حُسُوْ المَرْوَى في الرس.
وهو بئر قديم حفره الشيخ صالح بن قرناس بن عبدالرحمن القرناس عام 1339هـ ويقع جنوب البلدة بجانب شعيب الحوطة، ويشتهر بعذوبة الماء فيه ولذلك يسمى (رِيْقْ البَنَات) كما يسمى (المِعْذَبْ) ويرتاده كل الناس قديما وحديثا ليأخذوا منه الماء لمنازلهم ولا يزال الحسو موجودا. كان المواطن عبدالسلام بن خالد القبلان يقوم على البئر ويشرف عليها وعلى تنظيم السقيا منها. حتى توفي, والآن تتولى إدارة المياه بالرس جلب الماء منه وتوزيعه على المنازل.
ولا يزال الحسو على الرغم من مضي أكثر من 98 عاما يتميز بعذوبة مائه وحلاوته, ويوجد له مجموعة من الوثائق تتحدث عن تاريخه.
تحدث عن الحسو سعد بن أحمد الربيعة صاحب كتاب (رحلة الحاج من بلد الزبير بن العوّام إلى البيت الحرام. سعد بن أحمد الربيعة (ص 51) فقال يوم الأربعاء:16 من ذي القعدة 1345هـ (نمنا ليل الأربعاء بعد أن أحضرنا دليلا من إحدى قرى البدائع والسكون والاطمئنان مخيمان علينا, وفي الساعة 7:30 قمنا على صوت رغاء الإبل وشددنا الرحال, وفي الساعة الثامنة غادرنا البدائع وكان الجو بديعا والقمر ينير طريقنا, وبعد طلوع الفجر أدينا الصلاة جماعات, وفي الساعة الثانية نهارا نزلنا على الرس في فسحة بين البساتين يبعد عن البلد زهاء عشرين دقيقة. والماء كثير ولشدة حلاوته سمي "ريق البنات" ألقينا عصا التسيار, وسقينا الإبل وشربنا من الماء النمير, وأرقنا الماء الذي نحمله من البدائع وقصيعة, ولهونا بشرب القهوة والشاي).
أقول: هذا شاهد على تميّز الماء في (حسو المروى) في الرس بحلاوته وعذوبته. فهذا الحاج الرحّالة عندما وصل هو ومن معه إلى الرس في عام 1345هـ ومروا على الحسو الذي يسمى (ريق البنات) أعجبهم لشدة عذوبته. وتمتعوا بالشرب منه وأراقوا ما معهم من الماء الذي جلبوه معهم من البدائع والقصيعة من القرب والأواني واستبدلوه بما من حسو الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق