ضَــارِيْ:
ينطق : بفتح الضاء وكسر الراء وسكون الياء. وهذا اسمه الحاضر ويطلق على قرية قديمة قريبة من قرية الشقة شمال مدينة بريدة, على طريق القصيم حائل القديم. كانت قديما لبني هلال, ثم صارت من مواطن بني أسد. أما اسمه القديم فيقال له (ضَارِجْ) بالجيم ثم أُبدلت جيمه ياءا. وضاري تقع أرضه بين الشفة العليا والشقة السفلى المجاورتين له وعندما اندثر صارت المنطقة كلها تسمى الشقة ولا يزال أسمها حتى الوقت الحاضر.
ذكره الجغرافيون القدماء برسم (ضارج) وسوف نورد ما قالوا فيه:
قال عنه ياقوت الحموي ( معجم البلدان 3/450) (ضَارِج) بعد الألف راء مكسورة ثم جيم. يقال ضَرَجَة أي شقّة, فهو ضارج أي مشقوق. قال الشاعر:
تيمّمَت العين التي عند ضارج يفئ عليها الطلّ عَرْمَضُها طامي
وقال أبو عبيد السكوني: إن ضارجا أرض سبخة مشرف على بارق.. وهذا حيز بين اليمن والمدينة. وقال نصر/ ضارح من النّقْي ماء ونخل لبني سعد بن زيد بن مناة, وهي الآن للرباب. وقيل لبني الصيداء من بني أسد. بينهم وبين بني سبيع فخذ من حنظلة. وقال الشاعر:
وقلت: تبيّن هل ترى بين ضارج ونهي الأكُفّ صارخا غير أعجما؟
وقال عنه لغذة الأصبهاني: ضارج, لبني الصيداء من بني أسد.
وقال البكري (معجم ما استعجم) عن ضارج: قال اليزيدي وأبو زيد الضرير: ضارج: ماء لبني عبس. وقال نصر: ضارج: ماء ونخل لسعد بن زيد, ثم لبني الصيداء من بني أسد.
وأقول: ضارج: فيه أرض سبخة بجانبها ملح يسمى (ملج ضاري) يبعد عن بريدة حوالي (15) كيلا. وحوله برقة مشهورة تسمى باسم ضارج, قال الشاعر:
أتنسون أياما ببرقة ضارج سقيناكم فيها حُراقا من الشُّرب
وأقول: ذكره الشيخ محمد العبودي (معجم بلاد القصيم 4/1382) برسم (ضاري) فقال عنها: قرية قديمة العمران واقعة في منطقة الشقة التي تقع إلى الشمال من مدينة بريدة, على بُعد 14 كيلا. وقد اندثرت الآن أو كادت.
ويقول: كان ضاري مسكونا قبل 40 سنة, بل كان قبل ذلك معمورا مزدهرا, ويقول العارفون بالأخبار من أهل الشقة: إن أسلافهم عندما قدموا من التويم في سدير لم تكن في ضاري عمارة ماعدا آثارا قديمة يسمونها هلالية نسبة لبني هلال. ويريدون أنها آبارا عادية وعددها أكثر من ثلاثين بئرا مطوية لا يزال بعضها باقيا.
وقال: ويعدون ضاري والشقة من ديار بني هلال في القصيم,
ثم قال: وسبب خرابه ملوحة مائه وهجرة بعض سكانه,
وقال: ومن أشهر الأسر التي كانت في ضاري: الفرّاج, والمديهش, والشويهي, والروضان, والبراك, والخضيري, والخويلدي. ولم يبق في ضاري من أملاك المذكورين حيا إلاّ ملك الخضيري والمديهش والفراج, وتزرع حاليا قمحا.
وأقول: ضاري كان يأتي منها الملح ويتم تسويقه في القصيم باسمها, وعندما اندثرت وصارت ضمن الشقة, صار الملح يسمى (ملح الشقة).
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل.
الرس: 23/3/1437هـ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق