قصة نفق إبراهيم باشا لاقتحام بلدة الرس:
عندما أرادت الدولة العثمانية تغزو نجدا في من
أجل القضاء على الدولة السعودية الأولى. كلفت حاكم مصر محمد بن علي باشا بذلك.
فقام محمد علي بإرسال ابنه طوسون باشا عام 1230هـ وكانت بلدة الرس أول وأكبر بلدة
تواجه الباشا. ولكنها كانت غير محصّنة وليس حولها سور يمنع الأعداء عنها, كما أن
أهلها لم يكونوا مستعدين للحرب وليس لديهم السلاح الكافي الذي يدافعون به عن
بلدتهم. سلّموا لطوسون باشا مثل بلدات القصيم الأخرى حتى يأمنوا شرّه. وإن كان بعض
أهل الرس لو يوافقوا على التسليم. فانحازوا إلى الشنانة وتحصّنوا في قلعتها
وحاربهم طوسون وجنوده ولكنهم انتصروا لأنفسهم وكبّدوهم خسائر فادحة. وبعدها فشلت
حملة طوسون باشا فرحل عن نجد.
وفي عام 1232هـ أرسل محمد علي باشا ابنه بالتبنّي إبراهيم باشا وكان
مستعدا للحرب حيث كان يحمل معه المدافع الكبيرة والذخيرة المنوعة والجنود المدربين
وكان عددهم أكثر من (4500) جندي. كما كان أهل الرس قبل وصول الباشا بعام واحد قد
قاموا ببناء السور المنيع الذي يصعب اختراقه بالذخيرة والقنابل. وبنوا حوله مجموعة
من القلاع العالية وبرجا عاليا يقع داخل البلدة, كما أنهم جهزوا أنفسهم بالإيمان
بالله وجهزوا السلاح اللازم للدفاع عن أنفسهم وإن كان لا يساوي شيئا عند سلاح
الباشا.
عندما وصل إبراهيم باشا إلى الرس ورأى البلدة محصّنة وطلب من أهلها
التسليم فرفضوا تسليمها وأعلنوا عليه الحرب وأخبروه بأنهم مستعدون للدفاع عن
أنفسهم وأعراضهم وبلدتهم. حينها نصب إبراهيم باشا المدافع وأقسم أن يأخذها في
ساعات وقبل أن يأمر جنده بالنزول. وأخذ يقصف البلدة بالقنابل والقنابر. وحاصرها
ثلاثة أشهر وسبعة عشر يوما من: 25 شعبان حتى: 12 ذي الحجة. وجد حينها التحدي
الواضح من أهل الرس فأعجزته كل الحيل عن الاستيلاء عليها حتى عقد الصلح المشرّف مع
الرس الذين حفظوا دمائهم وأعراضهم وبلدتهم.
وفي خلال الحصار وعندما عجز إبراهيم باشا عن احتلال الرس أراد أن
يقتحمها من أسفلها.. فأمر جنوده أن يحفروا نفقا يبدأ من خارج البلدة وينفذ إلى
داخلها من أسفل السور المنيع. ولكن أهل الرس بشجاعتهم ودهائهم وقوتهم أبطلوا مفعول
النفق وقتلوا داخل النفق حوالي(600) جندي من جنود الباشا. وسوف أروي قصة النفق
كاملة من الشعر الذي يوثق ذلك. في يوم: 29 شوال 1232هـ.
من شايع بن شقير للشيخ حثلين اللي لوقفات الشجاعة يروم
نشدتنا عن قصة الدبل ومنيــن لفى لنا علم بمكر الظلــوم
هاك الجواب اللي كتبناه عجليـن نذكر به الزبدة لذيك العلـوم
بالفطر الأول يوم تاسع وعشرين تال الضحى شفنا العَقِيلة تحوم
تقول أبي قرناس نادوه هالحيـن خلّوه ينهج, لي أنا به لـزوم
أقبل وأومت له أنا وأنت الاثنين ادخل تعال أوح النقر بالهيوم
وساعة سمع قرناس حفر المعادين اشتان
باله وركبته الهمـوم
واختار مع ربعه رجاجيل فطنين فيهم مع الحكمة صغر بالجروم
محل للأسرار لبقين
ذربين والذرب للسر المودع كتـوم
وصّاهم بحيلة لكشف الملاعين وش الغرض من حفرهم والعزوم
إستنظروا حتى غدا الليل ليلين ونسّوا مع المطلاع صوب الحزوم
ومطلاعهم دبّاب بين الهباتين بين
الجفير وبين حسو الرخوم
ويوم أصبوا هلّوا على الترك ماشين شهب الشّوش ومشرشحين الهدوم
وتعاملوا معهم بصورة سقيمين يدغملون أبدانهم
بالرغــام
حين رقاقيص وحين
مغنّين وحين خيول
جامحة باللجوم
وحين يحطّون الطواقي مواعين بّه يشحذون من العساكر طعوم
وتنقّلوا وسط المعسكر ليومين ونهار ثالث
مدركين المـرام
وشافوا مداخل حفرهم فالهم شين والجُبّخان اللي
حواليه كـوم
ونطح الدّبل رصّات صفّين صفّين وخلفه
كدوس يعانقن الخيام
ويوم أقبل الليل أَهْرفَوا تقل ذيبين وألفوا على قرناس حين
الظلام
وقصّوا عليه اللي رأوا رؤية العين ومحذا سمع
منهم وِلاَهُ يقوم
ويحظّر مساحي مع كزام وزبيلين وقال
اقحصوا ننقب الدبل يالقروم
وقال احضروا بِسٍّ نشيط وعسيبين مدهّنات
بالودك والشحــوم
وقلادة للبِسّ تلبق
بطانيـن لجل إنها ما
تنفصخ يالفهوم
مع سِلْسِلة تِعْقَد بها وبالعسيبين اللي بها
نار توقّد ضـروم
يجرّها العرّي ويركظ بها لين يدخل بها في وسْط ذيك اللغوم
اللي تثور وعسكر الروم نيمين وتِشْتَب
قِشْلَتْهم سواة الجحيـم
ومن به نطاش هجّ مثل المجانين وسلاحهم
عَوّد عليهم بْشُـوم
وحنا بفضل الرب ما طالنا شِين مَحْذَاة
جَنْبْ السّور نَاله ثلـيم
بنَا النشاما الثَّلَمْ والترك لاهين بأمواتهم وعلاج خطر الكلـوم
فالحمد للمعبود ناصر هل الدين ومفشِل تدابير
العَدُو الغَشُوم
ونشدتنا عن طول دبل المغازين وعن
عرضه ومبدأ مدخله بالتمام
تسعين بَوْع الطول ومن حدر بُوْعَين ويمَشّي الرجال
الثلاثة قيام
ومبداه بالحَنْبُوصِي اللي على يمين مْسَنّد
للجَو شرق الهـدام
ولو انك تْسَيّر نمشّيْك به
زين وننقل بايدينا سراج حيث انه عَتام
وتشوف كيف الروم بالحيل ناوين نسف
البلد بدبولهم واللغوم
وسلّم على نفسك وعلى معيض وردين وكل
من حضر مجلسك من وِلْد يام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق