كتاب
(تاريخ نجد) تأليف: عبدالله فلبي. تعريب: عمر الديسراوي. منشورات المكتبة الأهلية
بيروت.
كما تم
طباعة الكتاب في مطبعة مدبولي بعنوان (تاريخ نجد ودعوة محمد بن عبدالوهاب السلفية)
سنت جون فلبي 2009م. قال:
طوسون
في القصيم:
قال
المؤلف في الفصل الخامس تحت عنوان(عبدالله الأول بن سعود)(ص 141) (وسمع محمد علي
وهو في قنفذة بحدوث اضطرابات في مصر بين مماليك الغزو وحكومته فقرر العودة إلى
مصر. تاركا أمر العمليات العسكرية الأخرى لابنه طوسون. وكان آنئذ في المدينة
المنورة يقوم بالاستعدادات بحملة على نجد. وجرت اتصالات بينه وبين العناصر الساخنة
في رسّ والخبراء شجعته على العمل بدون أي تأخير, فأمر القوة (النازلة) المعسكرة في
الحناكية أن تزحف على القصيم. فاحتلت القريتين بدون أية مقاومة, بينما أخضعت الحصون
في القرى الصغيرة المجاورة, فيما عدا المدن والقرى الواقعة في المناطق الوسطى
والشرقية من القصيم. إذ ظلت هذه موالية للحكومة الوهابية وتحارب المصريين حربا غير
نظامية. إلى أن سارع عبدالله إلى لإنقاذهم بجيشه الذي جمعه من جميع أنحاء نجد.
عبدالله
بن سعود يهاجم قوات طوسون:
وفي
منتصف نيسان من سنة 1815 غادر عبدالله الدرعية للتطواف في المذنب, ومن هناك تقدم
نحو الرويضة القريبة من رسّ أما المصريون فاكتفوا بإطلاق مدافعهم من بعيد, بينما
هاجم عبدالله حشدا من قبائل حرب ومطير قيل بأنهم كانوا يحتشدون في الغرب من آبار
بصيري, وفي الطريق سمع بأن طوسون نفسه قد وصل بقوة كبيرة إلى داث في طريقه إلى رسّ
فاستدار في الحال إلى تلك الجهة. مؤملا أن يفاجئ العدو على الآبار, ولكن طوسون كان
قد توقع هذا الهجوم فاستمر في زحفه نحو رسّ. فأرسل عبدالله فرقة القصيم لتصد أي
تقدم للعدو في ذلك الاتجاه, بينما رجع هو إلى خطته الأولى في مهاجمة القبائل في
بصيري. وبعد أن أخضعهم وهزمهم, وردته أخبار جديدة تقول أن طابورا تركيا مع
المصريين قد وصل بئر البعجة وحصنها في المنطقة المجاورة, فسار نحوهم وقد التجأت
القوة المؤلفة من مائة وعشرين رجلا إلى الحصن فاقتحمها عبدالله عنوة وقتل جميع
أفراد الحامية عن بكرة أبيهم, ثم عاد عبدالله إلى قاعدته في المذنب, بينما أرسل
طوسون المتمركز جيدا في رسّ والخبرة قوة أمامية إلى الشبيبية قرب عنيزة, من أجل
احتلال عنيزة في الوقت الملائم, وجعلها مقره الرئيسي, إلاّ أن عبدالله هو الذي
وصلها أولا واتخذ منها قاعدة للغارات المتكررة على المصريين وحلفائهم من البدو
الذين أصبح مركزهم العام وسط أراضي العدو حرجا بينما سارعت بعض العناصر من رسّ
نفسها إلى احتلال حصون شنانة لمصلحة عبدالله بعد أن ندموا على تسرعهم في خضوعهم
لطوسون. أما مركز الشبيبية الطليعي فسُحب, وانتقل عبدالله من عنيزة إلى آبار
الحجناوي حيث أمضى قرابة الشهرين ضاغطا باستمرار على موقع طوسون.
العمليات
الحربية على الرس:
ثم
يكمل المؤلف حديثه عن العمليات الحربية في الرس (ص 144) ويقول (وقد عقبت ذلك حدوث
تطورات جديدة على الموقف. وهي إما أن تكون ناشئة عن وضع طوسون الخطر في وسط
الصحراء, أو ضغط الأحداث في مصر أو سوء حالته الصحية, فقد ثبت أن ضابطا بصحبة
دليلين من حرب ومطير هوجم وهو في طريقه إلى طوسون ونُقِل على يد آسريه الوهابيين
إلى معسكر عبدالله فقُتل الدليلان في الحال بدون سؤال أو جواب. أما الضابط التركي
فنقل إلى عبدالله المعلومات التالية: وهو أنه يحمل رسالة إلى طوسون من والده يأمره
فيها بعقد الصلح والعودة إلى مصر. وبعد معاملة كريمة أرسل الضابط إلى طوسون, فوصل
القائدان المتحاربان إلى اتفاقية تنصّ (1)
إنهاء الأعمال العدوانية, (2) إنهاء التدخل التركي في شئون نجد, (3) إطلاق حرية
التجارة بين الجزيرة العربية وجاراتها, وتأمين الحج لجميع الأطراف المعنية.
وهكذا
غادرت القوات المصرية رسّ إلى المدينة المنورة في منتصف شهر تموز سنة 1815, ورافق
طوسون مرافقان ساميان سعوديان يحملان رسالة من عبدالله إلى محمد علي باشا الذي
ابرم بدوره اتفاقية الهدنة وأيدها. ولم يعش طوسون طويلا بعد الفشل الذي لحق به في
الجزيرة العربية, إذ توفي في مصر في آخر أيلول سنة 1817, وقبل ذلك يشهر واحد توفي
في سالونيك الشريف غالب بن مساعد الذي كان محمد علي قد نفاه إليها.
ويبدو
أن عبدالله قد أدار دفة الحرب ضد طوسون بكل نشاط ومهارة, فقد سيطر بيد من حديد على
قوته الكبيرة بما فيها من عناصر فرارة طيارة. وكان هو الذي ألهم شعب القصيم أن
يصمدوا في وجه الاعتداء المصري كما ظهر ذلك في توبة أهل رسّ المتأخرة لسهولة
انقيادهم للعدو. وكون محمد علي هو الذي طلب التوقف, يعتبر بحد ذاته نصرا معنويا
للوهابيين, تأتى بفضل المقاومة الضارية التي أبداها أهل نجد لمطامع إبراهيم باشا.
عبدالله
بن سعود يغير على البادية:
ثم
تحدث الكاتب (ص 146) عن قيام عبدالله بن سعود بحشد قوات كبيرة وتوجه غربا لتأديب
القبائل من حرب ومطير حول آبار العلم قرب الحناكية, ثم جنوبا نحز حرة كشب, ثم عاد
إلى بلاده عن طريق الدفينة دون أي نشاط حربي.. ثم قال (بينما أخذ أمير رسّ واثنان
آخران من أهلها البارزين رهائن إلى الدرعية)أ.هـ.
إبراهيم
باشا يحارب أهل الرس:
وفي (ص
147) تحدث المؤلف عن حرب أهل الرس مع إبراهيم باشا فقال (أما إبراهيم فلم يضع
الوقت بل أخذ يطور نصره ويستفيد منه, فسار من الحنكية إلى ماوية مع جيشه الرئيسي
ومعداته كلها, ومن هناك اندفع نحو القصيم فوصل قبالة رسّ في التاسع من تموز. ووجد
السكان غير مبالين هذه المرة إلى الاستسلام, فقد أرسل إليهم عبدالله قوة من الجيش
لتقوية دفاعهم. واشتد حصار رسّ, وكذلك اشتدت المقاومة العنيدة, غير أن الأمور سارت
في صالح إبراهيم, ولم تترك مدافعه ولا معدات حصاره راحة للمدافعين لا ليلا ولا
نهارا, كانت الثغرات والشقوق التي تحدثها المدافع في الأسوار نهارا يعيد المدافعون
إصلاحها ليلا دون كلل أو ملل. وكانت الألغام والقنابل تطلق من الداخل لإبطال مفعول
ألغام العدو المهاجم من الخارج. وقد استعمل المصريون قنابل يطلقونها من مدافعها
فتنفجر وسط التحصينات, وكلما مرت الأيام بلا أمل في الخلاص أرسل المحاصرون
يستنجدون بعبدالله الذي كان مقيما في عنيزة, فيتوسلونه ويلحون عليه في طلب
المساعدة أو السماح لهم بطلب الصلح مع الأعداء. ويبدو أن عبدالله لم يكن بوسعه
التدخل بأي شكل, أما الأعداء فكانوا يتلقون الإمدادات والذخائر من مصر بلا انقطاع.
وأصبح وضع المدافعين أبعث على اليأس. وبعد أربعة أشهر من الحصار اضطرتهم الأحوال
إلى طلب الصلح بشروط سخية في الخامس والعشرين من تشرين الأول سنة 1817, وسمح
للمدافعين أن يخرجوا بكامل أسلحتهم ومعداتهم لينضموا إلى عبدالله في عنيزة. أما
خسائرهم فبلغت 70 قتيلا بينما يقدر ابن بشر عدد القتلى المصريين بستمائة قتيل).
سقوط
القصيـم:
ثم قال مختتما حديثه عن القصيم (ص 149) (وبعد أن
وضع إبراهيم باشا الترتيبات الضرورية لتأمين سلامة عنيزة, تقدم صوب بريدة حيث
استسلم الأمير حجيلان مع المواطنين دون مقاومة. وهكذا سقطت جميع القصيم في يد
إبراهيم خلال أسبوعين أو ثلاثة بعد انهيار مقاومة رسّ الباسلة ...) أ.هـ.كتبه: عبدالله بن صالح العقيل ـــ الرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق