الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

الرس بلد الشحاعة والبطولات 1/6

الرس بلد الشجاعة والبطولات 1/6
حلقات اعدها : عبدالله بن صالح العقيل:
نبدأ هذا الأسبوع سلسلة حلقات حدود الوطن من الرس حيث التاريخ الناصع بأفعال الرجال والحضارة الشامخ في سجل الوطن الكبير في هذا الجزء العزيز من بلادنا.
الرس.. التاريخ.. والحضارة.. والماضي والحاضر نقدمه لكم على مدى هذا الأسبوع.
الاسم والدلالة:
الرس كلمة معروفة قديما وحديثا، ولها مجموعة من المعاني، يقول الفيروزبادي «القاموس المحيط 2/219» «الرس» ابتداء الشيء ومنه رس الحمى ورسيسها، والبئر المطوية بالحجارة، وبئر كانت لبقية من ثمود كذبوا نبيهم ورسوه في بئر، والإصلاح والإفساد ضد وواد بأذربيجان كان عليه ألف مدينة، والحفر والدس، ودفن الميت، وحركة الحرف الذي بعد ألف التأسيس في القصيدة العربية او قبله، او فتحة قبل التأسيس كلها تسمى الرس، والتعرف على امور القوم، وخبرهم يطلق عليه الرس. والرسيس: تعني الشيء الثابت، والفطن العاقل من الناس، والخبر الذي لم يصح، وابتداء الحب يسمى كذلك. يقول ذو الرمة:
اذا غير النأي المحبين، لم أجد
رسيس الهوى من مية يبرح

وذكر ابن منظور «لسان العرب 6/97» بعض المعاني للرس منها: رس بينهم يرس رسا: أصلح. وقولهم: بلغني رس من خبر اي اوله. وقال في الصحاح: الرَّس الإصلاح بين الناس والإفساد ايضا وهو من الاضداد، والرس: ابتداء الشيء، ورس الحمى ورسيسها واحد: بدؤها واول مسها، قال الأصمعي: وأول ما يجد الإنسان مسّ الحمى قبل أن تأخذ وتظهر فذاك الرس والرسيس ايضا. والرس في قوافي الشعر صرف الحرف الذي قبل التأسيس. والرس والرسيس أول الحمى الذي يؤذن بها، ويدل على ورودها. وقيل: رس الهوى في قلبه والسقم في جسمه رسا ورسيسا. ورس الحب ورسيسه بقيته واثره. ويقال: بلغني رس من خبر اي طرف منه. وقال المازني: الرس العلامة، أرسست الشيء: جعلت له علامة. وقال أبو عمرو: الرسيس: العاقل الفطن. والرس: البئر القديمة او المعدن. واقول: ارى بأنه سمي الرس من هذا المعنى وانها المطوية منها. وقيل: رسست رسا، اي حفرت بئرا. ويروى بأن كل بئر عند العرب تسمى رساً.
اما ما ورد من المواقع التي تسمى الرس فمنها: انها بئر لبقية من ثمود عصوا نبيهم صالح فعذبوا بذلك وهم الذين يسمون «اصحاب الرس» الذين قال الله فيهم {وعاد وثمود واصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيرا}.[ الفرقان 38]
ويروى بأن الرس قرية باليمامة يقال لها «فلج» يروى بأنهم كذبوا نبيهم ورسوه اي دسوه فيها حتى مات. وأقول: وفلج هو الوادي الكبير الذي يمتد في نفود الدهناء ويتصل بوادي الباطن المجاور لحفر الباطن.
ويكثر الحديث في كتب البلدان بأن في العهد الجاهلي يوجد موضعان هما الرس والرسيس وهما: واديان بنجد او موضعان، وقيل: هما ماءان في بلاد العرب معروفان. والرس: اسم واد في قول زهير بن أبي سلمى:-
بكرن بكورا واستحرن بسحرة
فهن ووادي الرس كاليد في الفم

والمعنى: انهن لا يجاوزن هذا الوادي ولا يخطئنه كما لا تجاوز اليدُ الفم ولا تخطئه. وأما قول زهير في البيت الآخر:
لمن طلل كالوحي عاف منازله
عفا الرس منها فالرسيس فعاقله

فهو اسم ماء: أقول: الرس والرسيس: هما المعروفان في القصيم والرس هو موضوع حديثنا هنا. أما عاقل: فهو واد يقع شرق الرس، يبتدىء من جنوب الرس باسم «وادي النساء» ثم يستمر في الجريان ممتدا نحو الشرق محدثا جرفا يصل في بعض أنحائه الى اكثر من مترين، ثم يستمر في المنطقة الواقعة شرق حوطة الرس وشرق العبيل حتى يسمى «ابو جرف» ويصب في وادي الرمة عند الحجناوي بين الرس والبدائع.
الموقع:
يقول ابن منظور «لسان العرب 6/98» «والرس والرسيس واديان بنجد او موضعان، وقيل: هما ماءان في بلاد العرب معروفان، والرس اسم واد في قول زهير:
بكرن بكورا واستحرن بسحرة
فهن ووادي الرس كاليد في الفم

فهو اسم ماء.
ويقول ياقوت الحموي «معجم البلدان 3/43» الرس والرسيس.. واديان بنجد او موضعان، وقال علي: الرس من أودية القبيلة. وقال غيره: الرس ماء لبني منقذ ابن اعيا من بني أسد قال زهير:
لمن طلل كالوحي عاف منازله
عفا الرس منه فالرسيس فعاقله

وذكر ذلك ابن بليهد «صحيح الاخبار 4/226».
وقال الاصمعي: فالرس لبني اعيا رهط حماس.
اما العبودي في معجم بلاد القصيم «3/1023» فيقول عن الرس:« الرس مدينة رئيسة من مدن القصيم كله بعد بريدة وعنيزة، وموقعها من غربي القصيم.
ثم قال: ويقول ابن السكيت: الرس واد بقرب عاقل، فيها نخل. ولعله يتحدث عنها في زمنه اذ إنها في الجاهلية كان الرس ماء يرده حمر الوحش وبقره، ومن ذلك تبين بأن الرس مدينة قديمة كانت على عهد الجاهلية مورد ماء للقبائل، ثم لما جاء الاسلام دخلها العمران كغيرها حيث إن ابن السكيت كان عاش في القرن الثالث الهجري ولاشك بأنه نقل كلامه من غيره ممن تقدمه.
ومحافظة الرس هي المدينة الثالثة في منطقة القصيم وتقع على دائرة عرض «52 - 25» «31/43» وتبعد عن مدينة بريدة «90» كيلا وعن الرياض «400» كيل وعن المدينة المنورة «450» كيلا وعن مكة المكرمة «800» كيل.
كما ترتبط بطرق معبدة مع جميع المدن والقرى في منطقة القصيم ومدن المملكة الاخرى.
ومدينة الرس تتوسط منطقة القصيم مما جعلها مركزا تجاريا تسويقيا لجميع المدن والمراكز والقرى في المنطقة.
تاريخ الرس القديم:
يجمع المؤرخون بان الرس والرسيس من اقدم المواضع التي ورد ذكرها في التاريخ، حيث كانت الرس موجودة قبل البعثة الشريفة بأكثر من ثلاثمائة سنة.
كما انها من المواقع التي كانت مقرا لبعض الممالك العربية القديمة. فقد ذكر الدكتور جواد علي «المفصل 3/322» بأن حجرا بن عمرو الملقب «آكل المرار» وهو اول ملوك كندة ومن نسله الملك الشاعر امرؤ القيس بن حجر عندما قدم من موطنه اليمن الى غارة على العراق والشام نزل بنجد في «بطن عاقل» واستوطن فيه، وكان اللخميون قد ملكوا كثيرا من تلك البلاد، ولاسيما بلاد «بكر بن وائل» فنهض بهم وحارب اللخميين واستخلص ارض بكر منهم. ويقع بطن عاقل الى الشرق من الرس، وبينهما «10» أكيال فقط، وبهذا يكون الرس الذي يقع عن عاقل جهة الغرب واحدا من احياء مملكة كندة التي حكمت تلك الناحية، بل إن الرس كانت احدى الحواضر المهمة في مملكة كندة. ويدل على ذلك ابيات كثيرة من الشعر تروي تلك الحضارات والحروب والصراع بين اهلها، منها ما قال احد الشعراء مدللا على كثرة عدد من يردون تلك المناطق:

وما نام مياح البطاح ومنعج
ولا الرس الا وهو عجلان ساهر

ثم إن اشعار زهير بن أبي سلمى التي ادرك تلك الحواضر من بقايا مملكة كندة التي رويت في الرس تدل على ان تلك المنطقة كانت ملتقى للحاضرة والبادية قال:

اتى دون ماء الرس باد وحاضر
وفيها الجمام الطاميات الخضارم

ويقول الدكتور جواد علي: ولا نعرف متى توفي حجر، وقد ذكر ابن الاثير أنه توفي في بطن عاقل وبه دفن، كما تدل بعض الروايات ان وفاة الحارث حفيد حجر سنة «528م».
قال: وذهب الأصمعي الى ان الشاعر لبيد يقصد بالحارث الحرَّاب في البيتين القادمين الحارث بن عمرو. وذلك لأن عاقلا من ديار كندة. وهو جبل كان يسكنه حجر أبو امرئ القيس. واذا أخذنا بهذه الرواية وجب علينا ان نفترض انه كان قد اقام بموضع عاقل وحكم منه في أغلب الاوقات.
اقول: الاقوال المتقدمة تدل دلالة واضحة بأن الرس كان موطنا لدولة كندة وقد حكموه مدة طويلة من الزمن قبل أن تبيد دولتهم.
بعد ذلك ثار بنو أسد على حجر بن الحارث آخر ملوك كندة في بطن عاقل بعدما استوطنه الحارث زمنا طويلا وكون فيه مملكة كبيرة وجمع أموالا كثيرة فقتلوه وشردوا من بقي من قومه حتى الملك الضليل امرؤ القيس هام على وجهه هاربا من بطش بني اسد وهلك، وقد وثق الشاعر لبيد بن ربيعة العامري تلك الحادثة بقوله:

والحارث الحراب خلا عاقلا
دار أقام بها ولم يتنقل
تجري خزائنه على من نابه
مجرى الفرات على فراض الجدول

كذلك قال عبيد بن الأبرص من بني أسد ابياتا في زوال ملك الحارث، وهو ممن عاصر ملك بني كندة وشاهد زوال مملكتهم:

فانظر إلى فيء ملك انت تاركه
هل ترسين أواخيه بأوتاد
اذهب إليك فإنني من بني أسد
أهل القباب وأهل الجرد والنادي

وتوجد دلائل من الآثار والأحجار والنصوص الواضحة والمشاهدة حاليا بجوار بطن عاقل كالتالي:
مما يوحي ان بطن عاقل والرس كانتا عامرتين بالحياة من حضارة بني اسد وفيهما من العمران والمزارع ما الله به عليم، كذلك يوجد حاليا بئر ماء مطوية وقديمة طمرتها الاتربة، كما انهما كانتا موردين مهمين لتلك القبيلة التي كان لها الغلبة والسيطرة على القبائل الاخرى. وأخيرا رحل بنو منقذ من بني اسد من الرس الى العراق بسبب الجدب وبحثا عن الكلأ لأنعامهم حالهم في ذلك كحال أمثالهم من الأعراب الرحل.
الأشعار التي قيلت في الرس:
ورد اسم الرس كثيرا في الشعر سواء منه القديم او الحديث، والعربي والشعبي، وسوف نورد ما حصلنا عليه من ذلك ما يلي:
قال عامر بن عمرو الحصني ذاكرا مع العبيل «العبلاء» وهو مرتفع من المرو يقع شرق الرس وبجوار وادي عاقل:

بسهلة دار غيَّرتها الأعاصر
بترواحها، والعاديات الأباتر
قطار وأرواح فأضحت كأنها
صحائف يتلوها بملحوب دابر
وأقفرت العبلاء والرس منهم
وأوحش منهم يثقب وقراقر

وقال بدر بن مالك بن زهير يرثى أباه الذي قتل في حرب داحس والغبراء التي وقعت في جبل خزاز جنوب الرس وقرب دخنة «منعج»:-

ولله عينا من رأى مثل مالك
عقيرة قوم، ان جرى فرسان
فان الرابط النكد من آل داحس
ابين، فما يفلحن يوم دهان

الى أن قال:

احل به أسْ جُنَيْدِبُ تذره
فأي قتيل كان في غطفان
إذا سجعت بالرقمتين حمامة
او الرس، تبكي فارس الكَتَفَان

وقال زهير بن أبي سلمى ذاكرا الرس والرسيس وعاقل:

لمن طلل كالوحي عاف منازله
عفا الرس منه فالرسيس فعاقله

وقال زهير أيضا واصفا الظعائن حول وادي الرمة:

بكرن بكورا واستحرن بسحرة
فهن ووادي الرس كاليد للفم

وقال كعب بن زهير يصف حمار الوحش متجها نحو الرس فصده عنه قوم فتوجه نحو وادي السليل:

اتى دون ماء الرس باد وحاضر
وفيها الجمام الطاميات الخضارم
فصدَّ فأضحى بالسليل كأنه
سليب رجال فوق علياء قائم

وقال الحطيئة ذاكرا عدة مواضع هي: الرس والعلياء وبرك وواسط:

عفا الرس والعلياء من ام مالك
فبرك فوادي واسط فمنيم
تبدلت الحقب القوافل كالقنا
لهن بغلان الشريف نحيم

وقال وزير بن عبدالرحمن الأسدي من القرن الثالث الهجري:

أيا كبدا ماذا ألاقي من الهوى
إذا الرس من آل السراب بدا ليا
ضمنت الهوى للرس في مضمر الحشا
ولم يضمن الرس الغداة الهوى ليا
اعد الليالي ليلة بعد ليلة
للقيان لاه ما يعد اللياليا

كما قال لبيد بن ربيعة وهو يذكر قوما بادوا على كثرتهم في الرس وعاقل ومنعج وخزاز:

ومصعدهم كي يقطعوا بطن منعج
فضاقت بهم ذرعا خزاز وعاقل
فبادوا فما أمسى على الأرض منهم
لعمرك الا ان يُخْبر سائل
كأن لم يكن بالشرع منهم طلائع
فلم ترع سحا في الربيع القنابل
وبالرس أوصال كأن زهاءها
ذوي الضمر لمازال عنها القبائل

وقال أحد الشعراء موجها قوله الى بني أسد سكان الرس قديما، وقرن الرس مع البطاح ومنعج:-

بني أسد إلا تنحوا تطأكم
مناسم حتى تٌحطموا وحوافر
وميعاد قوم إن أرادوا لقاءنا
مياه تحامتها تميم وعامر
وما نام مياح البطاح ومنعج
ولا الرس الا وهو عجلان ساهر

وكذلك الخنساء تقول شعرا في أخيها صخرا وذكرت الرس مقرونا بعاقل:

وكانت إذا لم تطارد بعاقل
او الرس خيلا طاردتها بعيهما
وكان ثمال الحي في كل ازمة
وعصمتهم والفارس المتغشما

وقال لبيد بن ربيعة العامري:

وبالرس أوصال كأن زهاءها
ذوي الضمر لمازال عنها القبائل

وقال لبيد بن ربيعة وقد ذكر الرس بالتثنية ايضا:

تربعت الاشراف ثم تصيفت
حساء البطاح وانتجعن السلائلا
تخير ما بين الرجام وواسط
الى سدرة الرسَّين ترعى السوائلا

وقال أحد الشعراء على صيغة الجمع من الرس ولعله يقصد الرس وما حوله من المواقع:

الا يا ركيات الرسوس على الهوى
سقيتن هل لي عندكن سجون

وقالت امرأة من بني سليم تتشوق لمحبوبها:

وان امرأ أمسى ودون حبيبه
سواس فوادي الرس والهيمان
لمعترف بالنأي بعد اقترابه
ومعذورة عيناه بالهملان

وقال شاعر الحرب بالرس إبراهيم بن دخيل الخربوش مفتخرا بجماعته اهل الرس:

والله ما جينا من الرس عانينا
إلا ندور الحرب ياللي تدورونه
من يوم سرنا والمنايا تبارينا
واللي ورد حوض المنايا تعرفونه

وقال الشاعر سرور الأطرش من الرس مشيرا إلى المكان الذي تقطنه محبوبته:

يا صاحبي عنه القشيعين من غاد
في ماقع ماهوب همج شرابه
بايمن حزوم الرس بمقلط الواد
سقاه من نو الثريا سحابه

وقال محمود شكري الالوسي عندما زار الرس وأعجبه عليلها:

هي الرس ما أحلى لدي من الرس
بها كل ما أبغي وما تشتهي نفسي

وقال الالوسي كذلك:

على الرس من أهل القصيم سلامي
فان رباها بغيتي ومرامي
فإن رباها نصب عيني غدوة
وان نمت وافتني بطيف منامي

وقال كذلك:

إذا حن نجدي لنجد فإنني
الى الرس من اهل القصيم حنيني
وان نفحت من جانب الرس نفحة
حبوت اليها واستهلت جفوني
فيا رب عجل بي إلى الرس أوبتي
واقرر بمغناه الخصيب عيوني

وقال الشاعر محمد المسيطير مرحبا بخادم الحرمين الشريفين عندما زار الرس:

لقاؤك في القصيم هوى وود
ووجهك مشرق الطلعات سعد
وهذا الرس يغمره لقاء
بمن أوفى وأعطى ما يعد

وقال الشاعر صالح العوض:

يا ربى الرس فيك طاف خيالي
زاهر النور زاهدا بالقوافي

وقال أيضا مرحبا بمن زار الرس:

هذه الرس تنتشي خيلاء
ازليا وتستدر مزونه
فهمى الودق ناشرا في ثراها
اقحوانا وارجوانا ولينه

وقال الشاعر عبدالعزيز النقيدان من شعراء القصيم المشهورين قال في الرس قصيدة جميلة نقتطف منها ما يلي:

اكبرت فيك مواقف الشعراء
وزهير يشدو حول نبع الماء
وعلى ضفاف الرس ألف قصيدة
وعلى الرسيس قوافل النجباء
يتوهج الرمان في أعراسها
كتوهج الخدين في الحسناء
يا طفلة الصحراء يا مجدا سما
يا قصة الامجاد والعظماء
فمن الجمال قصائد ومواقف
في الرس هزت خافق الشعراء
أزهرت يا حسناء في درب الوفا
والرس موطن عزة ووفاء

هذه بعض الأبيات الشعرية التي نظمت في الرس من شعراء الماضي والحاضر ولو أردنا استيعاب كل ما قيل في الرس من الشعر لطال المقال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق