(جِبِلْ القُشَيْــعْ)
ينطق: بضم القاء وفتح الشاء وسكون الياء والعاء.
وهو عبارة عن جبلان أحمران صغيران يسميهما العامة (القشيعين) يقعان جنوب محافظة الرس على بُعد حوالي (10) أكيال. يسميان عند البلدانيين قديما (الأنعمين) ولكن هذا الاسم تغيّر في الوقت الحاضر وغلب عليه اسم القشيع. أحدهما يسمى (القشيع الغربي) ويقع في الجهة الغربية من الطريق المعبّد الذي يصل بين الرس ودخنة. والآخر يسمى (القشيع الشرقي) ويقع في الجهة الشرقية من الطريق. وهما على إحداثية:
(572 45 25 N)(503 31 043 E).
والجبلان يقعان في الجهة الشمالية من وادي النساء المشهور, وأقرب لهما من الجهة الجنوبية شعيب كبير يسمى (الارطاوي) وهما من مواقع الرحلات المشهورة لأهل الرس والقصيم عامة في القديم والحديث. ورد ذكر الجبل في كتب البلدان القديمة والحديثة. نورد بعضها باختصار: قال فيه لغدة الأصفهاني (إذا أشرفت رامة نظرت إلى خزاز والأنعمين ومتالع) وقال ياقوت الحموي (الأنعمان واديان قيل هما الأنعم وعاقل, وقبل: موضع بنجد).
قال عنه الشاعر جرير بن عطيه:
حي الديار بعاقل فالأنعم كالوحي في رق الزبور المعجم
طلل تجر بها الرياح سواريا والمدجنات من الشمال المرزم
وقال فيه الشاعر بشر بن أبي خازم الأسدي:
لمن الديار غشيتها بالأنعم تبدو معارفها كلون الأرقم
لعبت فيها ريح الصبا فتنكرت إلاّ بقية نوئها المتهدم
وقال الشاعر لبيد بن ربيعة
طلل لخولة بالرسيس قديم فبعاقل فالأنعمين رسوم
وقال لغدة الأصفهاني: وبجنب منعج (دخنة) خزاز وهو جبل. والأنعمان ببطن عاقل, وهما جبلان صغيران. قال المهلهل:
بات ليلي بالأنعمين طويلا أراقب الليل ساهرا أن يزولا
كما ورد ذكر القشيع بالإفراد والتثنية والجمع في الشعر الفصيح والشعبي. قال الشاعر الكبير سرور الأطرش:
يا صاحبي من القشيعين من غاد في ماقع ما هو بهمج شرابه
بأيمن حزوم الرس في مقلط الواد سقاه من نو الثريا سحابه
وقال الشاعر عبدالله بن صالح العطني من الرس ذاكرا لهما بصيغة الجمع:
يالله من مزن نخيله تبنا وبله على عالي القشيعات غطاه
وإلى انحدر جعله يسيّل وطنا عساه يزّي العاقلية ومجراه
هذا بعض الشعر الذي قيل قديما وحديثا عن القشيعين (الأنعمين) ولواستقصينا كل الشعر الذي قيل فيهما لطال المقال. أما الشيخ محمد العبودي فقد تحدث في (معجم بلاد القصيم) عن الجبل وأسهب في حديثه.
وجبل القشيع قامت بلدية محافظة الرس قبل بضع سنوات بتحسين أرضه وما حوله من شعاب ليكون متنزها لأهل محافظة الرس وما حولها, ولكن الحماس حوله ضعف وتكاسلت البلدية عن إكماله. ويبدو لي بأن ذلك التكاسل بسبب تنازع البلدية مع الزراعة على تبعيته. وأرضه الآن مهيأة لإصلاحها لتكون متنزها رائعا وجميلا كما فعلت بلدية محافظة دخنة بجزء من جبل خزاز.
لذا أنقل طلب أهل الرس إلى البلدة وفرع الزراعة للعمل على إصلاح الموقع ليكون مكانا للتنزة لأهل الرس وما حولها من المراكز والقرى. كما لنا أمل كبير ورجاء لسعادة محافظ الرس في حث الجهات المختصة بالعمل على تهيئة الموقع وإصلاحه. وللجميع تحياتي.
كتبه الباحث: عبدالله بن صالح العقيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق