الاثنين، 15 أكتوبر 2018

(بلادي ... بلادي منار الهدى)


ما أجملك يا وطني وأطفالك يحتفلون بك..

       الوطن هو العش الظليل الذي نعيش فيه.. وهو الملاذ الذي يظللنا عن كل ما يؤذينا. وهو الأم الرحوم الذي يغذينا من خيراته وتظللنا سماؤه وتحملنا أرضه ونسعد بطيب هوائه.. ونشتاق له عندما نفارقه. والوطن هو الذي يعيش فيه البدوي في بيت الشعر مع إبله وغنمه وسط صحرائه.. ويعيش فيه الحضري في قصره بين أهله وذويه.  
ما أجمل الوطن عندما يحتفل به الأطفال بين الكبار.. عشت صبيحة الاحتفال بيوم الوطن في إحدى مدارس محافظة الرس كما عاش أهلي من المواطنين في هذا اليوم في منازلهم ومدارسهم في أرجاء المملكة.. وحرصت كعادتي على المشاركة. فلم أَر أجمل من هذا الوفاء من الجميع لعلم بلادي ولقادتها حفظهم الله وأيدهم.. هذا الوفاء الذي ينم عن الحب لعلم بلادنا الذي يحمل راية التوحيد وعن التقدير والإجلال لقادتنا الذين يبذلون ويضحون من أجل حفظ الأمن ليعيش المواطنون في رغد من العيش.
أقول: عشت لحظات سعيدة بين إخوتي مدير المدرسة ووكيلها ومعلميها وبعض من أولياء أمور الأطفال الذين تحويهم المدرسة.. الأطفال يصطفون بانتظام جميل.. والمعلمون يسيرون بينهم ينحنون على هذا يقبلونه.. ويهمسون في أذن ذاك بعبارات الحب والتشجيع.. ويربتون على كتف الثالث بالعطف والحنان.. ومنهم من يقوم بتصوير الطلاب داخل الطابور.. والصوت يردد ألفاظ السلام الملكي باستمرار:
سارعي .. للمجد والعلياء..
مجّـدي لخالق السماء..
وارفعي الخفاق أخضر..
يحمل النور المسطر..
رددي الله اكبر..  يا موطني..
موطني .. قد عشت فخر المسلمين..
عاش المليك.. للعلم .. والوطن.
والأطفال جميعهم يلبسون فوق رؤوسهم القبعات أو التيجان التي تحمل شعار الوطن.. ويتوشّحون بالأوشحة الخضر التي تحمل عبارات الحب والتقدير لوطننا وقادتنا.. ويرفعون بأيمانهم الأعلام التي تحمل راية التوحيد وهي تتمايل بتناسق منتظم مع فقرات النشيد الوطني. كما أعجبني رؤية بعض المعلمين وهم يوزعون الأعلام والأوشحة على الطلاب الذين فاتهم أن يُحضِروا معهم شعارات الاحتفال. والآخرون يرحبون بأولياء أمور الطلاب ويشكرونهم على المشاركة بكل فخر واعتزاز بشموخ الوطن وعزته ورفعته وعلامات البشر والسرور تبدو على محيّاهم وهم يلقون عليهم عبارات الترحيب.
وأخيرا لك يا وطني حبي وأمنياتي، بأن تكون مرفوعا أمام الأمم، راسخا كما الجبال الراسيات، متمسكا بدين الإسلام، رافعا راية التوحيد عاليا، تحكي للعالم قصة الحضارة الإسلامية التي بناها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم على هدى من تعاليم الشريعة الخالدة. ورسّخها في بلادنا مؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل طيّب الله ثراه.
كما أرجو لوطني دوام الرفعة والمنعة وأن يكفيه شر الحسّاد وأن يجنّبه كيد الأشرار.. 
أشكر كل من ساهم في الاحتفال بيوم الوطن داخل والمدارس والمصالح الحكومية من المعلمين والموظفين والطلاب كل في موقعه. وأرجو لهم العون والتوفيق.
وأخيرا: إني أحب أن أراك كما أهواك يا وطني.
كتبه: عبد الله بن صالح العقيل ـ الرس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق