1ـ نفق إبراهيم باشــا.
هو الذي يحكي قصة البطولة التي أبداها أهل الرس عند حصار إبراهيم باشا لبلدتهم حيث أبدوا شجاعة وبسالة أعجزت القائد التركي عن احتلال الرس واضطر لعقد الصلح مع أهلها.
ويقع النفق حاليا في الجهة الجنوبية من البلدة القديمة بين بيوت الطين في منزل المواطن صالح بن منصور الضلعان غرب منزل الشيخ قرناس بن عبدالرحمن قديما. وفي الجهة الجنوبية من شارع الملك فيصل بالرس خلف المدرسة الثانوية للبنات. ولا يزال موجودا يحكي قصة بطولة أهل الرس وبسالتهم في الدفاع عنه بلدتهم وتحدي إبراهيم باشا في دخولها وهدم سورها المنيع حيث اعترف (بأنها قلعة منيعة).
أما قصة حفر النفق فعندما وصل القائد التركي إبراهيم باشا مع جنوده وسلاحه إلى الرس في 25/8/1232هـ وحاصرها حتى يوم 12/12/1232هـ ( ثلاثة شهور وسبعة عشر يوما ) وضيّق عليهم الخناق فثبتوا وتصدوا له بقيادة الشيخ الفارس البطل قرناس بن عبد الرحمن. ثم أرسل إليهم الإمام عبدالله بن سعود من عنيزة مرابطة (دعم) فحاصرهم الترك أشد الحصار وتابعوا الحرب عليهم في الليل والنهار.
ويروى بأنه رمى السور في ليلة واحدة بثلاثة آلاف قذيفة لم تفلح في اختراق السور الذي يزيد عرضه عن (متر) تقريبا. الأمر الذي جعل مرافقو الباشا ينتقدونه في تصرفه هذا وهو يعلم مناعة السور وصعوبة اختراقه خاصة وهو محتاج لتلك القذائف للحرب في الدرعية.
ولما وجد الباشا نفسه عاجزا عن فتح الرس أراد أن يكيد لأهل الرس من أجل أن يأخذهم بالقوة والغدر وهذا نهجه في حصار البلدة.. حفر جنود الباشا تحت الأرض خندقا من الجهة الجنوبية من البلدة القديمة على بُعد (180) متر تقريبا بدأوه من جوار(حصاة بعيران) وعندما وصل الحفر إلى شعيب الحرمل أخذ التراب ينهلّ عليهم وعجزوا عن الاستمرار بالحفر ثم انتقلوا إلى الجهة الغربية من البلدة من مكان يسمى (الحنبوصي) بجوار بيت المواطن مبارك الطيّاح حاليا وكانوا يحفرون النفق ويحشونه بالبارود.
وفي إحدى الليالي ـ وكما يُروى ـ أن امرأة تسكن في بيت المواطن صالح بن منصور الضلعان وكانت تخيط أو تطحن سمعت صوت الجنود وهم يحفرون أسفل المنزل فبلّغوا الشيخ قرناس بذلك.. فلما علم بالحيلة التي بدأ الباشا يدبرها لتفجير السور قام بعمل فتحة صغيرة على النفق وأحضر قطّا وربط في ذيله قبسا من النار وأطلقه في الفتحة إلى داخل النفق فثار البارود فيمن داخل النفق وقتل مجموعة كبيرة من الجنود وأكل ما بداخله ويُروى بأن عدد القتلى من الأتراك في النفق (500) فرد. فاشتد غضب الباشا من هذا الفعل، ويُروى بأنه حفر حفرة بجوار مكان الحصار ودفن فيها من مات في النفق.
يقول الشاعر ـ أو الشاعرة ـ يصف نفق الباشا في الرس:
نشدتنا عن طول دبل المغازين وعرضه ومبدأ مدخله بالتمام
تسعين بوع الطول ومن حدر بوعين ويمشّي الرجال الثلاثة قيام
ومبداه بالحمبوصي اللي على يمين مسنّد للجو شرق الهدام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النفق الذي حفره إبراهيم باشا من أجل اقتحام الرس
النفق الذي حفره إبراهيم باشا من أجل اقتحام الرس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق