الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

رد على مقال الخليفة عن الشنانة ومرقبها وأهلها.

بسم الله الرحمن الرحيم
     اطلعت على المقال الذي كتبه أخي الكريم/ خليفة الخليفة في صحيفة الجزيرة بعنوان (الشنانة بماضيها التاريخي وحاضرها المشرق تعانق السماء) بتاريخ: 11/1/1436هـ فاشكره على وفائه لتلك البلدة العزيزة على قلوبنا جميعا والتي وقفت شامخة أمام كل الغارات التي تعرضت لها بداية من حرب طوسون باشا على الرس عام 1230هـ وما بعدها.
     ولي وقفات متأنية مع المقال من أجل توضيح بعض ما جاء فيه فأقول:
ـ قال (ظلت معركة الشنانة التاريخية ..)
وأقول: تسميتها (معركة الشنانة) تجاوزا وليس حقيقة, لأن المعركة لم تكن في محيط بلدة الشنانة, ولكن عبدالعزيز بن رشيد عند وصوله إلى الرس عام 1322هـ اتجه إلى الشنانة لأنها كانت بلدة زراعية وفيها عدة آبار للماء والجيش في وقت الحرب يحتاج إلى الماء والغذاء فقام ابن رشيد بقطع نخيل البلدة ظلما وعدوانا وهو ما يسمى (قطعة الشنانة) ليطعم الخيول من جمارها وثمارها, ثم قام بتعذيب أهلها وإرهابهم وقتل مجموعة من رجالها خير دليل على أنه كان يهدف الفساد قبل الحرب. وبعد أن حاصره الملك عبدالعزيز وجنوده وضيقوا عليهم انتقل إلى قصر ابن عقيّل مارا ببلدة القوعي, ثم استقر في قصر البطّاح في حين كان الملك عبدالعزيز معسكرا في قصر ابن عقيّل ودارت المعركة الفاصلة يوم:18/رجب/1322هـ الموافق:29 سبتمبر 1904م التي هّزم فيها ابن رشيد شر هزيمة وفر مع جنوده الذين لم يسلم منهم من القتل إلاّ القليل. ولذا فإن المعركة تسمى (معركة وادي الرمة) حيث وقعت في ضفة الوادي.
ـ قال (وقوات عبدالله بن رشيد).
وأقول: الصحيح أن الذي كان ينازل الملك عبدالعزيز في المعركة هو: عبدالعزيز بن متعب بن رشيد وكان أميرا على حائل آنذاك.
ـ قال (أما برجها فظل منذ بنائه عام 1111هـ).
وأقول: الصحيح بأنه يسمى (مرقب) وليس (برج) لأن المرقب هو الذي يتم بناؤه لمراقبة العدو من بعيد  قبل وصوله إلى هدفه. ثم يقوم الرقيبة بإخبار أهل البلد ليستعدوا لمواجهة عدوهم. وهذا هو الغرض الذي بني المرقب من أجله. وكان المرقب هدفا لكل الأعداء الذين أغاروا على الرس منذ غزوة طوسون باشا عام 1230هـ ثم غزوة إبراهيم باشا عام 1232هـ ثم غارة عبدالعزيز بن متعب بن رشيد على الشنانة التي تسمى (قطعة الشنانة) عام 1322هـ حيث قطع نخيلها وهدم منازلها وعذّب أهلها وقتل منهم.
وهذا البرج الشاهق بناه رجل من البكيرية يدعى (فريح التميمي) بمساعدة رجال من أسرة الخليفة التي تسكن بلدة الشنانة وبعض المواطنين فيها في حدود عام 1211هـ ليكون متراسا لهم وقت الحرب، ويقع البرج على إحداثية:
(032     50     25) (396     26     043).  
 وفي البرج سلالم توصل إلى أعلاه، وقد تعرض البرج لقصف مدفعي من الحروب التي وقعت حوله أثناء حرب أهل الرس مع طوسون باشا وإبراهيم باشا وعبدالعزيز بن رشيد، كما تم إيضاحه سابقا.
كما إن عوامل التعرية وبعض الأيدي الطائشة لها دور ثان في تخريبه. ويبلغ طوله حاليا (24,80) مترا، وقد قامت إدارة الآثار بوزارة المعارف عام 1399هـ بترميم البرج، ثم قاموا بترميمه مرة أخرى في أعوام تالية. وبعد أن تم ضم المناطق الأثرية تحت إشراف هيئة العامة للسياحة والآثار قامت الهيئة مشكورة بإصلاح البرج والمحافظة عليه وصيانته، وتقوم حاليا ببناء ملحق خاص في الجهة الشمالية من البرج ليكون مقرا للضيافة .
وأما بناء المرقب فأنا أخالف الكاتب في تاريخ بنائه للأسباب التالية التي تؤكدها الوثائق المتوفرة والحقائق والبراهين الواضحة, وقد أوضحت بعاليه بأن بناؤه كان في حدود عام 1211هـ أي قبل بناء برج الرس وهذا فيه رد على من قال بأنه بُني عام 1111هـ كما أود توضيح ما يلي:ـ
1ـ قال عنه عبدالله الرشيد (الرس ص125) ( ويذكر أن الذي قام بنفقة البناء فهد السليمان بن خليفة وتولى بناءه مجموعة من الأهالي منهم محمد بن سالم بن ضويان) ولا شك أن الكاتب قد سمع بهذا عند تأليف الكتاب من كبار السن حيث كان يتحقق وقتها من أخبار المرقب. 
2 ـ بعد التحقق ثبت أن فريح التميمي الذي بنى البرج لم يكن موجودا على قيد الحياة في عام1111هـ كما أن قرية الشنانة لم تكن معمورة في هذا التاريخ. لأن آل غيلان الذين بنوا الشنانة بنوها عام 1180هـ. ثم اشتراها جد الخليفة منهم عام 1200هـ وهذا بموجب وثيقة كتبها الكاتب إبراهيم بن عيسى. وهذا نصّها ( ذكر لي فهد سليمان آل خليفة راعي الشنانة أن جده خليفة بن منيع من البرادى من المشارفة من الوهبة أهل أشيقر وكان هو وأبوه في عنيزة وتوفي أبوه منيع في عنيزة ثم انتقل خليفة بن منيع من عنيزة وسكن الرس وتزوج امرأة من الحصنان أهل الرس من آل محفوظ من العجمان وجاء له أربعة أولاد وهم منيع وعبد الله وفهد وسليمان ومات منيع بن خليفة بن منيع مقتولا في حرب الدرعية قتله عسكر إبراهيم باشا وكان منيع قد سار مع عبد الله بن سعود حينما إنكفّ من القصيم في طلب دراهم تسلفها عبد الله بن سعود من خليفة بن منيع وهي ثلاثة آلاف ريال. وخليفة بن منيع المذكور هو الذي اشترى الشنانة من آل غيلان من شمر وغرسها وعمرها وانتقل هو وأولاده إليها من الرس وسكنوها وهو جد آل خليفة أهل الشنانة. والظاهر أن مشتراه لها سنة ألف ومائتين تقريبا فأرسله أبوه خليفة لقبضها منه وتعمير آل غيلان لها قبل بيعها على خليفة المذكور بنحو عشرين سنة تقريبا)
3 ـ إن فريح التميمي قام ببناء برج الرس عام 1232هـ عند حرب إبراهيم باشا  وذلك حسب ما ورد في الوثيقة التي كتبها الكاتب محمد بن إبراهيم الخربوش. وهذا نصّها (الحمد لله عمر مرقب الرس المعروف في رجب أو شعبان سنة 1232 بعد حرب إبراهيم باشا, الأستاد الذي بناه هو فريح. وهو أصله ستة رفوف وجدعوا منه ثلاثة. صار فيهن عيب وجدعوهن وباقي فيه الآن ثلاثة والتاريخ مكتوب في أحد الرفوف الباقية الآن).
فكيف يقوم فريح ببناء برج الرس عام 1232هـ وبناء برج الشنانة عام 1111هـ إذ بين التاريخين (121) سنة لذا فلم يثبت بأنه عاش كل الفترة المذكورة وهو بقوته ونشاطه ويكون لديه القدرة على العمل.
4 ـ إن ما ذكر بأنه كُتب في أحد أدواره (1111) وأُخذ هذا على أنه تاريخ البناء  فهذا قد يكون محرّفا أو كُتب خطأ عند الترميم. وقد يكون العامل الذي يُروى بأنه هو الذي قرأ الكتابة قد يكون أخطأ في القراءة. مع العلم بأنه لا يدرك اللغة العربية حتى يكون ثقة في ذلك.
وأقول: على ما تم ذكره بعاليه فإن المؤكد أن بناء هذا البرج تم في حدود تاريخ 1211هـ. أي قبل حرب أهل الرس مع إبراهيم باشا ببضع سنوات. وبعد شراء الخليفة للشنانة من آل غيلان. وهذا أيضا يؤكد أن البنّاء فريح التميمي الذي بنى المرقب كان على قيد الحياة في ذلك التاريخ.
ـ قال (استوطنت عائلة الخليفة الشنانة .. قبل قرنين من الزمن) وهذا صحيح ويؤكد ما ورد في وثيقة الكاتب إبراهيم بن عيسى. التي ذكرتُ نصها سابقا.
ثم إني أؤكد أن أسرة الخليفة أسرة فاضلة فيها رجال كرام وأفاضل يتمتعون بسمعة حسنة بين أهل القصيم عامة, كما فيهم الدين والكرم والسماحة والسمعة الطيبة والأخلاق الكريمة, ولهم اجتماع دوري يتخلله بعض الأنشطة التي تدخل في مجال المسئولية الاجتماعية والتكافل الاجتماعي لكل أفراد الأسرة.
وأخيرا: أشكر أخي الكريم خليفة الخليفة على مبادرته في الكتابة عن الشنانة وأهلها ومرقبها الشاهق. كما أشكره على إتاحة الفرصة لي لأقدم ما لدي من معلومات.
       الباحث والكاتب: عبدالله بن صالح العقيل. الرس: 18/1/1436هـ
             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقالة الأخ: خليفة الخليفة. في صحيفة الجزيرة.
الشنانة بماضيها التاريخي وحاضرها المشرق تعانق السماء.
الرس – خليفة الخليفة:
الجزيرة: الثلاثاء: 11/1/1436هـ.
ظلت معركة الشنانة التاريخية
 التي وقعت في 18 رجب من عام  1322للهجرة الموافق 29 سبتمبر لعام 1904للميلاد بين قوات الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن وقوات عبدالله بن رشيد وانتصر فيها الملك عبدالعزيز انتصارا مفصليا مؤثرا وما صاحبها من فنون الحرب والقتال والحصار مضربا للمثل في ذكاء الملك عبدالعزيز ودهائه حيث تمركز ابن رشيد في الشنانه مستغلا مزارعها ومياها العذبة في ذلك الوقت لتموين جيشه في حين كان جيش الملك عبدالعزيز بالرس فظلت المناوشات لمدة شهرين كاملين حتى بدا جيش ابن رشيد بالتقهقر والانسحاب من الشنانه تحت ضربات جيش الملك عبدالعزيز.
هذه البلدة الواقعة غرب محافظة الرس حظيت بزيارة الملك سعود رحمه الله وزارها حفيده الدكتور فيصل بن مشعل نائب أمير القصيم، وتتميز بلدة الشنانة سابقا بإنتاج الرمان الذي ظل مضربا للمثل بجودته إضافة إلى النخيل الباسقه، أما برجها فظل منذ بنائه عام 1111هجري من عروق الطين والذي تقوم فكرته على وضع طبقة من الطين المخلوط ويترك حتى يجف ثم توضع طبقة أخرى وتستمر الطريقة حتى يكتمل البناء. ويوجد في كل دور فتحه لدخول الهواء والمراقبة ويصل ارتفاعه الى 45 مترا شاهدا على التاريخ العريق وحظي في الاونه الاخيرة بالتطوير من هيئة السياحة.
استوطنت عائلة الخليفة الشنانة وهم من المشارفة من الوهبة من تميم قبل قرنين من الزمن وغرسوا نخيل الشنانة وفلحوها وانتشروا في الرس والرياض وفي بعض مناطق المملكه ونالت الشنانه الخدمات البلدية والصحية والتعليمية وأن كانت ولا تزال تنتظر مبنى المركز الصحي الحكومي والذي طال انتظاره وتدعيمه بالكوادر الطبية إضافة إلى افتتاح فرع للبلدية خاصة بعد إغلاق فرع قصر بن عقيل والذي كان سابقا تابعا لبلدية الرس الى ان افتتحت للقصر بلدية مستقلة، كما أن دائري الرس قد توسطها وعزلها عن مخططها الجديد ولا يزال الأهالي ينتظرون تنفيذ جسر يسهل عليهم ويجنبهم مخاطر عبور الدائري كما يأملون من بلدية المحافظة رصف وتشجير الطريق الرابط بين الشنانه والرس.
قدمت عائله الخليفة من أبنائها وبناتها الكثير من الأسماء اللامعة ووصلوا لأعلى المراكز في خدمة الدين والمليك والوطن وتنتهج الاسرة مبدأ التكافل والتعاون بين أفرادها وتنتحب عميداً لها، وعلى رأس هرمها حالياً اللواء ناصر بن محمد الخليفة ويتكون مجلس العائلة من أعضاء منتخبين أيضاً يديرون صناديق اجتماعيه واللقاءات السنوية والشهرية في كل من الرياض والرس ويتم تكريم المتفوقين والحافظين لكتاب الله سنويا في احتفالية عيد الفطر السنوية بقيت الشنانه وستظل وفية للوطن وحكامه شاهدة على احداث تاريخية راسخه كرسوخ برجها وشموخه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ

  
      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق