الاثنين، 8 أكتوبر 2018

من خطابات إبراهيم باشا لوالده عند حصار الرس 1232هـ (4).


وثيقة رقم (2/1ـ1).
يقول إبراهيم باشا في هذه الوثيقة ما يلي:
ـ (غير أن قلعة الرس التي نحن فوقها بعد أن سرنا إليها قبل أن يصل مصطفى آغا جليك كان محمد أفندي الذي جاء بمدافع الأوبوس, وما كان منها موجودا لدينا فاعتمدنا عليها في هدم بعض الأبراج والجدر من حيث تهيأ لنا مجال التقدم, فألحّ العسكر وقالوا: نسير إليها ـ أي قلعة الرس ـ وندخلها فنظرت إلى رغبتهم هذه ورخّصت لهم بذلك. وقبل انبلاج الصبح بنصف ساعة انطلق النداء: الله. الله ومشوا وتمكن 15/20 من الجند أن ولجوا إلى الداخل فتجمع كل الخارجين الموجودين في القلعة عند هذا المكان وقتلوا بالرصاص أولئك الذين وصلوا إلى الخندق ونفذوا إلى القلعة. ولما أدركت أن هذا سوف لا يدع مجالا للجرأة على إقدام سواهم, أسرعت بإرسال الأغوات الذين كانوا حولي فاستطاع فريق آخر أن يدخل ولكن اثنان من الخارجين وكثرة الملاعين قد جابه الداخلين برصاص كثيف فاضطر الجند للنكوص, وفي هذه المرة سقط منهم 500 شهيد وجريح. العمر الطويل للسلطان ولكم).
ـ (لم يبدو من العسكر أي تقصير ولكن كما ذكرت قبلا فإن هذه القلعة ذات أسوار ثخينة ومتينة تكونت من رمل وتراب مغلي. ولذلك فإن القنابل العادية لم تؤثر فيها وكنا في حاجة إلى مدافع أوبوس وقنابل أوبوس وكان موجودنا منها غير كاف لفتح الثغرات, ولما فتحنا ثغرة واحدة وأقدمنا كان ذلك سببا في سقوط الكثير من العسكر تلفا).
ـ (ولما كان انطلاق المدافع مستمر ليلا ونهارا فقد نفدت القنابل وما سواها من معدات حربية وحيث أن مستودع المعدات في ينبع البحر قد احترق فقد كنا في بعض الأيام بحاجة ماسّة إلى هذه المعدات وباضطرار إليها ولكن الآن فإن وأردنا قد وصل ولم تعد هناك حاجة. وإن شاء الله "بمدد روحانية سيد الكون" سوف يتيسر فتح القلعة قريبا).
ـ (وإذا كان قد تأخر فتح هذه القلعة للأسباب التي ذكرتها فإنه من المأمول "بدعاء وبركات السلطان وانتم" أن يكون الفتح قريب. وفي هذه الأيام "أرجو الدعاء" والأمور الأخرى سيعرضها مصطفي آغا جليك في تقريره).
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـــ الرس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق