الاثنين، 23 يوليو 2018

قصيدة (قرناس والأتراك).


قصيدة (قرناس والأتراك) تحكي قصة نفق إبراهيم باشا في الرس. 
قصيدة بعنوان (قرناس والأتراك) لا يعرف قائلها, وهي تتحدث عن حرب أهل الرس مع إبراهيم باشا عام 1232هـ عندما أغار على نجد بقصد القضاء على الدولة السعودية الأولى, وكانت بلدة الرس هي أول البلدات التي قابلها الباشا وكان يعتقد مع والده محمد علي باشا بأنها هي (مفتاح الدرعية) وسقوطها يعني الاستيلاء على نجد كلها.
والشاعر تحدث عن بطولة الشيخ المجاهد قرناس بن عبدالرحمن القرناس الذي قاد أهل الرس في التصدي لإبراهيم باشا وجنوده. حتى أعجزوه عن الاستيلاء عليها وعقدوا معه صلحا يحفظ البلدة وأهلها.
والقصيدة تتحدث بكاملها عن النفق الذي حفره إبراهيم باشا وجنوده من أجل اقتحام بلدة الرس من أسفل السور المنيع المتقن بعدما عجزوا عن هدمه أو تسلقه, فدبّر الشيخ قرناس حيلة لتفجير النفق وإبطاله وإشعال نار ملح البارود بالجنود.
والقصيدة تروي حكاية الشيخ قرناس عندما وصله العلم عن قيام الأتراك بحفر خندق يبدأ من خارج سور بلدة الرس متجها نحوها ليتم نسف السور ومنزل الشيخ قرناس داخل البلدة, في تاريخ 29/10/1232هـ سمعت إحدى النساء صوت الحفر فأخبرت الشيخ قرناس الذي اهتم للأمر بعدما سمع صوت الحفر, واختار مجموعة رجال ممن يتميزون بالحكمة وكبر العقول وصغر الأجسام ويحافظون على كتمان الأمر. ثم أمرهم بالدخول إلى داخل النفق من أجل الكشف عن هدف الأتراك من الحفر.
وفي الليل خرجوا من البلدة إلى الحزم المجاور للسور من بين حسو الجفير وحسو الرخوم. وأخذوا يلعبون حول الجنود متنكرين بحركات مريبة توحي بأنهم دراويش يلعبون حينا وأحيانا يرقصون ويغنّون لمدة يومين, وفي ليل اليوم الثالث تمكنوا من معرفة كل شيء عن النفق وأسرار الجنود ثم عادوا إلى داخل البلدة نحو الشيخ قرناس. وأخبروه بما رأوا من حال الجنود والنفق.
وقام الشيخ قرناس وأهل الرس بحفر حفرة مقابل النفق وعندما عثروا على بغيتهم وعرفوا حيلة الأتراك أحضروا قِطّا وربطوا في ذيله فتيلا مشتعلا بالنار وأنزلوه ليلا في الحفر الذي يمتلئ بالألغام والجنود نائمون وثارت بهم الألغام وقتلت الكثير منهم وتمكن القلّة من الهرب. وأهل الرس لم يصبهم شيء ولله الحمد.
ثم يصف الشاعر النفق فيقول: بأن طوله (90) باعا أي (180) مترا. وعرضه حوالي مترين بحيث يمشي فيه ثلاثة رجال متجاورين وهم قيام, كما أنه يبدأ الحفر من أسفل بوعين أي (2) متر من سطح الأرض.
ثم ذكر بأن النفق يبدأ من موقع (الحنبوصي) وهو بجوار تقاطع طريق الملك فهد من الشرق مع طريق الملك سلمان من الشمال. ويتّجه نحو جو الجفير جهة الشرق من هدام الرس. وهذه القصيدة كاملة:ــ      
من شايع بن شقير للشيخ حثلين      اللي لوقفات الشجاعة يروم
نشدتنا عن قصة الدبل ومنيــن         لفى لنا علم بمكر الظلــوم
هاك الجواب اللي كتبناه عجليـن        نذكر به الزبدة لذيك العلـوم
بالفطر الأول يوم تاسع وعشرين       تال الضحى شفنا العَقِيلة تحوم
تقول أبي قرناس نادوه هالحيـن        خلّوه ينهج, لي أنا به لـزوم
أقبل وأومت له أنا وأنت الاثنين        ادخل تعال أوح النقر بالهيوم
وساعة سمع قرناس حفر المعادين     اشتان باله وركبته الهمـوم
واختار مع ربعه رجاجيل فطنين        فيهم مع الحكمة صغر بالجروم
محل  للأسرار  لبقين  ذربين               والذرب للسر المودع كتـوم
وصّاهم بحيلة لكشف الملاعين         وش الغرض من حفرهم والعزوم
استنظروا حتى غدا الليل ليلين         ونسّوا مع المطلاع صوب الحزوم
ومطلاعهم دبّاب بين الهباتين          بين الجفير وبين حسو الرخوم
ويوم أصبحوا هلّوا على الترك ماشين       شهب الشّوش ومشرشحين الهدوم
وتعاملوا معهم بصورة سقيمين         يدغملون  أبدانهم  بالرغــام
حين  رقاقيص  وحين  مغنّين         وحين  خيول  جامحة  باللجوم
وحين يحطّون الطواقي مواعين        بّه يشحذون من العساكر طعوم
وتنقّلوا وسط المعسكر ليومين          ونهار  ثالث  مدركين  المـرام
وشافوا مداخل حفرهم فالهم شين       والجُبّخان  اللي  حواليه  كـوم
ونطح الدّبل رصّات صفّين صفّين      وخلفه  كدوس  يعانقن  الخيام
ويوم أقبل الليل أَهْرفَوا تقل ذيبين       وألفوا على قرناس حين الظلام
وقصّوا عليه اللي رأوا رؤية العين      ومحذا سمع  منهم  وِلاَهُ  يقوم
ويحظّر مساحي مع كزام وزبيلين       وقال اقحصوا ننقب الدبل يالقروم
وقال احضروا بِسٍّ نشيط وعسيبين          مدهّنات  بالودك  والشحــوم
وقلادة  للبِسّ  تلبق  بطانيـن          لجل  إنها ما  تنفصخ  يالفهوم
مع سِلْسِلة تِعْقَد بها وبالعسيبين        اللي  بها  نار  توقّد  ضـروم
يجرّها العرّي ويركظ بها  لين           يدخل بها في وسْط ذيك اللغوم
اللي تثور وعسكر الروم نيمين         وتِشْتَب قِشْلَتْهم سواة الجحيـم
ومن به نطاش هجّ مثل المجانين      وسلاحهم عَوّد عليهم بْشُـوم
وحنا بفضل الرب ما طالنا شِين        مَحْذَاة جَنْبْ السّور نَاله ثلـوم
بنَا النشاما الثَّلَمْ والترك لاهين          بأمواتهم وعلاج خطر الكلـوم
فالحمد للمعبود ناصر هل الدين        ومفشِّل  تدابير  العَدُو الغَشُوم
ونشدتنا عن طول دبل المغازين        وعن عرضه ومبدأ مدخله بالتمام
تسعين بَوْع الطول ومن حدر بُوْعَين       ويمَشّي  الرجال  الثلاثة  قيام
ومبداه بالحَنْبُوصِي اللي على يمين     مْسَنّد  للجَو  شرق  الهـدام
ولو انك تْسَيّر نمشّيْك به  زين         وننقل بايدينا سراج حيث انه عَتام
وتشوف كيف الروم بالحيل ناوين       نسف  البلد  بدبولهم  واللغوم
وسلّم على نفسك وعلى معيض وردين            وكل من حضر مجلسك من وِلْد يام
تعليق: يذكر حزام أنكم تريضون بالبصرة إلى تالي صفر وودنا تنشد هل الغوص عن جاسر ولد حمود السعد اللي هف يمهم سنة تسع وعشرين وميتين, قبل احرابتنا الباشا بسنتين, غديك تصيد عنه علم لجل أن عجوزه ترجهن. والسلام.
عن نسخة دراج خزعل السماوي.
كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ــ الرس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق