الرس بلد الشحاعة والبطولات 3/6
لقات أعدها عبدالله صالح العقيل
اليوم نواصل حديثنا عن الرس، حيث نتناول أبرز السنوات ذات الأحداث الخاصة التي تأثرت بها الرس لعموم بلاد نجد، كما نستعرض الفنون الشعبية والشعراء في الرس.
سنوات لها تاريخ
وتلك السنوات لا تخص الرس وحده وإنما هي معروفة في جميع أنحاء المملكة ومرّت على جميع المناطق، وهي ليست سنوات حروب وإنما هي سنوات عجاف جرت فيها مواقف عصيبة وأحداث على أجدادنا وأدركها آباؤنا وعايشوها بل عانوا منها نتيجة الفقر والقحط وقلة ذات اليد، وهي سنوات مقدّرة من رب العباد لحكمة أرادها، وقد تركت تلك السنوات بصمات واضحة على حياة الناس بل إنها أثّرت فيهم وعلى منازلهم وحياتهم العامة، أما في حياتنا نحن أهل الجيل الحاضر فإننا سمعنا قصص تلك السنوات من آبائنا وحفظناها ونرويها لأبنائنا لعل يكون فيها لهم العبرة بجانب ما يرفلون به حالياً من نعمة ورفاهية.
وسوف نورد ذكر بعض السنوات التي عرفت عند أهل الرس وغيرهم من أهل نجد عموماً:
1- غرقة القصيم: 1318هـ، وقد هطلت على القصيم أمطار غزيرة أثرت على المنطقة وتهدمت منازل كثيرة وتضرر منها الأهالي ومنهم من يسميها سنة «سيل أبو رفيع».
2- سنة الجوع: 1328هـ، وقد انتشر الجوع في نجد نتيجة تأخر نزول الأمطار وبالتالي قلة المحصولات الزراعية، فلم يجد الناس ما يأكلون.
3- سنة الفقع: 1329هـ وهي تسمى «الأولى» وقد كثر الفقع عند الناس بالمملكة وأكلوا منه وقاموا بتخزينه بنشره بالشمس حتى ييبس ثم يدّخرونه للسنوات القادمة، حيث يطيب أكله عند الناس بطبخه مع المرقوق والمطازيز وغيرها.
4- سنة الحصباء: 1330هـ وفي تلك السنة انتشر بين الصغار خاصة مرض الحصباء، وهو يصيب الطفل في أعوامه الأولى مرة واحدة في العمر.
5- سنة البركة: 1336هـ وفي تلك السنة كثر العيش «الحبوب» عند الناس نتيجة نزول البركة من الله في الزراعة.
6- سنة الرحمة: 1337هـ وفيها انتشر في المملكة مرض السخونة مات على أثره عدد كبير من الناس، حيث كان يصاب الفرد بالمرض وبعد أيام قليلة يموت من عدم وجود من يتولى علاجه، وسميت بالرحمة لأن الناس كانوا يترحمون على موتاهم ويتفاءلون برحمة الله.
7- سنة الجرب: 1340هـ، وانتشر في نجد خاصة مرض الجرب ولا يوجد بالمملكة علاج لهذا المرض، ولا يوجد مصل خاص لتطعيم الناس للوقاية منه فمات منه خلق كثير.
8- سنة الغرق: 1342هـ وتسمى «سنة الصفار الثاني».
9- سنة البرد: 1345هـ وفيها هبّت على نجد موجة برد شديدة في فصل الشتاء لم يأتهم قبلها مثلها وتضرر منها أكثر الناس.
10- سنة الدبدبة: 1348هـ في القصيم خاصة.
11- سنة الجراد: 1349هـ وفي تلك السنة كثر الجراد في منطقة الغميس بالقصيم في فصل الربيع وتنادى الناس لجمعه خوفاً على المزارع منه، وكانوا يأكلونه بعد طبخه.
12- سنة الجدري: وقد انتشر في المملكة هذا المرض في عدة سنوات هي: 1347هـ، 1358هـ، 1368هـ. ومنهم من يسميه «الحصبة» ومات منه عدد كبير من الناس لعدم وجود دواء للشفاء منه، كما انتشر أيضاً بجانبه مرض «السل» وأخذ ينتقل بين الناس من جراء تداول الملابس بينهم، حيث اخذوا يبيعون الملابس المستعملة في الأسواق ثم يشتريها بعضهم من بعض ويلبسونها فتنتقل العدوى بينهم.
13- سنة الشهاقة: 1325هـ، 1360هـ وانتشرت الشهاقة في القصيم وهي تصيب الأطفال خاصة مع السعال.
14- سنة الدبا: 1325هـ، 1364هـ وقد انتشر في المملكة نوع من الدبا يأتي على المزروعات.
15- غرقة الشنانة: 1366هـ حيث أصاب الشنانة وما حولها أمطار غرقت منها البلدة.
16- سنة الظلمة: 1371هـ ، حيث كسفت الشمس في المملكة وأظلمت الدنيا على الناس.
17- سنة الغرقة: 1376هـ وتسمى «الهدم» وفيها هطلت أمطار متواصلة «ديم» على القصيم استمرت «40 يوماً» وتهدمت منها المنازل المبنية من الطين وخرج الناس منها خوفاً من سقوطها وأقاموا لهم الخيام خارج البلدة.
شعراء الرس
الشعراء هم لسان الأمة الذين يتكلمون عنها ويكافحون عن عرضها وقيمها، وهم الذين نجدهم بالحروب يتقدمون المقاتلين ويحثونهم على القتال، وهم الذين يتقدمون بالمحافل والمنتديات لطرح بنات أفكارهم وعصارة خبرتهم، وفي كل بلد يوجد شعراء يتميزون عن غيرهم برقة الإحساس ورهافة الشعور ووجع القلب لأن الشعر يمنح صاحبه التميّز عن غيره بالعاطفة المرهفة والحس اللطيف.
وفي الرس شعراء كثيرون منهم من يقرض الشعر العربي ومنهم من يعطي شعرا نبطياً رقيقاً والآخرون الذين يجمعون بين هذا وذاك. وسوف نستعرض اسماء شعراء الرس باختصار دون تعريف.
محمد بن منصور الضلعان، سرور بن عودة الاطرش، سليمان بن شايع الفتّال، مبارك البدري، محمد بن قرناس القرناس، إبراهيم بن دخيل الخربوش، محمد بن عبدالله الخربوش، عبدالله بن علي الحرير، محمد بن إبراهيم العمّار، عبدالله بن محمد العقيّل، سالم بن فوزان الشارخ، سليمان بن حزاب الغفيلي، صالح بن محمد العوض، حمد بن محمد العوض، صالح بن ابراهيم العوض، دحيان بن فحيط المطرفي، خلف بن وقيت الخلف، جميل بن طلق الغرابي، محمد بن سليمان الخربوش، علي بن عبدالرحمن الحشان، حماد بن ابراهيم العمّار، علي بن محمد العلولاء، محمد بن ناصر الرشيد، صالح بن عبدالله العطني، ابراهيم بن محمد العطني، عبدالله بن محمد العطني، عبدالله بن محسن السبيل، حسين بن عبدالله العواجي، ناصر بن عبدالسلام القبلان، سليم بن محمد العلوان، صالح بن فهد السبيل، بدر بن عواد الحويفي الحربي، عبدالله بن منصور المجيدل، سليمان بن محمد الهزّاع، صالح بن محمد الريس، سبيّل بن سند الحربي، عبدالله بن محمد الكدري، شاهر بن عبدالله الظاهري، علي بن ناصر الحناكي، د. إبراهيم بن محمد العواجي، محمد بن عبدالله المسيطير، محمد بن عامر الرميح، فهد بن محمد النفجان، ناصر بن عبدالله المسيميري، سليمان بن صالح الجربوع، خالد بن صالح الوقيت، علي بن ناصر الحناكي.
أما الشاعرات من الرس: موضي بن سعد الدهلاوي، صيته التميمية، فضة بنت نيف المريس، رقية بنت سعد الصالحي، زينب بنت محمد العجمي.
الفنون الشعبية بالرس
الفن هو السبيل الذي يعبّر به كل منا عما يجيش في خاطره من أفكار وهواجس، منها ما يتم عن طريق الرسم ومنها عن طريق الغناء أو الشعر أو غيره، والفنون الشعبية التي تنتشر في نجد تتركز أكثر في العرضة النجدية والسامري والهجيني.
وأهل الرس مرت عليهم حروب دارت رحاها بينهم وبين غيرهم فكان منهم شعراء يبثون الحماس في نفوس المقاتلين ويستنهضون هممهم ويدعونهم إلى الدفاع عن بلدتهم، مثل الشاعر إبراهيم بن دخيل الخربوش والشاعر سليمان الفتّال وغيرهم.
ولا يزال حب الفن الشعبي يسري في نفوس أهل الرس كبيرهم وصغيرهم، إلا انني ارى ان ذلك بدأ يقل واخشى ان يندثر هذا التراث الشعبي الجميل مع تطور الحياة الاجتماعية ووجود من يحاربه لأسباب واهية. ولكن ما إن تأتي مناسبة إلا ويسارع الشباب خاصة لممارسة هوايتهم المحببة.
وسوف نستعرض بعض القصائد التي كان أهل الرس يرددونها في فنونهم الشعبية.
العرضة النجدية
وهي الرقصة التي يلعبها الناس في الحرب لتبث فيهم الحماس وتعطيهم القوة للإقدام على محاربة العدو. وفي السلم ليعبرون فيها عما في نفوسهم من فخر واعتزاز وتعداد ما أحرزوه من انتصارات، وفي الوقت الحاضر يلعبون العرضة النجدية في مناسبات أخرى كالأعياد وزيارة احد المسؤولين والاحتفالات والأفراح. وتشتهر نجد عموماً بالعرضة النجدية التي تنسب إليها، وممن اشتهر بدق طبول العرضة أهل الدرعية وأهل الرياض، وطريقة أداء العرضة: ان يلبس اللاعبون ثيابا خاصة مزركشة ويقفون في صفين متقابلين يحملون الطبول وبينهما رجال يحملون السيوف والأعلام يرقصون على ايقاع خاص وينتقلون بين الصفين يمنة ويسرة، كما ينضم لهم الشاعر أو الرجل الملقن وهو الذي يحفظ القصيدة يشاهد الصفوف كل صف على حدة، ويقوم الجميع بترديد كل بيت من القصيدة مرتين حتى تنتهي.
ومن القصائد التي يشدو بها أهل الرس ما قاله شاعر الحرب إبراهيم بن دخيل الخربوش:
اليوم نواصل حديثنا عن الرس، حيث نتناول أبرز السنوات ذات الأحداث الخاصة التي تأثرت بها الرس لعموم بلاد نجد، كما نستعرض الفنون الشعبية والشعراء في الرس.
سنوات لها تاريخ
وتلك السنوات لا تخص الرس وحده وإنما هي معروفة في جميع أنحاء المملكة ومرّت على جميع المناطق، وهي ليست سنوات حروب وإنما هي سنوات عجاف جرت فيها مواقف عصيبة وأحداث على أجدادنا وأدركها آباؤنا وعايشوها بل عانوا منها نتيجة الفقر والقحط وقلة ذات اليد، وهي سنوات مقدّرة من رب العباد لحكمة أرادها، وقد تركت تلك السنوات بصمات واضحة على حياة الناس بل إنها أثّرت فيهم وعلى منازلهم وحياتهم العامة، أما في حياتنا نحن أهل الجيل الحاضر فإننا سمعنا قصص تلك السنوات من آبائنا وحفظناها ونرويها لأبنائنا لعل يكون فيها لهم العبرة بجانب ما يرفلون به حالياً من نعمة ورفاهية.
وسوف نورد ذكر بعض السنوات التي عرفت عند أهل الرس وغيرهم من أهل نجد عموماً:
1- غرقة القصيم: 1318هـ، وقد هطلت على القصيم أمطار غزيرة أثرت على المنطقة وتهدمت منازل كثيرة وتضرر منها الأهالي ومنهم من يسميها سنة «سيل أبو رفيع».
2- سنة الجوع: 1328هـ، وقد انتشر الجوع في نجد نتيجة تأخر نزول الأمطار وبالتالي قلة المحصولات الزراعية، فلم يجد الناس ما يأكلون.
3- سنة الفقع: 1329هـ وهي تسمى «الأولى» وقد كثر الفقع عند الناس بالمملكة وأكلوا منه وقاموا بتخزينه بنشره بالشمس حتى ييبس ثم يدّخرونه للسنوات القادمة، حيث يطيب أكله عند الناس بطبخه مع المرقوق والمطازيز وغيرها.
4- سنة الحصباء: 1330هـ وفي تلك السنة انتشر بين الصغار خاصة مرض الحصباء، وهو يصيب الطفل في أعوامه الأولى مرة واحدة في العمر.
5- سنة البركة: 1336هـ وفي تلك السنة كثر العيش «الحبوب» عند الناس نتيجة نزول البركة من الله في الزراعة.
6- سنة الرحمة: 1337هـ وفيها انتشر في المملكة مرض السخونة مات على أثره عدد كبير من الناس، حيث كان يصاب الفرد بالمرض وبعد أيام قليلة يموت من عدم وجود من يتولى علاجه، وسميت بالرحمة لأن الناس كانوا يترحمون على موتاهم ويتفاءلون برحمة الله.
7- سنة الجرب: 1340هـ، وانتشر في نجد خاصة مرض الجرب ولا يوجد بالمملكة علاج لهذا المرض، ولا يوجد مصل خاص لتطعيم الناس للوقاية منه فمات منه خلق كثير.
8- سنة الغرق: 1342هـ وتسمى «سنة الصفار الثاني».
9- سنة البرد: 1345هـ وفيها هبّت على نجد موجة برد شديدة في فصل الشتاء لم يأتهم قبلها مثلها وتضرر منها أكثر الناس.
10- سنة الدبدبة: 1348هـ في القصيم خاصة.
11- سنة الجراد: 1349هـ وفي تلك السنة كثر الجراد في منطقة الغميس بالقصيم في فصل الربيع وتنادى الناس لجمعه خوفاً على المزارع منه، وكانوا يأكلونه بعد طبخه.
12- سنة الجدري: وقد انتشر في المملكة هذا المرض في عدة سنوات هي: 1347هـ، 1358هـ، 1368هـ. ومنهم من يسميه «الحصبة» ومات منه عدد كبير من الناس لعدم وجود دواء للشفاء منه، كما انتشر أيضاً بجانبه مرض «السل» وأخذ ينتقل بين الناس من جراء تداول الملابس بينهم، حيث اخذوا يبيعون الملابس المستعملة في الأسواق ثم يشتريها بعضهم من بعض ويلبسونها فتنتقل العدوى بينهم.
13- سنة الشهاقة: 1325هـ، 1360هـ وانتشرت الشهاقة في القصيم وهي تصيب الأطفال خاصة مع السعال.
14- سنة الدبا: 1325هـ، 1364هـ وقد انتشر في المملكة نوع من الدبا يأتي على المزروعات.
15- غرقة الشنانة: 1366هـ حيث أصاب الشنانة وما حولها أمطار غرقت منها البلدة.
16- سنة الظلمة: 1371هـ ، حيث كسفت الشمس في المملكة وأظلمت الدنيا على الناس.
17- سنة الغرقة: 1376هـ وتسمى «الهدم» وفيها هطلت أمطار متواصلة «ديم» على القصيم استمرت «40 يوماً» وتهدمت منها المنازل المبنية من الطين وخرج الناس منها خوفاً من سقوطها وأقاموا لهم الخيام خارج البلدة.
شعراء الرس
الشعراء هم لسان الأمة الذين يتكلمون عنها ويكافحون عن عرضها وقيمها، وهم الذين نجدهم بالحروب يتقدمون المقاتلين ويحثونهم على القتال، وهم الذين يتقدمون بالمحافل والمنتديات لطرح بنات أفكارهم وعصارة خبرتهم، وفي كل بلد يوجد شعراء يتميزون عن غيرهم برقة الإحساس ورهافة الشعور ووجع القلب لأن الشعر يمنح صاحبه التميّز عن غيره بالعاطفة المرهفة والحس اللطيف.
وفي الرس شعراء كثيرون منهم من يقرض الشعر العربي ومنهم من يعطي شعرا نبطياً رقيقاً والآخرون الذين يجمعون بين هذا وذاك. وسوف نستعرض اسماء شعراء الرس باختصار دون تعريف.
محمد بن منصور الضلعان، سرور بن عودة الاطرش، سليمان بن شايع الفتّال، مبارك البدري، محمد بن قرناس القرناس، إبراهيم بن دخيل الخربوش، محمد بن عبدالله الخربوش، عبدالله بن علي الحرير، محمد بن إبراهيم العمّار، عبدالله بن محمد العقيّل، سالم بن فوزان الشارخ، سليمان بن حزاب الغفيلي، صالح بن محمد العوض، حمد بن محمد العوض، صالح بن ابراهيم العوض، دحيان بن فحيط المطرفي، خلف بن وقيت الخلف، جميل بن طلق الغرابي، محمد بن سليمان الخربوش، علي بن عبدالرحمن الحشان، حماد بن ابراهيم العمّار، علي بن محمد العلولاء، محمد بن ناصر الرشيد، صالح بن عبدالله العطني، ابراهيم بن محمد العطني، عبدالله بن محمد العطني، عبدالله بن محسن السبيل، حسين بن عبدالله العواجي، ناصر بن عبدالسلام القبلان، سليم بن محمد العلوان، صالح بن فهد السبيل، بدر بن عواد الحويفي الحربي، عبدالله بن منصور المجيدل، سليمان بن محمد الهزّاع، صالح بن محمد الريس، سبيّل بن سند الحربي، عبدالله بن محمد الكدري، شاهر بن عبدالله الظاهري، علي بن ناصر الحناكي، د. إبراهيم بن محمد العواجي، محمد بن عبدالله المسيطير، محمد بن عامر الرميح، فهد بن محمد النفجان، ناصر بن عبدالله المسيميري، سليمان بن صالح الجربوع، خالد بن صالح الوقيت، علي بن ناصر الحناكي.
أما الشاعرات من الرس: موضي بن سعد الدهلاوي، صيته التميمية، فضة بنت نيف المريس، رقية بنت سعد الصالحي، زينب بنت محمد العجمي.
الفنون الشعبية بالرس
الفن هو السبيل الذي يعبّر به كل منا عما يجيش في خاطره من أفكار وهواجس، منها ما يتم عن طريق الرسم ومنها عن طريق الغناء أو الشعر أو غيره، والفنون الشعبية التي تنتشر في نجد تتركز أكثر في العرضة النجدية والسامري والهجيني.
وأهل الرس مرت عليهم حروب دارت رحاها بينهم وبين غيرهم فكان منهم شعراء يبثون الحماس في نفوس المقاتلين ويستنهضون هممهم ويدعونهم إلى الدفاع عن بلدتهم، مثل الشاعر إبراهيم بن دخيل الخربوش والشاعر سليمان الفتّال وغيرهم.
ولا يزال حب الفن الشعبي يسري في نفوس أهل الرس كبيرهم وصغيرهم، إلا انني ارى ان ذلك بدأ يقل واخشى ان يندثر هذا التراث الشعبي الجميل مع تطور الحياة الاجتماعية ووجود من يحاربه لأسباب واهية. ولكن ما إن تأتي مناسبة إلا ويسارع الشباب خاصة لممارسة هوايتهم المحببة.
وسوف نستعرض بعض القصائد التي كان أهل الرس يرددونها في فنونهم الشعبية.
العرضة النجدية
وهي الرقصة التي يلعبها الناس في الحرب لتبث فيهم الحماس وتعطيهم القوة للإقدام على محاربة العدو. وفي السلم ليعبرون فيها عما في نفوسهم من فخر واعتزاز وتعداد ما أحرزوه من انتصارات، وفي الوقت الحاضر يلعبون العرضة النجدية في مناسبات أخرى كالأعياد وزيارة احد المسؤولين والاحتفالات والأفراح. وتشتهر نجد عموماً بالعرضة النجدية التي تنسب إليها، وممن اشتهر بدق طبول العرضة أهل الدرعية وأهل الرياض، وطريقة أداء العرضة: ان يلبس اللاعبون ثيابا خاصة مزركشة ويقفون في صفين متقابلين يحملون الطبول وبينهما رجال يحملون السيوف والأعلام يرقصون على ايقاع خاص وينتقلون بين الصفين يمنة ويسرة، كما ينضم لهم الشاعر أو الرجل الملقن وهو الذي يحفظ القصيدة يشاهد الصفوف كل صف على حدة، ويقوم الجميع بترديد كل بيت من القصيدة مرتين حتى تنتهي.
ومن القصائد التي يشدو بها أهل الرس ما قاله شاعر الحرب إبراهيم بن دخيل الخربوش:
سلام يا ربع يصفون الجريف العتيق
هو ملحهم بالكون عابينه نهار الزحام
حنا نهار الكون عادتنا نفوج الطريق
لو هو مضيق ننتحي لمه سواة النظام
والله يا منه تمني حربنا ما يليق
واللي زبنا ننتحي دونه وعينه تنام
واللي قعد عن ربعته لا تجعلونه رفيق
خله مع الخفرات خدام لسمر اللثام
الله من خل على لاما خليله شفيق
خلي طريح للضرى غاش عليه العسام
|
ولا يقتصر دور العرضة النجدية عند أهل الرس في حربهم مع إبراهيم باشا فقط بل إن للشباب في الوقت الحاضر دوراً مهماً في المشاركة في العرضة عندما يقوم احد المسؤولين بزيارة محافظة الرس او مناسبات الأعياد، فهذا الشاعر الشاب ابراهيم بن محمد العطني من الرس في عرضة نجدية بمناسبة زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في 16/5/1419هـ جادت قريحته بقصيدة علت أصوات شباب الرس بها يقول فيها:
يا مرحبا ترحيبة بالشيخ ولد الإمام
سلطان ابو خالد عقيد الحرب رجالها
يا مرحبا بك عد ما هلت ثعول الغمام
واعداد ما سالت حزوم الرس وسهالها
يامير لك بقلوبنا حب وقدر ومقام
صبيان حزم تعجبك يا شيخ بفعالها
يوم إن أبو تركي شهر يم المعالي وحام
ثبت حدود المملكة والعز لعيالها
خلا لنا في راية التوحيد فخر وسلام
راية هل العوجا تلوذ الخلق بظلالها
والفهد أبو فيصل صليب الرأي وقت الزحام
له ماقف تشهد به الأيام وأجيالها
وعضده ولي العهد للضد المعادي إكعام
لا كبرت القالات أبو متعب تحدا لها
|
السامري والحوطي: وهو نوع من الفن الشعبي في زمن السلم ويقام في ليالي السمر يلعبه الشباب خاصة، بحيث يُهيّض كل منهم عما في خاطره من شجون، كما يعبرون فيه عن مكنون نفوسهم في مجالس خاصة، ويتم التغني بالشعر الشعبي في جلسات السامري. وطريقته: ان يجلس الجميع في صفّين متقابلين على ركبهم وفي يد كل منهم طار يضربه بإيقاع خاص ويتغنون بالقصيدة مرددين كل بيت منها مرتين، ويقوم كل منهم بالتمايل بحركات بديعة ومنظمة بالرأس واليدين من كل الجهات.
والحوطي يشبه السامري إلا أن البيت المغنى يكون طويلا ذا نغمة ممتدة وبطيئة.
كما يوجد فن رابع وهو «المرادّ» ويكون بين شاعرين واقفين ومتقابلين يخاطب كل منهما الآخر ارتجالا ببيت من الشعر بالتناوب، وكثيرا ما يحصل خلافات من جراء هذا التخاطب.
وتكثر القصائد المشهورة من السامري والحوطي عند أهل الرس أغلبها من الشعر الغزلي القديم، وسوف نقتطف لكم مجموعة من القصائد التي يشدو بها أهل الرس منها بعضها لشعراء الرس وبعضها لغيرهم:
مثل قول الشاعر مبارك البدري من الرس قصيدة:
كريم يا برق سرى عقب الامحال
عساه يزي دار داعج عيونه
الهجيني: وهو خلجات وخواطر تحوم في نفسية الشاعر يعبّر عنها بصوت عال ملحّن وهو متكئ على ظهره واضعاً يديه خلف رأسه أو وهو راكب على جمله او قد يكون يسير خلف غنمه، وقد تكون تلك الخلجات والخواطر طرأت عليه وهو يتذكر حبيبته او يتفكر في حاله، وغالبا ما تكون الأبيات التي يرددها ليست طويلة بل لا تتعدى اربعة او خمسة أبيات فقط، ومن امثلة الهجيني ما يلي:
ما قاله الشاعر الأمير سعود بن عبدالعزيز الكبير:
واهني الترف منسوع الجديلة
لا ضواه الليل دون مغرزات
وردنه هيت وأخطاه الدليله
والموارد غير هيت مقضبات
روحن مثل القطا صوت الثميلة
ضمّر تضفي عليهن العباة
قاعد في البيوت يبكي عزتي له
يوم شاف ركاب خله مقفيات
آه من قلب على جال المليلة
لا تذكرت العصور الماضيات
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق