدع بالحق ويحكم بالشرع وينصر الضعيف حتى مرض فعاد إلى بلدته الرس، وكان ينوب عن شيخه عبدالله بن بليهد في إمامة المسجد بالرس .
توفي في الرس بعد مرض شديد عام 1356هـ بعد خمس وثمانين سنة رحمه الله رحمة واسعة وجعل مثواه الجنة.
8ـ الشيخ سليمان بن محمد الدهامي.
ولد في البكيرية ورحل إلى الرس واستقر فيها، وقرأ في كتاتيب الرس على مجموعة من المعلمين.
عاصر مجموعة من المشائخ بالرس منهم: الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العقيل والشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد والشيخ مقبل بن حمود الدميخي والشيخ منصور بن صالح الضلعان والشيخ ناصر بن محمد الحناكي والشيخ صالح ابن عبدالله الجارد ولاشك بأنه أخذ عن بعضهم العلم.
كان من تلاميذ الشيخ عمر بن محمد بن سليم في بريدة حيث كان يدرس بين يديه مع مجموعة من الطلاب من الرس مثل: الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن رشيد والشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد والشيخ محمد بن راشد المحيلان والشيخ صالح بن محمد الخليفة والشيخ محمد بن ناصر الحناكي والشيخ سالم بن ناصر الحناكي والشيخ سليمان بن حمد بن رميح والشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان وغيرهم.
كما درس في عنيزة على الشيخ عبدالرحمن بن سعدي وفي البكيرية على الشيخ محمد بن صالح بن خزيم. كما أخذ عن قاضي الرس الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد. وكان له علاقة خاصة مع إمام المسجد الحرام الشيخ محمد ابن عبدالله بن سبيّل وكان يحرص على زيارته عندما يأتي إلى البكيرية.
لم يعمل في القضاء ولكنه كان إماما للمسجد الجامع الطالعي بالرس مدة طويلة ثم تعين في جامع السوق التجاري بالرس وكان خطيبا جيدا يقبل الناس عليه في وقته، وكان يحرص على قراءة شيء من الحديث بعد صلاتي العصر والعشاء، وكان له صوت حسن ويتغنى بقراءة القرآن وكان رحمه الله يكثر من السجع المنظّم في كلامه. كما كان يتولى عقود الأنكحة بالرس قبل تعيين خريجي الشريعة بذلك، وكان قاضي البلدة يكلفه بتقدير الشّجاج إذا حصل خصام في ذلك.
9ـ الشيخ صالح بن إبراهيم الطاسان: ابن محمد بن إبراهيم بن سعد ابن عبدالرحمن الملقب (طاسان) بن سعد بن يحيى بن سعد بن فرّاج الجبري الخالدي.
ولد في الرس عام 1328هـ ونشأ بالرس عند والديه وتربى في بيت علم ودين وتقى وصلاح.
قرأ في كتاتيب الرس وحفظ القرآن الكريم في بداية عمره على خاله لأمه الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن بطي، وكان حريصا على التعلم كثير الإطلاع في الكتب الشرعية ومجالسة أهل العلم.
سافر إلى مكة المكرمة علم 1346هـ حتى عام 1352هـ ودرس في مدرسة الفلاح بمكة النحو والتجويد، ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي ودرس فيه الحديث والتفسير والتوحيد والفقه والفرائض وفروع اللغة العربية. ودرس في الحرم الشريف كتب المتون مثل كتاب التوحيد وزاد المستقنع والرحبية والأجرومية وقطر الندى وألفية ابن مالك.
من مشائخه خاله الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن بطي والشيخ محمد ابن عبدالعزيز بن رشيد بالرس، والشيخ محمد بن عثمان الشاوي والشيخ محمد بن عبدالعزيز بن مانع والشيخ علوي مالكي بالمسجد الحرام،والشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم بالرياض، كذلك درس على الشيخ محمد بن علي البيز والشيخ سليمان بن عبدالرحمن بن حمدان والشيخ عبدالله بن مطلق الفهيد والشيخ محمد بن أمين كتبي.
للشيخ مجموعة من التلاميذ درسوا بين يديه في المسجد عندما كان في الرس منهم: الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز الرشيد والشيخ سليمان بن محمد الدهامي والشيخ عبدالرحمن بن صالح الرشيد والشيخ سليمان بن حمد الرميح وغيرهم كثيرون.
تولى الشيخ صالح عددا من الأعمال القضائية منها: بعث في عام 1359هـ إلى مكة المكرمة للوعظ والإرشاد. ثم تولى القضاء في جبال بني مالك من عام1360ـ 1363هـ. ثم نقل إلى قضاء القحمة من عام 1363ـ1365هـ. قم تولى القضاء في الرس من عام 1365ـ1372هـ. وتولى من عام 1372ـ 1374هـ قضاء الأسياح. ثم في عام 1374هـ نقل إلى قضاء الخرمة حتى1378هـ. ومن عام 1378هـ تولى قضاء رنية حتى 1381هـ. وفي عام 1381هـ نقل إلى قضاء القويعية حتى 1383هـ. وأخيرا نقل في عام 1383هـ نقل إلى البكيرية وتولى القضاء فيها لمدة خمسة عشر عاما. ثم أحيل للتقاعد في عام 1398هـ فعاد إلى الرس واستقر فيها واستمر بالتدريس لطلبة العلم والمطالعة في أمهات الكتب الدينية وقراءة القرآن.
توفي الشيخ صالح في منزله في الرس يوم الأربعاء 11/2/1420هـ رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
10ـ الشيخ صالح بن راشد الحربي. أطلق عليه الشيخ عبدالله البسام صاحب كتاب علماء نجد (عالم الرس) ويُروى بأنه كان متمكنا من العلوم الدينية مثل القرآن والحديث، كان في حياته يسافر إلى الرياض والدرعية ولا شك بأنه قرأ وتعلم على علمائها. وأنه أخذ العلم عن علماء القصيم وغيرهم في وقته. كما قرأ على أول قاض بالرس هو الشيخ زامل بن علي بن محمد بن علي المحفوظي العجمي.
ومن تلاميذه: الشيخ قرناس بن عبدالرحمن قاضي الرس والقصيم.
توفي الشيخ صالح في حرب الرس عام 1232هـ وقيل بأنه لما انتهى إبراهيم باشا من الرس ورحل إلى الدرعية كان الشيخ فيها يشارك أهلها في محاربة العدو فتوفي فيها. وليس لدي زيادة في ترجمته.
11ـ الشيخ صالح بن عبدالله الجارد: بن محمد بن جارد بن حمد من الهنيدي.
ولد في بلدة النبهانية قرب الرس عام 1320هـ ونشأ في بيت علم ودين وكان كفيف البصر ويتمتع بذاكرة حفظ قوية جدا.
بدأ حياته العلمية بحفظ القرآن الكريم على علماء الرس مثل الشيخ إبراهيم ابن محمد بن ضويان والشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد.
رحل إلى عنيزة ودرس على الشيخ صالح بن عثمان القاضي وابنه الشيخ عثمان بن صالح القاضي والشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي. ثم رحل إلى بريدة ودرس على الشيخ عبدالله بن محمد بن سليم والشيخ عمر بن محمد بن سليم. بعدها سافر إلى الرياض لطلب العلم على بعض العلماء منهم الشيخ محمد ابن إبراهيم والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم ولازمهما ملازمة تامة ثم عاد إلى الرس مستمرا في طلب العلم حتى أدرك العلوم الشرعية.
تولى بعض الأعمال القضائية منها: عندما افتتحت المحكمة في وادي الدواسرعينه الملك عبدالعزيز على القضاء فيها. ثم نقل إلى شقراء قاضيا فيها. بعدها تم نقله قاضيا إلى مرات وفيها أصابه المرض. فعاد إلى الرس وهو يعاني من المرض فعين رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من عام 1373حتى عام 1375هـ. بعدها أعيد للقضاء في محكمة أملج وهو مريض.
اشتد عليه المرض وهو قاض في أملج فطلب الإعفاء من القضاء، فأعفي لظروفه المرضية ثم سافر إلى مصر للعلاج ولم يوفق فيه، فعاد إلى الرس وجلس في منزله مريضا حتى توفي رحمه الله عام في يوم 13/10/1380هـ رحمه الله رحمة واسعة وجعل مثواه جنات النعيم.
12ـ الشيخ صالح بن عبدالله الحواس: بن محمد بن عبدالله الملقب حوّاس العساف.
ولد في الرس عام 1339هـ وقيل عام 1340هـ ونشأ وتربى فيها أول حياته في كنف خاله الشيخ صالح بن محمد القرناس ثم درس وتعلم الكثير من علوم الدين وتربى في بيت دين وعلم على الأخلاق الفاضلة بين والده وأخواله ثم شبّ محبا للعلم وأهله.
تعلم الشيخ صالح القراءة على المقرئين في كتاتيب الرس في زمنه وتعلم علىبعض المشايخ مثل: محمد بن عبدالعزيز بن رشيد وصالح بن إبراهيم الطاسان وسالم بن ناصر الحناكي وسالم بن محمد الضويان وغيرهم. ثم فقد بصره في سنٍ مبكرة فكان هذا حافزا له على الحفظ وإدراك بعض العلوم الشرعية، فحفظ القرآن الكريم كما حفظ الأربعين النووية وآداب المشي إلى الصلاة والثلاثة الأصول بقواعدها الأربع قبل أن يكمل التاسعة من عمره.
سافر الشيخ صالح إلى الرياض في طلب العلم في حدود عام 1363هـ واتصل بالشيخ محمد بن إبراهيم وأخيه الشيخ عبداللطيف بن إبراهبم فتعلم بين أيديهما حيث كان يدرس مع الطلاب في حلق المسجد صباحا ومساءا، فحفظ الكثير من زاد المستقنع وشرحه وقرأ على الشيخ محمد شيئا من الحديث مثل عمدة الأحكام وشرحها واستكملها منه، ودرس على الشيخ عبداللطيف في مسجده في دخنة مبادئ اللغة العربية والتوحيد وشروحه أكثر من مرة.
في عام 1371/1372هـ التحق بالمعهد العلمي بالرياض وتخرج منه ثم درس في كلية الشريعة بالرياض وتخرج منها عام 1378/1379هـ بعدها تم تعيينه قاضيا في الغاط فاعتذر عن القضاء ورفض العمل فيها، وبعد ستة شهور تم تعيينه في المجمعة قاضيا مساعدا للشيخ علي بن رومي، وفي عام 1381هـ عُيّن قاضيا في الدليمية بقي فيها أربعة أعوام انتقل منها في عام 1384هـ إلى محكمة بقعاء حتى عام 1394هـ رجع منها في آخر هذا العام إلى الرس وبقي فيها ستة شهور. بعدها تم تعيينه قاضيا في السيل الكبير عند الطائف من عام 1395هـ حتى عام 1402هـ .
أصيب الشيخ صالح وهو بالسيل بمرض شديد أقعده عن العمل توفي منه في أواخر عام 1402هـ وهو بالسيل الكبير ودفن في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
13ـ الشيخ صالح بن قرناس القرناس: بن عبدالرحمن بن قرناس ابن حمد بن علي بن محمد ابن علي بن حدجان المحفوظي من العجمان.
ولد في الرس عام 1253هـ وشب فيها ونشأ في بيت والده الشيخ قرناس ينهل من علمه فاشتغل بطلب العلم والتفقه بالدين.
قرأ على مجموعة كبيرة من العلماء والقضاة أولهم أخيه الشيخ محمد بن قرناس في الرس، ثم قرأ على الشيخ محمد بن عبدالله ابن سليم، ثم على الشيخ محمد بن عمر بن سليم، كما درس عند تلميذ والده الشيخ سليمان بن علي آل مقبل في بريدة، ثم على الشيخ علي آل محمد قاضي عنيزة، كما قرأ على الشيخ علي بن سالم بن جليدان، والشيخ صالح بن عثمان العقيل (آل عوف) وقد حصّل العلم في الفقه حتى صار فيه من كبار الفقهاء.
رحل إلى الرياض عام 1282هـ وأخذ عن الشيخ عبدالرحمن بن حسن وابنه الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن والشيخ عبدالرحمن بن بشر ودرس على قاضي الرياض الشيخ عبدالعزيز المرشدي وغيرهم. فاجتمع له دراسة العلوم الدينية.
عمل الشيخ صالح بالقضاء في الرس بعد وفاة أخيه محمد من عام 1275هـ حتى عام 1330هـ وخلالها تولى قضاء عنيزة مرتين وقضاء بريدة مرتين وكان يتردد بينهما وبين الرس. ثم كلفه الملك عبدالعزيز عام 1328هـ قاضيا في بريدة بعد عزل الشيخ محمد بن عبدالله بن سليم بالإضافة إلى قضاء الرس.
درس عليه مجموعة من التلاميذ منهم: الشيخ صالح بن عثمان القاضي، والشيخ إبراهيم بن محمد بن ضويان، والشيخ محمد بن سليمان آل بسام، والشيخ صالح بن إبراهيم الصائغ، والشيخ علي بن محمد السناني، والشيخ عبدالله بن حسين أبا الخيل،
وفي آخر حياته كف بصره ثم توفي في يوم 5/12/1336هـ. رحمه الله وجعله مع عباده الصالحين.
14ـ الشيخ عبدالرحمن بن إبراهيم بن دخيل الخربوش:
ولد في الرس عام 1312هـ ونشأ بها في كنف والده الذي كان ذو دور بطولي في حروب الرس، وتربى تربية حسنة وقرأ على مشائخ بلدته مبادئ القراءة وعلوم الدين.
لم يتول الشيخ القضاء، وكان كثير العبادة مثالا للنزاهة والجد في دين الله والإخلاص في الدعوة، وكان رجلا عاقلا متعلما صاحب عبادة وخير وإحسان ومن أهل التقى والصلاح، وكان يقرأ بنفسه في أمهات الكتب، وكان على اتصال ببعض علماء الدعوة حتى نال نصيبا طيبا من العلوم الشرعية.
وكان رحمه الله من الحريصين على هداية الناس وعلى ما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم، وكان شديدا عليهم قويا في كلمة الحق لا يرضى بالخطأ، وكان ذا معارف وصداقات في كل القرى المحيطة بالرس والجميع يتمنون زيارته وإقامته بينهم، وكان رحمه الله يقوم على بناء المساجد ورعايتها وإصلاح أبوابها ومصاحفها، ومكث في الحسبة أكثر من ثلاثين عاما تنقل خلالها للعمل في بعض القرى مثل دخنة وغيرها.
وكان يرافق الوجيه حمد بن منصور المالك عندما تندبه الدولة في مهمة للإصلاح أو حل بعض القضايا بين الناس.
عينه الملك عبدالعزيز رحمه الله مطوعا في دخنة ثم في عفيف فقام يدعو بالموعظة الحسنة.
توفي في الرس بتاريخ 12/7/1402هـ.
15ـ الشيخ عبدالرحمن بن صالح الرشيد: ابن محمد بن عبدالعزيز ابن رشيد بن عبدالله بن رشيد بن زامل بن علي بن محمد بن حدجان من آل محفوظ من قبيلة العجمان .
ولد في الرس عام 1348هـ. ونشأ بها في بيت دين وهدى وصلاح وكان والده يعمل في التجارة بالرس وحرص على تربيته وتعليمه في الكتاتيب.
درس عند ابن عمه الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن رشيد، وعلى الشيخ صالح ابن إبراهيم الطاسان، وعلى الشيخ محمد بن ناصر بن خالد الرشيد، ثم على الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن العقيل في مدرسة الكتاتيب الواقعة في (المفرق) وسط الرس شرق المسجد الجامع وكان من زملائه في المدرسة كل من: صالح بن سليمان الضلعان وعلي بن سليمان الضلعان ومنصور بن عبدالله الضلعان ومحمد بن عبدالله الضلعان ومحمد بن علي العنيزان وصالح بن علي العنيزان وعبدالله بن حسن الخربوش وغيرهم.
لم يتول الشيخ عبدالرحمن القضاء في حياته ولكنه كان يعمل بالتجارة بين الرس والحجاز فترة من الزمن، وبعدما تركها واستقر في الرس وصار من رجال الحسبة المعروفين حيث كان منذ عام 1375هـ يعمل متطوعا بالأمر بالمعروف بالرس، وفي عام 1378هـ تم تعيينه بقرار من فضيلة الشيخ عمر بن حسن رئيسا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالرس براتب من الحكومة، وتم تعيين موظفين من رجال الحسبة معه في الإدارة. واستمر فيها حتى أحيل للتقاعد عام 1415هـ ولا يزال يعيش بين أبنائه وأصحابه في الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق