السبت، 28 يوليو 2018

مملكة كندة في بطن عاقل في الرس.


مملكة كندة في بطن عاقل
من المعلوم بأن الرس كان موجودا في العصر الجاهلي أي في عام 433م والدليل على ذلك ذكره في أشعار الشعراء الجاهليين وكان عبارة عن مساكن تسكنها الحاضرة. وقد درست تلك المنازل فترة من الوقت وكانت أطلالا يتغنى بها الشعراء. من تلك الأشعار ما قال زهير بن أبي سلمى:
لمن طلل  كالوحي  عاف  منازله
عفا الرس عنها فالرسيس فعاقله
كما أنه في هذا التاريخ استوطن بنو كندة في بطن عاقل فترة من الزمن ــ وكان إذا أطلق ذلك فهو يعني الرس ــ وكان يحكمهم حجر بن الحارث آخر ملوك كندة في بطن عاقل. وبعدما استوطنه الحارث زمنا طويلا وكوّن فيه مملكة كبيرة وجمع أموالا كثيرة وكثر الناس حوله. أغار عليه بنو أسد فقتلوه وشردوا من بقي من قومه حتى الملك الضليل امرؤ القيس هام على وجهه هاربا من بطش بني أسد وهلك، وقد وثّق الشاعر الجاهلي لبيد بن ربيعة العامري تلك الحادثة بقوله:
والحارث الحراب خلى عاقلا      دارا  أقام  بها  ولم   يتنقل
تجري خزائنه على من نابه      مجرى الفرات على فراض الجدول
كذلك قال عبيد بن الأبرص من بني أسد أبياتا في زوال ملك الحارث وهو ممن عاصر مُلك بني كندة وشاهد زوال مملكتهم:
فانظر إلى فيء ملك أنت تاركه    هل  ترسين  أواخيه   بأوتاد
اذهب إليك  فإني من بني  أسد    أهل القباب وأهل الجود  والنادي
ويوجد حاليا من بقايا مملكة كندة دلائل من الآثار والأحجار والنصوص الواضحة والمشاهدة حاليا بجوار بطن عاقل في الجهة الشرقية الجنوبية من الرس وتوحي هذه الكتابات والرسوم أن بطن عاقل والرس كانتا عامرتين بالحياة من حضارة بني كندة ثم حضارة بني أسد وفيهما من العمران والمزارع ما الله به عليم، كذلك يوجد حاليا بجوار الكتابة بئر ماء مطوية وقديمة طمرتها الأتربة، مما يدل على أنهما كانتا موردين هامين لتلك القبيلة التي كان لها الغلبة والسيطرة على القبائل الأخرى. وأخيرا رحل بنو منقذ من بني أسد من الرس إلى العراق بسبب الجدب وبحثا عن الكلأ لأنعامهم حالهم في ذلك حال أمثالهم من الأعراب الرحّل.
وهي على إحداثية (452     50     25)(527     38     043)
قال عنه الدكتور عبدالعزيز الغزّي في كتابه (مملكة كندة في وسط الجزيرة العربية) دراسة تاريخية آثارية. مطبوعات دارة الملك عبدالعزيز 1428هـ.
قال عن مملكة كندة (ولقد ناقش محمد بن ناصر العبودي موقع بطن عاقل مستفيدا من مصادر شتى وبخاصة معجمي الأندلسي والحموي والدواوين الشعرية الجاهلية والإسلامية, وبعد مناقشة مستفيضة توصل إلى أن العاقلي المعروف اليوم في القصيم هو عاقل المعروف في الجاهلية, الذي فيه كانت تقوم عاصمة مملكة كندة.
وقال الشيخ محمد بن ناصر العبودي في كتابه (بلاد القصيم 4/1524) (العاقلي: واد كبير منخفض المجرى لذلك يسميه الأقدمون (بطن عاقل) يمر إلى الجنوب الشرقي من مدينة الرس على بُعد حوالي ثلاثة عشر كيلا. يبتدئ سيله من جهة جبل كير وماء الركا, ويمتد مجراه من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي. حتى يصب في وادي الرمة قبل أن يصل إلى البدائع, ويصب فيه عدة روافد منها الأرطاوي ووادي دخنة الذي كان يسمى قديما "منعج" وهو قديم التسمية بل مشهور في القديم إلا أنه كان يسمى عاقلا, فكأن المتأخرين نسبوه إلى اسمه القديم فقالوا: العاقلي).
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ــ الرس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق