ـ كتاب
(دليل الخليج) القسم التاريخي. تأليف:ج ج لويمر. الجزء 3 طبع على نفقة الشيخ خليفة
بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر. قال فيه:
توجه
طوسون نحو القصيم:
يقول
المؤلف تحت عنوان (تقدم طوسون باشا إلى القصيم مارس ـ مايو 1815(ص 1616)(وفي نهاية
مارس سنة 1815 تقدم طوسون باشا إلى القصيم التي كان أرسل إليها حوالي 400 فارس من
قبل, وأصبحت معه 200 أو 300 فارس آخر و 400 جندي من المشاة وحوالي 400 بعير للنقل,
وكذلك بضع مئات من بدو قبائل حرب ومطير, وتوقف شهرا في طريقه عند حنكية, وهناك
جاءته الأوامر من محمد علي بالرجوع إلى المدينة لكن طوسون بسبب اعتقاده وقتذاك أنه
ليس أقل في المكانة من أبيه رفض أن يطيع الأمر. ويجب أن نلاحظ أن محمد علي نفسه
كان في المدينة إذ جاءه إليها على غير توقع في 14 أبريل لأن وقته كان مشغولا تماما
بالمشاكل المحلية. وفي أوائل مايو وصل طوسون باشا إلى القصيم وفي الرس لحق به
حلفاؤه السياسيون من رجال القصيم ومنهم الفرسان الذين طلبوا منه التقدم. لكن
حجيلان أقوى رجل في القصيم كان مخلصا في ارتباطه بقضية الوهابيين فلم يشترك في هذا
الأمر. بل على العكس جمع أنصاره حوله واستعد للحرب في بريدة).
تحرج
موقف القوات المصرية في القصيم مايوـ يونيو 1815:
وحين
وصل الأمير عبدالله إلى شنانة في قوات كبيرة من البدو وغيرهم أصبح طوسون باشا في
موقف حرج. فالوهابيون يستطيعون منع وصول الإمدادات إليه إلاّ من عدة قرى قريبة,
وفي نفس الوقت أباد الوهابيون قوة من 250 فارسا كانت متقدمة من المدينة لنجدة
طوسون. وكانت هذه الجماعة سيئة الحظ يقودها إبراهيم آغا أو توماس كيث الذي كان
طوسون باشا قد جعله حاكما للمدينة والذي أثبت شجاعة حتى اللحظة الأخيرة حين قتل
أربعة رجال من بيديه قبل أن يسقط قتيلا, وفي نفس الوقت أسرع محمد علي باشا الذي
بدأ غير مهتم بنتائج عمليات ابنه في القصيم, بل حتى داخلته الغيرة من أعماله أسرع
من ينبع عائدا إلى مصر. وذكر في تبرير هذا الرحيل المباغت أن صحته ساءت كثيرا لطول
إقامته في جزيرة العرب وأنه كان يخشى هجوم الأسطول التركي على ميناء الإسكندرية.
المعاهدة,
وعودة طوسون باشا إلى المدينة يونيو 1815:
ويبدو
أن ضعف القوات المصرية لم يكن واضحا تمام الوضوح للوهابيين, وكان أميرهم لهذا
يعتقد أن موارد مصر الكثيرة لابد ستنتصر في النهاية على مصادره المحدودة. وظن أن
من المناسب أن يتراجع عن الاستمرار في هذا الصراع.. ومهما كان السبب فقد استجاب
الأمير عبدالله لعقد تسوية اقترحها طوسون. وتم التوصل إلى اتفاقية تخلى فيها
الأمير عن مطالبه الأماكن المقدسة في الحجاز واحتفظ بحقه في زيارتها لهدف الحج فقط.
كما اعترف أيضا بسيادة سلطان تركيا عليه, وفي مقابل ذلك تعهد طوسون باشا بالانسحاب
من القصيم. وتم الاتفاق على أن تكون منطقة حنكية هي الحدود الفاصلة بين المناطق
التابعة للوهابيين والتابعة للمصريين. وهكذا رجع طوسون باشا إلى المدينة في يونيو
سنة 1815 بعد أن ظلت إقامته في القصيم أربعة أسابيع بالضبط.
عدم
التصديق على الاتفاقية:
وفي
أغسطس وصل مبعوثان من الوهابيين إلى القاهرة للتصديق على هذه الاتفاقية لكن محمد
علي ردهما ردا غير واضح بدأ منه أنه كلن لا يمانع في الصلح بشرط أن يضم إقليم
الأحساء إلى ساحل الخليج. ورجع طوسون باشا نفسه إلى القاهرة يوم 7 نوفمبر سنة 1815
فاستقبله أبوه استقبالا فاترا).
وفي(ص
1618)تحت عنوان (القوات المصرية تغزو القصيم للمرة الثانية) قال:
الاستعدادات
للحملة 1816:
وظلت
الأمور كما هي عدة شهور بعدها. وكان معظم السبب في ذلك إقناع محمد علي بأن الانجليز
لا بد سيحاولون النزول إلى مصر. وحين تبدد خوفه هذا استأنف مواصلة حربه في جزيرة
العرب, وقد حدثت اضطرابات واسعة في جنوب الحجاز وأرغمت الحاميات المصرية على
التراجع من بيشة ورانيه وترابه. وفي أغسطس 1816 خرج إبراهيم باشا بن محمد علي
الأكبر (أو ابنه بالتبني) من القاهرة ومعه قوات قوامها 2000 جندي من المشاة و 1500
فارس من بدو الصحراء الليبية. وقبل أن الأوامر صدرت إليه بالتقدم من المدينة إلى
الدرعية عن طريق القصيم.
عمليات
القوات المصرية في حنكية:
وانقضى
وقت طويل على أية حال قبل أن يستطيع إبراهيم باشا تنفيذ التعليمات التي صدرت إليه.
فلم يصل حنكية إلا بعد انقضاء وقت دام عدة أشهر من سنة 1817 وجعلها مركز انطلاق
غارات متعددة على القبائل المجاورة. وكانت قبائل حرب وعتيبة من الذين عانوا من هذه
الغارات. وكان من نتائجها أن أعلنت قبائل كثيرة ولاءها للمصريين, وكان العمل التالي
لإبراهيم باشا هو حملته على منطقة جبل شمر, مستعينا أساسا بقبائل البدو الموالية
له, يتبعهم طابور من الفرسان المصريين وراءهم. وأصيبت هذه القبائل بخسائر فادحة..
ونجا المصريون فلم يفقدوا أكثر من 20 رجلا.
.
حنكية: أي الحناكية.
انتصار
القوات المصرية في جبل ماوية 1817:
وبناء
على طلب قبائل البدو الموالية للقوات المصرية والتي بدأ الوهابيون يلحون في
مضايقتها أرسل القائد المصري قوة من جنوده إلى جبل ماوية على الطريق بين حنكية
ورأس.. وهناك اشتبكت هذه القوة بقوات العدو بقيادة الأمير عبدالله, وكانت نتيجة
المعركة في صالح المصريين ويستدل على ذلك من الهياكل العظمية البالية التي ما تزال
تغطي ساحة القتال عندما تفقدها الكابتن سادلر في سبتمبر 1819. واضطر الأمير إلى
الهرب عن طريق رأس عنيزة في القصيم. وفعل إبراهيم باشا الذي وصل إلى ميدان الحرب
بعد انتهائها تقريبا كفعل الوهابيين في مثل هذه الحالات. فأمر بإعدام الأسرى
جميعا. وحينما تجمعت قواته في ماوية ـ ووصل عددها إلى 1200 فارس و 4000 من جنود
المشاة تقدم نحو الرس. ولحق به شيخ قبيلة مطير علنا فقد كان له ثأر عند الوهابيين.
وقام في الطريق بغارة على قبيلة عنيزة.
القوات
المصرية تضرب حصارا فاشلا على الرس 1817:
وحين
وصل إبراهيم باشا إلى الرس أعد العدة للاستيلاء عليها مرة واحدة, ولكن أسوارها
استطاعت أن تقاوم نيران مدفعيته لثلاثة أيام. وحين أحدثت ثغرة في الأسوار وبدأت
قواته في الاندفاع منها اضطرت إلى التراجع متكبدة خسائر جسيمة, واستمر الحصار بلا
جدوى ثلاثة أشهر ونصفا ثم رفع نهائيا, وخسرت القوات المصرية 900 قتيل و 1000 جريح
في هذه العمليات. كما استهلكت حمولة 400 بعير من ذخيرة الأسلحة الخفيفة إلى جانب
30 ألف دانة للمدفعية, كل هذا في حين لم تتجاوز خسارة المحاصرين داخل المدينة أكثر
من 50 قتيلا و 70 جريحا. وحدث شبه اتفاق مع أهل الرس أصبح مصير هذه المدينة بموجبه
مرتبطا بمصير عنيزة عاصمة القصيم) أ.هـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق