القضاة بالرس:
يذكر فهد الرشيد (كتاب الرس ص114) نقلا عن كتاب (الفواكه العديدة والمسائل المفيدة) للشيخ أحمد بن محمد المنقور، بأن سكان القصيم ومنهم أهل الرس لم يكن لديهم في باديء الأمر قضاة مكلفين بالقضاء والحكم بين الناس، وإنما كانوا في حدود القرن العاشر وما بعده الهجري يرجعون في مجال القضاء إلى قضاة الوشم والعارض والرياض مثل: الشيخ محمد بن أحمد بن إسماعيل قاضي أشيقر المتوفى عام 1059هـ ، وقاضي العيينة الشيخ عبدالله بن عبدالوهاب العبد القادر المتوفى عام 1056هـ ، وقاضي الرياض الشيخ عبدالله ابن محمد بن دهلان المتوفى عام 1099هـ ، وكان يجري بين أهالي تلك البلدان وبين القضاة مراسلات عديدة تتطلب الفتوى في بعض المسائل الفقهية التي تخص حياة الناس.
وكان المطاوعة بالرس ممن عرفوا بقراءة القرآن والمحافظة على أمور الشرع هم الذين يقومون بالوعظ والإرشاد وتعليم الناس أمور دينهم وإمامة الصلاة وخطب الجمعة والعيدين وعقود النكاح وفض المنازعات بين الناس وإجراء الصلح في المخاصمات وغيرها. وكان بعض الرجال من الرس يتعلمون على بعض العلماء والقضاة في البلدان المجاورة مثل بريدة وعنيزة . وكان الشيخ عبدالله بن أحمد بن عضيب قاضي المذنب وعنيزة يوفد بعض تلاميذه إلى الرس للفصل في بعض المنازعات التي تحدث بين الناس في أمور دنياهم ، وممن أرسلهم الشيخ صالح بن محمد بن عبدالله الصائغ للفصل في قضية الجفير عام 1141هـ بين ورثة حمد ابن علي بن محمد أبا الحصين .
أما وظيفة القضاء فقد تولاها في بلدة الرس كل من:ـ
1ـ الشيخ زامل بن علي بن محمد بن علي بن راشد المحفوظي. من تلاميذ الشيخ عبدالله بن أحمد بن عضيب ، تولى القضاء وهو كبير في السن وتوفي وهو في القضاء حوالي عام 1150هـ.
2ـ الشيخ رشيد بن زامل بن علي بن محمد بن علي بن راشد المحفوظي. تولى القضاء بعد وفاة أبيه عام 1158هـ، وكان يدرس عليه وعلى الشيخ عبدالله ابن أحمد بن عضيب ، وكان يحب العلم وأهله وحصل على قسط من العلم والمعرفة، وكان حسن الخط وكتب كثيرا من الكتب والوثائق بيده. وقد كتب بخط يده كتاب منصور البهوتي (إرشاد أولي النهى) وهو كتاب في الفقه يعدنا سمعه من شيخه.
3ـ الشيخ عبدالعزيز بن رشيد بن زامل بن علي بن محمد بن علي بن راشد المحفوظي. تولى القضاء بعد وفاة والده من حوالي عام 1196هـ وبقي فيه حتى عام:1233هـ حيث ترك القضاء بعد أن تقدم في العمر ومقتل ابنه في القتال بين أهل الرس وإبراهيم باشا وأُحرقت مزرعته في الرويضة ،وبقي بالرس حتى توفي عام 1234هـ.
4ـ الشيخ قرناس بن عبدالرحمن القرناس. طلب العلم ثم تولى القضاء بالرس بعد خاله عبدالعزيز بن رشيد عام 1234 حتى وفاته عام 1262هـ، وكان يتولى القضاء في بعض مدن القصيم. وكان شجاعا حكيما قاد حرب الرس ضد إبراهيم باشا.
5ـ الشيخ محمد بن قرناس بن عبدالرحمن القرناس. تولى قضاء الرس بعد أبيه من عام 1262حتى 1276هـ.
6ـ الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الخليفي . وهو من البكيرية تولى القضاء بالرس بعد الشيخ وفاة الشيخ محمد القرناس عام 1276هـ بالإضافة لقيامه بقضاء الخبراء.
7ـ الشيخ صالح بن قرناس بن عبدالرحمن القرناس. تولى قضاء الرس بعد وفاة أخيه محمد من 1276 حتى ترك القضاء لكبر سنّه عام 1336هـ.
8ـ الشيخ عبدالله بن سليمان بن بليهد. تولى قضاء الرس حتى عام 1336حتى عام 1339هـ.
9ـ الشيخ سالم بن ناصر الحناكي. وهو من الرس وتولى القضاء من عام 1339 حتى عام 1347هـ.
10ـ الشيخ محمد بن ناصر الحناكي. وتولى القضاء بالرس من تاريخ: 1347هـ ولبث في القضاء ستة أشهر فقط.
11ـ الشيخ محمد بن عبدالعزيز الرشيد. من الرس، ولاه على القضاء الملك عبدالعزيز بعدما عاد من معركة السبلة ووجد خلافا بين القاضي وأهل الرس وطلب منهم أن يختاروا غيره فاختاروا الشيخ محمد، وتولى القضاء من عام 1347 حتى عام 1364هـ.
12ـ الشيخ صالح بن إبراهيم بن محمد الطاسان. من الرس. وتولى القضاء فيه من 1364حتى1372هـ.
13ـ الشيخ محمد بن صالح بن خزيم. من البكيرية. وتولى قضاء الرس من عام 1372 حتى عام 1379هـ وتأسست في وقته محكمة الرس الشرعية عام 1375هـ وقبله كان القضاة يجلسون للقضاء بالمساجد وفي الشوارع وبعضهم في بيته، كما كانوا لا يكتبون كل الأحكام التي يقضون بها، بل يكتفون بالقضاء بقول القاضي. ولا يُسجل من الأحكام إلا اليسير منها كالعقارات والطلاق والوصايا.
14ـ الشيخ محمد بن عبدالله الصغير. وهو من القضاة الذين تخرجوا من كلية الشريعة، وتولى القضاء من عام 1379 حتى عام 1415هـ. وقد بنت وزارة العدل في وقته مبنى خاصا للمحكمة، كما تم تعيين مساعدين للقاضي وكتابا وملازمون وكُتّاب للعدل ، وكان ذو دور في الأعمال الخيرية حيث كان يرأس جماعة تحفيظ القرآن وله دروس على مجموعة من الطلاب في بعض العلوم الشرعية ولا يزال يسكن الرس أرجو الله أن يلبسه ثوب الصحة والعافية.
15ـ الشيخ عبدالعزيز بن حميّن الحميّن. من عام 1415 ولا يزال في قضاء الرس. وهو يعمل بجد وإخلاص وتفان في قضاء الرس. وجهوده كبيرة ومباركة في تطوير مبنى المحكمة وتعيين مجموعة كبيرة من القضاة وكُتّاب الضبط كما أقام مبنى مستقل داخل محيط المحكمة لكتابة العدل. ويقوم بالتعاون مع أهل الخير بالمحافظة وغيرها بعمارة عدد من المساجد والأوقاف والأعمال الخيرية. ويرأس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، ومجلس إدارة جمعية البر الخيرية, ومجلس إدارة مركز التآخي لرعاية المسنين، كما جهوده واضحة في تطويرها، حيث كسب محبة الناس وتقديرهم، أرجو من الله أن يجزاه عنا وعن المسلمين خيرا. وأن يجزل له الأجر والمثوبة، وأن يجعل ما يقدم من أعمال خيرية جليلة في ميزان حسناته يوم يلقاه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق