الاثنين، 8 يوليو 2013

عبدالله بن محمد بن عقيّل.

من أبطال الجزيرة العربية في مرحلة التأسيس
عبد الله بن محمد العقيّل

اسمه وأسرته: هو عبد الله بن محمد بن صالح بن عقيّل بن محمد بن عزّام بن محمد بن مشرَّف.
يعود نسب آل عقيّل إلى المشارفة من سلاسة معضاد بن ريّس من الوهبة من بني تميم. كانوا يسكنون أشيقر في الوشم ثم نزح بعضهم إلى القصيم، ومن سلالتهم عزّام ثم ابنه محمد ثم ابنه عقيّل، وهوالذي سمي القصر باسمه.
سكن عقيّل الرس ثم خرج منها في حدود عام 1180هـ ثم استأجر بئر (أم سلمة) ثم خرج أبناؤه بإذن من أبيهم وأنشئوا مزرعة مستقلة عن أم سلمة في حدود عام 1223هـ وبنوا بجوارها قصرا ثم توسع القصر والمزرعة حيث اشترى محمد بن صالح بن بن عقيّل ما حول المزرعة من أملاك وأراض من فضيلة الشيخ محمد بن قرناس قاضي الرس وهو الوكيل في ذلك الوقت على أملاك آل قرناس حسب الوثيقة المؤرخة عام 1312هـ.
 ثم توسعت المزرعة وما حولها حتى كانت مقرا لبعض الأسر الذين أنشئوا حولها بيوتا كثيرة وتطورت مع الوقت حتى أصبحت بلدة كبيرة وهي التي تسمى حاليا (قصر ابن عقيّل) وهي ترتبط مباشرة بإمارة منطقة القصيم بموجب وثيقة من الملك عبد العزيز رحمه الله.  
وورد في مشجّر رسمه صالح بن سليمان الخنيني من عنيزة بأن أسرة العقيّل تنسب إلى وهيب بن قاسم بن موسى بن مسعود بن عقبة بن سنيع بن نهشل بن شداد بن زهير بن شهاب بن ربيعة، وينتهي نسبهم إلى عدنان.
ثم إنهم يجتمعون في وهيب مع الأسر التالية: الخليفة وآل أبو سليمان وآل الشيخ والعثيمين والقاضي والسحيم وآل شيحة والشبل والبسام وآل مانع وغيرهم.
يقول المؤرخ إبراهيم بن عيسى: ومن المشارفة (أولاد مشرف بن عمر بن معضاد بن ريس بن زاخر بن محمد بن علوي بن وهيب). 
ولادته: ولد الأمير عبد الله بن عقيّل عام: 1295هـ في بلدته قصر بن عقيّل الواقعة غرب الرس، وورد في كتاب( كنت مع الملك عبد العزيز ص 505) بأنه ولد عام 1298هـ رواية عن ناصر بن فهد بن عقيّل، وفي (ص 509) بأنه ولد عام 1295هـ رواية عن ناصر بن صالح بن عقيّل. كما ذكر عبد الله بن زايد الطويان (كتاب: رجال في الذاكرة 1/126) بأنه ولد عام 1302هـ. ولكن يبدو أن الصحيح بأن ولادته عام 1295هـ حسب ما ذكر لي بعض أفراد أسرته ومنهم الأستاذ محمد بن سليمان العقيّل وهو أحد المهتمين بتدوين سيرة جده عبد الله ومن المقربين إليه في حياته رحمه الله، والأخ عبد الرحمن بن سليمان العقيّل.
نشـأته: أصدر المؤسس رحمه الله أمرا بتاريخ: 21/7/1322هـ بتكليف الشيخ محمد بن صالح بن عقيّل ليكون أول أمير للبلدة، وفيها نشأ الأمير عبد الله بن محمد بن عقيّل عند والده، وحفظ القرآن الكريم على الشيخ عبد الرحمن بن بطي من الوشم كما تعلم الكتابة والقراءة عند معلمي وكُتّاب البلدة الموجودين آنذاك، كما شاهد وهو صغير المنازعات والحروب التي تدور حول بلدته بين القبائل وبينهم وبين الأسرة الحاكمة فتعلم منها فنون الحرب والفروسية، وقد يكون والده يثير اهتمامه لتلك الحروب. وعندما بلغ الثامنة عشرة من العمر اشتهر بالفروسية والشجاعة. 
 أعمالـه: بدأ اتصاله بالملك عبد العزيز رحمهما الله قبل معركة الوادي التي تعرف (معركة الشنانة) والتي وقعت عام 1322هـ قرب بلدة قصر ابن عقيّل، ولما وصل الملك عبد العزيز إلى مقر المعركة استقبله الأمير محمد بن صالح بن عقيّل فاستضافه هو وجنده وتحصنوا داخل القصر قبل بداية المعركة الحاسمة وشارك معه في المعركة فأبلى فيها بلاء حسنا هو ومن معه من سكان البلدة، ثم إن الملك عبد العزيز رحمه الله بعد نهاية المعركة وما وجده من آل عقيّل من دعم ومؤازرة منح محمد بن عقيّل أرض القصر وكتب لهم وثيقة لتلك المنحة موجّهة لأهل الباطن لا يعارضهم فيها أحد ونص الوثيقة ما يلي (بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى من يراه السلام وبعد من طرف آل عقيّل طوارف لنا وخاصية لنا وقصرهم أمضيناه لهم مالهم فيه معارض ولا لأحد عليهم اعتراض يكون معلوم والسلام 29ص1327).
وكان عبد الله بن عقيّل وعمره (27) عاما وقد شارك في المعركة، وانتصر فيها الملك عبد العزيز ومن معه من الرجال وكانت من المعارك الحاسمة في تاريخ تأسيس المملكة. وعندما انتهت المعركة توثقت العلاقة بين الملك وابن عقيّل وكانت بينهما مراسلات تنم عن العلاقة الطيبة بينهما ووجد الملك من شجاعة ابن عقيّل وبسالته وأمانته وولائه ما جعله يكلفه بالأعمال الحكومية ثم بدأ بعدها عمله الرسمي في الدولة كما يلي:


1ـ وفي تاريخ: 12/7/1325هـ كلّفه الملك عبد العزيز رحمهما الله ليتولى أمارة قصر ابن عقيّل خلفا لوالده الذي توفي في هذا العام.
2ـ ثم عمل مستشارا لدى الأمير تركي بن عبد العزيز (الأول) الذي كان أميرا على القصيم من: 13/2/1324هـ واستمر فيه لمدة عامين. وحينها كان يقوم بجباية الزكاة من قبيلة حرب.
ولنا وقفة مع ابن عقيّل بعد توليه الإمارة من خلال المراسلات مع الملك عبد العزيز من تلك المراسلات خطاب أرسله الملك عبد العزيز إلى من يراه يبين فيه حدود قصر ابن عقيّل حتى لا يخفى على أحد نصه ما يلي ( بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى من يراه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ذلك طلبوا منا آل عقيّل تحديد ديرتهم وأمضينا لهم من شعيب النخلة إلى قصر مشرف إلى العفين العلو إلى الحمر إلى الأفيحم إلى خشيبي الحضر إلى أصفر القوعي إلى الرضيمة إلى الجندل ما دخل فيه التحديد فهو تبع لابن عقيّل ما لأحد عليه اعتراض يكون معلوم والسلام) 
والخطاب الثاني أرسله الملك إلى ابن عقيّل يخبره فيه بأنه سوف يمر على الرس في سيره وسوف يحل ضيفا عليه نصه ما يلي (بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى جناب الأخ المكرم الأفخم عبد الله بن محمد بن عقيّل سلمه الله تعالى وأبقاه آمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام ثم أخي نعرفكم أن حنا اليوم عشينا من دونكم وباكر ناطاكم البيرق ينحر الرس وأنا والعيال نمركم ونتقهوا عندكم وحنا ماشين إنشاء الله ولا حدث زوايد نعرفكم بها سوى الخير والعافية هذا ما لزم والسلام 1325هـ)
3ـ شارك في (حصار بريدة) في جيش المؤسس عام 1326هـ وكان له دور رئيس فيها.
ثم يبدو بأن عبد الله بن عقيّل أراد أن يحظى من الملك بتأييد صريح على إمارته في بلدته فوجّه الملك عبد العزيز خطابا إلى من يراه يوضح فيه العلاقة الخاصة الوثيقة بينه وبين ابن عقيّل وأن لا يعارضه أحد في الإمارة يقول فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى كافة أهل الباطن سلام عليكم ورحمة الله وبركاته بعد ذلك من طرف عبد الله بن محمد بن عقيّل بمكان والده أميرا لكم وأنتم تصيرون في شوفته إنشاء الله ولا تخالفونه في قليل أو كثير يكون معلوم 12 ل 1325هـ)  
كما كان الملك يراسل الأمير بعدة خطابات يخبره فيها بأحواله وأحوال الدولة والمعيشة ويطلب منه أن يتواصل معه ولا يطيل الغيبة والمراسلة عنه. كما كان الملك يطلب من ابن عقيّل أن يمده بالمال عند الحاجة في وقت الجهاد، من ذلك خطاب أرسله الإمام يكلّفه بتأمين نصف مؤنة الجهاد هذا نصّه (بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى جناب الأخ المكرم عبد الله بن محمد بن عقيّل سلمه الله تعالى آمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام مع السؤال عن أحوالكم وأحوالنا بحمد الله جميلة بعد ذلك تدرون إن حنا نحبكم ولا نريد كلافتكم لكن موجب كثر المصارف الذي مصلحتها عايدة لنفع العموم صار علينا بعض قاصر وحطينا عليكم نصف الجهاد العادة مطيتين كل مطيه سبعين ريال إنشاء الله تسلمونه لأمر الابن تركي بوجه العجلة ولا توقفون فيه هذا ما لزم تعريفه ودمتم والسلام 12ش1334هـ).
كذلك كتب الإمام وثيقة إثبات ملكية ابن عقيّل ملكه في القصر هذا نصّها (بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى من يراه السلام ويعد من طرف اللي أمضينا لابن عقيّل سابقا حنا متممينه لهم ما لهم فيه معارض يكون معلوم والسلام 8 ل 1335هـ).
وخطاب آخر يؤكد فيه ملكيتهم للقصر هذا نصّه (بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى من يراه السلام وبعده من قبل ابن عقيّل وقصره وتبايعه ثابت عندنا معلوم أنه قبل ولايتنا تباعة للرس ولكن أنه من الشنانة وجاي خرجناهم لحالهم ما لأحد عليهم تبعات إلاّ أميرنا الكافة أمير القصيم فالآن أما جميع الناس الذين يدعون عليهم في الأراضي إلى حولهم أو تباعة لهم أما إن كانها أملاك جديّة أو ورث أو غيره فهذا فيه حكم الشرع فإن كان المقصود التبعات فقصر ابن عقيّل وما تبعه من الشنانة وجاي ما لأحد عليه اعتراض ولا تباعة أمره منهم إليهم مع أنه من نزل فيه يوازنونه في أنفسهم ويقومون فيه بأمر الله والمرجع في جميع الأمور حكم الشرع إنشاء الله يكون معلوم 12ش1353).
4ـ شارك في (حصار حائل) في جيش المؤسس عام 1340هـ وكان فيها بطلا وشجاعا.
كما كان الإمام رحمه الله يتواصل مع ابن عقيّل بالخطابات الكثيرة التي يبلغه فيها السلام منه ومن والده وإخوانه وأبنائه ويخبره عن أحوال الدولة والبلاد والشعب وكان رحمه الله يخاطبه بكلمة (الأخ) وكلمة (الأفخم) وهذا يدل على تواضع الإمام لأفراد الشعب ومحبته لهم، كذلك يدل على مكانة ابن عقيّل لدى الملك عبد العزيز، ونورد منها هذا الخطاب مثالا لذلك(بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى جناب الأخ المكرم عبد الله بن محمد بن عقيّل سلمه الله تعالى آمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام مع السؤال عن حالكم أحوالنا الحمد لله جميلة وصلنا الديرة بالسلامة ما رأينا من فضل الله مكروه أخبارنا صحة والأمطار كثيرة وعامة جميع الجهات نرجو الله أن يجعل فيها البركة هذا ما لزم تعريفه والسلام على الإخوان ومنا سيدي الوالد والإخوان والعيال يسلمون ودمتم 7 شوال 1342)
ونورد نص خطاب آخر يدل على الأسلوب الذي بخاطب به الملك عبد العزيز رعيته وخاصة أخيه عبد الله بن عقيّل وما يفيده به من أخبار البلاد والعباد (بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى جناب الأخ المكرم الأفخم عبد الله بن محمد بن عقيّل سلمه الله تعالى آمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام والسؤال عن أحوالكم لا زلتم بحال السرور أحوالنا من كرم الله جميلة خطكم المكرم وصل وما عرفت كان معلوم مخصوص من طرف الأخبار ومنازل العربان أحسنت الإفادة بارك الله فيك أخبارنا صحة ولا حدث ما يوجب الإفادة سوا دوام الخير والعافية الله تعالى المحمود على ذلك نرجو إن الله يديم علينا وعليكم سوابغ نعمه ويرزقنا جميعا شكرها هذا ما لزم تعريفه مع إبلاغ السلام العيال ومن العيال يسلمون ودمتم محروسين والسلام 19جا 1345).
هكذا كان الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه يخاطب رعيته بكل تواضع وتقدير وينقل لهم أخبار البلاد، كما كان يشكر المولى على ما أسبغه من نعم وأمن وأمان على بلادنا، وكان يحث رعيته على الحرص على العمل الفاضل والتحلي بالأخلاق الحميدة وأن يكونوا شاكرين لله على نعمه التي لا تحصى. وكذلك كان يخاطب رعيته بأحسن العبارات وأطيبها مثل: الأخ، المكرم، الأفخم، بارك الله فيك، وغيرها من العبارات التي تدل على الاحترام والتقدير.
5ـ في عام 1342هـ وبعد أن لاحظ عليه الملك عبد العزيز رحمهما الله علامات الإمارة والنباهة والقيادة بدأ يكلفه في الإمارة فعينه في شهر رمضان من هذا العام هذا العام أميرا على الجوف بعد عساف الحسين العساف أمير الرس سابقا، وبقي في الجوف حتى عام 1345هـ قام خلالها بقيادة عدة سرايا لتأديب القبائل القريبة من حدود المملكة مع العراق. وقد خلفه على إمارة الجوف الأمير تركي بن أحمد السديري.
وعندما كان ابن عقيّل أميرا على الجوف كان الإمام يكلفه بإنجاز بعض المهام التي لا يقدر عليها إلاّ الكبار من الرجال الأبطال، منها خطاب بعثه الإمام يفيد الأمير عبد الله بن عقيّل عن حال القريات ووادي السرحان وأن الاتفاق بين حكومة المملكة وحكومة بريطانيا أنها تابعة للمملكة ويوصيه بالمحافظة على الأمن فيها هذا نصّه (بسم الله الرحمن الرحيم.. من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى الأخ المكرم عبد الله بن عقيّل سلمه الله تعالى آمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام مع السؤال عن أحوالكم لا زلتم بخير أحوالنا من كرم الله جميلة بعد ذلك نعرفكم أنه تم الاتفاق بيننا وبين حكومة بريطانيا على أن وادي السرحان وقريات الملح صارت تبع لنا كان القرار على ذلك بيننا وبين مندوب جلالة الملك السير جلبرت كلايتون أنه بعد وصوله شرق الأردن يرسل لكم مكتوب مع مندوبنا هذا حتى ترسلون من قبلكم رجل مضبوط يستلم قريات الملح يكون وكيل حتى نرسل لكم أمير من قبلنا معه التعليمات اللازمة وأنتم تحرصون على عشايرنا ألاّ يتعدى أحد على عشائر الأردن فإن كان حصل شيء من التعدي من عشاير الأردن على عشايرنا فعرفوا به المعتمد معتمد حكومة جلالة الملك بشرق الأردن ولكن تحرصون على السكون وعدم التعدي يكوم معلوم هذا ما لزم ودمتم محروسين والسلام 10 ر2 1344).
وكذلك كلّفه الإمام بأن يرسل من قبله من يقوم باستلام القريات هذا نص الخطاب (من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل إلى جناب الأخ المكرم الأفخم عبد الله بن محمد بن عقيّل سلمه الله تعالى آمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع السؤال عن حالكم أحوالنا الحمد لله جميلة تقدم لكم قبل هذا خطوط فيها من التعريف كفاية مخصوصا من قبل القريات يكون إن شاء الله بوصول خطنا تروحون لها من عندكم من يقبضها ويستقيم فيها ولكن احرصوا على الرجّال العاقل الذي فيه خير وأوصوه بالعدل والرفق بالناس والمساواة بينهم وعدم التعديات في شيء من الأمور المقصود حرّصوه غاية ما ترون ولا يجي في أمر بدون مراجعتكم يكون معلوم هذا ما لزم تعريفه ودمتم محروسين 15 شعبان 1344هـ).
وأفادني الأخ محمد بن سليمان العقيّل بأن الأمير عبد الله بن عقيّل بعد أن ورد إليه خطاب الإمام المذكور سابقا أوفد من قبله علي بن بطاح من أهل القصر ومن الذين سافروا مع ابن عقيّل إلى الجوف وكان يعمل خويا عنده وكان الأمير يثق به فاستلم القريات وكان أول أمير عليها.   
وأثناء إحدى الغزوات تم تكليف الأمير عبد الله بن عقيّل بتشكيل حملة من بيارق القبائل  فأرسل خطابا لنائب الملك بتاريخ: 7 شوال 1344هـ يخبره بعدد القوم وكل بيرق باسمه، ونص الوثيقة ما يلي (وردت إلينا برقية من ابن سلطان عطفا لأمر سموكم أننا نعرفكم بعدد القوم وكل بيرق باسمه.. موجودنا يا سيدي أربعة وعشرون بيرقا وباقي القوم بدون بيارق وهذا عموم البيان: مطلق بن رشدان عدد قومه(204) جريبيع بن سويلم(176) محسن الفهيقي(64) ابن فريج(18) محمد بن فرحان الأيدا(135) فهد بن ظويهر(57) هويمل المرتعد(43) ابن براك(168) ابن نومس (41) غازي بن هادي(62) نايف بن شميلان(58) قاسم بن كحيل(25) منقرة(14) شافي بن شامان(132) خلف بن زهوه(21) محمد بن جبل(43) علي بن مظهر (29) عبيد منقره(12) الهايس(84) سطام بن فنيدل(76) ابن فرحان العطوي(14) خلف العواجي(122) ابن سمره(59) هديبان(41) الفقرا(122) أبوشامه(18) عوض بن نابت(93) بدر العواجي(164) خويا ابن عقيّل(86) الجميع(2183) يكون معلوم سيدي) عبد الله بن محمد بن عقّيل.
وقد قام عبد الله بن عقيّل بقيادة البيارق المذكورة في القضاء على تلك الفتن.
6ـ وفي عام 1346هـ قام عبد الله بن عقيّل بقيادة الجيوش للقضاء على بعض الحركات المناوئة للحكومة السعودية في شمال وغرب المملكة مثل: حركة حاكم ضبا أبو طقيقة، وحركة بني عطية في تبوك والحويطات وابن معتاد وغيرهم عندما شقوا عصا الطاعة وأسروا ابن شهيل وجيشه. حيث قام بإعداد جيش مكون من أربعة وعشرين بيرقا لذلك وتمكّن من إخماد تلك الفتن.
وله في إمارة الجوف بعض المواقف المشرّفة التي تُذكر للرجال الكرام منها: ما ذكره الرحّالة محمد شفيق أفندي مصطفى في كتابه الذي طبع عام 1346هـ  (في قلب نجد والحجاز صفحة 34) وذُكر في أحد المنتديات أود أن أذكره هنا لأهميته قال (ووصلنا إلى بلدة الجوف فما علم رجال أميرها عبد الله محمد بن عقيّل بقدومنا حتى حفوا إلى لقائنا، وكان الأمير ذاته على أبواب المدينة في انتظارنا ليحيينا ويدعونا لضيافته باسم جلالة الملك ابن سعود، وهكذا لبينا الدعوة شاكرين) وفي (صفحة 35) قال الرحالة( قد قّدم لي أمير الجوف من لحم الغزال والنعام طعاما فلم تقبله شهيتي لعدم اعتيادي تناوله.. لكنهم يعدونه أفخر اللحوم وأجلّها شأنا في الإكرام خصوصة ضيوفهم.. على أن مما يوجب العجب أن جريمتي السرقة والزنا تكادان تكونان معدومتين قطعيا في تلك البلاد، ولا يفوتني أن أذكر أن الأمير عبد الله بن عقيّل لم يكن بدويا قحا كأكثر أمراء الجزيرة ولكنه على جانب من العلم والإطلاع غير قليل.
7ـ وفي عام 1347هـ شارك البطل عبد الله بن عقيّل في معركة السّبلة في جيش المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله، وكان له مواقف حربية مشرّفة في المعركة.
8ـ وفي عام 1348هـ شارك في الحرب في معركة الدبدبة بقيادة الأمير عبد العزيز بن مساعد، وكان بطلا في المعركة كعادته.
9ـ أما عام 1350هـ فقد كلّفه الملك عبد العزيز بعمل الزكاة، حيث كان مسئولا عن جباية الزكاة للقبائل القريبة وهي: حرب وعتيبة وسبيع وعنزة وما خالطهم من القبائل، وكان يتميز بالأمانة والحرص على ما كلّف به، كما كان يعامل الناس بالمعروف والحسنى وكان مقبولا ومحبوبا لديهم.
10ـ وفي عام 1351هـ كلّفه الملك عبد العزيز بالقضاء على حركة حامد بن رفادة وملخصها كما روى الدكتور عبد الله العثيمين في كتابه (تاريخ المملكة العربية السعودية 2/239) أن بعض من أفراد العناصر الفارين من منطقة الحجاز بعد استيلاء الحكومة السعودية عليها وجدوا من شجعهم على تأليف حزب مناوئ للحكومة السعودية برئاسة طاهر الدباغ وكان حامد بن رفادة أحد زعماء قبيلة بلي الذي كان في مصر عضوا فيه على أن يقوم ابن رفادة بحركة تمرد في شمالي الحجاز فأخذ يعد أفراد قبيلته بالقيام بذلك ثم انتقل بهم إلى الشريح وهو مكان في الأراضي السعودية ويقع جنوب غربي العقبة، ولما علم الملك عبد العزيز بذلك وضع خطة للقضاء عليهم فأوعز لكبار القبائل في شمال الحجاز من يقوم باستدراجه بقصد تأييده فنجحت تلك الخطة، فقرّب ابن رفادة داخل البلاد حتى وصل إلى جبل شار قرب ضبا، فوجّه الملك عبد العزيز إليه قوة بقيادة عبد الله بن عقيّل  وسارت القوات حتى أحاطت بابن رفادة ومن معه في جبل شار يوم: 26/3/1451هـ وقامت بمهاجمته ولما أراد الهروب حاصرته القوة بقيادة ابن عقيّل ومن معه وقضوا عليه. وهكذا استطاع البطل عبد الله بن عقيّل أن يقضي على الفتنة.
11ـ وفي عام 1353هـ ولاّه الملك عبد العزيز رحمهما الله على إمارة جازان وبقي فيها حتى تاريخ:21/5/1355هـ حيث استدعاه الملك فيصل رحمه الله للقدوم إلى الحجاز لأداء بعض المهام فيها. وعندما كان في جازان كلفه الملك عبد العزيز برئاسة الوفد السعودي المكلف بلجنة ترسيم الحدود البريّة السعودية اليمنية عام 1354هـ وعضوية محمد بن سليمان التركي وعبد الله قاضي. وكان رئيس الهيئة اليمنية المتوكلية عبد الله بن عثمان وعضوية محمد قاسم نجم الدين ومحمد ضيف الله بن غثاية.
وعندما أراد الملك عبد العزيز أن يوليه إمارة جازان يبدو بأن عبد الله بن عقيّل وافق على أن يكون التكليف لمدة عام واحد فقط، وبعدما انتهى العام وجّه إليه الملك خطابا يحقق فيه رغبته ويعين بديلا عنه محمد بن ماضي في الإمارة ورقم الخطاب 104/3/78 في: 21/5/1355هـ هذا نصّه (من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى جناب المكرم عبد الله بن عقيّل سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فنظرا إلى أن القرار الذي بيننا وبينكم تكونون بجيزان سنة واحدة وذلك حسب رغبتكم ونظرا لانتهاء هذه المدة فقد عينا محمد بن ماضي أميرا لجيزان وتوابعه وهاهو يصلكم فإن شاء الله تجرون بينكم وبينه التسليم حسب العادة وتقدمون لطرفنا هذا ما لزم بيانه والسلام).
كما تلقى خطابا مماثلا عن تسليم الإمارة من نائب جلالة الملك برقم 1178 في: 22/5/1355هـ. 
12ـ بعد تلك المهام الكثيرة التي قام بها الأمير عبد الله بن عقيّل بهمة قوية وعزيمة صادقة وولاء لولاة أمره عاد رحمه الله ليتولى القيام بإمارة بلدته قصر ابن عقيّل حيث كان يشغلها منذ وفاة والده رحمه الله عام 1325هـ حتى: 29/11/1376هـ حيث استدعاه الملك سعود رحمه الله للتوجه إلى الرياض لتكليفه ببعض المهام فيها.
13ـ وفي عام 1377هـ كلفه الملك سعود رحمه الله مستشارا برئاسة الحرس الوطني واستمر فيه حتى أحيل للتقاعد عام 1382هـ.   
صفاتـه: اشتهر الأمير عبد الله بن عقيّل بالكرم والجود وبذل المال وكانوا يلقبونه (هدّاج تيماء) وكان الملك عبد العزيز رحمهما الله عندما يبلغه خبر أن أحد المواطنين أو إحدى الأسر بحاجة للمساعدة يقوم بمخاطبة ابن عقيّل بأن يحرص على مساعدتهم وأن يرعاهم حتى ولو لم يكونوا من سكان القصر. كما اشتهر بالشجاعة وحب العمل، وكان قائدا مشهورا في الحروب قويا من غير عنف لينا من غير ضعف إلى جانب ذلك كان صاحب دين حريصا على أداء النوافل ليلا ونهارا متسامحا مع خصومه.
واشتهر بالذكاء وحسن التصرّف. وكان وجيها ذا مهابة. يحب الناس ويحبه الناس، متواضعا حكيما يكرم ضيوفه ويستقبل الزائر بكل ترحيب وأريحية. 
ويقول عنه الشيخ محمد بن دغيثر (إن الملك عبد العزيز يختار لجيشه الموثوقين مثل: الملك فيصل في حرب اليمن والأمير عبد العزيز بن مساعد في القضاء على عزيز الدويش وعبد الله بن عقيّل على حركة ابن رفادة).
وكان لشجاعته وبطولته يلقب (أمير البيارق) نظرا لكثرة الحروب التي قادها أو شارك فيها وكثرة عدد البيارق التي قام بإعدادها من القبائل أيام توحيد المملكة. ويوجد مثل يروى عن كثرة مشاركته وحضوره في المعارك وهو (جيش عقيّل لا ينام ولا يقيّل).
ويذكر لي الأخ محمد بن سليمان العقيّل بأنه سمع أحد كبار السن المعاصرين للملك عبد العزيز في أحد المجالس يصف المملكة العربية السعودية بأنها خيمة كبيرة عمودها الملك عبد العزيز وأطنابها وأوتادها كل من: الملك فيصل بن عبد العزيز وعبد الله بن جلوي وعبد العزيز بن مساعد وعبد الله بن محمد بن عقيّل وإبراهيم بن عبد العزيز الإبراهيم وخالد بن لُويّ وآخرون. ثم إن كل المواطنين يشاركون في الحروب التي قامت في مرحلة التأسيس كل حسب مقدرته فمنهم من يشارك بنفسه مع الجيش ومنهم من يشارك بماله أو جاهه أو غيرها، وهذا لا يعني التقليل من شأن الآخرين الذين قدموا لبلادهم كل جهد يشكرون عليه.
قال فيه الشاعر ابن عمار عندما كان أميرا على الجوف قصيدة طويلة مطلعها:
إن جنّ بهم للجوف هلهن يطقون          رأس العصا والكرب طشو خلاله
عند  الأمير  بهدفة  الليل  تلقون          هداج يبشر  بالروى  من  عناله
إلى أن قال:
عبد الله اللي بالضحا له يقرون         سكان نجد ميدمه في سهاله
وكان ابن عقيّل له صداقات ومعرفة مع مجموعة من الرجال الكرام منهم الشاعر عطا الله بن خزيّم، وله معه قصة نرويها وهي: كان الشاعر ابن خزيّم لديه ذلول أتى بها من عُمان وتوجّه بها إلى الجوف لوجود صديقه عبد الله بن عقيّل بل كان أعز أصدقائه، وهو في الطريق قال قصيدة أسندها لابن عقيّل يخبره فيها عن أحواله وما عانى من تعب في رحلة الحصول على تلك الناقة. ولما وصل إلى ابن عقيّل قال القصيدة أمامه وأعجب بها ابن عقيّل، ثم طلب منه أن يدخل إلى حوش الإبل ويختار منها ما وافق وصف ناقته، فاختار عطا الله ناقة أعجبته وكانت الناقة الحمراء الخاصة بالأمير فأعطاه إياها مع أنه كان يغليها ولكن تقديرا لصديقه ولشعره الجميل. ومطلع القصيدة كما سمعتها من الراوي محمد الشرهان ما يلي:
ياراكب حمرا كما السّيد لا قاد        يوم السباع من المذلّه  ترادي
خذا الفريسة وانتهى عقب ما صاد            يبغي بها بعض الدعوب الصدادي
حمرا  ولكنه  توعّد   توعّاد         إلى أقبلت عينه لراع الشّدادي
حمرا من الخشّه إلى حد الإقلاد        لفتة فريق الريم لا أوحى التنادي
حمرا ترايبها كما الشري قعّاد        حمرا ولا له  بالمقادي  مقادي
ثم قال:
وانحر سبند للمعاريف صياد         مثل العقاب اللي على الصيد عادي
ملفاك أبو صالح عما عين الأضداد         مفتاح دولاب المعاني البعادي
عدّ يصدّر  كل ما جاه  ورّاد         كنّه على ناصيه  يوم العيادي
وبعدما أكمل القصيدة أعطاه ابن عقيّل الناقة التي وافقت وصف ناقته.
شعـره: الجميع يعرف عبد الله بن عقيّل في مجال الإمارة والإدارة والتعامل مع الناس وهذا يتطلب القوة واللين معا، القوة مع الذين يسيئون الأدب في التعامل مع الناس، واللين مع من ينفع معهم ذلك من الضعفاء والمحتاجين. ولكن القليل من يعرفون بأن عبد الله بن عقيّل من الذين يقرضون الشعر، ويقوله في مناسبات خاصة به ولكنه لم يشتهر بشعره. ومن خلال قراءتي لشعره وجدت فيه الغزل العفيف والعواطف الرقيقة والإحساس المرهف، وفي شعره الحكمة الجميلة والغزل اللطيف وكان له مجموعة من القصائد القصيرة التي قالها سوف نستعرض بعض ما قاله منها مما وصل إلينا. وهذه قصيدة يصف فيها حال الرجل عندما يمضي به العمر قال فيها ما يلي:
البارحة ونيت تسعين ونّه            واتبعت في تالي ونيني صياحي
وأصبحت كني ظاهر من مجنّه       يا خوي يا سليمان العمر راحي
زجّيت عبرات الهوى مستكنّة    أقول يا عصر مضى وين راحي
كم خيّر غبر الليالي وطنّه            وأصبح سواة الهرش وسط المراحي
وأزرن عظام العَوْد لا ينهضنّه       والطير  ما يشهر  بليا  جناحي
مرّ  قويناهن  ومرّ  قونّه            وكم ضربن درب الوعر والسماحي
اعياله وأهل بيته يملّون منّه       يقولون وش هالعَود ما له مراحي
الله ذكر برضاه وأنته تملّه     من قل دينك ما تعرف الصلاحي
بعض العيال عقاب خلّه مضنّه       وإلا بعضهم مثل  طير  المراحي
عاق بأبوه وثانيا عاق بأمّه      وكم ليلة سهروا ويقولون صاحي
كما له قصيدة أخرى في الغزل الرقيق يصف فيها الحبيب وهو يزوره في المنام وهي:
البارحة زارني منبوز الأرداف        باغي  يسلم  علينا  قرة العين       أهلا هلا بك عدد ما هل هتّاف        واعداد ما هب ريح ما بين نجمين
يا زين ما أدري علامك ما أنت تنشافي      إلاّ إلى نمت جيتن يا بعد عيني
قالت من الجوف لك لفيت أنا حافي       أخاف عقب البطا يا زين ناسيني
يا هافي الوسط حبك  لاجي  خافي      في حبة القلب ما والله يخليني
حبك شربته كما نشرب الصافي            ما يمحي حبكم يا مغيزل العين
إلى ذكرته يصيب القلب خفخاف            إلى حل طاريك حل النوم من عيني
كذلك من قصائده تلك القصيدة يشكي من الغرام ويقول:
يا مل قلب فرّ من بين الأضلاع       أزريت أرد القلب  لا واسفا به
وأزرن يردّنه حنيّات  الأضلاع       يا من يعذل القلب  يأخذ  ثوابه
قلبي ذلول للهوى صار مطواع       والعين تقداني على ما لجى به
حبك رمى يا زين قلبي بمرقاع       لو هو على صمّ الصفا قد مضى به
لو هو على ضلع طويل غدا قاع        والعشب ينبت في مساهل ترابه
يا حص يا ياقوت يا عنبر فاع       يا لولو المرجان  مسكن  ترابه
يا مشخص ما طاح في كف بيّاع        وإلى طب  بالمواسم  كل  يهابه    
يا زين لا تقفي ترى النفس مطواع       تبع القفى  ما فيه  للنفس  ثابه
وكذلك له قصيدة قالها أثناء سفره إلى النمسا للعلاج عام 1383هـ وكان في خلوة فتذكّر دياره وأهله فأخذ يتوجّد يقول فيها:
البارحة نوم الملا عن غايب         والقلب من كثر الهواجيس وجعان
ونّيت ونّة من رمته الركايب         بأرض فلاة عنده الذيب سرحان
ذكرت من شبّيت واليوم شايب          أَدْلَه  أنا  وفلان  وفلان  وفلان
واليوم عبد الله يجيب العجايب       أبو فلاح إذا خزى كل  شيطان
نروح عن دار  لدار  الحبايب        دار السخى والدِّين والضيف مجان
نفرح إلى جا الضّيف وابليس غايب         نقلّط الميسور كبش من الضأن
الضيف لازم خل خاطرك طايب       ضيفك وجارك ذاكره نسل عدنان
الجار خلّه مثل بعض القرايب        إدمح له الزلّة تجازى بالإحسان
من يبذل المعروف ما هوب خايب       تذكر حسانيهم على طول الأزمان
أطلب من المولى جزيل الوهايب            اللي  كلامه قولته  كن ثم  كان
من لاذ به في جانبه ما هوب خايب     تشفين من عندك ولا قول يا فلان
وذات يوم كان في الحجاز بعيدا عن بلدته القصر واشتاق لها فتذكر مربى صباه وأهله وجماعته وطرا له جبل أبان فأحب أن يكوم معهم فقال قصيدة مطلعها:
لا واهني من شاف أبانات بالعين         أقفى عن الحرّة وخلّى ترابه
وفاتـه: بعد أن أحيل للتقاعد أصيب الأمير عبد الله بن عقيّل بمرض ألزمه الفراش وأقعده عن المسئوليات، ثم سافر في رحلة علاجية إلى دولة النمسا عام 1383هـ ثم رجع بعدها إلى الرياض وزاد عليه المرض وتوفي رحمه الله يوم:20/5/1385هـ بالرياض ودفن في مقبرة العود، رحمه الله رحمة واسعة وأجزل له الأجر والمثوبة نظير ما قدم لبلاده وولاة أمره من جهود متميزة وبطولة فائقة.
وخلّف من الأبناء (13) منهم ستة ذكور وهم: صالح(الأول) ومحمد وسليمان وفهد وناصر وصالح. كذلك خلّف مجموعة من الرجال الكرام من أبنائه وأحفاده وأخوه وأبناء أخيه وأحفادهم والذين كانوا في مقامه ونيابة عنه في الكرم والجود والعلاقات الطيبة والتعامل الحسن مع الناس، وكذلك لهم علاقات متميزة مع أبناء المؤسس وكبار المسئولين ورجال الدولة ويذكرهم الخاصة والعامة بالصفات الحميدة. غفر الله لمن مات من تلك الأسرة الطيبة وأطال في عمر الباقين وجعلهم ذخرا لما قبلهم ومتعهم بالصحة والعافية.

أخوه سليمان بن محمد العقيّل كان كريما سمحا وكان أمراء القصيم يحيلون إليه بعض القضايا والمشاكل التي تحصل ليقوم بحلّها. وكان حليما شارك في الحروب التي حصلت في وقت المؤسس، وكان يفتح بيته للناس، وكان لأخيه عبد الله الأخ الحنون والصديق الصدوق والساعد الأيمن له وكان في القصر دائم الحضور لا يغيب عنه أبدا يقوم بما يمليه عليه الواجب أمام ولاة الأمر وأمام الناس وإذا سافر عبد الله بن عقيّل في مهمة يقوم أخوه سليمان مقامه في كل شيء.
وذكر لي الأخ محمد بن سليمان العقيّل أن عمه سليمان بن محمد كان لزيادة الكرم والأخلاق الكريمة لديه دائما على لسانه كلمة (يا هلا) يقولها للكبير والصغير، وكان حتى وفاته مقصد الناس في بلدته يلاقي ضيفه بالترحيب، وكان في آخر حياته عُرض عليه عدة مناصب لكنه فضّل أن يبقى في القصر، وكان مغرما بالفلاحة. تولى رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلدته، وإذا كلّف في مهمة من أجل حل المنازعات بين الهجر أو الأفراد أو غيرها لا يعود حتى ينهيها، وكان يقوم نيابة عن أخيه عبد الله بالإمارة في حالة غيابه في مهمة من المهمات الموكلة له. 
وعندما تم تعيين عبد الله بن محمد بن عقيّل مستشارا برئاسة الحرس الوطني استلم أمارة القصر بعده ابنه محمد بن عبد الله العقيّل عام 1377هـ حتى عام 1390هـ وبعده استلم الأمارة ناصر بن عبد الله العقيّل من عام 1390هـ حتى توفي عام 1421هـ ثم استلمها عبد الله بن ناصر العقيّل من عام 1421هـ حتى الآن.
هذا ما أردت كتابته من ترجمة عبد الله بن محمد بن عقيّل حيث كان بطلا من أبطال الجزيرة العربية في مرحلة التأسيس على عهد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل طيّب الله ثراه. رحم الله عبد الله بن عقيّل وأسكنه فسيح جناته لقاء ما قدّم لبلاده من وفاء وتضحية، وأطال الله في عمر من بقي من نسله وجعلهم أوفياء لبلادهم وأمتهم.
كما أقدم الشكر والتقدير للأستاذ محمد بن سليمان العقيّل على المعلومات والوثائق التي زودني بها أثناء كتابة الترجمة كذلك على جهوده في مراجعة تلك المعلومات.                    كتبه: عبد الله بن صالح العقيل ـ الرس.
                               aa10@maktoob.com
المراجع:
1ـ كتاب: نجد وملحقاتها/ أمين الريحاني/ط3/ص146.
2ـ كتاب: ملحمة عيد الرياض/بولس سلامة/1966م.
3ـ كتاب: كنت مع الملك عبد العزيز/ د. عبد الرحمن بن سبيت السبيت وآخرون/ لقاء مع الشيخ محمد بن دغيثر/1408هـ/م 1/ص332.
4ـ كتاب/: من مشاهير الجزيرة العربية/ عبد الكريم بن حمد الحقيل/ ط1/1417هـ/ج1/ص145.
5ـ كتاب: العلاقات السعودية اليمنية/د. ع الله القباع.
6ـ كتاب: تاريخ المملكة العربية السعودية/ د. عبد الله العثيمين/
7 كتاب:رجال في الذاكرة/ عبد الله بن زيد الطويان/
8ـ مخطوط: مشجرات لبعض الأسر/صالح بن سليمان الخنيني/مكتبة الكاتب.
9ـ بعض وثائق عبد الله بن عقيّل: من الأخ محمد بن سليمان العقيّل.
10ـ وثائق عن أسرة العقيّل/ مكتبة الكاتب.
11ـ مقابلة مع الأستاذ: محمد بن سليمان العقيّل/ والأخ عبد الرحمن بن سليمان العقيّل/ مسجلة لدى الكاتب. 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق