محمد بن عبد الوهاب العقيل
1290ـ1361هـ.
اسمه : محمد بن عبدالوهاب بن محمد بن عمر العقيل.
وأسرة آل عقيل (العقيليون) في نجد أصلهم من الأشراف من بني هاشم من آل البيت، ويرجع نسبهم إلى عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه. وكانوا يسكنون المدينة المنورة، وفي حدود عام 1200هـ تقريبا رحل بعضهم منها إلى نجد ونزلوا في بلدة الرس على ما يظهر. وعاشوا فيها فترة من الوقت ثم تفرقوا في أنحاء من نجد مثل عنيزة وشقراء ورويضة سدير وما حولها. ومن الوثائق المتوفرة لدينا يتضح بأن بعضهم عادوا إلى المدينة المنورة وامتلكوا أوقافا تعتبر حاليا من أوقاف الأشراف. وماتوا ودفنوا في البقيع مع آل البيت. وبعضهم بقوا في عنيزة وآخرون في الرس وامتلكوا أوقافا متعددة ثم ماتوا ودفنوا فيها.
أما البعض الآخر فقد انتشروا في أنحاء متفرقة من الجزيرة العربية ومصر والشام والعراق واليمن وعاد بعضهم إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة. وأفراد تلك الأسرة الكريمة منهم العلماء والقضاة والكتّاب والعسكريون والوجهاء والتجّار والأكاديميون وكبار الموظفين في الدولة. وأفراد الأسرة الموجودون في المملكة ينتشرون حاليا في أنحاء متفرقة منها مثل: الرياض وشقراء وأشيقر والقويعية وعفيف والرس وعنيزة والبكيرية وحائل وحفر الباطن والجوف والدمام والأحساء والنعيرية والخفجي والمدينة المنورة ومكة المكرمة وجدة وضبا وغيرها.
مولده ونشأته : ولد في البكيرية عام [1291هـ ] ونشأ فيها نشأة حسنة ، وتربى أحسن تربية ، وقرأ القرآن وجوّده على مقريء في بلده ، ثم شرع في طلب العلم بهمة ونشاط ومثابرة .
سيرته : كان الشيخ ذكيا يقضا حازما ، بارعا في اللغة العربية، أكبّ على المطالعة فكان لا يسأم منها ، ونبغ في فنون عديدة أهلته للقضاء ، وكان يحب البحث والنقاش في مسائل العلم ، وكانت مجالسه مجالس علم وبحث ، وكان على جانب كبير من الأخلاق العالية والصفات الحميدة ، وكان محمود السيرة متواضعا ليّن الجانب ، كريما سخيا محبوبا عند الناس ، مستقيم الديانة ، آية في الورع والزهد والخوف من الله ، صداعا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وكان مثالا للعدالة والنزاهة وعزة النفس ، وكان يتولى الصلح بين الناس ، وكان الشيخ من قوّام الليل ، كثير التّنفّل والتلاوة ، تجرد آخر عمره إلى العبادة ولازم المسجد .
مشائخه : من أبرز مشائخ الشيخ محمد الذين قرأ عليهم ، الشيخ عبد الله بن سليمان ابن بليهد ورحل معه إلى حائل ولازمه ، ثم قرأ على علماء حائل عام [1345هـ ] منهم الشيخ حمد بن سليمان بن بليهد ، والشيخ عبد الله بن صالح الخليفي [أخيه لأمه] وكانت قراءته عليهم في أصول الدين وفروعه والحديث والتفسير.
تلاميذه : من أبرز تلامذته : الشيخ ناصر بن محمد الوهيبي ، الذي عين كاتبا في قريات الملح ، حيث لازمه سنين طويلة في قضاء ضباء.
أبناؤه: خلّف الشيخ محمد ثلاثة هم من خيرة الأبناء, الأول عبدالوهاب: يقيم في المدينة المنورة, وقد كان يعمل فيها كاتب عدل لأكثر من أربعين عاما. والثاني عبدالرحمن: ويقيم في ضبا, وكان يعمل فيها وكيلا للأمارة عدة سنوات. والثالث: صالح: ويقيم في الرياض وكان يعمل في منصب مرموق في مصلحة الجمارك. وكلهم أصحاب وجاهة وعلاقات طيبة مع من يعرفهم. ولهم مجموعة من الذرية.
أعماله : تعين الشيخ قاضيا في ضباء مدة طويلة ، وأحبه أهل الساحل وتزوج منهم ، وله منهم أولاد ، وسدد في أقضيته ، ثم انتقل إلى قريات الملح فقضى فيها بحزم وسداد.
ـ في تاريخ: 28 رجب 1345هـ كان قاضيا في الوجه عند أميرها محمد بن إبراهيم بن سلطان, وكان الأمير يبلغ سلام الشيخ محمد في مراسلاته على كل محبيه من الأمراء والأصدقاء والأقارب. كما كان الأمير يتلقى في المراسلات التي ترده السلام للشيخ محمد ويبلغه ذلك.
ـ عندما كان قاضيا في الوجه أثبت ووثّق شهادة مجموعة من أهل الوجه على مدير أحوال الوجه بأنه قدّم للحكومة شكوى ضد أميرها محمد بن إبراهيم بن سلطان حيث اعترف المدير بذلك وطلب من الأمير السماح والعفو فسامحه, ثم تفرقوا وليس بينهم دعوى. في تاريخ: 30 صفر 1346هـ.
ـ وعندما كان الشيخ محمد في ضرما عام 1346هـ شهد على وقف أمير ضرما محمد بن إبراهيم بن سلطان مجموعة من الكتب ( وجعل النظر له مدة حياته وبعده المستحق من ذريته إن كان أهلا وإلا فهو للمستفيد من طلبة العلم في بلدة ضرما على سبيل العارية وبشرط الحفظ والصيانة) بتاريخ: 10 جمادى الأولى 1346هـ.
وفاته: وافاه الأجل المحتوم في قريات الملح في شهر شوال عام:1361هـ وحزن الناس فيها لفقده حزنا شديد ، رحمه الله رحمة واسعة.
كتبه: عبدالله بن صالح بن عبدالرحمن العقيل ـ الرس.
ــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق